هجمات العراق حفزتها.. جيوش تتسابق لمواجهة تحديات الطائرات المسيرات
تاريخ النشر: 9th, October 2023 GMT
سلّطت صحيفة “ذي ناشيونال” الصادرة بالانكليزية، الضوء على الجهود المتصاعدة للتعامل مع التحديات المتزايدة التي باتت تمثلها الطائرات المسيرة، وتحديداً في الشرق الأوسط، والهجمات المتكررة على القواعد الأمريكية في العراق، مشيرة إلى أن من بين الحلول المحدودة الكلفة التي يجري العمل عليها وتطويرها، أجهزة الليزر ومعدات التشويش لنظام تحديد المواقع العالمي “GPS” والمسيرات المخصصة لمطاردة المسيرات العدوة.
وبداية، ذكر التقرير، أن الشرق الأوسط ليس غريباً على استخدام الابتكارات في مجال الحرب، بدءاً من أول استخدام واسع النطاق للدفاعات الجوية المحمولة والأسلحة المحمولة المضادة للدبابات خلال الحرب العربية الإسرائيلية في العام 1973 وحتى حرب الخليج في العام 1991 في الكويت، عندما قامت الولايات المتحدة للمرة الأولى بدمج بيانات الأقمار الصناعية والصواريخ الموجهة.
مكافحة الطائرات المسيرة
والآن، يقول التقرير إن الشرق الأوسط شهد أيضاً أول استخدام للطائرات المسيرة ذات التصميم المدني، لأداء دور قتالي في كل من العراق وسوريا، مضيفاً أن هذه المنطقة هي التي تشهد أيضاً عمليات واسعة لتطوير تكنولوجيا مكافحة الطائرات المسيرة، وذلك بعد هجمات إيران والحوثيين على السعودية والإمارات، بالإضافة إلى استهداف القواعد العسكرية الأمريكية في العراق.
ونقل التقرير عن المتخصص في الصواريخ في شركة “جينز” للاستخبارات الدفاعية جيرمي بيني، قوله إن “الشرق الأوسط كان بمثابة دعوة للجيش الأمريكي لكي يستيقظ، لأنه لم يقم سوى بتطوير محدود لدفاعاته الجوية قصيرة المدى”.
وبحسب التقرير فإن المحللين يطلقون على هذه الفجوة اسم “فجوة شوراد”، أو الفجوة المتعلقة بالدفاع الجوي القصير المدى، إلا أن واشنطن تعمل بجدية من أجل التغلب على مشكلة اعتمادها الكبير على الأنظمة المصممة لاعتراض الطائرات والصواريخ الكبيرة التي تحلق على ارتفاعات عالية، مثل “باتريوت”.
الطيور المهاجرة
وفي المقابل، فإن أسراب الطائرات المسيرة التي تظهر على الرادار، فأنها تبدو وكأنها أسراب من الطيور المهاجرة، هذا في حال تم رصدها من الأساس.
ونقل التقرير عن بيني قوله إنه “على الرغم من أن الطائرات المسيرة بطيئة، إلا أنها تحلق على ارتفاع منخفض، تحت مستوى الرادار، ولهذا لا تتلقى الكثير من الإنذارات، وتحتاج بذلك إلى تعقبها والاشتباك معها”.
استهداف مكلف
وأضاف “في بعض الحالات، يكون الصاروخ المتطور هو خيارك الوحيد، ولكن المعادلة السيئة أنه يتم استخدام صاروخ تبلغ تكلفته ملايين الدولارات لإسقاط شيء لا يكلف سوى بضعة آلاف من الدولارات”.
ولفت التقرير إلى حادثة وقعت في العام 2017، عندما قالت الولايات المتحدة إن دولة حليفة لم تذكر اسمها، استخدمت نظام باتريوت لإسقاط طائرة مسيرة من طراز “كوادكوبتر” باستخدام طائرة اعتراضية من طراز “باك 3” تبلغ قيمتها 4 ملايين دولار.
وبالإضافة إلى ذلك، أشار التقرير إلى أن نظام دفاع “القبة الحديدية” الإسرائيلي مثال رئيسي آخر على الكلفة العالية لمثل هذا التصدي، حيث تتولى صواريخ اعتراضية ثمنها كبير، إسقاط صواريخ أو طائرات مسيرة رخيصة الثمن.
