رئاسة «COP28»: خطوات جديدة تدعم قيادة ومشاركة المرأة في دبلوماسية المناخ
تاريخ النشر: 9th, October 2023 GMT
أبوظبي- وام
أعلنت رئاسة مؤتمر الأطراف «COP28»، عن اتخاذ تدابير جديدة لدعم تمثيل المرأة ومشاركتها في المؤتمر الذي تنطلق فعالياته أواخر نوفمبر المقبل في دبي، وتشمل هذه التدابير توفير المساعدة المالية لتحفيز حضور الوفود النسائية بشكل أكبر، وإقامة دورات تدريبية فنية، وتقديم الدعم اللازم لعقد مؤتمر دولي ضمن فعاليات COP28.
وتحدثت رزان خليفة المبارك، رائدة الأمم المتحدة للمناخ لمؤتمر الأطراف «COP28»، ورئيسة الاتحاد الدولي لحفظ الطبيعة، والتي تعتبر ثاني إمرأة تقود الاتحاد طوال تاريخه الممتد على مدار 75 عاماً، عن هذا الإعلان، قائلة: «لم يتم تمثيل وجهات نظر المرأة وإتاحة الفرصة لها لإبراز إمكانيتها بالقيادة بشكل كافي في العديد من مجالات الحياة العامة تاريخياً، ودبلوماسية المناخ ليست استثناءً، ومع الخطوات التي تتخذها رئاسة COP28 لاحتواء الجميع بشكل تام، فإن دعم قيادة المرأة ومشاركتها تساعد بشكل إيجابي لتحقيق هدفنا الخاص بدعم تمثيل وتمكين المرأة في الجولات المستقبلية لمحادثات المناخ وعلى العمل المناخي بشكل عام».
وأضافت: «على الرغم من أن تداعيات تغير المناخ المتعلقة بالنوع الاجتماعي ليست معروفة على نطاق واسع، إلا أنها تستحق الاهتمام، حيث تتأثر النساء والفتيات، اللاتي يشكلن 70% من فقراء العالم، أكثر من غيرهن بتداعيات تغير المناخ، فعلى سبيل المثال، يزداد تعرضهن للوفاة في الكوارث الطبيعية المرتبطة بالمناخ بمقدار 14 ضعفاً، وهنَّ أقل قدرة من غيرهن على الوصول إلى الإغاثة والمساعدة عند وقوع الكوارث».
و أكدت على ضرورة تمكين النساء، إذ قالت: «إن تمكين وإشراك المزيد من النساء في المفاوضات والقرارات الخاصة بالعمل المناخي، ومنحهن الأدوات اللازمة لعرض وجهات نظرهن، سيؤدي ذلك إلى نتائج تعود بالنفع على الجميع.»
وتشمل التدابير المقدمة من رئاسة مؤتمر الأطراف COP28 دعماً مالياً لبرنامج «صندوق الوفود النسائية - Night School» (WDF Night School)، الذي تديره منظمة المرأة للبيئة والتنمية، ويغطي التكاليف اللوجستية وتكاليف السفر وغيرها من التكاليف المرتبطة بالوفود النسائية التي ستحضر اجتماعات مؤتمر الأطراف.
ويركز البرنامج الذي تأسس عام 2009 على بناء القدرات المناخية لدى النساء من البلدان الأقل نمواً والدول الجزرية الصغيرة النامية.
من جانبها، تحدثت بريدجيت بيرنز، المدير التنفيذي لمنظمة المرأة للبيئة والتنمية: إن مشاركة المرأة في المفاوضات وعملية صنع القرار المتعلق بالعمل المناخي تعد أمراً أساسياً لإصدار سياسات عادلة تعكس احتياجات المجتمعات حول العالم وتستجيب لمتطلباتها. وسيتم توجيه هذا الدعم من خلال صندوق الوفود النسائية، لتعزيز مهارات النساء الخاصة بقيادة ودبلوماسية العمل المناخي، وسيتم التركيز على القيادات النسائية من الدول والمجتمعات الأكثر عرضة لتغير المناخ، من خلال تعزيز المعرفة والقدرات بشأن القضايا الفنية المتعلقة بالمفاوضات، بما في ذلك إجراء جلسات وتجارب افتراضية لصياغة القرارات.
