قال مسؤول في المخابرات المصرية إن القاهرة، التي تعمل في كثير من الأحيان كوسيط بين إسرائيل وحركة حماس، حذرت الإسرائيليين مرارا وتكرارا من "شيء كبير" ربما يحدث، لكنهم لم يستمعوا لهذا التحذير، بحسب تقرير لوكالة "أسوشيتدبرس" ترجمه "الخليج الجديد".

وبرا وجوا وبحرا، أطلقت حركة "حماس" وفصائل أخرى من قطاع غزة فجر السبت الماضي هجوما مباغتا وضخما ضد إسرائيل باسم "طوفان الأقصى"؛ ردا على الاعتداءات الإسرائيلية المتواصلة بحق الشعب الفلسطيني وممتلكاته ومقدساته، لاسيما المسجد الأقصى بمدينة القدس الشرقية المحتلة.

المسؤول المصري، الذي تحدث للوكالة شريطة عدم الكشف عن هويته، مضى قائلا: "حذرناهم (الإسرائيليين) من أن انفجارا للوضع قادم، وقريبا جدا، وسيكون كبيرا.. لكنهم قللوا من شأن هذه التحذيرات".

وأردف أن "المسؤولين الإسرائيليين يركزون على الضفة الغربية (المحتلة)، وقللوا من شأن التهديد القادم من غزة".

وفي قطاع غزة يعيش أكثر من مليوني فلسطيني يعاونون من أوضاع معيشية متدهورة؛ جراء حصار إسرائيلي مستمر منذ أن فازت "حماس" بالانتخابات التشريعية الفلسطينية عام 2006.

ولفتت الوكالة إلى أن "حكومة (رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين) نتنياهو (يمين متطرف) تتكون من أنصار المستوطنين اليهود في الضفة الغربية، الذين طالبوا بحملة أمنية في مواجهة موجة العنف المتزايدة هناك خلال الأشهر الثمانية عشر الماضية".

وبموازاة المواجهة العسكرية المستمرة، تعيش إسرائيل، شعبا وحكومة، في صدمة وغضب شديدين بعد أن فشلت كل الأجهزة الاستخباراتية الإسرائيلية في توفير معلومات مسبقة عن هجوم "حماس"، الذي لابد وأن الإعداد له استلزم عدم أشهر، وفقا لتقارير إعلامية إسرائيلية.

ورد الجيش الإسرائيلي على هجوم "حماس" بإطلاق عملية "السيوف الحديدية"، ويواصل شن غارات مكثفة على مناطق عديدة في غزة؛ ما أدى إلى استشهاد 560 فلسطينيا وإصابة 2900، وفقا لوزارة الصحة الفلسطينية.

بينما قُتل ما لا يقل عن 800 شخص وأصيب أكثر من 2400 آخرين في إسرائيل، بحسب هيئة البث الحكومية، فيما تفيد تقديرات، وفقا لصحيفة "يديعوت أحرنوت" العبرية، بأن عدد القتلى الإسرائيليين سيصل إلى 1000، وعدد الأسرى إلى أكثر من 150، بينهم ضباط برتب كبيرة.

اقرأ أيضاً

كيف خدعت حماس إسرائيل وتمكنت من مفاجئتها بطوفان الأقصى؟

ظلال من الشك

"ويلقي هجوم حماس بظلال من الشك على سمعة إسرائيل، ويثير تساؤلات حول مدى استعداها لمواجهة عدو أضعف ولكنه حازم"، كما أردفت الوكالة.

وتابعت أنه "بعد أكثر من 48 ساعة، يواصل مقاتلو حماس قتال القوات الإسرائيلية داخل الأراضي الإسرائيلية (فلسطين المحتلة)، كما بات العشرات من الإسرائيليين محتجزين لدى حماس في غزة".

وقال ياكوف أميدرور، مستشار الأمن القومي السابق لنتنياهو، إن "هذا فشل كبير.. وهذه العملية تثبت فعليا أن القدرات (الاستخباراتية) في غزة لم تكن جيدة"، داعيا إلى "تعلم الدروس".

واعترف كبير المتحدثين العسكريين، الأدميرال دانييل هاغاري، بأن الجيش الإسرائيلي مدين للجمهور بتفسير، لكنه قال "الآن ليس الوقت المناسب.. أولا، نقاتل، ثم نحقق (لمعرفة كيف حدث ذلك).

