جريدة الوطن:
2025-03-12@04:32:54 GMT

أميركا تتحرك لإنقاذ إسرائيل مجددا

تاريخ النشر: 9th, October 2023 GMT

أميركا تتحرك لإنقاذ إسرائيل مجددا

انقذوا «إسرائيل» هكذا صرخت المُجرِمة الصهيونيَّة جولدا مائير في وَجْه السَّاسة الأميركان منذ 50 سنة، لترضخ واشنطن وتتحرك داعمة وتتخلَّى عن مصالحها مع العرب، وحتَّى عن مصالح الشَّعب الأميركي الذي كان يحتاج وقتها للنفط العربي نظرًا لدخول فصل الشتاء، ويبدأ الجسر الجوِّي الشهير الذي مدَّ دَولة الاحتلال الصهيوني بأحدث الأسلحة التي وفق الخبراء والوثائق التي تمَّ تسريب بعضها، وانقضاء سريَّة البعض الآخر، كانت تخرج من مصانع أميركا إلى مواقع القتال في سيناء والجولان، في محاولة يائسة تسعى إلى تقليل حجم الخسائر الصهيونيَّة على الجبهة، وإعطاء دَولة الاحتلال فرص تفاوضيَّة وخيارات لَمْ تكُنْ تحلم بها لولا التدخل الأميركي المباشر، والذي أسْهمَ فيما عُرف بالثغرة.


الغريب أنَّنا كعرب نسينا هذا الدَّعم الأميركي سريعًا، ووضعنا رهاناتنا وكافَّة ما نملكه من بيض في السلَّة الأميركيَّة، وكنَّا معول الهدم الرئيس للقطب الثاني، وساعدنا أميركا لكَيْ تصبحَ القطب الأوحد في العالَم على مدار عقود طويلة، بل ونصَّبنا أميركا والغرب كرعاة رئيسيين للسلام في الشرق الأوسط، ولم نجنِ حلولًا عمليَّة، بل شعارات لَمْ تكافئ الحبر الذي كُتبت به، وتعالت في وادينا أصوات شاذَّة تنادي بالتطبيع، وراهن النافذون على الحلِّ السِّلمي وتركوا طواعية خيار المقاومة المسلَّحة المشروعة وفق القوانين والأعراف الدوليَّة، فيما ظلَّت تلك الدَّولة الصهيونيَّة المارقة تتجاهل تلك الأوهام العربيَّة السلميَّة، وتفرض رؤيتها بالقمع والإرهاب والقتل، وظلَّ الغرب يحمي هذا الكيان ويعفيه من المحاسبة على ما ارتكبه من جرائم. أكتُبُ هذه الكلمات في الوقت الذي تتحرك فيه حاملة الطائرات الهجوميَّة الأميركيَّة (فورد) والسُّفن التي تدعمها نَحْوَ الكيان الصهيوني الغاصب، لتقديم ما وصفَه وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن بالمساعدة السريعة لإنقاذ «إسرائيل»، حيث ستُقدِّم واشنطن ـ على حدِّ تعبير المسؤول الأميركي العسكري الأرفع ـ ذخائر، وستبدأ مساعدتها الأمنيَّة في التحرُّك، وسترسل وزارة الدفاع (البنتاجون) طائرات مقاتلة، حيث أشارت وسائل إعلام أميركيَّة إلى أنَّ واشنطن تحرِّك حاملات طائرات باتِّجاه السواحل الإسرائيليَّة، حيث أوضحت شبكة «إن بي سي» الأميركيَّة، أنَّ الجيش الأميركي يؤكِّد أنَّه يُخطِّط لنقل سُفن حربيًّة وحاملة طائرات إلى إسرائيل لإظهار الدعم لها، فهل سيظلُّ حلفاء واشنطن في المنطقة يراهنون على الرعاية الأميركية؟! الغريب أنَّ هذا الدَّعم العملاق يساعد كيانًا يمتلك ترسانة أسلحة كبرى، ظلَّ يوهمنا حتَّى بعد انتصار أكتوبر أنَّه الجيش الذي لا يقهر، على الرغم أنَّ مَن يحاربه بضعة آلاف من رجال المقاومة الباسلة الفلسطينيَّة، يمتلكون أسلحة بدائيًّة بمفهوم التسليح العسكري الحديث. صحيح أنَّهم حقَّقوا معجزة عسكريَّة كبَّدت العدوَّ الصهيوني خسائر كبيرة في الأرواح والعتاد لَمْ يشهده منذ أكتوبر المَجيد، إلَّا أنَّ الوضع العسكري لا يستلزم هذا الدعم الأميركي، فدَولة الاحتلال جبَنت عن مواجهة المقاومة، ووجَّهت أسلحتها الجبَّارة نَحْوَ المباني السكنيَّة والمستشفيات والمدارس الفلسطينيَّة والمَدنيِّين العُزَّل. وللأسف، ستتعالى بعض الأصوات من الطابور الخامس من بني جلدتنا تحمّل المقاومة جرائم الاحتلال، ولحظنا الدَّعم السِّياسي للصهاينة من العديد من الدوَل الغربيَّة، لكنِّي أؤكِّد أنَّ الوضع ما بعد 7 أكتوبر سيكُونُ مغايرًا كليًّا وجزئيًّا عمَّا كان قبله، وللحديث بقيَّة.

