موقع 24:
2024-11-24@23:33:30 GMT

كيف استطاعت "حماس" مباغتة إسرائيل؟

تاريخ النشر: 9th, October 2023 GMT

كيف استطاعت 'حماس' مباغتة إسرائيل؟

كان هجوم "حماس" على إسرائيل في 7 أكتوبر (تشرين الأول) مفاجأةً مدوية، لا من حيث طبيعته غير المتوقعة وحسب، وإنما أيضاً من حيث الأحداث غير المسبوقة التي لازمته.

"حماس" تحاول تحييد إحدى المزايا الأساسية لإسرائيل، وهي التفوق الجوي



فقد أخفقت أجهزة الاستخبارات الإسرائيلية في التنبؤ بالهجوم، وافتقرَ الجيش الإسرائيلي في البداية إلى استجابة سريعة فعالة، ونجحت الميليشيات على غير المتوقع في الساعات الأولى من الهجوم في تحقيق أهدافها.

ورغم أنه ما زال من السابق لأوانه تحديد أسباب هذه الإخفاقات، فهناك تخمينات مستندة إلى أدلة يمكن استخلاصها. التركيز على إيران وفي هذا الإطار، أشار عمران محمدين، محاضر في مجال الدراسات الروسية والشؤون الدولية وباحث في معهد الأمن العالمي والقومي بجامعة جنوب فلوريدا، أنه في السنوات الأخير، انصبَّ تركيز مجتمع الاستخبارات الإسرائيلي إلى حدٍ كبير على إيران وحدودها مع سوريا ولبنان. يستخدم الإسرائيليون في الأساس قدراتهم التجسسية لمواجهة تطوير برامج إيران النووية والباليستية، وكذلك لمنع نقل المعدات العسكرية المتقدمة من إيران إلى حزب الله في لبنان عبر سوريا.
وأضاف الكاتب في تحليله بموقع مجلة "ناشونال إنترست" الأمريكية، إن حالة التأهب القصوى الأخيرة في تل أبيب التي جاءت استجابةً لبناء إيران وحزب الله لمطارٍ في جنوب لبنان، وأنشطة لواء الحسين المدعوم من إيران في سوريا، ونَصْب حزب الله مؤخراً لخيامٍ في مدينة الغجر كلها مؤشرات على تحوُّل انتباه مجتمع الاستخبارات. وفي هذا السياق، يمكن للمرء أن يجادل بأن "حماس" وداعميها، ولا سيما إيران وحزب الله، كانوا يعولون على انصراف الانتباه هذا ويحاولون تكثيفه. فشل التنبؤ بالهجوم

وتابع الكاتب: "بعيداً عن سبب الهفوة الاستخباراتية الإسرائيلية، فإننا بحاجة إلى فهم تأثيرها. قبل ثلاثة أسابيع فقط، وتحديداً في 12 سبتمبر (أيلول) الماضي، أجرت غرفة العمليات المُشتركة في قطاع غزة، التي تضم ميليشيات فلسطينية مختلفة بقيادة كتائب القسّام، الجناح العسكري لـ "حماس"، تدريبات عسكرية مُكثفة. فقد تدربوا على الهجمات الصاروخية الجماعية، واستخدموا قدرات الطائرات المسيرة الهجومية، وصقلوا تقنيات حرب العصابات في المناطق الحضرية. وقد استُغلت كل هذه التكتيكات في الهجوم الحالي، ورغم ذلك فشل مجتمع الاستخبارات الإسرائيلي في التنبؤ بالهجوم".
فضلاً عن صرف انتباه أجهزة الاستخبارات، يقول الكاتب: "يبدو أن إسرائيل حُرِمَت من إحدى مزاياها الأساسية في الهجوم الأخير، ألا وهي عنصر المفاجأة".