كما ستقدم رئاسة COP28 دعماً مالياً لإقامة المؤتمر العالمي لبيانات النوع الاجتماعي والبيئة، الذي سيقام بالتعاون مع هيئة الأمم المتحدة للمرأة، ومنظمة المرأة للبيئة والتنمية، واتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ، والاتحاد الدولي لحفظ الطبيعة، ورواد المناخ بالأمم المتحدة لعقده.
وسيجمع المؤتمر العالمي لبيانات النوع الاجتماعي والبيئة، الذي يمتد ليومين في الفترة من 28 إلى 29 نوفمبر 2023، ويقام في دبي، متحدثين ومشاركين من وكالات الأمم المتحدة، ومسؤولين حكوميين، وصناع سياسات، وقادة ومتعهدون ضمن «تحالف العمل النسوي من أجل العدالة المناخية»، الذي يضم العديد من وكالات الأمم المتحدة والمنظمات العالمية، ويسعى لتمكين النساء وإشراكهم بالعمل المناخي، وتحالف (GEDA) المعني ببيانات البيئية والنوع الاجتماعي، والذي تقوده منظمة المرأة للبيئة والتنمية، ويهدف لجمع البيانات المتعلقة بالبيئة والنوع الاجتماعي وتقديمها لصناع السياسات من أجل الاستفادة منها بالجوانب الخاصة بالعمل المناخي، كما سيضم المؤتمر العديد من ممثلي المؤسسات الخاصة، ومنظمات المجتمع المدني، والمجتمعات المحلية، والأوساط الأكاديمية، وقادة الشعوب الأصلية، ويهدف إلى توفير منصة لتبادل أفضل الممارسات والاستفادة من الابتكار وإيجاد حلول للتحديات المشتركة لإنتاج واستخدام البيانات المرتبطة بالبيئة والنوع الاجتماعي.
كما سيستضيف COP28 قمة «القيادات النسائية العربية» بالتعاون مع منصة «السيدات للاستدامة والبيئة والطاقة المتجددة» (WiSER) في 4 ديسمبر القادم، وهو اليوم الذي يركز على موضوعات التمويل، والتجارة، والمساواة بين الجنسين، والإشراف والمتابعة ضمن برنامج الموضوعات المتخصصة لمؤتمر الأطراف COP28، وذلك لمناقشة وبحث الترابط بين المساواة بين الجنسين والعمل المناخي. وستجمع هذه القمة الأطراف المعنية من بيئات وخلفيات متنوعة، على نحو يشمل الباحثين، والناشطين، وصانعي السياسات، وممثلي منظمات المجتمع المدني، لمناقشة قضية التداخل بين النوع الاجتماعي وتغير المناخ.
وقالت الدكتورة لمياء نواف فواز، المديرة التنفيذية لإدارة الهوية المؤسسية والمبادرات الاستراتيجية في «مصدر» ومديرة منصة السيدات للاستدامة والبيئة والطاقة المتجددة: «غالباً ما تكون النساء من الفئات الأشد تضرراً من تبعات التغير المناخي، ولكنهن أيضاً في مقدمة الجهود الرامية لمكافحة هذه الظاهرة. النساء يتسمن بالالتزام ويمتلكن المعرفة وروح الابتكار التي يحتاج إليها العالم لتسريع الخطى نحو تحقيق الحياد المناخي المنشود، ونفخر في منصة السيدات للاستدامة والبيئة والطاقة المتجددة، بتعاوننا مع رئاسة مؤتمر الأطراف COP28 لتوفير منبر للقيادات النسائية العربية للتعبير عن آرائهن وطرح رؤاهن، ولا شك بأن للتغير المناخي تأثير سلبي كبير على منطقتنا والكوكب ككل، ما يستدعي مشاركة المرأة بدور رئيسي في مواجهة هذه الأزمة التي تتطلب تضافر كافة الجهود».
