البناء المشترك للحزام والطريق: 10 سنوات من الانفتاح والتعاون
تاريخ النشر: 9th, October 2023 GMT
مسقط- الرؤية
نجحت العولمة الاقتصادية في دمج الاقتصاد العالمي ولم يعد بالإمكان لأي طرف الاستغناء عن الآخر؛ حيث لا يمكن لأي بلد يسعى إلى التحديث الاعتماد على نفسه فقط وتحقيقه في ظل ظروف مغلقة.
وتعزيز الترابط والتواصل يمثل السبيل الوحيد لتحقيق التنمية المشتركة، ومن هنا جاءت مبادرة "الحزام والطريق" المتجذرة أساسًا في التربة التاريخية لطريق الحرير؛ إذ تدعو روح هذا الطريق إلى السلام والتعاون والانفتاح والشمولية والتعلم المتبادل، وهي مبادرة شاملة ومنفحتة منذ طرحها قبل 10 سنوات.
في شبه جزيرة الهند الصينية، حوّلت سكة حديد الصين-لاوس هذه الأخيرة من دولة غير ساحلية إلى دولة ساحلية؛ مما سهل إلى حد كبير سفر الناس وعزز النشاط الاقتصادي على طول هذا الخط بشكل فعال. وفي كازاخستان، قامت الصين وكازاخستان بتجديد مصفاة شيمكنت، مما قلل من الانبعاثات الملوثات بنسبة 90% وتكوين عدد كبير من الفنيين المحليين. أما في كينيا، فقد ساهم خط مومباسا- نيروبي في تنشيط الاقتصاد المحلي بأكثر من 2%.
وعلى مدى العقد الماضي، عزز البناء المشترك للحزام والطريق بشكل فعال الترابط والتكامل الأفضل للبلدان والمناطق الواقعة على طول الحزام والطريق من خلال تعزيز سلاسل التوريد العالمية والسلاسل الصناعية وسلاسل القيمة وفتح مساحة تنموية أكبر. لقد ساهمت مبادرة "الحزام والطريق" حتى الآن إلى إنشاء أكثر من 3000 مشروع تعاوني، وعززت حجم الاستثمار بنحو تريليون دولار، وأنشأت معالم وطنية ومشاريع مرتبطة بتحسين معيشة الشعوب ومآثر عظيمة أخرى. لقد خلق البناء المشترك للحزام والطريق نموذجًا جديدًا للتعاون المربح للجانبين، كما أصبح منتجا عاما دوليا شائعا ومنصة للتعاون وحزام التنمية الذي يفيد العالم والطريق نحو السعادة والذي يفيد الناس في كافة الدول.
ويُعد الانفتاح قوة دافعة ومهمة لتقدم الحضارة الإنسانية والسبيل الوحيد لازدهار العالم وتطوره. في الوقت الحاضر، تتسارع التغيرات الكبرى التي لم يسبق لها مثيل منذ قرن من الزمان، كما أن زخم الانتعاش الاقتصادي العالمي غير كاف. ولا يمكن لأي بلد أن يحل المشاكل التي تواجه تنمية الاقتصاد العالمي بمفرده. "إذا كان هناك ترابط فسيكون هناك تقدم معا، وإذا أغلق طرف ما على نفسه فسوف يخسر الجميع"، لأنه فقط من خلال تطوير اقتصاد عالمي مفتوح بثبات وتقاسم الفرص وتحقيق المنفعة المتبادلة يمكننا قيادة الاقتصاد العالمي للخروج من الصعوبات وتحقيق النمو الشامل والرخاء المشترك.
ومن خلال إنشاء منصة تعاون مفتوحة والعمل على البناء المشترك للحزام والطريق يمكن تعزيز بناء نظام عادل ومعقول وشفاف للقواعد الاقتصادية والتجارية والاستثمارية الدولية، وتعزيز التدفق المنظم لعوامل الإنتاج والتخصيص الفعَّال للموارد والتكامل العميق للسوق، وخلق بيئة مواتية للتنمية المفتوحة والحفاظ على اقتصاد عالمي مفتوح وتطويره وتعزيز العولمة الاقتصادية وتحقيق المنفعة المتبادلة والازدهار المشترك والتنمية المستدامة لمختلف البلدان.
ولا شك أن الانفتاح علامة مميزة للصين المعاصرة. لقد تم تعزيز التحديث على النمط الصيني باستمرار في عملية توسيع انفتاح الصين على العالم الخارجي وإجراء تفاعل حميد مع الدول الأخرى. وبالتمسك بالمبدأ الأساسي للتشاور والبناء المشترك وتقاسم الفرص، فإن مبادرة الحزام والطريق تدعو إلى التعددية الحقيقية، وتسمح للجميع بمناقشة شؤونهم والتعامل معها، وتشجع جميع الأطراف على إفساح المجال كاملا لنقاط قوتهم وإبراز إمكانياتهم. إن إنجازات البناء المستمرة منذ 10 سنوات واضحة للجميع، وهذا ما يعكس تصميم الصين الراسخ وإجراءاتها البراغماتية لمشاركة فرص السوق الصينية مع العالم وتعزيز بناء اقتصاد عالمي مفتوح، مما يُثبت بشكل قوي بأن بناء الحزام والطريق ليس أداء منفردا للصين وحدها، بل يشمل أيضا كافة الدول الواقعة على طول هذا الطريق، كما أنه طريق منير للصين لتقاسم الفرص والسعي لتحقيق التنمية المشتركة مع العالم. من خلال التمسك بالحوار والتشاور والبناء المشترك وتقاسم الفرص والتعاون المربح للجميع والتعلم المتبادل والبحث عن أكبر قاسم مشترك للتعاون، سيصبح طريق الانفتاح هذا أوسع وأكبر وسيمتد إلى أماكن أكثر وأبعد.