 

Why Didn't Israel See the Hamas War Coming? https://t.co/dKV1AMuLHm

— Rhonda Belcher (@RHONDASBELCHER) October 9, 2023


فيما عدا حرب أكتوبر (تشرين الأول) عام 1973، وفي غالبية الصراعات الأخرى، كانت إسرائيل تتمتع بميزة مفاجأة العدو بهجمات جوية جماعية لإصابة العدو بـ "الشلل الإستراتيجي". ومع ذلك، ففي هذا الصراع، لم تُحرَم إسرائيل من عنصر المفاجأة وحسب، وإنما استُغلَّ هذا العنصر ضدجيشها. ولمضاعفة "الشلل التكتيكيّ"، استخدم الفلسطينيون استراتيجية شبيهة بالحرب الخاطفة، إذ حشدت قواتها على نقاط دخول محددة، ثم تقدمت بسرعة، وانتشر عناصرها بشكلٍ دوري خلف خطوط الدفاع الإسرائيلية. فضلاً عن ذلك، يبدو أن "حماس" حاولت خلق حالة من الفوضى، وتشتيت انتباه الجيش الإسرائيلي باستخدام الزوارق والطائرات الشراعية التي تعمل بمحركات.
وشملت ابتكارات "حماس" التعبوية أيضاً استخدام أسلحة جديدة واستعراض قوة نيران غير مسبوقة. وبالنظر إلى صراعها مع إسرائيل في عام 2021، أدركت "حماس" أنه رغم أنها لا تستطيع التفوق على تقنية القبة الحديدة، فقد تتفوق على قدرات إعادة تحميلها. وبتركيز نيرانهم وإطلاق العديد من الصواريخ والقذائف وطائرات الكاميكازي المسيرة باتجاه الأراضي الإسرائيلية، عقدت "حماس" الآمال على تحميل القبة الحديدة أكثر من قدراتها. ويبدو نجاحهم في هذه المهمة متفاوتاً. واستلهمت "حماس" الصراع الروسي-الأوكراني الدائر حاليّاً، فقد استخدمت طائرات مُسيرة بأربع مروحيات يصعب اكتشافها لاستهداف القوات الإسرائيلية ومراكز المراقبة.

تحييد ميزة التفوق الجوي الإسرائيلي

وأوضح الكاتب أنه في هذا الصراع، يبدو أن "حماس" تحاول تحييد إحدى المزايا الأساسية التي تتمتع بها إسرائيل، ألا وهي التفوق الجوي. وذلك باحتجاز مئات الإسرائيليين رهائن عندها. وفي حين أن الهدف الأساسي من احتجاز الرهائن هو على الأرحج استخدامها للمساومة في المفاوضات المُستقبلية – إذ ذكرت "حماس" أيضاً أن لديها ما يكفي من الرهائن لتحرير جميع السجناء الفلسطينيين – تجدر الإشارة إلى أن "حماس" من المحتمل أن تؤوي هؤلاء الرهائن في المخابئ والأنفاق.

 

 

 

 


وهذه الخطة لا تُقيد وحسب حرية حركة سلاح الطيران الإسرائيلي، وإنما تزيد أيضاً من احتمالات حدوث أضرار جانبية. في إطار النزاعات السابقة، خزَّنت الميليشيات ذخيرتها وقواتها في المناطق المدنية لإنشاء درع بشري يحميها. وبإضافة مواطنين إسرائيليين إلى هذا الخليط، فقد خلقوا سيفاً ذا حدين. فإذا هاجمت إسرائيل، فستُخاطر بمواطنيها، وإن لم تُهاجم، فستواجه تحديات رغم ذلك.

