عربي21:
2025-02-21@11:44:28 GMT

كيف خدعت حماس إسرائيل وخططت لهجومها بهدوء؟

تاريخ النشر: 9th, October 2023 GMT

كيف خدعت حماس إسرائيل وخططت لهجومها بهدوء؟

على مدى عامين كاملين، حرصت حركة حماس على التخطيط لهجومها بهدوء، وأوهمت إسرائيل أنها ليست مهتمة بالحرب بينما كان مقاتلوها يتدربون على العملية في مستوطنة وهمية أقيمت في غزة.

وبحسب تقرير لرويترز نقل رواية مصدر قالت إنه مقرب من حماس، فقد جاءت عملية "طوفان الأقصى" التي نفذها مقاتلو حركة حماس فجر السبت، واقتحموا خلالها مستوطنات ومواقع على حدود غزة، فإنه بينما كانت إسرائيل تعتقد أنها تحتوي حماس التي أنهكتها الحرب من خلال توفير حوافز اقتصادية للعمال في غزة، كان المقاتلون يتدربون وربما على مرأى من الإسرائيليين.



ووفق المصدر، فقد "استخدمت حماس تكتيكا استخباراتيا غير مسبوق لتضليل إسرائيل خلال الأشهر الماضية، من خلال إعطاء انطباع عام بأنها غير مستعدة للدخول في قتال أو مواجهة مع إسرائيل أثناء التحضير لهذه العملية" الأضخم منذ حرب 1973.

ومن بين العناصر الأكثر لفتا للانتباه في الاستعدادات للعملية، لجأت حماس لبناء مستوطنة إسرائيلية وهمية في غزة، لتدريب مقاتليها على الإنزال الجوي واقتحام المستوطنة، وأوضح المصدر أن المقاتلين قاموا بتصوير مقاطع فيديو لهذه التدريبات.

وبحسب المصدر فإنه "من المؤكد أن إسرائيل رأتهم، لكنهم (الإسرائيليين) كانوا مقتنعين بأن حماس لم تكن حريصة على الدخول في مواجهة".

كما سعت حماس إلى إقناع إسرائيل بأنها مهتمة أكثر بضمان حصول العمال في غزة، على فرص العمل عبر الحدود، وأنه ليس لديها مصلحة في بدء حرب جديدة.. "لقد تمكنت حماس من بناء صورة كاملة بأنها غير مستعدة لمغامرة عسكرية ضد إسرائيل".

فمنذ حرب عام 2021، سعت إسرائيل إلى توفير مستوى أساسي من الاستقرار الاقتصادي في غزة من خلال تقديم حوافز تشمل آلاف التصاريح حتى يتمكن سكان غزة من العمل في إسرائيل أو الضفة الغربية، حيث يمكن أن تصل الرواتب في وظائف البناء أو الزراعة أو الخدمات إلى 10 أضعاف مستوى الأجور في غزة.

وقال متحدث باسم الجيش الإسرائيلي: "اعتقدنا أن حقيقة مجيئهم للعمل وجلب الأموال إلى غزة ستخلق مستوى معينا من الهدوء، ولكننا كنا مخطئين".

واعترف مصدر أمني إسرائيلي بأن حماس خدعت الأجهزة الأمنية الإسرائيلية، وقال: "لقد جعلونا نعتقد أنهم يريدون المال"، لكنهم "طوال الوقت كانوا يشاركون في التدريبات ".

وخلال تخطيطها للهجوم الكبير، امتنعت حماس عن القيام بعمليات عسكرية ضد إسرائيل في العامين الماضيين، حتى عندما شنت حركة الجهاد الإسلامي في سلسلة من الهجمات الصاروخية.

وبحسب المصدر، فإن ضبط النفس الذي أبدته حماس وأثار انتقادات علنية من بعض المؤيدين، كان بهدف خلق انطباع بأن لديها مخاوف اقتصادية ولا تريد حربا جديدة.

وفي الضفة الغربية، اتهمت حركة فتح التي يترأسها الرئيس محمود عباس، في بيان صدر في حزيران/ يونيو 2022، قادة حماس بالفرار إلى العواصم العربية للعيش في "فنادق وفيلات فاخرة" تاركين شعبهم للفقر في غزة.

وقال مصدر أمني إسرائيلي آخر إنه كانت هناك فترة اعتقدت فيها إسرائيل أن زعيم الحركة في غزة يحيى السنوار كان منشغلا بإدارة غزة "بدلا من قتل اليهود"، فيما حوّلت إسرائيل تركيزها بعيدا عن حماس واندفعت للتوصل إلى اتفاق لتطبيع العلاقات مع السعودية.

وكان الحرص على سرية الخطة ومنع التسريبات جزءا حاسما من التخطيط للعملية. وقال المصدر إن العديد من قادة حماس لم يكونوا على علم بالخطة، لم كما أن نحو ألف مقاتل كانوا يتلقون التدريب لم يكونوا لم تكن لديهم أي فكرة عن الهدف الدقيق من التدريبات.

