مسقط- الرؤية

 

نجحت العولمة الاقتصادية في دمج الاقتصاد العالمي ولم يعد بالإمكان لأي طرف الاستغناء عن الآخر؛ حيث لا يمكن لأي بلد يسعى إلى التحديث الاعتماد على نفسه فقط وتحقيقه في ظل ظروف مغلقة.

وتعزيز الترابط والتواصل يمثل السبيل الوحيد لتحقيق التنمية المشتركة، ومن هنا جاءت مبادرة "الحزام والطريق" المتجذرة أساسًا في التربة التاريخية لطريق الحرير؛ إذ تدعو روح هذا الطريق إلى السلام والتعاون والانفتاح والشمولية والتعلم المتبادل، وهي مبادرة شاملة ومنفحتة منذ طرحها قبل 10 سنوات.

في شبه جزيرة الهند الصينية، حوّلت سكة حديد الصين-لاوس هذه الأخيرة من دولة غير ساحلية إلى دولة ساحلية؛ مما سهل إلى حد كبير سفر الناس وعزز النشاط الاقتصادي على طول هذا الخط بشكل فعال. وفي كازاخستان، قامت الصين وكازاخستان بتجديد مصفاة شيمكنت، مما قلل من الانبعاثات الملوثات بنسبة 90% وتكوين عدد كبير من الفنيين المحليين. أما في كينيا، فقد ساهم خط مومباسا- نيروبي في تنشيط الاقتصاد المحلي بأكثر من 2%.

وعلى مدى العقد الماضي، عزز البناء المشترك للحزام والطريق بشكل فعال الترابط والتكامل الأفضل للبلدان والمناطق الواقعة على طول الحزام والطريق من خلال تعزيز سلاسل التوريد العالمية والسلاسل الصناعية وسلاسل القيمة وفتح مساحة تنموية أكبر. لقد ساهمت مبادرة "الحزام والطريق" حتى الآن إلى إنشاء أكثر من 3000 مشروع تعاوني، وعززت حجم الاستثمار بنحو تريليون دولار، وأنشأت معالم وطنية ومشاريع مرتبطة بتحسين معيشة الشعوب ومآثر عظيمة أخرى. لقد خلق البناء المشترك للحزام والطريق نموذجًا جديدًا للتعاون المربح للجانبين، كما أصبح منتجا عاما دوليا شائعا ومنصة للتعاون وحزام التنمية الذي يفيد العالم والطريق نحو السعادة والذي يفيد الناس في كافة الدول.  

ويُعد الانفتاح قوة دافعة ومهمة لتقدم الحضارة الإنسانية والسبيل الوحيد لازدهار العالم وتطوره. في الوقت الحاضر، تتسارع التغيرات الكبرى التي لم يسبق لها مثيل منذ قرن من الزمان، كما أن زخم الانتعاش الاقتصادي العالمي غير كاف. ولا يمكن لأي بلد أن يحل المشاكل التي تواجه تنمية الاقتصاد العالمي بمفرده. "إذا كان هناك ترابط فسيكون هناك تقدم معا، وإذا أغلق طرف ما على نفسه فسوف يخسر الجميع"، لأنه فقط من خلال تطوير اقتصاد عالمي مفتوح بثبات وتقاسم الفرص وتحقيق المنفعة المتبادلة يمكننا قيادة الاقتصاد العالمي للخروج من الصعوبات وتحقيق النمو الشامل والرخاء المشترك.

ومن خلال إنشاء منصة تعاون مفتوحة والعمل على البناء المشترك للحزام والطريق يمكن تعزيز بناء نظام عادل ومعقول وشفاف للقواعد الاقتصادية والتجارية والاستثمارية الدولية، وتعزيز التدفق المنظم لعوامل الإنتاج والتخصيص الفعَّال للموارد والتكامل العميق للسوق، وخلق بيئة مواتية للتنمية المفتوحة والحفاظ على اقتصاد عالمي مفتوح وتطويره وتعزيز العولمة الاقتصادية وتحقيق المنفعة المتبادلة والازدهار المشترك والتنمية المستدامة لمختلف البلدان.