المصدر: جريدة الرؤية العمانية
إقرأ أيضاً:
في اليوم العالمي للتلفاز.. حكاية أول جهاز يبث صورا في التاريخ
على الرغم من تعدد صور التكنولوجيا المرئية ما بين الأجهزة الكهربية والإلكترونية، إلا أن التلفاز يظل المصدر الأكبر لاستهلاك الفيديو، ورغم تغير أحجام الشاشات، ولجوء الناس لإنشاء المحتوى ونشره وبثه واستهلاكه على منصات مختلفة، فإن عدد الأسر التي تمتلك أجهزة تلفاز في جميع أنحاء العالم يستمر في الارتفاع بمرور الوقت، كما يخلق التفاعل بين أشكال البث الناشئة والتقليدية فرصة عظيمة لرفع مستوى الوعي بالقضايا المهمة التي تواجه البشرية.
ما الغرض من التلفاز في القرن الـ21؟التلفاز الذي يتم الاحتفاء به دوليًا اليوم، لم يعد مجرد عبارة عن منصة تضم قنوات أحادية الاتجاه للبث والمحتوى عبر الكابل، بل تقدم هذه الأجهزة الحديثة مجموعة واسعة من المحتوى المتعدد الوسائط والتفاعلي، مثل بث مقاطع الفيديو والموسيقى وتصفح الإنترنت وغيرهم، بحسب منظمة الأمم المتحدة.
ومع تطور أجهزة شاشات التلفاز وتقديمها بمختلف التصميمات والأحجام، إلا أن الكثير من الناس عادة ما يقبلون على التعرف على الشكل الأولي لأول جهاز تلفاز في العالم تم الإعلان عنه رسميًا.
أول تلفاز في العالمتعود أصول التلفاز إلى ثلاثينيات وأربعينيات القرن التاسع عشر، وذلك عندما طور «صامويل إف بي مورس» وسيلة التلجراف (وهو عبارة عن نظام إرسال الرسائل المترجمة إلى أصوات صفيرعبر الأسلاك)، لتأتي خطوة جديدة أخرى إلى الأمام في عام 1876 تمثلت في شكل هاتف ألكسندر جراهام بيل، الذي سمح للصوت البشري بالسفر عبر الأسلاك لمسافات طويلة.
ورغم من تكهن كل من توماس إديسون وجراهام بيل بإمكانية وجود أجهزة شبيهة بالهاتف يمكنها نقل الصور وكذلك الأصوات معًا، لكن كان هناك باحثًا ألمانيًا هو الذي اتخذ الخطوة المهمة التالية نحو تطوير التكنولوجيا التي جعلت التلفزيون ممكنًا.
وفي عام 1884 توصل العالم الألماني بول نيبكو إلى نظام لإرسال الصور عبر الأسلاك عبر أقراص دوارة، وحينها أطلق عليه اسم التلسكوب الكهربائي، لكنه كان في الأساس شكلًا مبكرًا من أشكال التلفزيون الميكانيكي، وفق موقع «history» العالمي.
وبحلول أوائل القرن العشرين، عمل كل من الفيزيائي الروسي بوريس روزينج والمهندس الاسكتلندي آلان أرشيبالد كامبل سوينتون بشكل مستقل لتحسين نظام نيبكو من خلال استبدال الأقراص الدوارة بأنابيب أشعة الكاثود، وهي عبارة عن تقنية طورها الفيزيائي الألماني كارل براون في وقت سابق، كان يتم خلالها وضع أنابيب أشعة الكاثود داخل الكاميرا التي ترسل الصورة، وكذلك داخل جهاز الاستقبال (وهو في الأساس أقدم نظام تلفزيوني إلكتروني بالكامل).
أول براءة اختراع للتلفزيونوفي عام 1923، كان زوريكين يعمل في إحدى شركات التصنيع ويقع مقرها في بيتسبرج، وحينها تقدم بطلب للحصول على أول براءة اختراع له في مجال التلفزيون، من خلال استخدام أنابيب أشعة الكاثود لنقل الصور.
وبعد مرور 4 أعوام من هذا الطلب، قدم المهندس الاسكتلندي جون بيرد أول عرض عالمي للتلفزيون الحقيقي أمام 50 عالمًا في وسط لندن عام 1927، وبفضل اختراعه الجديد، أسس بيرد شركة تطوير التلفزيون «بيرد»، وفي عام 1928 نجحت الشركة في أول بث تلفزيوني عبر الأطلسي بين كل من لندن ونيويورك، وكذلك أول بث إلى سفينة في منتصف المحيط الأطلسي، كما يُنسب لـ بيرد أيضًا تقديم أول عرض للتلفزيون الملون والمجسم.