حلق الفنان التشكيلي عبدالعزيز بن محمد الهنائي في سماء مدينة سوسة التونسية بمعرضه الفني ( شرفات 2 ) الذي افتتح مؤخرا والذي أراد الهنائي من خلاله تسليط الضوء على الهوية العمانية وتوثيق الملامح الحضارية التي تزخر بها سلطنة عمان وما تتمتع به من مناظر خلابة وتضاريس متنوعة. وذلك تحت رعاية سعادة السفير الدكتور هلال بن عبد الله بن علي السناني السفير المعتمد لدى الجمهورية التونسية في المركز الثقافي بمدينة سوسة الساحلية بالجمهورية التونسية.

ويقول الفنان عبد العزيز الهنائي أن هذه السلسلة من المشاهد البصرية الفنية كمحاولة للتعبير عن الطاقة الخفية التي تشعر الفنان بالانتماء الى الوطن حيث يعد معرض شرفات2 هو بمثابة الطائر الذي ينظر إلى ما حوله من تكوينات بصرية وجمالية فيترجم تلك المشاهد إلى اعمال فنية بأسلوب متفرد، ويهدف هذا المعرض الذي يضم قرابة 45عملا فنيا، إلى التبادل الثقافي والفني ورسم الصورة الواقعية للهويه العمانية الفريدة والتعريف بالتراث الحضاري والثقافي العماني والتنوع البيئي، كما يهدف الى نقل التجربة الذاتية للفنان الى دول العالم والتي تعكس الموضوعات المتنوعة والمختلفة وبهوية عمانية والقضايا المعاصرة ووصولا الى التنوع في طرح التقنيات والأساليب الفنية بالألوان المائية وما تتمتع به هذه الخامة اللونية من خصوصية في اظهار القيم اللونية والجمالية بمسطح العمل الفني.

يؤكد الهنائي أن هذه التجربة الفنية تعتبر فرصة لمعرفة مدى تقديم الصورة الحقيقية في توثيق الهوية العمانية خارج البلد وبصورة فنية مغايره وبلوحات فنية متنوعة في الأساليب والطرح وبتقنيات لونية كثيرة، كما أن نظريات اللون تحتاج الى ممارسة وتدريب بشكل مستمر والتجول بين العناصر الطبيعية والمعمارية المتواجدة في البيئات المختلفة تكسب الفنان ثقافة بصرية تساعده على صياغة المشهد بصورة احترافية، والجميل في ذلك أن البيئة العمانية تلهم الفنان بتنوع تضاريسها ونسمح له بتذوق التركيبات المبنية على أسس الخطوط المتقاطعة مثل في العمارة القديمة والبيوت والاقواس المتداخلة مثل في القلاع والحصون والنقوش المتنوعة مثل في الأبواب والنوافذ، كما أن الطبيعة الجبلية مثل الجبل الأخضر وما يحيط به من تنوع صخري وزراعي ومعماري يتيح للفنان للتعبير عن المشهد البانورامي بصورة فنية متفره.

وتابع عبدالعزيز الهنائي قائلا التشكيل الفني هو بمثابة لغة يفهمها المتلقي عند مشاهدته لتلك الاعمال الفنية وتذوقها وخاصة لما تحمل في طياتها أصالة تصبح أكثر تأثير وتقبلا وأكثر جمالا، و المعرض احتوى على أعمال فنية تم دراستها وانجازها من خلال التجارب الفنية التي مر بها خلال الفترة السابقة وأيضا من خلال إقامة بعض الورش الفنية الحية المباشر مع مجموعة من الفنانين، وبحكم عمله في وزارة التربية والتعليم كمشرف تربوي قام بتنفيذ العديد من الورش الفنية للمعلمين والطلبة. وتبقى الشرفات هي الاطلالة المستقبلية التي نستمد منها تلك الاحداث اليومية وتلك الممرات المتزاحمة بين البيوت القديمة والاضاءات المنعكسة من بين النخيل والأشجار، وذلك الرجل العماني الذي عشق الطبيعة وتلك الأصوات الصباحية المتصاعد من بين القرى الجبلية والساحلية البحرية. وما زال هنا الكثير من الالغاز الفنية بين أحضان الطبيعة العمانية تحتاج منا البحث والتقصي.

