أميركا تتحرك لإنقاذ إسرائيل مجددا
تاريخ النشر: 9th, October 2023 GMT
انقذوا «إسرائيل» هكذا صرخت المُجرِمة الصهيونيَّة جولدا مائير في وَجْه السَّاسة الأميركان منذ 50 سنة، لترضخ واشنطن وتتحرك داعمة وتتخلَّى عن مصالحها مع العرب، وحتَّى عن مصالح الشَّعب الأميركي الذي كان يحتاج وقتها للنفط العربي نظرًا لدخول فصل الشتاء، ويبدأ الجسر الجوِّي الشهير الذي مدَّ دَولة الاحتلال الصهيوني بأحدث الأسلحة التي وفق الخبراء والوثائق التي تمَّ تسريب بعضها، وانقضاء سريَّة البعض الآخر، كانت تخرج من مصانع أميركا إلى مواقع القتال في سيناء والجولان، في محاولة يائسة تسعى إلى تقليل حجم الخسائر الصهيونيَّة على الجبهة، وإعطاء دَولة الاحتلال فرص تفاوضيَّة وخيارات لَمْ تكُنْ تحلم بها لولا التدخل الأميركي المباشر، والذي أسْهمَ فيما عُرف بالثغرة.
الغريب أنَّنا كعرب نسينا هذا الدَّعم الأميركي سريعًا، ووضعنا رهاناتنا وكافَّة ما نملكه من بيض في السلَّة الأميركيَّة، وكنَّا معول الهدم الرئيس للقطب الثاني، وساعدنا أميركا لكَيْ تصبحَ القطب الأوحد في العالَم على مدار عقود طويلة، بل ونصَّبنا أميركا والغرب كرعاة رئيسيين للسلام في الشرق الأوسط، ولم نجنِ حلولًا عمليَّة، بل شعارات لَمْ تكافئ الحبر الذي كُتبت به، وتعالت في وادينا أصوات شاذَّة تنادي بالتطبيع، وراهن النافذون على الحلِّ السِّلمي وتركوا طواعية خيار المقاومة المسلَّحة المشروعة وفق القوانين والأعراف الدوليَّة، فيما ظلَّت تلك الدَّولة الصهيونيَّة المارقة تتجاهل تلك الأوهام العربيَّة السلميَّة، وتفرض رؤيتها بالقمع والإرهاب والقتل، وظلَّ الغرب يحمي هذا الكيان ويعفيه من المحاسبة على ما ارتكبه من جرائم. أكتُبُ هذه الكلمات في الوقت الذي تتحرك فيه حاملة الطائرات الهجوميَّة الأميركيَّة (فورد) والسُّفن التي تدعمها نَحْوَ الكيان الصهيوني الغاصب، لتقديم ما وصفَه وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن بالمساعدة السريعة لإنقاذ «إسرائيل»، حيث ستُقدِّم واشنطن ـ على حدِّ تعبير المسؤول الأميركي العسكري الأرفع ـ ذخائر، وستبدأ مساعدتها الأمنيَّة في التحرُّك، وسترسل وزارة الدفاع (البنتاجون) طائرات مقاتلة، حيث أشارت وسائل إعلام أميركيَّة إلى أنَّ واشنطن تحرِّك حاملات طائرات باتِّجاه السواحل الإسرائيليَّة، حيث أوضحت شبكة «إن بي سي» الأميركيَّة، أنَّ الجيش الأميركي يؤكِّد أنَّه يُخطِّط لنقل سُفن حربيًّة وحاملة طائرات إلى إسرائيل لإظهار الدعم لها، فهل سيظلُّ حلفاء واشنطن في المنطقة يراهنون على الرعاية الأميركية؟! الغريب أنَّ هذا الدَّعم العملاق يساعد كيانًا يمتلك ترسانة أسلحة كبرى، ظلَّ يوهمنا حتَّى بعد انتصار أكتوبر أنَّه الجيش الذي لا يقهر، على الرغم أنَّ مَن يحاربه بضعة آلاف من رجال المقاومة الباسلة الفلسطينيَّة، يمتلكون أسلحة بدائيًّة بمفهوم التسليح العسكري الحديث. صحيح أنَّهم حقَّقوا معجزة عسكريَّة كبَّدت العدوَّ الصهيوني خسائر كبيرة في الأرواح والعتاد لَمْ يشهده منذ أكتوبر المَجيد، إلَّا أنَّ الوضع العسكري لا يستلزم هذا الدعم الأميركي، فدَولة الاحتلال جبَنت عن مواجهة المقاومة، ووجَّهت أسلحتها الجبَّارة نَحْوَ المباني السكنيَّة والمستشفيات والمدارس الفلسطينيَّة والمَدنيِّين العُزَّل. وللأسف، ستتعالى بعض الأصوات من الطابور الخامس من بني جلدتنا تحمّل المقاومة جرائم الاحتلال، ولحظنا الدَّعم السِّياسي للصهاينة من العديد من الدوَل الغربيَّة، لكنِّي أؤكِّد أنَّ الوضع ما بعد 7 أكتوبر سيكُونُ مغايرًا كليًّا وجزئيًّا عمَّا كان قبله، وللحديث بقيَّة.
إبراهيم بدوي
ibrahimbadwy189@gmail.com
المصدر: جريدة الوطن
إقرأ أيضاً: