الإفتاء توضح مفهوم القرض الحسن وضابطه
تاريخ النشر: 9th, October 2023 GMT
قالت دار الإفتاء المصرية، إن القرض الحسن، هو ما يُعطيه الشخص المُقرِض مِن المال ونحوِه قُرْبة وإرْفَاقًا للشَّخص المقترِض دونَ اشتراطِ زيادة، لِيَرُدَّ إليْهِ مِثلهُ؛ وقد عبَّر عن حقيقته الإمام الطاهر ابن عاشور بقوله في "التحرير والتنوير": [القرض الحسن: هو القرض المُسْتَكْمِلُ محاسِنَ نَوْعِهِ من كَوْنِهِ عن طِيب نفسٍ وبشاشةٍ في وجه الْمُسْتَقْرِضِ، وخُلُوٍّ عن كل ما يُعَرِّضُ بالْمِنَّةِ أو بتضييق أجل القضاء].
أضافت الإفتاء، إن إقراض المحتاج رفقًا به وإحسانًا إليه دون نفعٍ يبتغيه أو مقابلٍ يعود عليه هو من قبيل تنفيس الكربات التي يضاعف الله بها الأجر والثواب؛ مصداقًا لقول المولى تبارك وتعالى: ﴿مَنْ ذَا الَّذِي يُقْرِضُ اللَّهَ قَرْضًا حَسَنًا فَيُضَاعِفَهُ لَهُ أَضْعَافًا كَثِيرَةً وَاللَّهُ يَقْبِضُ وَيَبْسُطُ وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ﴾ [البقرة: 245]، وقوله عزَّ وجلَّ: ﴿مَنْ ذَا الَّذِي يُقْرِضُ اللَّهَ قَرْضًا حَسَنًا فَيُضَاعِفَهُ لَهُ وَلَهُ أَجْرٌ كَرِيمٌ﴾ [الحديد: 11].
ضابط القرض الحسنأوضحت أنه إذا كان الشرع الشريف قد رغَّبَ في القَرْضِ الحَسَنِ وأجزل الثواب للمُقْرِضِ، وحثَّ على قضاء حوائج الناس وتفريج كروبهم، فإنَّه أيضًا قد نهى عن استغلال حوائج الناس وإيقاعهم في الحرج الذي يدفعهم لارتكاب المحظور؛ لذا كان الأصل في القرض ألَّا يَجُرَّ للمقرِض نفعًا، وأن يكون غير مشروط بزيادةٍ على أصله، وأن يكون على سبيل الترفُّق لا التربُّح؛ لأنَّه من عقود التبرعات لا المعاوضات. ينظر: "بدائع الصنائع" للإمام الكاساني الحنفي، و"الكافي" للحافظ ابن عبد البر المالكي، و"المجموع" للإمام النووي، و"المغني" للإمام ابن قُدَامَة الحنبلي.
كيفية سداد القرضالأصل أن يتم سداد القرض بمثله؛ فإنه من المقرر شرعًا وفاء القرض بمثلهِ قدرًا وصفةً بالنسبة للنقود الورقية، لأنها من الأموال المثلية، وتُرد بمثلها طالما لم ينقطع التعامل بها، ولا أثر لغلائها أو رخصها في سداد القرض ما دامت صالحة للتعامل ولم يحصل لها انهيار في القيمة.
قال الإمام الكاساني الحنفي في "بدائع الصنائع" في شرائط القرض: [أن يكون مما له مثل كالمكيلات والموزونات والعدديات المتقاربة، فلا يجوز قرض ما لا مثل له من المذروعات، والمعدودات المتقاربة؛ لأنه لا سبيل إلى إيجاب رد العين ولا إلى إيجاب رد القيمة؛ لأنه يؤدي إلى المنازعة لاختلاف القيمة باختلاف تقويم المقومين؛ فتعين أن يكون الواجب فيه رد المثل؛ فيختص جوازه بما له مثل].
وقال العلامة علي أبو الحسن المالكي في "كفاية الطالب الرباني": [(وإن كان) مثليًا (مما يوزن أو يكال) أو يعد (فليرد مثله..)]، وقال الخطيب الشربيني الشافعي في "مغني المحتاج": [(ويرد) في القرض (المثل في المثلي)؛ لأنه أقرب إلى حقِّه].