وتعتبر منصة «السيدات للاستدامة والبيئة والطاقة المتجددة»، التي انطلقت في العام 2015، وتهدف إلى تحفيز النساء على لعب دور فاعل في مواجهة تحديات الاستدامة العالمية، واحدة من المبادرات الاستراتيجية لشركة أبوظبي لطاقة المستقبل «مصدر»، التي تعتبر شركة عالمية رائدة في مجالَي الطاقة المتجددة والتنمية المستدامة، وتهدف إلى المساهمة في ترسيخ الدور الريادي لدولة الإمارات ضمن قطاع الطاقة العالمي، إلى جانب دعم تنويع مصادر الاقتصاد والطاقة فيها بما يعود بالنفع على الأجيال القادمة.
وسيساعد الدعم المقدم من رئاسة مؤتمر الأطراف COP28 في جمع مجموعة كبيرة من المتحدثين من الأوساط الأكاديمية، والمجتمع المدني، والشعوب الأصلية، والمجتمعات المحلية الذين يتعذر عليهم السفر إلى الإمارات العربية المتحدة.
وتعتبر التدابير الجديدة جزءاً من الجهود والالتزامات التي تقدمها رئاسة مؤتمر الأطراف COP28، مثل الخطاب الرسمي الموجه لجميع الأطراف المنضمة لاتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ، والذي يتضمن دعوتها للحضور والمشاركة في المفاوضات والنقاشات التي سيشهدها المؤتمر ضمن وفود تراعي المساواة والتوازن بين الجنسين، كما ستقوم رئاسة COP28 بتمويل جناح المرأة والنوع الاجتماعي، الذي سيسلط الضوء على القيادات النسائية وجهودها في قيادة العمل المناخي العالمي، وستديره «مجموعة النساء والنوع الاجتماعي العالمية» (WGC)، المعنية بحقوق المرأة وشؤون النوع الاجتماعي.
المصدر: صحيفة الخليج
كلمات دلالية: فيديوهات المناخ رئاسة مؤتمر الأطراف COP28 النوع الاجتماعی بالعمل المناخی الأمم المتحدة العمل المناخی تغیر المناخ
إقرأ أيضاً:
تحليل :هل ستكون رئاسة ترامب الثانية ودية تجاه كوريا الشمالية؟
واشنطن"د. ب. أ": يتطور المشهد الأمني العالمي في عام 2025 وما بعده بشكل سريع، وهو ما يشكل تحديا لدبلوماسية التحالفات التقليدية في شمال شرق آسيا. ومع تعديل القوى العظمى لاستراتيجياتها في عالم متعدد الأقطاب، يضعف التماسك الأيديولوجي داخل التحالفات، الأمر الذي يفسح المجال لشراكات قائمة على المصالح ستشكل النظام الدولي بشكل متزايد.
وقال الدكتور سانج سو لي الزميل المشارك في المركز الأوروبي لدراسات كوريا الشمالية في جامعة فيينا ومؤسس شركة الاستشارات "ستراتيجيك لينكيدج" ومقرها ستوكهولم والمتخصصة في الشأن الكوري، في تحليل نشرته مجلة ناشونال إنتريست الأمريكية إن هذا التحول ستكون له تأثيرات عميقة على أي محادثات أمريكية كورية شمالية محتملة، وهو ما يثير أسئلة مهمة بشأن ما إذا كانت الدبلوماسية ستعطي الأولوية للسلام ونزع السلاح النووي أم ستطغى عليها المصالح الاستراتيجية للقوى الكبرى في شمال شرق آسيا.
وكان يتم النظر إلى البنية الأمنية لشمال شرق آسيا بشكل رئيسي من خلال نموذج "الحرب الباردة الجديدة". وكان هذا الإطار يعتمد على تعزيز التحالف بين الولايات المتحدة وكوريا الجنوبية واليابان، الذي سعى إلى تعزيز الردع الجماعي ضد الخصوم المشتركين من خلال التأكيد على التفوق القائم على القيم، ومن بينها الحكم الديمقراطي وحقوق الإنسان وسيادة القانون.
