اللواء «محى نوح» بطل معركة رأس العش "أخذنا بثأر الشهيد عبد المنعم رياض وتكريم الرئيس السيسي وسام على صدرى

في ضوء الإحتفال بالذكري الخمسين لإنتصارات أكتوبر المجيدة، التقينا باللواء محي نوح قائد المجموعة ٣٩ قتال وبطل معركة رأس العش والبطل الحقيقي لفيلم الممر والذى كرمه الرئيس عبد الفتاح السيسي كبطل من أبطال حرب أكتوبر.

«من كلية الطب إلى الكلية الحربية»

وأوضح اللواء محي الدين خليل مهدي نوح فى تصريحات خاصة لـ «الأسبوع» أنامن مواليد ١٩٤٣م بإحدى قرى مركز أبوحماد بمحافظة الشرقية، التحقت بكلية الطب بالقاهرة، وحصلت علي بطولة الجمهورية للناشئين فى الملاكمة، وخلال مشاركتى فى أحد معسكرات الملاكمة بالجامعة تقابلت مع العقيد علي شفيق مدير مكتب المشير عبد الحكيم عامر وزير الحربية أنذاك، فاستدعاني وعرض علي الإلتحاق بالكلية الحربية، فقمت بسحب أوراقي من كلية الطب للإلتحاق بالكلية الحربية، تخرجت فى الكلية الحربية تخرجت والتحقت بسلاح الصاعقة وذهبت لليمن عام ١٩٦٤، وتعرضت لأربعة إصابات وشظايا واعتبرها وسام وأوسمة على صدرى، وحصلت علي عدة أنواط وأوسمة منها: نوط الجمهورية من الرئيس جمال عبد الناصر والرئيس السادات، نوط الواجب العسكري، نوط الشجاعة العسكرية، وسام النجمةالعسكرية وتكريمى من الرئيس عبد الفتاح السيسي.

«منعنا احتلال القنطرة»

وأضاف اللواء «محى نوح»بعد عودتنا من اليمن ذهبنا للجبهة وتوجهنا لمدينة شرم الشيخ ثم صدرت تعليمات لنا بالتحرك نحو الإسماعلية وذلك يوم ٥ يونيو ١٩٦٧، وعلمنا بقيام إسرائيل بضرب المطارات المصرية، وأثناء وجودنا باﻹسماعلية وردت إلينا تعليمات بشأن التصدي للواء مدرع إسرائيلي ينوي إحتلال مدينة القنطرة وكان عددنا ٢٠٠ فرد، فقمنا بعمل حفر برميلية وتقابلنا مع اللواء المدرع في منطقة جلبانه، استطعنا تدمير عدد كبير من دبابات العدو، ثم توجهت بعدد من المصابين إلى منطقة الكاب ومنها الضفة الغربية للقناة حتي وصلت إلى بورسعيد بمدرسة أشتوم الجميل، ثم كلفت بأخذ البلنصات إلى بحيرة البردويل ﻹحضار الشاردين والمصابين.

«ملحمة رأس العش»

وأشار اللواء «محى نوح» فى تلك الأثناء كنت قائدا لكتيبة صاعقة وكلفوني بوضع فصيلة فى الكاب، ورأس العش، وكان العدو قد توجه من القنطرة إلي مدينة بورفؤاد والتى فشلوا في إحتلالها أثناء حرب ٦٧، ووصل العدو إلى رأس العش "جنوب بور فؤاد"وأرادو إقامة موقع بجوار فصيلتي عند الكيلو ١٤ على قناة السويس، وكنا ثلاثين مقاتلا، وقررت وقتها التصدي للعدو فى هذه المنطقه، وقمنا بإطلاق النار صوب العدو حتي دمرنا أربع دبابات والحقنا خسائر فى صفوف العدو، مما دفع العدو للتراجع، وأصبت بشظيتين في الكتف والوجه، وكانت معركة رأس العش هي بمثابة رمز الصمود والثأر وعودة الثقه لنا.

« المجموعة ٣٩ الملقبة بالأشباح وعملية لسان التمساح»

أكد اللواء «محى نوح»كلفت بالنزول للقاهرة لمقابلة فرع العمليات الخاصة وتقابلت مع اللواء إبراهيم الرفاعي والذي سبق وأن خدمت معه فى اليمن، وطلب مني العمل معه واختيار أفضل العناصرالمتميزة معنا، ثم بدأنا بالعمل تحت عدة مسميات " فرع العمليات، الفدائيين المصريين، الكوماندوزالمصريين، ثم المجموعة ٣٩ قتال، حيث يرجع السبب في تسميتها بهذا الأسم إلي قيامها بتسع وثلاثين عملية فدائية ضد العدو، وكان الهدف الرئيسي من المجموعة تدمير مواقع العدو وكسر الحاجز النفسي، ولولا حرب الإستنزاف ما إنتصرنا فى معركة العبور، قمنا بعدة عمليات فدائية ضد العدو منها الإغارة علي موقع لسان التمساح "والذي كان يوجه ضرباته لمدينة الإسماعلية وهو أيضا الموقع الذى خرجت منه القذيفة التى أصابت الشهيد عبد المنعم رياض رئيس أركان الجيش، ورصدنا الموقع من الإسماعلية وتحركنا فى ٦ قوارب، وكنت قائد مجموعة إقتحام، ورغم الدشم الحصينة دخلنا الموقع وأنزلنا العلم الإسرائيلي ورفعنا العلم المصري وحرقنا المنطقة الإدارية، وبالتالي أخذنا بالثأر، وأصبت بشظايا ونقلت لمستشفى القصاصين وأجريت لي عملية جراحية وكنت أتمني الشهادة، ثم نقلونى إلى مستشفى المعادي، وقالبني اللواء محمد صادق مدير المخابرات وكان مشرفا على المجموعة ٣٩قتال، وجاء الرئيس جمال عبد الناصرلزيارتى بالمستشفي لمعرفة ماتم بعملية لسان التمساح، وطلبت منه توفير الإمكانيات اللازمة لنا علي الجبهة والإشتراك في العملية الفدائية القادمة.

«السادات يعفى الفريق صادق من مهامه»

وأوضح اللواء «محى نوح»لقد زار الرئيس السادات المجموعة ٣٩ قتال بعد تولية الحكم مباشرة وذلك بعد مشروع "روجرز"لوقف إطلاق النار والذي يعتبر هدنة مؤقته من قبل الأعداء ١٩٧٠م وسئلته أثناء لقائه بنا عن سبب توقف العمليات وما قد يؤدي لضعف العزيمة عندنا فأخبرني " سنستمر في العمل والكفاح لتحرير الأرض"، ولعل هناك أمر يستوقفنا وهو ما يدور في ذهن السادات حينما طلب من الفريق محمد صادق الذى عين فى ١٩٧١م وزيرا للحربية، حيث أقترح مدي إستعداد القوات للعبور في أي وقت ولكن الفريق صادق أكد له عدم القدرة علي خوض الحرب دون أن يكون هناك إمكانيات وما تحتاجه القوات من أسلحة، الأمر الذى دفع السادات للإطاحة به وتكليف المشير أحمد إسماعيل وزيرا للحربية خلفا للفريق صادق.

« الله أكبر زلزلت حصون العدو»

وقال اللواء «محى نوح» اندلعت الحرب في تمام الساعة الثانية ظهرا حيث نجحت الطائرات فى ضرب مواقع العدو فى سيناء، وبدأ العبور العظيم، ولننظر للجندي المصري وهو يعبر أصعب مانع مائي ويصعد ساتر ترابي يصل لأكثر من ٣٠ مترا ويحمل مدفع وأرابجيه على كتفه ويحتل المواقع الحصينه مع صيحة الله أكبر.. الله أكبر ويستولي علي خط بارليف الحصين في ست ساعات ومل هذا وهو صائم، أليس هذا العمل معجزة!!، اغلقنا انابيب النابلم في القناة قبل الحرب بيوم لأن العدو كان يعتقد أنه من المستحيل عبور القناه أو حتي المرور من وسط هذه الأنابيب القابلة للإشتعال، وكذلك الساتر الترابي واستخدمنا خراطيم ضغط المياه لعمل فتحات تسمح بمرور الجنود والدبابات ومد الجسور علي الضفة الشرقية للقناه.

«خداع العدو والعبور العظيم»

بين اللواء «محى نوح»عرفت بالخبر صباح يوم العبور لأننا جميعا كنا جاهزين وفى مشروع تدريبي وكان لخطة الخداع التى قامت بها القوات المسلحة أثر كبير فى الإستيلاء على النقط القوية والحصينة فى ست ساعات وكنا مكلفين في اليوم الأول بتدمير مواقع البترول فى الجنوب وبدأنا بمنطقة بلاعيم دمرناها وكان معنا ثلاث طائرات هليكوبتر ثم بعد ذلك دمرنا باقى المواقع بالعبور بالقوارب من خليج السويس ثم بعد ذلك توجهنا إلى الأسماعليه يوم ١٨ أكتوبر بعد حدوث ثغره الدفرسوار نتيجة وصول العدو إلي الضفة الغربية للقناه، وتحركنا لتدمير هذا الجسر، ولكن رفض الفريق سعد الدين الشاذلي تدمير الكوبري وهذا هو الخطأ الذي إرتكبه الشاذلي مع المجموعة ٣٩ قتال، وطلب منا محاربة القوات المعادية، مع الصاعقه دفاعا عن مدينة الأسماعليه واستشهد البطل إبراهيم الرفاعي يوم ١٩ أكتوبر وقت أذان الجمعة، وتوليت قياده المجموعه بعده وذهبت إلى قياده الجيش لأخذ المهام من اللواء عبد المنعم خليل قائد الجيش ثم توجهت مع المجموعة للدفاع عن منطقه جبل مريم جنوب الإسماعلية وكنا فى الخطوط الأمامية لكتيبة المظلات، وهناك توضيح لابد من قوله وهو أن الخلاف بين الرئيس السادات والفريق الشاذلي كان بسبب إصرار الأخير علي سحب قوات من الشرق للغرب، وهذا ما رفضه السادات.

«ملحمة السويس »

أكد اللواء «محى نوح» جاء قرار مجلس الأمن بوقف إطلاق النار يوم ٢٢ أكتوبر عصرا، وفي نفس الوقت كانت قوات الصاعقة تحارب في نفيشة وأبو عطوه، وإلتزمنا بالقرار وإسرائيل لم تلتزم، ودخلو لمدينة السويس ٢٤ أكتوبر، ودارت معركة طاحنة بين العدو والقوات المصرية بمشاركة الأهالي، وهزم العدو شر هزيمة وانسحب يجر أذيال الخزى والخيبة.

«السلام تصنعه القوة »

وبين اللواء «محى نوح»عقدت مباحثات الكيلو ١٠١ والعديد من المباحثات للسلام وقام الرئيس السادات بزيارة إسرائيل ثم عقد مؤتمر كامب ديفيد ثم معاهدة السلام تم تنفيذ الأنسحاب علي ثلاث مراحل (منطقة" أ" بطول٦٠ كم من البحر المتوسط حتي جنوب سيناء وبعدها ٢٢ ألف جندي، ثم منطقة ب" وبها ٤ ألاف جندي حرس حدود، منطقة "ج" وبها ٧٥٠ جندي أمن مركزي، منطقة "د" في إسرائيل بحوالي ٤ كم وبها ٤ لواءات، ورفعنا العلم علي سيناء، وظلت طابا تحت يد إسرائيل حتي تم إستلامها عن طريق لجنة التحكيم ورفع العلم المصرى عليها فى مارس عام ١٩٨٩م.

« دروس مستفادة يرويها البطل»

وأشار اللواء «محى نوح»يعتبرعنصرالمفاجأة من أهم عوامل النصر، وفاجئنا العدو بالعبور على عكس ما كان متوقعا والفرد المصري تجده وقت الشدة، وكلمة الله أكبر كان لها واقع كبير فى النصر والتخطيط الجيد للمعركة، وخطة الخداع المحكمة والتدريب الشاق والمناورات التي تمت خلال فترة السلم والحرب، والجندي المصري خير أجناد الأرض، ورغم التعليمات الصادرة لنا باﻹفطار إلا أننا كنا صائمين، كان لدينا عزيمة وإصرار على تحرير الأرض، وإسقاط أسطورة العدو الكاذبة" الجيش الذي لا يقهر" وكان تكاتف العرب وقطع البترول عن الدول الكبري والسرية الكاملة، وتنويع مصادر السلاح أحد العوامل الرئيسية لتحقيق النصر.

«تكريم السيسي لي شرف ووسام»

وأوضح اللواء «محى نوح» تكريم الرئيس عبد الفتاح السيسي وسام على صدري وعلى الجميع التكاتف والوقوف خلف القيادة السياسية الرشيدة من أجل دحر قوى الشر والأرهاب واستكمال مسيرة التنمية والوصول لبر الأمان، ومصر محفوظة بحفظ الله

المصدر: الأسبوع