منتدى "الحزام والطريق" الثالث للتعاون الدولي.. "طريق السعادة" يعود بالنفع على جميع بلدان العالم
تاريخ النشر: 9th, October 2023 GMT
مسقط- الرؤية
تستضيف الصين خلال شهر أكتوبر الجاري، مُنتدى قمة "الحزام والطريق" الثالث للتعاون الدولي في بكين، ولا يعد المنتدى الحدث الأكثر جدية لإحياء الذكرى العاشرة لمبادرة "الحزام والطريق" فحسب، وإنما منصة مهمة لجميع الأطراف لمناقشة البناء المشترك عالي الجودة لتعاون "الحزام والطريق".
وستعمل الصين مع المجتمع الدولي على تلخيص الخبرات وإجراء تبادلات متعمقة وتعزيز التعاون لقيادة التطوير المستمر للبناء المشترك عالي الجودة لـ"الحزام والطريق".
واقترح الرئيس شي جين بينغ خلال زيارته لكازاخستان وإندونيسيا في سبتمبر وأكتوبر 2013، البناء المشترك للحزام الاقتصادي لطريق الحرير وطريق الحرير البحري للقرن الحادي والعشرين، وهو ما أسهم في فتح فصل جديد من التعاون الدولي. وخلال السنوات العشر الماضية، من التخطيط إلى التنفيذ، أصبحت المبادرة المنتج العام الدولي الأكثر شعبية وأكبر منصة للتعاون الدولي.
ومع الالتزام بمبدأ التشاور والتعاون والمنفعة للجميع، حققت مبادرة "الحزام والطريق" نتائج مثمرة على مدار السنوات العشر الماضية؛ حيث تم استقطاب أكثر من ثلاثة أرباع دول العالم للمشاركة، وتشكيل أكثر من 3000 مشروع تعاوني، وتحفيز استثمار ما يقرب من تريليون دولار أمريكي، وخلق 420 ألف فرصة عمل للدول الواقعة على طول الطريق. كما تثبت هذه الإنجازات أن بناء "الحزام والطريق" هو "طريق السعادة" الذي يعود بالنفع على جميع دول العالم.
ومع كون التعاون المربح للجانبين حجر الزاوية، فإن "طريق السعادة" يتسع أكثر فأكثر. وعلى مدى السنوات العشر الماضية، نجح البناء المشترك لـ "الحزام والطريق" في بناء عدد من المشاريع البارزة، مثل قطارات شحن الصين-أوروبا، والممر البري والبحري الغربي الجديد، وخط السكك الحديدية بين الصين ولاوس، وميناء بيريوس، وإرساء أساس متين لتنمية التعاون الاقتصادي والتجاري والقدرة الإنتاجية، وتوسيع مجال التعاون في مجال الطاقة والموارد. ومحطة بوتالام لتوليد الطاقة في سريلانكا التي تضيء آلاف المنازل، وخط سكة حديد مومباسا-نيروبي في كينيا الذي يعزز النمو الاقتصادي المحلي بأكثر من نقطتين مئويتين، و"ورشة لوبان" التي تساعد الشباب في أكثر من 20 دولة على إتقان التعليم المهني مهارات .... كل هذه "المعالم الوطنية" و"مشاريع تحسين معيشة الشعب" و"آثار التعاون" ضخت زخما جديدا في تنمية البناء المشترك للبلاد.
وقد استخرج معهد بروغل للدراسات، مؤسسة بحثية أوروبية، البيانات التي نقلتها وسائل الإعلام الرئيسية فيما يقرب من 150 دولة، وعلى هذا الأساس، وتم إجراء تحليل كمي لاهتمام الرأي العام العالمي وتوجهه العاطفي بشأن مبادرة "الحزام والطريق"، وخلص التقرير النهائي الذي صدر إلى أن معظم مناطق العالم لديها وجهة نظر إيجابية للغاية بشأن مبادرة "الحزام والطريق" الصينية.
