موقع 24:
2025-02-07@00:45:57 GMT

كيف استطاعت "حماس" مباغتة إسرائيل؟

تاريخ النشر: 9th, October 2023 GMT

كيف استطاعت 'حماس' مباغتة إسرائيل؟

كان هجوم "حماس" على إسرائيل في 7 أكتوبر (تشرين الأول) مفاجأةً مدوية، لا من حيث طبيعته غير المتوقعة وحسب، وإنما أيضاً من حيث الأحداث غير المسبوقة التي لازمته.

"حماس" تحاول تحييد إحدى المزايا الأساسية لإسرائيل، وهي التفوق الجوي



فقد أخفقت أجهزة الاستخبارات الإسرائيلية في التنبؤ بالهجوم، وافتقرَ الجيش الإسرائيلي في البداية إلى استجابة سريعة فعالة، ونجحت الميليشيات على غير المتوقع في الساعات الأولى من الهجوم في تحقيق أهدافها.

ورغم أنه ما زال من السابق لأوانه تحديد أسباب هذه الإخفاقات، فهناك تخمينات مستندة إلى أدلة يمكن استخلاصها. التركيز على إيران وفي هذا الإطار، أشار عمران محمدين، محاضر في مجال الدراسات الروسية والشؤون الدولية وباحث في معهد الأمن العالمي والقومي بجامعة جنوب فلوريدا، أنه في السنوات الأخير، انصبَّ تركيز مجتمع الاستخبارات الإسرائيلي إلى حدٍ كبير على إيران وحدودها مع سوريا ولبنان. يستخدم الإسرائيليون في الأساس قدراتهم التجسسية لمواجهة تطوير برامج إيران النووية والباليستية، وكذلك لمنع نقل المعدات العسكرية المتقدمة من إيران إلى حزب الله في لبنان عبر سوريا.
وأضاف الكاتب في تحليله بموقع مجلة "ناشونال إنترست" الأمريكية، إن حالة التأهب القصوى الأخيرة في تل أبيب التي جاءت استجابةً لبناء إيران وحزب الله لمطارٍ في جنوب لبنان، وأنشطة لواء الحسين المدعوم من إيران في سوريا، ونَصْب حزب الله مؤخراً لخيامٍ في مدينة الغجر كلها مؤشرات على تحوُّل انتباه مجتمع الاستخبارات. وفي هذا السياق، يمكن للمرء أن يجادل بأن "حماس" وداعميها، ولا سيما إيران وحزب الله، كانوا يعولون على انصراف الانتباه هذا ويحاولون تكثيفه. فشل التنبؤ بالهجوم

وتابع الكاتب: "بعيداً عن سبب الهفوة الاستخباراتية الإسرائيلية، فإننا بحاجة إلى فهم تأثيرها. قبل ثلاثة أسابيع فقط، وتحديداً في 12 سبتمبر (أيلول) الماضي، أجرت غرفة العمليات المُشتركة في قطاع غزة، التي تضم ميليشيات فلسطينية مختلفة بقيادة كتائب القسّام، الجناح العسكري لـ "حماس"، تدريبات عسكرية مُكثفة. فقد تدربوا على الهجمات الصاروخية الجماعية، واستخدموا قدرات الطائرات المسيرة الهجومية، وصقلوا تقنيات حرب العصابات في المناطق الحضرية. وقد استُغلت كل هذه التكتيكات في الهجوم الحالي، ورغم ذلك فشل مجتمع الاستخبارات الإسرائيلي في التنبؤ بالهجوم".
فضلاً عن صرف انتباه أجهزة الاستخبارات، يقول الكاتب: "يبدو أن إسرائيل حُرِمَت من إحدى مزاياها الأساسية في الهجوم الأخير، ألا وهي عنصر المفاجأة".

 

Why Didn't Israel See the Hamas War Coming? https://t.co/dKV1AMuLHm

— Rhonda Belcher (@RHONDASBELCHER) October 9, 2023


فيما عدا حرب أكتوبر (تشرين الأول) عام 1973، وفي غالبية الصراعات الأخرى، كانت إسرائيل تتمتع بميزة مفاجأة العدو بهجمات جوية جماعية لإصابة العدو بـ "الشلل الإستراتيجي". ومع ذلك، ففي هذا الصراع، لم تُحرَم إسرائيل من عنصر المفاجأة وحسب، وإنما استُغلَّ هذا العنصر ضدجيشها. ولمضاعفة "الشلل التكتيكيّ"، استخدم الفلسطينيون استراتيجية شبيهة بالحرب الخاطفة، إذ حشدت قواتها على نقاط دخول محددة، ثم تقدمت بسرعة، وانتشر عناصرها بشكلٍ دوري خلف خطوط الدفاع الإسرائيلية. فضلاً عن ذلك، يبدو أن "حماس" حاولت خلق حالة من الفوضى، وتشتيت انتباه الجيش الإسرائيلي باستخدام الزوارق والطائرات الشراعية التي تعمل بمحركات.
وشملت ابتكارات "حماس" التعبوية أيضاً استخدام أسلحة جديدة واستعراض قوة نيران غير مسبوقة. وبالنظر إلى صراعها مع إسرائيل في عام 2021، أدركت "حماس" أنه رغم أنها لا تستطيع التفوق على تقنية القبة الحديدة، فقد تتفوق على قدرات إعادة تحميلها. وبتركيز نيرانهم وإطلاق العديد من الصواريخ والقذائف وطائرات الكاميكازي المسيرة باتجاه الأراضي الإسرائيلية، عقدت "حماس" الآمال على تحميل القبة الحديدة أكثر من قدراتها. ويبدو نجاحهم في هذه المهمة متفاوتاً. واستلهمت "حماس" الصراع الروسي-الأوكراني الدائر حاليّاً، فقد استخدمت طائرات مُسيرة بأربع مروحيات يصعب اكتشافها لاستهداف القوات الإسرائيلية ومراكز المراقبة.

تحييد ميزة التفوق الجوي الإسرائيلي

وأوضح الكاتب أنه في هذا الصراع، يبدو أن "حماس" تحاول تحييد إحدى المزايا الأساسية التي تتمتع بها إسرائيل، ألا وهي التفوق الجوي. وذلك باحتجاز مئات الإسرائيليين رهائن عندها. وفي حين أن الهدف الأساسي من احتجاز الرهائن هو على الأرحج استخدامها للمساومة في المفاوضات المُستقبلية – إذ ذكرت "حماس" أيضاً أن لديها ما يكفي من الرهائن لتحرير جميع السجناء الفلسطينيين – تجدر الإشارة إلى أن "حماس" من المحتمل أن تؤوي هؤلاء الرهائن في المخابئ والأنفاق.

 

 

 

 


وهذه الخطة لا تُقيد وحسب حرية حركة سلاح الطيران الإسرائيلي، وإنما تزيد أيضاً من احتمالات حدوث أضرار جانبية. في إطار النزاعات السابقة، خزَّنت الميليشيات ذخيرتها وقواتها في المناطق المدنية لإنشاء درع بشري يحميها. وبإضافة مواطنين إسرائيليين إلى هذا الخليط، فقد خلقوا سيفاً ذا حدين. فإذا هاجمت إسرائيل، فستُخاطر بمواطنيها، وإن لم تُهاجم، فستواجه تحديات رغم ذلك.

هل يُستدرج الجيش الإسرائيلي إلى حرب استنزاف؟ وفي النهاية، ورغم هذه التكتيكات، لا تزال القدرة العسكرية غير المتكافئة بين إسرائيل و"حماس" واضحة. فالجيش الإسرائيلي يتمتع بتفوق مطلق على جميع الأصعدة. ويثير ذلك السؤال التالي: لماذا شن الفلسطينيون هجومهم أصلاً؟ بينما تتعاقب الأحداث، قد نقترب من إجابة عن هذا السؤال. وفي الوقت الراهن، يبدو أن "حماس" تعقد الآمال على أنه بالاستفادة من الرهائن، يمكنها ممارسة ضغوط على إسرائيل من أجل تخفيف القيود المفروضة على قطاع غزة أو إطلاق سراح السجناء، أو ربما أن كل تحركات "حماس" هذه ما هي سوى جزء من إستراتيجية أكبر الغرض منها استدراج الجيش الإسرائيلي إلى غزو بري لقطاع غزة، وإغوائه بالمشاركة في حرب استنزاف.

