موقع 24:
2024-10-01@01:44:24 GMT

كيف استطاعت "حماس" مباغتة إسرائيل؟

تاريخ النشر: 9th, October 2023 GMT

كيف استطاعت 'حماس' مباغتة إسرائيل؟

كان هجوم "حماس" على إسرائيل في 7 أكتوبر (تشرين الأول) مفاجأةً مدوية، لا من حيث طبيعته غير المتوقعة وحسب، وإنما أيضاً من حيث الأحداث غير المسبوقة التي لازمته.

"حماس" تحاول تحييد إحدى المزايا الأساسية لإسرائيل، وهي التفوق الجوي



فقد أخفقت أجهزة الاستخبارات الإسرائيلية في التنبؤ بالهجوم، وافتقرَ الجيش الإسرائيلي في البداية إلى استجابة سريعة فعالة، ونجحت الميليشيات على غير المتوقع في الساعات الأولى من الهجوم في تحقيق أهدافها.

ورغم أنه ما زال من السابق لأوانه تحديد أسباب هذه الإخفاقات، فهناك تخمينات مستندة إلى أدلة يمكن استخلاصها. التركيز على إيران وفي هذا الإطار، أشار عمران محمدين، محاضر في مجال الدراسات الروسية والشؤون الدولية وباحث في معهد الأمن العالمي والقومي بجامعة جنوب فلوريدا، أنه في السنوات الأخير، انصبَّ تركيز مجتمع الاستخبارات الإسرائيلي إلى حدٍ كبير على إيران وحدودها مع سوريا ولبنان. يستخدم الإسرائيليون في الأساس قدراتهم التجسسية لمواجهة تطوير برامج إيران النووية والباليستية، وكذلك لمنع نقل المعدات العسكرية المتقدمة من إيران إلى حزب الله في لبنان عبر سوريا.
وأضاف الكاتب في تحليله بموقع مجلة "ناشونال إنترست" الأمريكية، إن حالة التأهب القصوى الأخيرة في تل أبيب التي جاءت استجابةً لبناء إيران وحزب الله لمطارٍ في جنوب لبنان، وأنشطة لواء الحسين المدعوم من إيران في سوريا، ونَصْب حزب الله مؤخراً لخيامٍ في مدينة الغجر كلها مؤشرات على تحوُّل انتباه مجتمع الاستخبارات. وفي هذا السياق، يمكن للمرء أن يجادل بأن "حماس" وداعميها، ولا سيما إيران وحزب الله، كانوا يعولون على انصراف الانتباه هذا ويحاولون تكثيفه. فشل التنبؤ بالهجوم

وتابع الكاتب: "بعيداً عن سبب الهفوة الاستخباراتية الإسرائيلية، فإننا بحاجة إلى فهم تأثيرها. قبل ثلاثة أسابيع فقط، وتحديداً في 12 سبتمبر (أيلول) الماضي، أجرت غرفة العمليات المُشتركة في قطاع غزة، التي تضم ميليشيات فلسطينية مختلفة بقيادة كتائب القسّام، الجناح العسكري لـ "حماس"، تدريبات عسكرية مُكثفة. فقد تدربوا على الهجمات الصاروخية الجماعية، واستخدموا قدرات الطائرات المسيرة الهجومية، وصقلوا تقنيات حرب العصابات في المناطق الحضرية. وقد استُغلت كل هذه التكتيكات في الهجوم الحالي، ورغم ذلك فشل مجتمع الاستخبارات الإسرائيلي في التنبؤ بالهجوم".
فضلاً عن صرف انتباه أجهزة الاستخبارات، يقول الكاتب: "يبدو أن إسرائيل حُرِمَت من إحدى مزاياها الأساسية في الهجوم الأخير، ألا وهي عنصر المفاجأة".

 

Why Didn't Israel See the Hamas War Coming? https://t.co/dKV1AMuLHm

— Rhonda Belcher (@RHONDASBELCHER) October 9, 2023


فيما عدا حرب أكتوبر (تشرين الأول) عام 1973، وفي غالبية الصراعات الأخرى، كانت إسرائيل تتمتع بميزة مفاجأة العدو بهجمات جوية جماعية لإصابة العدو بـ "الشلل الإستراتيجي". ومع ذلك، ففي هذا الصراع، لم تُحرَم إسرائيل من عنصر المفاجأة وحسب، وإنما استُغلَّ هذا العنصر ضدجيشها. ولمضاعفة "الشلل التكتيكيّ"، استخدم الفلسطينيون استراتيجية شبيهة بالحرب الخاطفة، إذ حشدت قواتها على نقاط دخول محددة، ثم تقدمت بسرعة، وانتشر عناصرها بشكلٍ دوري خلف خطوط الدفاع الإسرائيلية. فضلاً عن ذلك، يبدو أن "حماس" حاولت خلق حالة من الفوضى، وتشتيت انتباه الجيش الإسرائيلي باستخدام الزوارق والطائرات الشراعية التي تعمل بمحركات.
وشملت ابتكارات "حماس" التعبوية أيضاً استخدام أسلحة جديدة واستعراض قوة نيران غير مسبوقة. وبالنظر إلى صراعها مع إسرائيل في عام 2021، أدركت "حماس" أنه رغم أنها لا تستطيع التفوق على تقنية القبة الحديدة، فقد تتفوق على قدرات إعادة تحميلها. وبتركيز نيرانهم وإطلاق العديد من الصواريخ والقذائف وطائرات الكاميكازي المسيرة باتجاه الأراضي الإسرائيلية، عقدت "حماس" الآمال على تحميل القبة الحديدة أكثر من قدراتها. ويبدو نجاحهم في هذه المهمة متفاوتاً. واستلهمت "حماس" الصراع الروسي-الأوكراني الدائر حاليّاً، فقد استخدمت طائرات مُسيرة بأربع مروحيات يصعب اكتشافها لاستهداف القوات الإسرائيلية ومراكز المراقبة.