وردا على ذلك، رأت الصين وروسيا وكوريا الشمالية هذا التحالف بشكل متزايد على أنه تحد أمني، وبدأت في التنسيق بشكل أوثق لموازنة هذا الضغط. وقال الدكتور لي إنه في أعقاب انهيار المحادثات بين الولايات المتحدة وكوريا الشمالية في عام 2019، أعادت كوريا الشمالية ضبط سياستها الخارجية من خلال تعميق وتعزيز العلاقات مع الصين وروسيا، والسعي للحصول على دعم اقتصادي وأمني لمقاومة الضغوط الخارجية.
وبشكل خاص، مع اندلاع حرب أوكرانيا في عام 2022، يعكس التعاون العسكري المتزايد بين بيونج يانج وموسكو توافقا استراتيجيا في الحرب الباردة الجديدة، يهدف إلى تحقيق التوازن في مواجهة الولايات المتحدة وحلفائها.
وفي يونيور2024، أضفت بيونج يانج وموسكو الطابع الرسمي على علاقاتهما الأمنية من خلال توقيع اتفاقية دفاع مشترك، وتعهدتا بتقديم المساعدات العسكرية إذا هاجم طرف ثالث أيا من البلدين. وبعد ذلك، قدمت كوريا الشمالية أسلحة وقوات لدعم المجهود الحربي الروسي، بينما ردت موسكو بتقديم مساعدات اقتصادية وربما تكنولوجيا عسكرية متقدمة. وقد عزز هذا التعاون الموقف الاستراتيجي لكوريا الشمالية بينما قامت كوريا الجنوبية بتعميق تعاونها العسكري مع الولايات المتحدة واليابان، مما زاد من احتياج بيونج يانج إلى تأمين داعمبن بدلاء للأمن والاقتصاد.
وأشار الدكتور سانج سو لي الذي تركز أعماله على قضايا الأمن والصراع في شمال شرق آسيا، وتحديدا الأزمة النووية الكورية الشمالية والعلاقات بين الكوريتين، ويحمل شهادة الدكتوراة في دراسات شمال شرق آسيا من جامعة بكين، إلى أن أهداف الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في السياسة الخارجية ترتكز على رؤيته "لنجعل أمريكا عظيمة مرة أخرى"، والتي تعطي الأولوية للمصالح الاستراتيجية والاقتصادية الأمريكية قبل التزامات التحالفات التقليدية. وقد أعاد هذا النهج تشكيل النظام الدولي تدريجيا، وأدى إلى تسريع التحول نحو عالم متعدد الأقطاب، حيث تؤكد القوى الكبرى الأخرى المزيد من النفوذ وتسعى لتحقيق طموحاتها الاستراتيجية.
ولإنهاء الحرب المستمرة في أوكرانيا، صرح ترامب بأنه سيناقش "تقسيم بعض الأصول"، بما في ذلك الأراضي ومحطات الطاقة، مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين خلال اتصالهما الهاتفي في مارس الماضي. ومثلما تحكمت ديناميكيات القوة بين الولايات المتحدة وروسيا إلى حد كبير في مفاوضات السلام في أوكرانيا، وغالبا ما همشت أوكرانيا نفسها، فإن هذا الاتجاه يشير إلى أن المصالح الاستراتيجية للقوى الكبرى في عالم متعدد الأقطاب هي التي ستشكل العمليات الدبلوماسية العالمية المستقبلية وليس الجهود الحقيقية لحل النزاعات.
وخلال مفاوضات وقف إطلاق النار في أوكرانيا، أكد بوتين وترامب على أهمية تحسين العلاقات الأمريكية الروسية وناقشا قضايا الأمن العالمي الأوسع، بما في ذلك إدارة الصراعات ومنع الانتشار النووي. وبالنسبة لترامب، فإن إعادة التفاوض على معاهدات مثل معاهدة الحد من الأسلحة الاستراتيجية (ستارت) ومعاهدة القوى النووية متوسطة المدى يمكن أن تعيد تأكيد ريادة الولايات المتحدة في إبرام الاتفاقيات، بينما بالنسبة لبوتين، تعزز المحادثات المباشرة مع واشنطن مكانة روسيا العالمية من خلال تهميش أوروبا في مناقشات الأمن العالمي.