المصدر: لجريدة عمان

إقرأ أيضاً:

مشاركة عمانية ضمن زيارة وفد من الباحثين بالمؤسسات الفكرية العربية إلى الصين

 

الرؤية- مدرين المكتومية

دعت دائرة العلاقات الخارجية للجنة المركزية للحزب الشيوعي الصيني وفدا من الباحثين والخبراء بالمؤسسات الفكرية العربية لزيارة الصين، حيث استمر البرنامج لمدة 9 أيام، وتضمن عددا من الفعاليات والأنشطة وزيارة عدد من المصانع والشركات، إلى جانب عقد جلسات وحلقات بحثية ونقاشية حول العديد من القضايا.

سعدت كثيرا بتلقي هذه الدعوة للمشاركة ضمن الوفد العربي في هذه الزيارة التي تعد الأولى لي، وذلك في ظل التقارب الكبير بين سلطنة عمان والصين.

كانت محطتنا الأولى في شانغهاي، أكبر مدن الصين من حيث تعداد السكان وعاصمة البلاد الاقتصادية، وهذه المدينة مليئة بالمظاهر الجمالية سواء المظهر المعماري والمباني العالية، أو تنوع الطقس خلال اليوم الواحد، حيث تشعر بالحرارة والرطوبة نهارا والبرودة وتساقط الأمطار في المساء والليل.

هذه المدينة تمتاز برتم الحياة السريع، فالصينيون لا يتوقفون عن العمل، ولا تتوقف الشركات والمصانع عن التفكير في تقديم كل ما هو جديد للعالم في مختلف المجالات.

في هذه المدينة الساحرة، زرنا منطقة "لينقانغ" وزرنا شركة Sensetime  ومركز العرض والتخطيط لمنطقة لينقانغ الجديدة، تلك الزيارة جعلتنا نقف صامتين أمام التقدم المهول في مجال الذكاء الاصطناعي والتقدم التكنولوجي الكبير، واطلعنا على ما تقدمه شركة Envision Energy وهي إحدى الشركات العالمية الرائدة في مجال التكنولوجيا الخضراء، وتتخصص في توفير حلول أنظمة الطاقة المتجددة لكل من الشركات والحكومات والمؤسسات العالمية.

وتضمن جدول الزيارة برج لؤلؤة الشرق الذي يقع على حافة شارع ليجيازو في حي بودونغ، ومن خلاله يمكن مشاهدة شانغهاي بأكملها، كما اصطحبنا الفريق المنظم للزيارة في رحلة بالقارب على نهر هوانغبو.

وفي اليوم التالي، كانت الزيارة إلى مركز الدراسات الصيني العربي للإصلاح والتنمية، والذي يعد من المراكز البحثية المهمة، ثم عقدت جلسات مباحثات مع مراكز البحوث والدراسات العربية والصينية، إلى جانب زيارة القاعة التذكارية المخصصة للمؤتمر الوطني الأول للحزب الشيوعي الصيني.

واشتمل جدول الزيارة على جولة في المبنى الرئيسي والمصنع الخاص بشركة كيلمي، وهي شركة ملابس رياضية إسبانية تصمم وتنتج ملابس وأحذية، وقد تأسست الشركة في عام 1963.

بعد شانغهاي، توجهنا إلى تشيوانتشو، أو مدينة  الزيتون  كما سماها العرب، وهي مدينة تجارية بمقاطعة فوجيان، وقد استمتعنا خلالها بزيارة عدد من المواقع المختلفة ومن بينها زيارة متحف تشيوانتشو البحري، ومسجد الأصحاب ومقبرة لينغشيان الإسلامية، وقد ارتبط ازدهار تشيوانتشو بالوجود العربي والإسلامي، حيث كانت محطة تجارة العرب والمسلمين.