تحييد ميزة التفوق الجوي الإسرائيلي

وأوضح الكاتب أنه في هذا الصراع، يبدو أن "حماس" تحاول تحييد إحدى المزايا الأساسية التي تتمتع بها إسرائيل، ألا وهي التفوق الجوي. وذلك باحتجاز مئات الإسرائيليين رهائن عندها. وفي حين أن الهدف الأساسي من احتجاز الرهائن هو على الأرحج استخدامها للمساومة في المفاوضات المُستقبلية – إذ ذكرت "حماس" أيضاً أن لديها ما يكفي من الرهائن لتحرير جميع السجناء الفلسطينيين – تجدر الإشارة إلى أن "حماس" من المحتمل أن تؤوي هؤلاء الرهائن في المخابئ والأنفاق.

 

 

 

 


وهذه الخطة لا تُقيد وحسب حرية حركة سلاح الطيران الإسرائيلي، وإنما تزيد أيضاً من احتمالات حدوث أضرار جانبية. في إطار النزاعات السابقة، خزَّنت الميليشيات ذخيرتها وقواتها في المناطق المدنية لإنشاء درع بشري يحميها. وبإضافة مواطنين إسرائيليين إلى هذا الخليط، فقد خلقوا سيفاً ذا حدين. فإذا هاجمت إسرائيل، فستُخاطر بمواطنيها، وإن لم تُهاجم، فستواجه تحديات رغم ذلك.

هل يُستدرج الجيش الإسرائيلي إلى حرب استنزاف؟ وفي النهاية، ورغم هذه التكتيكات، لا تزال القدرة العسكرية غير المتكافئة بين إسرائيل و"حماس" واضحة. فالجيش الإسرائيلي يتمتع بتفوق مطلق على جميع الأصعدة. ويثير ذلك السؤال التالي: لماذا شن الفلسطينيون هجومهم أصلاً؟ بينما تتعاقب الأحداث، قد نقترب من إجابة عن هذا السؤال. وفي الوقت الراهن، يبدو أن "حماس" تعقد الآمال على أنه بالاستفادة من الرهائن، يمكنها ممارسة ضغوط على إسرائيل من أجل تخفيف القيود المفروضة على قطاع غزة أو إطلاق سراح السجناء، أو ربما أن كل تحركات "حماس" هذه ما هي سوى جزء من إستراتيجية أكبر الغرض منها استدراج الجيش الإسرائيلي إلى غزو بري لقطاع غزة، وإغوائه بالمشاركة في حرب استنزاف.

المصدر: موقع 24

كلمات دلالية: غزة وإسرائيل زلزال المغرب انتخابات المجلس الوطني الاتحادي التغير المناخي محاكمة ترامب أحداث السودان سلطان النيادي مانشستر سيتي الحرب الأوكرانية عام الاستدامة غزة وإسرائيل الجیش الإسرائیلی یبدو أن فی هذا

إقرأ أيضاً:

كيف أوقعت إسرائيل حسن نصرالله في الفخ؟

تمكنت القوات الإسرائيلية ومديرية الاستخبارات العسكرية من اغتيال الأمين العام لحزب الله حسن نصرالله، في قلب الضاحية الجنوبية لبيروت في عملية سرية ومعقدة.

وكشفت صحيفة "جيروزاليم بوست" أنه باستخدام معلومات استخباراتية متقدمة ومناورة بارعة شملت سفر رئيس الوزراء بنيامين نتنانياهو إلى نيويورك، ضربت قوات الأمن قيادة المنظمة في ما يُعرف بأنه إحدى العمليات العسكرية الأكثر أهمية.
كان رئيس شعبة الاستخبارات السابق آهارون هاليفا  درس بالفعل خيار اغتيال حسن نصر الله في 11 أكتوبر (تشرين الأول)، بناءً على القدرات المتقدمة لوكالة الاستخبارات.
وبدأ التحضير واتخاذ القرار بشأن عملية الاغتيال المستهدفة يوم الأربعاء. وكان الانتظار مزعجاً لوصول معلومات استخباراتية دقيقة وعالية الجودة لتحديد لحظة اجتماع قيادة حزب الله.