إبراهيم بدوي
ibrahimbadwy189@gmail.com

المصدر: جريدة الوطن

إقرأ أيضاً:

محللان: إسرائيل تخشى المخرجات السياسية لمفاوضات واشنطن وحماس المباشرة

اتفق محللان سياسيان على أن المفاوضات المباشرة بين واشنطن وحركة المقاومة الإسلامية (حماس) تشكل تحولًا إستراتيجيا في مسار الأزمة، وتثير قلق إسرائيل لتناقضها مع أهدافها السياسية المتمثلة في القضاء على الحركة والسيطرة على قطاع غزة.

وأوضح الأكاديمي والخبير بالشؤون الإسرائيلية، مهند مصطفى أن هذه المباحثات كانت مقلقة جدا لإسرائيل لسببين أساسيين: أولهما أن إسرائيل لم تكن على علم مسبق بها، وثانيهما أن مضمون هذا التفاوض كان يمكن أن يؤدي إلى فرض هدنة طويلة الأمد تتناقض مع الأهداف السياسية الإسرائيلية.

وأشار إلى تحول جوهري في المشهد التفاوضي قائلا "كأننا في مرحلة أن الولايات المتحدة الأميركية تفاوض حماس مباشرة وتفاوض إسرائيل مباشرة، وفي السابق كانت إسرائيل ترى الولايات المتحدة كوسيط مع حماس عبر الوسطاء، أما الآن فهناك قناة مباشرة بين أميركا وحماس، وهذا ما لا تريده إسرائيل".

ومن جانبه، أكد الباحث في الشؤون السياسية والإستراتيجية، سعيد زياد، أن هذه المفاوضات لم تكن لقاء واحدا عابرا، بل كانت 4 لقاءات تناولت قضايا متعددة، بما فيها مسائل لم تكن مطروحة في السياق التفاوضي السابق، مثل مدة الهدنة لـ5 سنوات.

إعلان

وأضاف "هذا يعني أن الأميركيين الآن يقودون مسارا موازيا للمسار السابق، لعلمهم أن إسرائيل تحاول تعطيله".

وحول ما يقلق إسرائيل تحديدا، شرح مصطفى قائلا "الذي يقلق إسرائيل تحديدًا هو الحديث عن هدنة طويلة الأمد، هذا يتناقض بشكل كامل مع الأهداف الإسرائيلية".

هدنة طويلة الأمد

وأوضح أن "الهدنة طويلة الأمد معناها أن إسرائيل لا تستطيع استئناف الحرب، ولا تستطيع تحقيق الأهداف السياسية للحرب، ولا تستطيع أن تحقق فكرة التهجير بقطاع غزة التي عاد الحديث عنها في إسرائيل في الأيام الأخيرة بشكل مكثف".

وعن إمكانية نجاح هذه المفاوضات، أوضح زياد أن هناك فرصة حقيقية لاتفاق كامل، وذلك لعدة عوامل أبرزها فشل إسرائيل في تحقيق أهدافها العسكرية بعد كل هذا التدمير والعدوان.

وقال "إسرائيل حاولت أقصى ما يمكن فعله، ذهبت بالحرب إلى عام ونصف تقريبا وهي ثلاثة أضعاف الفترة التي قدرها بعض القادة الإسرائيليين للسيطرة على غزة، دون أن تستطيع إسرائيل تحقيق شيء، ثم ظهرت حماس قوية في اليوم التالي عكس ما صورت إسرائيل".

وأضاف زياد أن اللقاءات المباشرة مع حماس كشفت للإدارة الأميركية أن الحركة "لا تريد شيئا لنفسها في حقيقة الأمر، وإنما تريد إنهاء المعاناة الحقيقية للمجتمع الغزي والشعب الفلسطيني، تريد وقف هذه الإبادة أولا، وتريد الذهاب إلى هدنة يُخصص فيها مسألة الإعمار".

واتفق الخبيران على أن هدنة لـ5 سنوات تمثل "هزيمة سياسية لإسرائيل" التي تسعى لتهجير سكان غزة وتصفية القضية الفلسطينية ونزع سلاح حماس، في حين أن هذه الهدنة ستكبل يد إسرائيل عن تحقيق أهدافها.

مقالات مشابهة

  • هل نجحت إسرائيل في ثني واشنطن عن التفاوض المباشر مع حماس؟
  • هكذا أغضبت لقاءات "حماس – واشنطن" إسرائيل
  • هكذا يتحرك اللوبي الصهيوني داخل واشنطن للترويج لتهجير أهل غزة
  • محللان: إسرائيل تخشى المخرجات السياسية لمفاوضات واشنطن وحماس المباشرة
  • غضب إسرائيلي من تصريحات المبعوث الأمريكي عن المقاومة الفلسطينية
  • رؤية إسرائيلية: استقالة هاليفي وتعيين زامير غير كاف لإنقاذ “إسرائيل” من الفخ
  • بالفيديو .. ترمب يسخر من مراسل واشنطن بوست الذي سأله عن احترام بوتين من عدمه
  • هذه مُهمّة السفير الأميركي الجديد
  • لماذا لا يمكن للسلطة الفلسطينية وقف التنسيق الأمني مع إسرائيل واختيار المقاومة؟
  • إسرائيل: تقدم في محادثات واشنطن وحماس بشأن اتفاق غزة