ولفت التقرير إلى أن البعض يرى مع ذلك أنه قد لا يكون هناك خياراً سوى القبول بمعادلة التكلفة الباهظة، موضحاً أن هؤلاء يقولون إنه إذا كانت تكلفة نظام “القبة الحديدية” تبلغ 100 ألف دولار لإسقاط طائرة “شاهد” مسيرة، إيرانية الصنع، كلفتها 20 ألف دولار، ولكنها تؤمن الحماية بذلك لمحطة طاقة قيمتها مليار دولار، فإن هذه الكلفة تصبح مبررة.
سلاح الليزر
وبرغم ذلك، قال التقرير إنه هناك سباق لخفض التكاليف، وأن أحد الحلول التي تعمل عليها الولايات المتحدة وإسرائيل، هو الليزر، وأنه في حال توفر طاقة بطارية كافية في النظام المستخدم، فإن تكلفة شعاع الليزر ستنخفض بسرعة إلى عدة دولارات لكل طلقة.
ونقل التقرير عن المحلل العسكري سام كراني إيفانز، قوله إن هذا الحل ما يزال يمثل إشكالية، موضحا أنه “من المحتمل أن يكون الليزر أكثر فعالية من الصواريخ، لكنك ستحتاج بعد ذلك إلى وحدة طاقة بالحجم المناسب، ويجب أن تكون كبيرة للتعامل مع الأسراب حيث تحتاج إلى إعادة شحن الليزر وتأمين دورات طاقة متعددة بسرعة كبيرة”.
وتابع التقرير أن إسرائيل أختبرت بالفعل “نظام الليزر آيرون بيم” الخاص بها ضد طائرات مسيرة كبيرة الحجم.
وبالإضافة إلى ذلك، فإن روسيا تستخدم الأنظمة المضادة بشكل رئيسي من خلال أجهزة تشويش الحرب الإلكترونية لتعطيل الملاحة عبر نظام تحديد المواقع العالمي “GPS” للطائرات المسيرة.
وتابع قائلاً إن ذلك يعني أيضاً أنه يتحتم على الروس إعادة تشغيل نظام تحديد المواقع “GPS” مرة أخرى عندما تريد قواتهم الجوية الهجوم بأسلحة دقيقة، وهو ما سيمنح تحذيراً مسبقاً.
نظام “ليدز”
وإلى جانب ذلك، ذكر التقرير أنه يجري حالياً تطوير الطائرات المسيرة مع رسم خرائط التضاريس، مما يلغي الحاجة إلى الطيران بالاعتماد على الأقمار الصناعية.
كما أن الولايات المتحدة طورت نظام “ليدز” المخصص لتدمير المسيرات الصغيرة والبطيئة والمحلقة على علو منخفض، وهو نظام مزود بالرادار وتقنيات الحرب الإلكترونية والتوجيه وأنظمة الكاميرا لاكتشاف وتتبع وتحديد الطائرات المسيرة، ولكن فقط لمجموعات مكونة من ثلاث مسيرات فقط، وهي تتولى حالياً حماية قواعد القيادة المركزية “سينتكوم” في منطقة الخليج.
وتابع التقرير أن اختبار الابتكارات الجديدة تجري في ساحات القتال أيضاً، مضيفا أن الهجمات على القواعد الأمريكية في العراق، أدت إلى تسريع تطوير الإجراءات المضادة.
وأوضح التقرير أن الولايات المتحدة نشرت بالفعل أجهزة ليزر بقدرة 50 كيلووات مثبتة على عربات مدرعة من طراز “سترايكر” في العراق، لكن واشنطن لم تفصح عما إذا كانت قد تمكنت من اعتراض طائرات مسيرة أم لا.
هجمات العراق
لكن التقرير نقل عن أحد محللي الدفاع في واشنطن قوله إن أشعة الليزر قد تم استخدامها بالفعل ضد مسيرات صغيرة في العراق.
وبحسب التقرير، فإن هذا السلاح نجح استناداً إلى الاختبارات التي أجريت، في تدمير قذائف الهاون، وهي أهداف يمكن رؤيتها بصعوبة بالعين المجردة.