ومع الابتكار الأخضر كلون الخلفية، أصبح "طريق السعادة" أكثر جمالا. وأصبح اللون الأخضر خلفية مميزة للبناء المشترك عالي الجودة لمبادرة "الحزام والطريق" للتنمية الخضراء، من التحالف الدولي للتنمية الخضراء "الحزام والطريق"، إلى "برنامج مبعوث طريق الحرير الأخضر"، ومن ثم إلى مبادرة شراكة التنمية الخضراء "الحزام والطريق".
ويعتقد سولهايم، الوكيل السابق للأمين العام للأمم المتحدة، أن مبادرة "الحزام والطريق" أصبحت أكبر قوة دافعة للتنمية الخضراء العالمية. ومع الإطلاق المستمر لجولة جديدة من طاقة الثورة التكنولوجية والصناعية، ينفذ شركاء بناء "الحزام والطريق" تعاونًا دوليًا نشطًا في المجالات الناشئة مثل الاقتصاد الرقمي، وقد أصبح "طريق الحرير الرقمي" جسرًا رقميًا لتعزيز أنواع جديدة من العولمة، كما يتم إثراء محتويات "الحزام والطريق" باستمرار. وقال سوراج شاتين تاي، نائب رئيس الوزراء التايلاندي السابق، إن البناء المشترك لـ "الحزام والطريق" لا يجلب الاتصال بالبنية التحتية فحسب، بل يعزز أيضًا الروابط بين الشعوب والتبادلات بين الثقافات والتعاون الاقتصادي الرقمي، مما يفضي إلى بناء اقتصاد عالمي مفتوح، وتعزيز الرخاء والتنمية في العالم بأسره.
وتتطلع جميع الأطراف المشاركة في منتدى قمة "الحزام والطريق" الثالث للتعاون الدولي في بكين إلى إيجاد إجابات حول كيفية الاستمرار في تعزيز التنمية عالية الجودة للبناء المشترك لـ "الحزام والطريق"، وكيفية ضخ زخم جديد في بناء مجتمع التنمية العالمي. ويعد منتدى قمة التعاون الدولي "الحزام والطريق" حدثا دوليا رفيع المستوى في إطار "الحزام والطريق"، والذي يتم في إطاره، إنشاء سلسلة من منصات التعاون المتعددة الأطراف، ما يعكس مفاهيم وآليات وتدابير للبناء المشترك لـ "الحزام والطريق"، وبفضله كمنصة لالتحام، تم توسيع فرص التعاون لجميع الأطراف بشكل أكبر.
المصدر: جريدة الرؤية العمانية
إقرأ أيضاً:
مفتي الجمهورية يتوجَّه إلى أذربيجان للمشاركة في قمَّة القادة الدينيِّين للتعاون بين الأديان
توجَّه الدكتور نظير عياد -مفتي الجمهورية، رئيس الأمانة العامة لدُور وهيئات الإفتاء في العالم- إلى أذربيجان لحضور الدَّورة التاسعة والعشرين لمؤتمر الأطراف في اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغيُّر المناخ (COP29)، والمشاركة في القمَّة العالمية للزعماء الدينيين التي تُعقد في الخامس والسادس من نوفمبر الجاري، حيث سيلقي فضيلته كلمةً رئيسية في المؤتمر.
وصرَّح فضيلةُ المفتي قُبيل مغادرته بأن هذه المشاركة في الحدث العالمي تأتي كرسالة من دار الإفتاء المصرية لدعم القيم الإنسانية وتعزيز التعاون بين الأديان في حلِّ القضايا العالمية، وعلى رأسها قضايا تغير المناخ، مضيفًا: "سنعمل من خلال هذه القمة على تعزيز الحوار ونقل موقف موحَّد من قادة الأديان، يركز على حماية البيئة ويدعو إلى وقف الصراعات والحروب التي تهدِّد استقرار الإنسانية".