ويرى الدكتور لي أنه إذا ظهرت معالم مفاوضات أمريكية روسية بشأن الحد من الأسلحة، فقد تصبح القضية النووية الكورية الشمالية محل اهتمام مشترك. وبالنسبة لموسكو، سيؤدي استغلالها لنفوذها على بيونج يانج إلى تعزيز دورها في أمن شمال شرق آسيا، بينما سترى واشنطن أن التعاون مع روسيا وكوريا الشمالية سيمثل استراتيجية لموازنة النفوذ الإقليمي المتزايد للصين.
ولتعظيم استقلالها الاستراتيجي، ستعمل كوريا الشمالية على استغلال تنافس القوى العظمى في ظل ديناميكية القوة المتطورة. وستضمن أن تظل شراكتها مع كل من روسيا والصين مفيدة بالنسبة لها دون أن تصبح معتمدة بشكل مفرط على أي من القوتين.
ويرى الدكتور لي أنه في حين أن جدوى المفاوضات بين الولايات المتحدة وكوريا الشمالية في ظل حكم ترامب لا تزال غير مؤكدة، فإنه قد يسعى إلى "انتصار" دبلوماسي مماثل لقمته التي عقدها مع كيم جونج أون في سنغافورة عام 2018 وبالنسبة لواشنطن، قد يؤدي التقارب الأمريكي الروسي إلى تعزيز نفوذها على كوريا الشمالية أو تقويضه، وذلك اعتمادا على ما إذا كان ترامب سيستوعب دور روسيا في الدبلوماسية أم سيصر على التواصل الثنائي المباشر مع بيونج يانج.
ويقول الدكتور لي إن التحدي الرئيسي لسياسة الولايات المتحدة هو ضمان ألا تؤدي المشاركة الروسية في تهميش أولويات واشنطن الاستراتيجية في شبه الجزيرة الكورية. وبالإضافة إلى ذلك، إذا نظر ترامب إلى التواصل الدبلوماسي مع بيونج يانج باعتباره وسيلة لتحقيق التوازن مع نفوذ بكين الإقليمي، فقد يكون هذا حافزا إضافيا لاستئناف المفاوضات بين الولايات المتحدة وكوريا الشمالية.
وبالنسبة لكوريا الشمالية، يظل التواصل مع الولايات المتحدة بمثابة مناورة استراتيجية وليس تحولا في أهداف السياسة. وربما تستكشف بيونج يانج إمكانية التواصل الدبلوماسي مع واشنطن بهدف موازنة اعتمادها على بكين وموسكو وتعظيم مرونتها الاستراتيجية في نظام عالمي متطور.
ومع ذلك، وفي ظل استمرار انعدام الثقة، من المرجح أن تبقي بيونج يانج على التنسيق الوثيق مع بكين وموسكو طوال المفاوضات المحتملة. وستستغل دعمهما لتعزيز موقفها في مواجهة واشنطن، مع ضمان أن يظل ردعها النووي هو الضمان الأمني النهائي للنظام.
وفي نهاية المطاف، يرى الدكتور لي أن توازن القوى المتطور في شمال شرق آسيا هو الذي سيشكل العلاقات بين الولايات المتحدة وكوريا الشمالية أكثر من الدبلوماسية التقليدية. وفي حين أن التواصل الدبلوماسي قد يستمر، إلا أنه سيكون بمثابة إعادة ضبط استراتيجية في ظل التنافس بين القوى العظمى، أكثر من مجرد مسار حقيقي لحل التحديات الأمنية طويلة الأمد في شبه الجزيرة الكورية.
واختتم الدكتور لي تحليله بالقول إنه في حين أن نزع السلاح النووي الكامل لا يزال غير واقعي، ينبغي على واشنطن اتباع نهج دبلوماسي تدريجي، بتقديم حوافز اقتصادية وأمنية محددة الأهداف مقابل التزامات قابلة للتحقق. وستثني هذه الاستراتيجية بيونج يانج عن زيادة اعتمادها على موسكو وبكين.