ولا شك أن الانفتاح علامة مميزة للصين المعاصرة. لقد تم تعزيز التحديث على النمط الصيني باستمرار في عملية توسيع انفتاح الصين على العالم الخارجي وإجراء تفاعل حميد مع الدول الأخرى. وبالتمسك بالمبدأ الأساسي للتشاور والبناء المشترك وتقاسم الفرص، فإن مبادرة الحزام والطريق تدعو إلى التعددية الحقيقية، وتسمح للجميع بمناقشة شؤونهم والتعامل معها، وتشجع جميع الأطراف على إفساح المجال كاملا لنقاط قوتهم وإبراز إمكانياتهم. إن إنجازات البناء المستمرة منذ 10 سنوات واضحة للجميع، وهذا ما يعكس تصميم الصين الراسخ وإجراءاتها البراغماتية لمشاركة فرص السوق الصينية مع العالم وتعزيز بناء اقتصاد عالمي مفتوح، مما يُثبت بشكل قوي بأن بناء الحزام والطريق ليس أداء منفردا للصين وحدها، بل يشمل أيضا كافة الدول الواقعة على طول هذا الطريق، كما أنه طريق منير للصين لتقاسم الفرص والسعي لتحقيق التنمية المشتركة مع العالم. من خلال التمسك بالحوار والتشاور والبناء المشترك وتقاسم الفرص والتعاون المربح للجميع والتعلم المتبادل والبحث عن أكبر قاسم مشترك للتعاون، سيصبح طريق الانفتاح هذا أوسع وأكبر وسيمتد إلى أماكن أكثر وأبعد.

المصدر: جريدة الرؤية العمانية

إقرأ أيضاً:

استقالة مفاجئة لقائد بارز في الحزام الأمني بأبين تثير قلقًا واسعًا!

شمسان بوست / خاص:

قدم الرائد جهاد حيدرة ناصر مساء الأربعاء استقالته رسميًا من منصبه كقائد لمعسكر الحزام الأمني في قطاع زنجبار بمحافظة أبين، وذلك من خلال رسالة موجّهة إلى العميد حيدرة السيد، قائد الحزام الأمني في المحافظة.

وجاء في نص الاستقالة التي قدّمها الرائد جهاد: “أتقدم إليكم باستقالتي من منصب قائد معسكر الحزام الأمني قطاع زنجبار اعتبارًا من 9 يوليو 2025، مع خالص الشكر والتقدير على الدعم والفرص التي أتيحت لي خلال فترة خدمتي”.


وطالب في رسالته باتخاذ الإجراءات اللازمة لقبول الاستقالة وتسهيل عملية تسليم المهام.


وتأتي هذه الاستقالة في ظل توترات داخلية تشهدها قوات الحزام الأمني في أبين، حيث شهد القطاع خلال الأيام الماضية سلسلة من الاستقالات التي طالت عددًا من القيادات، ما يعكس حالة من عدم الاستقرار تتطلب تدخلًا عاجلًا لإعادة ترتيب الأوضاع الأمنية داخل القطاع.

مقالات مشابهة

  • خفض الانبعاثات إلى النصف خلال 5 سنوات لكسب معركة المناخ
  • أبين…استقالات مفاجئة في صفوف قوات الحزام الأمني على خلفية صراعات داخلية
  • استقالة مفاجئة لقائد بارز في الحزام الأمني بأبين تثير قلقًا واسعًا!
  • “العمل النيابية” تبحث مع سلطة العقبة توزيع الأراضي وتعزيز المشاريع التنموية في المنطقة
  • كيف ضغطت حرب ترامب التجارية على الاقتصاد العالمي؟.. تسلسل زمني
  • بدء الاستعدادات لانطلاق المؤتمر العالمي العاشر للإفتاء بـ مشاركة من قارات العالم
  • ماذا سيفعل تبون وشنقريحة…موريتانيا تعيد علاقاتها الدبلوماسية مع إسرائيل
  • مدبولي يعود إلى القاهرة بعد تمثيل مصر في قمة بريكس بالبرازيل.. ومباحثات دولية لتعزيز التعاون المشترك
  • بالأرقام.. دول «بريكس» وحصتها من الاقتصاد العالمي
  • جامعة الملك عبدالعزيز تجدد اعتماد كلية الاقتصاد والإدارة دوليًا لمدة خمس سنوات