هل يُستدرج الجيش الإسرائيلي إلى حرب استنزاف؟ وفي النهاية، ورغم هذه التكتيكات، لا تزال القدرة العسكرية غير المتكافئة بين إسرائيل و"حماس" واضحة. فالجيش الإسرائيلي يتمتع بتفوق مطلق على جميع الأصعدة. ويثير ذلك السؤال التالي: لماذا شن الفلسطينيون هجومهم أصلاً؟ بينما تتعاقب الأحداث، قد نقترب من إجابة عن هذا السؤال. وفي الوقت الراهن، يبدو أن "حماس" تعقد الآمال على أنه بالاستفادة من الرهائن، يمكنها ممارسة ضغوط على إسرائيل من أجل تخفيف القيود المفروضة على قطاع غزة أو إطلاق سراح السجناء، أو ربما أن كل تحركات "حماس" هذه ما هي سوى جزء من إستراتيجية أكبر الغرض منها استدراج الجيش الإسرائيلي إلى غزو بري لقطاع غزة، وإغوائه بالمشاركة في حرب استنزاف.

المصدر: موقع 24

كلمات دلالية: غزة وإسرائيل زلزال المغرب انتخابات المجلس الوطني الاتحادي التغير المناخي محاكمة ترامب أحداث السودان سلطان النيادي مانشستر سيتي الحرب الأوكرانية عام الاستدامة غزة وإسرائيل الجیش الإسرائیلی یبدو أن فی هذا

إقرأ أيضاً:

أول تعليق من الجيش الإسرائيلي على مقتل رهينة في غزة

أعلن الجيش الإسرائيلي، السبت، أنه يتحقق من المعلومات التي وردت في بيان حركة حماس، بشأن مقتل رهينة في قطاع غزة.

وكانت الحركة أعلنت في قت سابق من السبت، مقتل واحدة من الرهائن الإسرائيليين المحتجزين في غزة، بمنطقة تعرضت لقصف إسرائيلي شمالي القطاع.

وقال المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي: "نحن نتحقق من المعلومات. لا يمكننا في هذه المرحلة التحقق منها أو دحضها".

وتابع: "ممثلو الجيش الإسرائيلي على اتصال بعائلتها ويقومون بتزويدها بجميع المعلومات المتاحة لنا".

واعتبر المتحدث أن حماس "تواصل استخدام الإرهاب النفسي والتصرف بطريقة وحشية".

وكان أبو عبيدة الناطق باسم الجناح العسكري لحماس قال: "بعد عودة الاتصال المنقطع منذ أسابيع مع المكلفين بحماية أسرى للعدو، تبين مقتل إحدى أسيرات العدو في منطقة تتعرض لعدوان صهيوني شمالي قطاع غزة".

وأضاف الناطق: "لا يزال الخطر محدقا بحياة أسيرة أخرى كانت مع الأسيرة التي قتلت شمالي غزة".

وحمل الناطق حكومة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو والجيش الإسرائيلي المسؤولية عن حياة الرهائن الإسرائيليين.

ويعتقد أن هناك نحو 100 رهينة إسرائيلي في قطاع غزة الآن، نحو نصفهم فقط على قيد الحياة، وفق تقديرات السلطات الإسرائيلية.

مقالات مشابهة

  • لأول مرة.. حكومة الاحتلال تقاطع صحيفة هارتس الإسرائيلية: تدعم حماس
  • «البث الإسرائيلية»: حماس كانت مستعدة للإفراج عن محتجزين دون وقف إطلاق النار بغزة
  • مستشار خامنئي يؤكد: إيران تستعد للرد على إسرائيل
  • حماس: لا تفاهمات مع إسرائيل حتى تحقيق شروطنا
  • حماس: وقف العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة يمثل أولوية قصوى لنا
  • مستشار خامنئي: إيران تجهز للرد على إسرائيل
  • بيان للجيش الإسرائيلي بعد اللقطات التي نشرتها حماس
  • مقتل رهينة لدى حماس والجيش الإسرائيلي يتحرى
  • أول تعليق من الجيش الإسرائيلي على مقتل رهينة في غزة
  • الفيلم التركي "آيشا".. تجربة تحكي المعاناة بين المسؤوليات والطموحات