وفي زيارتنا إلى فوتشو، استمتعنا بالمقهى الشعبي للشاي والحي التاريخي في المنطقة والذي يعد من الأحياء المزدحمة ولديه طابع معماري خاص، كما زرنا معرض الإنجازات لإحياء الذكرى الـ30 لانطلاق مشروع "3820" الاستراتيجي، وتم التعرف على مكتب الشؤون الخارجية للجنة الحزب الشيوعي الصيني بمقاطعة فوجيان والمشاركة في محاضرة ألقاها خبير صيني، ومن ثم انتقلنا للقاء مسؤول لجنة الحزب الشيوعي الصيني بالمقاطعة.

كانت الوجهة التالية إلى بكين، حيث تضمنت العديد من الزيارات الرسمية إلىل دائرة العلاقات الخارجية للجنة المركزية للحزب الشيوعي الصيني، ولقاء معالي لي مينغشيانغ نائب وزير الدائرة، وتمت دعوتنا إلى مأدبة عشاء على شرف الوفد والتي أقامها جياو تشي شين مدير عام إدارة غرب آسيا وشمال أفريقيا للدائرة.

وضمن زيارتنا لبكين، كان على جدولنا زيارة جامعة الشعب الصينية، والمشاركة في الحوار بين الخبراء الصينيين والعرب تحت عنوان "التركيز على الدورة الكاملة الثالثة للجنة المركزية الــ20 للحزب الشيوعي الصيني والتباحث في الإصلاح والتنمية"، كما شاركنا في محاضرة ألقاها جياو تشي شين حول الصين والحزب الشيوعي.

وضمن هذا، أتيحت لي الفرصة لإلقاء كلمة حول العلاقات العمانية الصينية التي تتميز بالتشارك في العديد من المبادئ الرامية إلى تحقيق السلام العادل والشامل، وحق الجميع في حياة يسودها الأمن والأمان والاستقرار، وإعلاء مبدأ الحوار وتبادل وجهات النظر لما فيه خير ورفاه الشعوب.

وتضمنت الكلمة: "على مدى عقود مضت، تعززت الثقة السياسية المتبادلة بين بلدينا، بفضل ما يوليه قادة البلدين من أهمية كبيرة لتنمية العلاقات الثنائية والدفع بها إلى الأمام، واليوم إذ يمر العالم من حولنا بتغيرات كبيرة لا مثيل لها، فإن كلا البلدين الصديقين يواجه نفس الفرص والتحديات تقريبا، كما يتقسامان نفس المنطلقات في التعاطي مع ما يستجد على الساحة الدولية من أحداث، فعمان والصين ملتزمتان بكل ثبات بالسياسة الخارجية السلمية المستقلة، وتطوير إطار الصداقة والتعاون مع الجميع على أساس من التعايش والانفتاح على الآخر، لتوفير فرص جديدة تحفظ السلام والاستقرار وتدفع مسيرات التعاون والتنمية إلى الأمام".

 

وفي اليوم الأخير وقبل مغادرة الوفد، زرنا المدينة المحرمة، والتي تقع في قلب العاصمة بكين، وهي تضم مجموعة من القصور القديمة التي جعلتها مقصدا سياحيا وثقافيا.

مقالات مشابهة

  • نينوى.. جوهرة الامبراطوريَّة الآشوريَّة
  • عبد العزيز مخيون يكشف عن سر صادم وراء صداقته مع الراحل أحمد زكي
  • بعد انفصالها.. من هي "أم خالد" التي قلّدها المشاهير؟
  • هاني رمزي: سعيد بعودة أحمد عزمي للأعمال الفنية
  • عبد العزيز مخيون: أنا وأحمد زكي اتظلمنا في البداية بسبب قسوة الوسط الفني
  • عبد العزيز مخيون يكشف كواليس مشاركته بمسلسل «جودر»
  • معالي عبد العزيز الغرير: تطوير منظومة الخبرة الفنية أمام الجهات القضائية يرسخ مكانة الإمارات الريادية
  • مشاركة عمانية ضمن زيارة وفد من الباحثين بالمؤسسات الفكرية العربية إلى الصين
  • وزير الثقافة يتفقد معرض "حكاية النور" للفنان أحمد فريد ويشيد بأعماله الفنية
  • بيان من "الخارجية العمانية" حول استهداف مقر رئيس بعثة الإمارات بالسودان .. عاجل