السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته، سيدتي لأنني إنسانة واضحة وصاحبة مبادئ. أجد نفسي محرجة أمام تساؤلات الغير وأبرر لهم أفكار تشبعت بها ونشأت عليها. ما يشعرني بالانزعاج. وأوقات كثيرة اشك في نفسي.

فأنا فتاة عمري 35 سنة، لم أرتبط بعد بالرغم من أن عروض الزواج عديدة. أحمد الله على النعم التي حباني بها.

فانا من عائلة طيبة، جمالي مقبول، وأعتلي منصبا محترما. أظن أنه من حقي أن أجدا زوجا أجد معه راحتي، ويتوافق مع شخصيتي. فأنا إنسانة أعيش بأسلوب معين، ولأن الزواح استقرار وسكينة. لا أريد أن تنقلب موازين حياتي إن جاء النصيب وارتبطت، فأنا مثل أي فتاة. لي أحلام، ومعايير أفضلها في الرجل الذي سأفني معه عمرين لهذا كلما تقدم لخطبي رجل ولا أجد فيه ما يناسبي أرفضه.

سيدتي أنا لا أبحث عن المثالية، لكن رجل مكتمل الشخصية هذا كل مطلبي. يشبهني في الأخلاق والدين، وفي المستوى العلمي والفكري. فالتوافق بين المرأة والرجل أمر مطلوب، لهذا كلما تحدثت مع غيري وأعبر لهم عن رأيي، يعاتبونني ويرونني متكبرة، فهل أنا حقا مخطئة؟ أجيبوني جازاكم الله خيرا.

الآنسة “أ” من الوسط

الرد:

وعليكم السلام ورحمة الله، حقا كما أسلفت الذكر الزواج هو استقرار وشعور بالأمان. ولكل منا صورة للشريك الذي يتمنى أن يكمل إلى جانبه المشوار. لكن قبل إرادتنا فإرادة الله هي الفاضل في مسالة الرزاق، فأسأل الله أن يهبك زوجا لينا بينا ويبارك لك في الحياة.

حبيبتي، إعلمي أولا أنه ليس كل ما يتمناه المرء يدركه، وهذه هي الحياة. التي يكمن سر استمرارها في الفروقات الموجودة عليها، وقبل الحديث في أسلوب حياتك. وحقوقك في هذه الدنيا، ورؤيتك لمسالة الزواج، علينا أن نسلم جميعا أن الزواج قسمة ونصيب، وأرزاق مقدرة من عند المولى عزّ وجل.

ثم هنا أسباب للحصول على ذلك الرزق، لهذا على الإنسان أن يكون عادلا في مطالبه المشروعة. ومن هنا يجب أن نغير طريقة تفكيرنا وأن لا نصر دوما على أشياء معينة، فالاختيارات البشرية كثيرا ما تكون صعبة المنال على الرغم من وجودها بالفعل، واختيار الزوج عزيزتي، ليس كاختيار ملابسنا في محل من المحلات. ونأخذ ما يليق بنا ويعجنا لونه ومقاسه، فالتفكير بمثالية لا يناسب التأسيس للحياة الزوجية، لهذا لا تتركي العمر يمر دون أن تنالي شيء من طموحك في الحياة.

كما أوافقك الرأي تمام، أنت تستحقين حياة جميلة سعيدة، ولكن في حده المعقول، بعيدا عن المبالغة التي قد تسوقنا بعد أن يمر العمر بنا إلى حتمية الارتباط فقط. وهنا قد تقع الكارثة، ثم اعلمي حبيبتي أن الاستقرار والسعادة نحن من نصنعها بفضل حكمتنا، وصبرنا، وحبنا للطرف الآخر.

حبيبتي دائما استذكري حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم الذي يقول: “إن جاءكم من ترضون دينه وخلقه فزوجوه..”. وهذه أجمل طريقة تختارين على أساسها شريك حياتك. فالإختيار لابد أن يكون بحكمة وترتيب أولويات. وتقديم بعض التنازلات، لأنه من المؤكد أن من سوف يتقدم إليك لن يجد فيك كل ما يطمح إليه فيتنازل عنها بدوره. وهذه الحياة، لا تقدم لنا كل ما نريد، ولكن بالتعقل والدعاء والتضرع إلى الله نحصل بإذن المولى على ما نريد، والله ولي التوفيق.

المصدر: النهار أونلاين

إقرأ أيضاً:

عام 2025م.. إرث السيد حسن نصر الله خالدً، وقوة المقاومة التي لا تُقهر

 

 