مناورة خداع

وأجرى نتانياهو اتصالاته المعتادة، وأعطى الضوء الأخضر للتقدم في عملية وقف إطلاق النار، وقرر السفر إلى الولايات المتحدة على متن طائرة "جناح صهيون"، كجزء مما يبدو أنه مناورة خداع لتبديد مخاوف قيادة حزب الله، التي أكلت الطعم.
ولولا ذلك لما كان اجتماع القيادة في مقر تحت الأرض يعمل كمركز قيادة للحزب في قلب حي الضاحية في بيروت.

The operation to eliminate Hassan Nasrallah was guided by Israel's Chief of the General Staff, at the Israeli Air Force command center, with the members of the General Staff Forum.

The video below, from the Israeli Air Force command, shows the moment when the Israeli military… pic.twitter.com/zDCj4bdVdk

— Vani Mehrotra (@vani_mehrotra) September 28, 2024

وخلال الرحلة إلى الولايات المتحدة جرت مشاورات أمنية على متن طائرة "جناح صهيون"، حيث تم تقديم تحديثات استخباراتية حول التطورات في لبنان واستعداد الاستخبارات والقوات الجوية لتنفيذ هجوم لا يمكن لأحد النجاة منه، حتى في شبكة تحت الأرض.
وكان مجلس الوزراء عقد مساء الخميس، اجتماعاً عبر الهاتف انتهى في الرابعة صباحاً بتوقيت إسرائيل، والتاسعة بتوقيت نيويورك. وأدار رئيس الوزراء الاستعدادات من غرفته في الفندق في الولايات المتحدة، بعد مشاورات مع وزير الدفاع يوآف غالانت، ورئيس أركان جيش الدفاع الإسرائيلي هرتس هاليفي، ورئيس الموساد ديفيد برنياع. وبعد المناقشة المهنية، تم تفويض نتانياهو وغالانت بالموافقة على الاغتيال المستهدف بناء على معلومات استخباراتية .
وقرابة الساعة العاشرة من صباح الجمعة بتوقيت إسرائيل، عقد نتانياهو مشاورة أمنية أخرى مع وزير الدفاع ورئيس الأركان بناء على آخر المعلومات الاستخباراتية. ووفقاً لمصادر إسرائيلية، فقد وردت معلومات استخباراتية قبل وقت قصير من خطاب نتانياهو في الأمم المتحدة. واستكمل الجيش الإسرائيلي الاستعدادات، ورفع الجاهزية واليقظة في أنظمة المراقبة والدفاع الجوي.
ولاحقاً، أجريت مشاورات أخرى، وأعطى نتانياهو الضوء الأخضر لعملية الاغتيال المستهدفة التي من شأنها أن تهز الشرق الأوسط والعالم العربي. وأعطت قيادة سلاح الجو الضوء الأخضر لتسليح الطائرات بقنابل خارقة للتحصينات. ونزل رئيس الأركان ووزير الدفاع إلى "الحفرة"، القاعدة تحت الأرض للجيش في تل أبيب، برفقة رئيس الاستخبارات العسكرية اللواء شلومي بايندر، وقائد سلاح الجو اللواء تومر بار، ورئيس العمليات اللواء عوديد باسيوك. وانطلق عدد كبير من الطائرات المقاتلة، وبمجرد إعطاء الإشارة، بدأت واحدة تلو الأخرى في إسقاط العشرات من القنابل.

وأرسلت طائرات بدون طيار صوراً إلى "حفرة" سلاح الجو أثناء انهيار المباني في قلب الضاحية. وعلى عكس محاولة اغتيال علي كركي الفاشلة السابقة، بسبب نطاق محدود من الذخائر، كانت هذه المرة قاضية. وقُتل نصر الله وقائد الجبهة الجنوبية لحزب الله علي كركي، على الفور، إلى جانب شخصيات بارزة أخرى. 

مقالات مشابهة

  • FT: هكذا اخترقت الاستخبارات الإسرائيلية حزب الله.. أنشأت وحدة خاصة
  • FT: هكذا اخترقت الاستخبارات الإسرائيلية حزب الله.. أنشات وحدة خاصة
  • هكذا اخترقت الاستخبارات الإسرائيلية حزب الله
  • FT: هكذا اخترقت الاستخبارات الإسرائيلية حزب الله.. ثمن دعم الأسد
  • وحدات الاستخبارات الإسرائيلية التي وفرت معلومات لاغتيال حسن نصر الله
  • "نيويورك تايمز".. تكشف استعدادات إسرائيل لضرب لبنان
  • الجيش الإسرائيلي يعلن اغتيال مسؤول في ركن الاستخبارات التابع لـ "حزب الله"
  • كيف أوقعت إسرائيل حسن نصرالله في الفخ؟
  • صحيفة أمريكية: اغتيال نصر الله يكشف اختراق الاستخبارات الإسرائيلية لحزب الله
  • نتنياهو يحذر إيران من أن (إسرائيل) قادرة على قصف أي مكان