وبالإضافة إلى ذلك، أشار التقرير إلى وجود نظام آخر مثبت على شاحنة، وهو نظام “كويوتي”، وهو عبارة عن طائرة مسيرة مصممة لمطاردة الطائرات المسيرة العدوة، وقد حقق عملية ناجحة في العراق، بحسب تأكيدات القيادة المركزية الأمريكية في كانون الثاني/ يناير الماضي.
حروب المستقبل
ولفت التقرير إلى الاستخدام الجماعي للطائرات المسيرة في حرب أوكرانيا، وهي أكبر حرب بين دولة ودولة منذ خاضت إيران والعراق صراعاً وجودياً في ثمانينيات القرن الماضي.
وقال التقرير إنه برغم البراعة والتطور الذي تتسابق كييف وموسكو على تحقيقه، إلا أن الخبراء يقولون إن هذا قد لا يعني أن ساعة الطائرات المسيرة قد حانت.
ونقل التقرير عن الباحثة التكنولوجية في المجلس الأوروبي للعلاقات الخارجية أولريكي فرانكي، قولها إن هناك دروساً يمكن استخلاصها من حرب أوكرانيا، إلا أنه من الحكمة أيضاً “عدم المبالغة في تقديرها لأنه بصراحة تامة، في أوكرانيا، لم تحن ساعة المسيرات”.
وأوضحت أن هذه الحرب شهدت طيران طائرات صغيرة مسيرة ولفترات قصيرة، على عكس الطائرات الأمريكية الضخمة من طراز “أم كيو-9 ريبير” التي بمقدورها التحليق لمدة 27 ساعة وهي تحمل حمولة 1700 كلغ من القنابل، أو على عكس الطائرات المسيرة المتطورة الأداء التي بالإمكان إطلاقها من حاملات الطائرات.
وتابع التقرير أن مثل هذه الطائرات المسيرة، يظل من الممكن أن تكون عرضة للدفاعات الصاروخية على ارتفاعات عالية، مثلما جرى حدث عندما أسقطت إيران طائرة أمريكية من طراز “آر كيو-4” في العام 2019، أو أن تكون عرضة لتصدي طائرات عدوة لها، مثلما جرى عندما أسقطت طائرة أمريكية من طراز “أف -15” طائرة إيرانية مسيرة من طراز “مهاجر” في سوريا.
ونقل التقرير عن بيني قوله إن الشرق الأوسط هو المكان الذي تحققت فيه معظم مظاهر الريادة في هذا المضمار، موضحاً أن الحرب الأوكرانية “ربما تكتسب المزيد من الاهتمام، لكنها في الأساس نسخة موسعة مما رأيناه بالفعل في الماضي في الشرق الأوسط”.
كما نقل التقرير عن الباحثة في معهد فريمان للطيران والفضاء، صوفي أنتروبوس، قولها إنه فيما يتعلق بنشر الطائرات المسيرة أو التصدي لها، فإن حرب أوكرانيا، “بالإضافة إلى كونها حرب استنزاف مروعة، فإنها أيضاً أرض اختبار لهذه التكنولوجيا الجديدة”، مضيفة أن هؤلاء الذين يتكيفون بسرعة، هم من سيستفيد أكثر.
المصدر: وكالة تقدم الاخبارية
كلمات دلالية: الولایات المتحدة الطائرات المسیرة الأمریکیة فی الشرق الأوسط التقریر إلى التقریر أن فی العراق فی العام من طراز إلا أن
إقرأ أيضاً:
المسيرات المليوينة والروح الجهادية للشعب اليمني .. ”استطلاع “
السيمفونية المكونة من: حظر حركة الملاحة على العدو الصهيوني، والتي تأتي كخطوة استراتيجية تستهدف ضرب مصالح العدو في البحر، مما يعكس القدرة اليمنية على التكيف مع التحديات وابتكار وسائل جديدة للمقاومة، وفرض الحصار الشامل على موانئ العدو، بما يعكس تكامل القوة العسكرية مع الجوانب الاقتصادية، حيث تشكل الموانئ مفاتيح حيوية للاقتصاد الإسرائيلي. واستهداف العمق الإسرائيلي، والذي يؤكد استعداد اليمنيين لتقوية موقعهم ومواجهة العدو في عقر داره، وهو تعبير عن القوة والثقة في الجهاد الذي يهدف إلى تحرير الأراضي المحتلة.