مع دخولنا عام 2025م، يقف العالم على مفترق طرق، يحمل في طياته مشاعر مختلطة بين الأمل والحزن. فقد مرَّ عام 2024م بخسارة لا تعوض، فقد فقدنا رجلًا من أعظم رجال التاريخ، السيد حسن نصر الله، الذي ترك بصمة لا تُمحى في قلوب الأحرار وفي صفحات التاريخ، كان استشهاده بمثابة نهاية فصل حافل بالنضال والمقاومة، ولكنه في الوقت ذاته بداية إرث عظيم سيظل حيًا للأجيال القادمة.
لقد ارتبط اسم السيد حسن نصر الله بالمقاومة والصمود في وجه الطغيان، كان رمزًا للشجاعة في زمنٍ قلَّ فيه الشجعان، وصوتًا للضعفاء في عصرٍ تكالبت فيه القوى الكبرى على المظلومين، لا يمكن لأحد أن ينسى دوره البارز في قيادة المقاومة، حيث جعل من أرض لبنان منارةً للكرامة والعزة، وأصبح اسمه مرادفًا للمقاومة المشروعة ضد الاحتلال والظلم. ورغم رحيله، يبقى السيد حسن نصر الله حيًا في القلوب، حاضرًا في الذاكرة الجماعية، رمزًا لا يموت.
لقد أوجد السيد نصر الله نهجًا جديدًا في مقاومة الظلم، فتعلم منه الجميع أن الطريق إلى الحرية لا يأتي إلا من خلال الصمود والتضحية. شجاعته لم تكن مجرد كلمات، بل كانت أفعالًا جسدت الإرادة الحقيقية لشعب أراد أن يثبت للعالم أن الحق لا يُقهر، وأن الظالم مهما تَجبر فإن الحق سيبقى.
واليوم، وفي عام 2025م، نتذكر هذا الرجل العظيم، الذي قدم حياته على درب القدس، وأثبت أن المقاومة ليست مجرد كلمات تُقال، بل هي عقيدة تؤمن بها الأرواح الحرة، نستمد من إرثه العظيم قوة لا تعرف الانكسار، وإرادة لا تعرف الهزيمة، وفي هذا العام الجديد، علينا أن نكون أوفياء لهذا الإرث، وأن نستمر في السير على نفس الطريق الذي خطه لنا.
إن استشهاد السيد حسن نصر الله لم يكن نهاية، بل كان بداية لمرحلة جديدة من النضال والمقاومة، فهو ترك لنا رسالة واضحة مفادها أن العزة لا تتحقق إلا من خلال الثبات على الحق والمقاومة ضد كل أشكال الظلم، نحن اليوم مدعوون أكثر من أي وقت مضى إلى تجديد العهد مع مبادئه وقيمه، وأن نستلهم من سيرته العطرة العزم والإرادة لمواجهة التحديات المقبلة.
فالسيد حسن نصر الله، رغم رحيله، يبقى معنا في كل خطوة نخطوها نحو الحق، وفي كل مقاومة نواجهها ضد الظلم، وكما كانت رايته ترفرف عالياً في سماء العزة، فإن رايته ستظل أبدًا خفاقة في قلوبنا، لن ننسى دروسه في الشجاعة والصمود، ولن نتوقف عن السير في درب المقاومة التي أرشدنا إليها.
إن عام 2025م يمثل لحظة فارقة في التاريخ، فاليوم ليس مجرد عام جديد، بل هو فرصة لتجديد العهد، والوفاء لإرث رجل كان عنوانًا للصمود والنضال، نحن اليوم في خضم تحديات جديدة، لكن إرث السيد حسن نصر الله يعطينا القوة للمضي قدمًا، كما علَّمنا أن الطريق إلى الحرية قد يكون طويلًا، ولكنه دومًا يستحق أن نسلكه بكل عزيمة، وقوة، وإيمان.
لن ننسى، ولن نتراجع. في عام 2025م، سنواصل المسير تحت راية لا تنكسر، وعزة لا تُقهر، مستلهمين من إرث السيد حسن نصر الله زاد العزم والإرادة لتحقيق أهدافنا، ولن نتوقف حتى نرى الحق يعلو، والظلم يزول.
ختامًا، نقول: إن فقدان السيد حسن نصر الله في عام 2024م كان فاجعة، لكن إرثه سيظل حيًا في قلوبنا، وستبقى كلماته وأفعاله منارات تضيء دروب الأحرار في كل مكان. مع دخولنا عام 2025م، نستمد من هذا الإرث العظيم زاد العزم والإرادة لنواصل المسير في طريق الحق والمقاومة، تحت راية لا تُهزم.

مقالات مشابهة

  • “الحياة لا تزال تحدياً”.. كيت ميدلتون تزور المستشفى الذي عالجها من السرطان
  • فنانون لبنانيون: لهذا السبب لم نتزوج!
  • عن عناصر حزب الله وإمداده بالسلاح... ما الذي قاله مسؤول أميركيّ؟
  • الشيخ الماجد يوضح الحكم في الأب الذي يفرق في التعامل بين الأولاد والبنات.. فيديو
  • الفنانة طروب.. نجمة الستينيات التي رفضت الزواج من فريد الأطرش
  • 4 أعمال تكفر فتن الحياة اليومية في الأهل والمال والولد
  • استشاري نفسي: الرجل الذي لا يملك رأيًا مستقلًا كارثة في العلاقة الزوجية
  • عام 2025م.. إرث السيد حسن نصر الله خالدً، وقوة المقاومة التي لا تُقهر
  • استشاري نفسي: الزوج المسؤول الرئيسي عن نجاح الحياة الزوجية
  • التأكيد على الرجاء في الحياة الأبدية.. أبرز وصايا يوحنا