وأكَّد فضيلةُ المفتي أنَّ الأديان لها دَور محوري في نشر الوعي البيئي، والالتزام الأخلاقي تجاه الأرض التي استخلفنا الله فيها، مشددًا على أنَّ الهدف من هذا اللقاء هو توحيد الجهود لتحقيق السلام والاستدامة البيئية للأجيال القادمة.
فى سياق أخر.. استقبل فضيلةُ الدكتور نظيَرعياد -مفتي الجمهورية، رئيس الأمانة العامة لدُور وهيئات الإفتاء في العالم، محمد تريد سفيان، سفير ماليزيا بالقاهرة، لبحث سُبل تعزيز التعاون الإفتائي وتأهيل المفتين بين دار الإفتاء المصرية ومؤسسات الإفتاء في ماليزيا.
في بداية اللقاء، رحَّب فضيلةُ المفتي بالسفير وهنَّأه على تكليفه سفيرًا لماليزيا في مصر، متمنيًا له التوفيق والسداد في مهمته.
وأكَّد فضيلته على عمق العَلاقات التي تجمع بين مصر وماليزيا على مستوى القيادة والشعب، مشيرًا إلى متانة الصداقة التي تربط دار الإفتاء المصرية بطلاب العلم الماليزيين الذين يأتون إلى مصر بحثًا عن المعرفة، وأن هؤلاء الطلبة يتميزون بحسن السلوك والاجتهاد في تحصيل العلم.
وأشار فضيلة المفتي إلى أن العلاقات الدينية بين البلدين شهدت دفعة جديدة بعد زيارة فضيلة الإمام الأكبر الأستاذ الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف، الأخيرة إلى ماليزيا.
كما أبدى فضيلةُ المفتي استعدادَ دار الإفتاء التام لتقديم برامج تدريبية وتبادل الخبرات مع ماليزيا في مجالات دينية مختلفة، خاصة في مكافحة الفكر المتطرف وتأهيل المفتين.
وذكر إمكانية التعاون من خلال مركز سلام لدراسات التطرف والإسلاموفوبيا الذي أنشأته دار الإفتاء لرصد ومواجهة الفكر المتطرف وإعداد المواد العلمية والبحثية في هذا الشأن، مع تأكيد حرص المركز على التوسع في نشاطاته لتشمل منطقة جنوب شرق آسيا عبر التعاون مع ماليزيا، بحيث تكون انطلاقة جديدة وتعاونًا مثمرًا في مواجهة الفكر المتطرف.
كما تطرق الجانبان إلى إمكانية إعداد ورش عمل وبرامج تدريبية مشتركة يستفيد منها المجتمعان المصري والماليزي، إلى جانب تعزيز تبادل الزيارات العلمية والخبرات الإفتائية.
من جانبه، أعرب السفير الماليزي عن شكره لدار الإفتاء على البرامج التدريبية التي استفاد منها الطلاب الماليزيون على مدار السنوات الماضية، معبرًا عن أمله في استمرارية هذا التعاون وتطويره في المستقبل.
وأضاف السفير: "أود أن أؤكد أن طلابنا الماليزيين الذين يدرسون في مصر يعكسون روح التعاون بين بلدينا، وهم يمثلون مستقبلًا واعدًا لتعزيز العلاقات الثقافية والدينية، ونحن نتطلع إلى تنفيذ المزيد من المشاريع المشتركة، سواء في مجال التدريب أو تبادل المعرفة الإفتائية، لضمان تعزيز الفهم المشترك والقيم الإنسانية بين شعبينا."
وأكد السفير الماليزي أن بلاده حريصة أشد الحرص على توسيع آفاق التعاون مع دار الإفتاء المصرية، وتعزيز استفادة الطلبة الماليزيين من البرامج التدريبية التي تقدمها الدار في مجال تدريب المفتين ومواجهة الفكر المتطرف.