تتزامن هذه العمليات مع ذكرى *الشهداء العظماء*، الذين يُعتبرون نبراسًا يُنير الطريق نحو التحرير والاستقلال. ولا يقتصر الأمر على الميدان العسكري فحسب، بل يشمل أيضًا الجوانب الروحية والثقافية التي تعكس ولاء الشعب اليمني لأبطالهم، واعترافهم بالتضحيات الكبيرة التي قدموها في سبيل تحقيق الأمل المنشود.
الاستراتيجية اليمنية لإعاقة مسارات الإرادة الصهيو-أمريكية
في كل يوم جمعة، تصبح الساحات في اليمن مسرحًا لجماهير تتزايد أعدادها أسبوعيًا، تلبيةً لدعوة متجددة من قائد الثورة، السيد عبد الملك بدر الدين الحوثي. تمتلئ هذه الساحات بالملايين من الذين يتطلعون إلى كلمات القائد التاريخية، والتي تحمل في طياتها رؤى عميقة للمستجدات على الساحة الإقليمية والدولية، وفي قلب هذه الكلمات، تتردد تعليقات حكمة القول السديد حول وضع غزة وجنوب لبنان، حيث يواصل الشعبان صمودهما الأسطوري ضد العدوان الصهيو-أمريكي. العدوان الذي يسعى لإجابة استحقاقات الحرية بفظائع الإبادة الجماعية، والتجويع، والتهجير القسري لأهل غزة، إضافةً إلى محاولاته لنزع سلاح المقاومة اللبنانية وفرض الوصاية عليها.
يتجلى هذا الزخم الجماهيري في المسيرات الشعبية، التي تُعتبر موقفًا مكملًا للمواقف العسكرية والسياسية، يخرج اليمنيون دعماً للقضية الفلسطينية والمقاومة اللبنانية، تأكيدًا على التزامهم العميق بالنضال من أجل الحرية والاستقلال.
تأتي هذه التجمعات في أجواء مفعمة بالروح الجهادية، حيث تُحيي اليمن الذكرى السنوية للشهيد، تلك الذكرى الغالية التي تمثل محطة تاريخية مهمة في مسار جهاد الشعب اليمني, إنها ليست مجرد ذكرى، بل هي سرد تاريخي عميق يذكّر الجميع بمراحل الجهاد التي خاضتها المسيرة القرآنية، مرسخةً روحية الجهاد والاستشهاد في قلوب اليمنيين.
اليمن، بفضل هكذا تضحيات، يواصل تجاوز محاولات القوى الصهيو-أمريكية لإعادة تشكيل خارطة المنطقة. هذه القوى التي تسعى لتأسيس ما تطلق عليه “الشرق الأوسط الجديد”، تُواجَه بمشروع قرآني متجدد، بفضل رؤية الشهيد القائد حسين بدر الدين الحوثي, فقد التحمت إرادة اليمنيين ضد الفساد والإرهاب، مما حدا بالولايات المتحدة إلى التآمر مع الحكومات المحلية وبعض الأنظمة العربية التي تخلّت عن قضاياها الأساسية، ساعيةً لوأد المشروع القرآني.
لكن، ورغم شراسة العدوان الذي شهدته المسيرة عبر ست حروب متتالية، فشلت تلك الإرادة الصهيو-أمريكية في تحقيق أهدافها.
الاستجابة للقيادة الربانية
عضو رابطة علماء اليمن العلامة حمدي زياد أوضح عمق الالتزام الشعبي في اليمن بالمقاومة ودعم القضايا العربية، خاصة القضية الفلسطينية. مضيفا أن هذه الإرادة تتعزز من خلال الانخراط المستمر في التعبيرات الشعبية الجهادية حتى في أصعب الظروف، كما أشار إلى تعاظم ذلك الزخم العددي للمتظاهرين في صنعاء والمناطق الأخرى. مؤكدًا أن الرسالة هنا واضحة في أن الشعب اليمني عازم على مواجهة العدوان بكل شجاعة وصمود.