وقال الإمام الرُّحَيْبَانِي الحنبلي في "مطالب أولي النهى": [(ويجب) على مقترض (رد مثل فلوس) اقترضها، ولم تحرم المعاملة بها.. قَالَ الْمُوَفَّقُ: إذا زادت قيمة الفلوس أو نقصت؛ رد مثلها؛ كما لو اقترض عرْضًا مثليًّا؛ كبُرٍّ وشعير وحديد ونحاس، فإنه يرد مثله وإن غلا أو رخص؛ لأن غلو قيمته أو نقصانها لا يسقط المثل عن ذمة المستقرض].
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: الإفتاء القرض الحسن دار الافتاء دار الإفتاء المصرية الشرع الشريف القرض الحسن
إقرأ أيضاً:
القيمة السوقية للأندية السعودية تقفز بـ 207%
شهدت القيمة السوقية للدوري السعودي لكرة القدم (دوري روشن للمحترفين) ارتفاعا ملحوظا بنسبة 207 بالمئة بعد تنفيذ مشروع التخصيص الرياضي، حيث قفزت القيمة السوقية للأندية السعودية من 1.3 مليار ريال (نحو 332.3 مليون يورو) في يونيو 2023 إلى 3.9 مليار ريال (1.01 مليار يورو) في الوقت الحالي.
وبعد تملك صندوق الاستثمارات العامة للأندية الأربعة الكبرى في الدوري السعودي (الهلال، النصر، الأهلي، والاتحاد)، شهدت هذه الأندية تحولات كبيرة على جميع الأصعدة.
وساهم التملك من قبل الصندوق، الذي يهدف إلى تحسين الأداء الإداري والمالي لهذه الأندية، في ارتفاع القيمة السوقية بشكل غير مسبوق، وزاد من جاذبيتها على الصعيدين المحلي والدولي.
وهذا التملك جزء من استراتيجية لتحويل الأندية إلى كيانات رياضية مستقلة ومربحة، بما يعزز حضور دوري روشن السعودي على الساحة العالمية ، وفقا لما نشرته صحيفة "مال" السعودية اليوم الخميس .
وارتفعت القيمة السوقية لنادي الهلال بنسبة 350 بالمئة لتصل إلى 178.5 مليون يورو، مقارنة بـ 39.6 مليون يورو في يونيو 2023. فيما ارتفعت القيمة السوقية لنادي النصر بنسبة 118 بالمئة لتصل إلى 175.6 مليون يورو، مقارنة بـ 80.5 مليون يورو.
وشهد نادي الأهلي قفزة استثنائية في قيمته السوقية بنسبة 991 بالمئة حيث بلغت 170 مليون يورو، بعدما كانت 15.6 مليون يورو في يونيو 2023. في حين ارتفعت القيمة السوقية لنادي الاتحاد بنسبة 321.8 بالمئة لتصل إلى 119.4 مليون يورو، مقارنة بـ 28.3 مليون يورو.
وعقب استحواذ شركة أرامكو على نادي القادسية، شهد النادي زيادة مذهلة بنسبة 3399 بالمئة في قيمته السوقية، حيث ارتفعت من 1.85 مليون يورو إلى 65 مليون يورو، ويعكس هذا التملك من قبل أرامكو الاهتمام المتزايد من قبل الشركات الكبرى في السعودية لدعم الرياضة المحلية. حيث ساهم الاستثمار الكبير من أرامكو في زيادة قيمة القادسية بشكل مذهل، ليصبح النادي أكثر قوة على الساحة الرياضية.
ويشير هذا التحول الكبير في القيمة السوقية للأندية السعودية إلى الأثر الإيجابي لمشروع التخصيص الرياضي، الذي سيسهم في تعزيز مكانة الدوري السعودي عالميا.
كما يعكس ذلك الاهتمام الكبير من قبل الصندوق وأرامكو في دعم الأندية السعودية، ما يعد خطوة هامة نحو تطور الرياضة المحلية وتعزيز الاقتصاد الرياضي في السعودية.