المصدر: موقع 24

كلمات دلالية: غزة وإسرائيل زلزال المغرب انتخابات المجلس الوطني الاتحادي التغير المناخي محاكمة ترامب أحداث السودان سلطان النيادي مانشستر سيتي الحرب الأوكرانية عام الاستدامة غزة وإسرائيل الجیش الإسرائیلی یبدو أن فی هذا

إقرأ أيضاً:

كاتب صحفي: إسرائيل فشلت في القضاء على حماس

أكد الكاتب الصحفي والمحلل السياسي محمد مصطفى أبو شامة، مدير المنتدى الاستراتيجي للفكر، أن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب كرر تصريحاته حول غياب الضمانات لاستمرار الهدنة في غزة للمرة الثانية، بعدما كان قد أدلى بنفس التصريحات يوم تنصيبه، موضحًا أنه يدرك تمامًا الضغوط الكبيرة التي يواجهها رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو، سواء من داخل حكومته أو من المجتمع الإسرائيلي، بسبب الفشل في تحقيق الأهداف المعلنة للحرب في غزة.

وأشار أبو شامة، خلال مداخلة ببرنامج مطروح للنقاش، وتقدمه الإعلامية فيروز مكي، على قناة القاهرة الإخبارية، إلى أنه من أبرز الأهداف التي فشلت إسرائيل في تحقيقها هي القضاء على حماس وتنظيمها المسلح بشكل كامل، وكذلك تحرير الرهائن، ما يزيد من الضغوط على نتنياهو، مضيفًا أن تهديدات بعض أعضاء الحكومة الإسرائيلية بالانسحاب من الائتلاف إذا استمرت المرحلة الثانية من اتفاقية الهدنة قد تؤدي إلى انهيار الحكومة الحالية، ما يضع حكومة نتنياهو في موقف صعب.

وفي هذا السياق، أكد أبو شامة أن هناك تفهمًا مشتركا بين الرئيس الأمريكي ونتنياهو حول هذه الضغوط، مشيرًا إلى أن البند الأول في زيارة ترامب لنتنياهو سيكون حول غزة ومستقبل الاتفاق، مع محاولة كل طرف إقناع الآخر بوجهة نظره، مضيفًا أن التسريبات الإعلامية تشير إلى أن نتنياهو يبذل قصارى جهده لإقناع ترامب بالعودة إلى الحرب.

مقالات مشابهة

  • تفاصيل خطة نتنياهو لإنهاء العدوان الإسرائيلي على غزة
  • إيران تهدد إسرائيل بـرد قاس على أي هجوم يستهدف النووي
  • إيران: خطة ترامب بشأن غزة استمرار للمحاولات الإسرائيلية لإبادة الأمة الفلسطينية
  • تقرير استخباراتي أمريكي : صواريخ إيران الجديدة تهدد إسرائيل
  • إيران: مقترح ترامب يتماشى مع خطة إسرائيل لإبادة الشعب الفلسطينى وندعو لإدانته دوليًا
  • منها حماس والمعارضة الإسرائيلية.. قوى سياسية تُعلق على تصريح ترامب بشأن غزة
  • حماس: الاحتلال الإسرائيلي يعرقل تدفق المساعدات إلى غزة
  • كاتب صحفي: إسرائيل فشلت في القضاء على حماس
  • روسيا تدعم إسرائيل في وجه التعديات الإسرائيلية
  • حماس: العدوان الإسرائيلي خلَّف دمارًا كبيرًا شمال غزة وأعدم مظاهر الحياة فيه