وقال العلامة حمدي زياد إن أهمية تلك المسيرات تكمن في كونها ليست مجرد تجمعات من أجل الزيادة في القيمة العددية، بقدر ما تمثل تجسيدًا للروح الجهادية والعزم على الاستمرار في المقاومة. حيث اعتبر (العلامة حمدي) أن المرحلة الحالية هي الأخطر على الإطلاق، وعلينا أن ندرك أن اليمن يظل في حالة استعداد دائم لمواجهة الخطط العدوانية التي تستهدف الأمة بشكل عام.
إن التأكيد على استجابة اليمنيين لدعوات القيادة الثورية، يعتبر تجسيدًا عمليًا للأخلاق الجهادية التي ينبغي على كل مسلم الالتزام بها، وهذا يعكس الوفاء للتعاليم الدينية ولسِيَر وقصص الأنبياء في نصرة الحق. كما أن الاهتمام باستذكار تضحيات الشهداء يمثل تكريمًا لهم، الشهداء هم الذين أسسوا الطريق نحو النصر وبالتالي أصبحوا رمزًا لقوة الأمة.
التأكيد على أن النصر لن يتحقق إلا بجهاد مستمر يستند إلى قوى الإيمان والإرادة، يسلط الضوء على الأمل والإيمان الراسخ لدى اليمنيين بأنهم قادرون على تحقيق الانتصار، ليس فقط في مواجهة العدو الصهيوني بل ضد كل مظاهر الاستكبار العالمي.
التفويض الكامل للسيد القائد
من جانبه أشار عضو المكتب السياسي لأنصار الله الأستاذ ضيف الله الشامي إلى حالة الوحدة والالتزام من قبل الشعب اليمني تجاه قضايا الأمة. مؤكدا أن الخروج الجماهيري الذي يحدث بشكل دوري يُعد تعبيرًا قويًا عن الإسناد والدعم للقضايا العربية، وخاصة جبهة فلسطين وجبهة لبنان. هذا الربط بين الجماهير ومعركة الإخوة في فلسطين ولبنان يعكس روح التضامن الرفيع.
وقال الأستاذ ضيف الله الشامي : “علاوة على ذلك، ينبغي أن نلاحظ أن التفويض الكامل للسيد القائد في اتخاذ القرارات المتعلقة بمواجهة العدو يُظهر مستوى عالٍ من الثقة والالتزام بالموقف الجماعي. هذا يُعزز من مفهوم الوحدة الوطنية ويؤكد على أن الشعب اليمني يظل صامدًا في مقاومته، حيث لا يمكن لأي ضغوطات أو تهديدات أن تُثنيه عن موقفه.
الأمر الآخر- حسب الشامي – هو الإشارة إلى الشهداء ودورهم في تعزيز إرادة المقاومة. مؤكدا أن تضحيات الشهداء مرتبط بكل انتصار، فالشهداء هم الأساس الذي يعتمد عليه النضال الوطني. دماؤهم خلقت لحظات الانتصار، ويعيش اليمنيون كل يوم مع ذكرى شهيد، مما يعكس ويزيد من قوة الروح الجماعية تجاه المقاومة.
عندما يشير الشامي إلى أن كل أيامهم أعياد بذكرى الشهداء، يشير إلى أن هذه التضحيات ليست فقط مؤلمة، بل تعزز أيضًا من الإرادة والعزيمة. في كل ذكرى، يستمد الشعب اليمني القوة للاستمرار في جهاده، وهذا يعبر عن ارتباطهم العميق بالتاريخ وقداسة تلك الذاكرة. هذه التصريحات تُبرز كيف أن الشعب اليمني، من خلال مواقفه الجماهيرية الصاخبة ودعمه المتواصل، يحمل الشغف والإرادة القوية للدفاع عن قضايا الأمة. رسائلهم تتجاوز الحدود، فهي تنطلق نحو العالم لتؤكد أن اليمنيين، رغم كافة التحديات، سيستمرون في دعم قضايا الأمة، متعهدين بأن تبقى المقاومة هي السبيل لتحقيق النصر بإذن الله.