اقرأ أيضاً

جيش وحكومة واستخبارات.. "طوفان الأقصى" يجرف أُسس إسرائيل

العصر الحجري

و"في 2005، سحبت إسرائيل قواتها ومستوطنيها من غزة؛ مما جردها من السيطرة الوثيقة على الأحداث في القطاع"، وفقا للوكالة.

وتابعت: "حتى بعد سيطرة حماس على غزة في 2007، بدا أن إسرائيل تحافظ على تفوقها، باستخدام الذكاء التكنولوجي والبشري".

الوكالة زادت بأن "إسرائيل زعمت أنها تعرف المواقع الدقيقة لقيادة حماس، ويبدو أنها تثبت ذلك باغتيال القادة المسلحين في ضربات دقيقة، أحيانا أثناء وجودهم في غرف نومهم".

واستدركت: "على الرغم من هذه القدرات، إلا أن حماس تمكنت من إبقاء خطتها طي الكتمان، ويبدو أن الهجوم الشرس، الذي استغرق على الأرجح أشهرا من التخطيط والتدريب الدقيق وتضمن التنسيق بين مجموعات مسلحة متعددة، قد تم بعيدا عن ردار الاستخبارات الإسرائيلية".

وقال أمير أفيفي، وهو جنرال إسرائيلي متقاعد، إنه "بدون موطئ قدم داخل غزة، أصبحت أجهزة الأمن الإسرائيلية تعتمد بشكل متزايد على الوسائل التكنولوجية للحصول على معلومات استخباراتية".

وأضاف "المسلحين في غزة وجدوا طرقا للتهرب من (أجهزة) جمع المعلومات الاستخبارية التكنولوجية؛ مما أعطى إسرائيل صورة غير كاملة عن نواياهم".

وتابع: "لقد تعلم الجانب الآخر كيفية التعامل مع هيمنتنا التكنولوجية وتوقفوا عن استخدام التكنولوجيا التي يمكن أن تكشفهم".

"لقد عادوا إلى العصر الحجري.. المسلحون لم يكونوا يستخدمون الهواتف أو أجهزة الكمبيوتر، وكانوا يقومون بأعمالهم الحساسة في غرف محمية خصيصا من التجسس التكنولوجي أو يختبئون تحت الأرض"، كما أوضح أفيفي.

اقرأ أيضاً

خيارات "إسرائيل" صعبة أمام "طوفان الأقصى" .. ماذا يعني؟

المصدر | الخليج الجديد

المصدر: الخليج الجديد

كلمات دلالية: مصر استخبارات إسرائيل حماس هجوم تحذير أکثر من فی غزة

إقرأ أيضاً:

دمار كبير.. شاهدوا آثار الضربة الإسرائيلية على الضاحية ليل أمس

تعرّضت الضاحية الجنوبية لبيروت ليل أمس لغارات إسرائيلية عنيفة خلّفت دمارًا واسعًا وأضرارًا كبيرة في البنية التحتية.   وأظهرت مشاهد حجم الدمار الذي طال المباني والمرافق، وسط استمرار العدوان الإسرائيلي، الذي يخلّف دمارًا وشهداء وجرحى.

آثار الضربة الإسرائيلية على #الضاحية ليل أمس#lebanon24 #لبنان pic.twitter.com/Px78GNWehC

— Lebanon 24 (@Lebanon24) October 4, 2024


مقالات مشابهة

  • حماس بعد عام من طوفان الأقصى
  • مسؤول أمريكي كبير يتوجه إلى إسرائيل
  • عاجل| مسؤول أميركي كبير: الوضع بالمنطقة على حافة الهاوية حاليا
  • بايدن: إسرائيل لم تحسم أمرها بعد بشأن الرد على الهجوم الإيراني
  • دمار كبير.. شاهدوا آثار الضربة الإسرائيلية على الضاحية ليل أمس
  • مسؤول كبير في حزب الله.. إسرائيل تزعم إغتيال هذا القائد
  • مسؤول كبير يقهر اليمنيين ويحرق قلوبهم بطريقة وقحة وغير لائقة.
  • حماس: إغلاق إسرائيل للحرم الإبراهيمي جريمة واعتداء سافر
  • مسؤول إيطالي يكشف العواقب الاقتصادية للهجمات الإسرائيلية
  • مسؤول إيراني كبير يفجر مفاجأة ومعلومات جديدة عن اغتيال حسن نصر الله وماذا فعل ”خامنئي” قبل ذلك بايام قليلة!