دماء الشهداء وأرواحهم دفاع عن نهج الحق وفي سبيل الله
رئيس الدائرة الإعلامية في مكتب رئاسة الجمهورية، زيد الغرسي، من جهته أكد أن الشعب اليمني يحضر اليوم في ذكرى مهمة، ونحن نعيش ذكرى تضحيات الأبطال، من بدمائهم اليوم لامسنا المعجزات من الانتصارات، من ضربات السفن العملاقة التي كانت أمريكا ودول الغرب تتباهى بها وترهب الأنظمة العربية والمطبعة كلها بفضل دماء الشهداء. واليوم تخرج هذه المسيرات باستمرار لمناصرة الشعب الفلسطيني واللبناني, يخرج الشعب اليمني كل جمعة على الموعد بدون كلل وبدون ملل؛ استجابة لنداء السيد القائد حفظه الله وكذلك للاستمرار والتأكيد والثبات على الموقف مع إخواننا في غزة وكذلك في لبنان، هذه الجمعة تأتي ونحن نعيش ذكرى مهمة وغالية وعزيزة على كل إنسان مسلم, وهي الذكرى السنوية للشهيد والتي قدم فيها الشهداء دماءهم وأرواحهم دفاعًا عن نهج الحق وفي سبيل الله.
مواجهة الاستعمار الأمريكي الإسرائيلي والذي نادى به الشهيد القائد منذ أول يوم واليوم بفضل الله سبحانه وتعالى، الشعب اليمني يخرج ويصرخ هذه الصرخة بالملايين؛ ليؤكد لأمريكا بأن الشعب اليمني اليوم أصبح شعبًا، مجاهدًا، شعبًا لا يمكن أن يسكت على السياسات وعلى المؤامرات التي تستهدف الإسلام والمقدسات الإسلامية سواء في فلسطين أو في أي منطقة في أمتنا العربية والإسلامية.
الشعب اليمني اليوم بخروجه يقدم نموذجًا في الحرية والعزة والاستقلال؛ ليقول لكل الشعوب العربية والإسلامية: إن هذا النهج هو النهج الوحيد لكي نأمن لكي نستقل، لكي نكون أحرارًا، لكي تكون حتى بلداننا وثرواتنا، خاصة بشعوبنا، أما من يطبعون، أما من يهرولون مع كيان العدو الإسرائيلي أو مع الأميركي فلن يأمنوا، ولن يكون هناك استقرار، ولن يكون هناك أمن في أوطانهم، حتى وإن ظنوا ذلك في هذه المرحلة، لكن الدور قادم عليهم إن لم يتحركوا، وسنشاهد هذا حتما ويقينًا، لأنها سنة من سنن الله، سنشاهد أن العدو سيبدأ بهؤلاء.
وسنشاهد شعوبًا ستعاني من الفوضى والمؤامرات الأمنية، وسنشاهد كل ما يمكن أن يحدث من قبل العدو الأمريكي بتلك الشعوب.
في تعليق له على قرارات مجلس الأمن، أكد الغرسي أن أمريكا كشفت النقاب عن وجهها الحقيقي باستخدامها الفيتو ضد قرار لمجلس الأمن بضرورة إيقاف نزف الدماء في غزة. وليس بغريب نحن كشعب يمني نعرف أن الأمريكي العدو الأول والأساسي. و”إسرائيل” هي ربيبة أمريكا وما يحدث هو درس لكل الشعوب المخدوعة بالشعارات الأمريكية عن حقوق الإنسان بحرية التعبير, ودرس أيضًا للزعماء الذين اجتمعوا قبل أيام في قمة عربية, ونادوا أمريكا لكي توقف العدوان على غزة, يعني هذه من المفارقات العجيبة.
وأضاف الغرسي: “أيضًا لاحظنا بالأمس كان هناك رفض من الإدارة الأمريكية لقرار محكمة الجنايات الدولية باعتبار نتنياهو وجالانت مجرمي حرب. هذه الازدواجية في المعايير تؤكد أن أمريكا رأس الإرهاب. ورأس الشر. إنها من يقف وراء هذا العدوان، ولولا الدعم الأمريكي لم يكن لإسرائيل أن تقوم بتلك المجازر في فلسطين وفي لبنان، وطبعًا هي جزء من التحرك الأمريكي، لأن الأمريكي يدعم بالأسلحة، يدعم بالجنود، يدعم بالخبرات، يدعم بالأموال، يدعم بالقنابل، وأيضًا يدعم بالغطاء السياسي في مجلس الأمن وفي المنظمات الدولية.
انصار الله