وعندما جاء اليوم، تم تقسيم العملية إلى أربعة أجزاء، تمثلت الخطوة الأولى في إطلاق وابل من ثلاثة آلاف صاروخ من غزة، بالتزامن مع توغلات قام بها مقاتلون استخدموا طائرات شراعية لعبور الحدود.

وبمجرد وصول المقاتلين بالطائرات الشراعية إلى الأرض، قاموا بتأمين الأرض حتى تتمكن وحدة كوماندوز من النخبة من اقتحام الجدار الإلكتروني والإسمنتي المحصن الذي يفصل غزة عن المستوطنات والذي بنته إسرائيل لمنع التسلل.

واستخدم المقاتلون المتفجرات لاختراق الحواجز ثم عبروها مسرعين على دراجات نارية، ووسعت الجرافات الفجوات ودخل المزيد من المقاتلين بسيارات رباعية الدفع.

وهاجمت وحدة كوماندوز مقر قيادة الجيش الإسرائيلي في جنوب غزة وشوشت على اتصالاته، ومنعت الأفراد من الاتصال بالقادة أو ببعضهم البعض.

أما الجزء الأخير من العملية فقد شمل نقل الأسرى إلى غزة، وهو ما تم تحقيقه في الغالب في وقت مبكر من الهجوم.

وفي إحدى عمليات احتجاز الرهائن التي حظيت بتغطية إعلامية واسعة، احتجز المقاتلون رواد حفلة أثناء فرارهم بالقرب من كيبوتس رعيم بالقرب من غزة، وأظهرت لقطات متداولة على وسائل التواصل الاجتماعي عشرات الأشخاص يركضون في الحقول وعلى الطريق مع سماع أصوات أعيرة نارية.

تساءل مصدر أمني إسرائيلي: "كيف يمكن أن يحدث هذا الحفل بهذا القرب (من غزة)؟".

وقال المصدر الأمني الإسرائيلي إن القوات الإسرائيلية لم تصل إلى كامل قوتها في الجنوب قرب غزة بسبب إعادة انتشار بعضها في الضفة الغربية لحماية المستوطنين الإسرائيليين بعد تصاعد أعمال العنف هناك. وقال إن حماس استغلت هذا.

وقال الجنرال المتقاعد ياكوف عميدرور، مستشار الأمن القومي السابق لرئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، للصحفيين يوم الأحد إن الهجوم يمثل "فشلا كبيرا لنظام المخابرات والجهاز العسكري في الجنوب".

وقال عميدرور، الذي كان رئيسا لمجلس الأمن القومي من نيسان/ أبريل 2011 إلى تشرين الثاني/ نوفمبر 2013، وهو الآن زميل كبير في معهد القدس للاستراتيجية والأمن، إن بعض حلفاء إسرائيل كانوا يقولون إن حماس اكتسبت "المزيد من المسؤولية"، وقال: "لقد بدأنا بغباء نعتقد أن هذا صحيح"، مضيفا: "لذلك ارتكبنا خطأ، لن نرتكب هذا الخطأ مرة أخرى وسندمر حماس ببطء ولكن بثبات".

من جانبه، قال المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي الرائد نير دينار: "هذا هو 11 أيلول/ سبتمبر"، في إشارة إلى الهجمات على نيويورك وواشنطن في 2001. وقال: "لقد تمكنوا منا (..) لقد فاجأونا وجاؤوا بسرعة من مواقع عدة؛ من الجو أو الأرض أو البحر".

من جهته، أوضح ممثل حماس في لبنان أسامة حمدان أن الهجوم يظهر أن الفلسطينيين لديهم الإرادة لتحقيق أهدافهم "بغض النظر عن قوة إسرائيل وقدراتها العسكرية".

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة مقابلات سياسة دولية حماس إسرائيل غزة الفلسطينيين إسرائيل فلسطين حماس غزة طوفان الاقصي سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة فی غزة

إقرأ أيضاً:

لماذا لا تستطيع إسرائيل هزيمة حماس؟

رأى الكاتب الإسرائيلي، أمنون ليفي، أن الحكومة الإسرائيلية الحالية لا تستطيع هزيمة حركة حماس في قطاع غزة، موضحاً أن حماس فكرة، وأيديولوجية تشكل قوة دافعة قاتلة، ورغم القضاء على زعيمها يحيى السنوار، إلا أن هناك بديلاً له أخذ مكانه على الفور، وهو شقيقه محمد، وهو لا يقل عنه في شيء.

وقال ليفي في مقال بصحيفة "يديعوت أحرونوت" الإسرائيلية، إن صور آلاف الرجال المسلحين بالزي العسكري لحماس وهم يملأون ساحات مدينة غزة دون خوف أذهلت الإسرائيليين، فكيف يمكن أن يحصل ذلك بعد المعارك العنيفة والقصف، وبعد تدمير أجزاء واسعة من غزة وتحويلها إلى بحر من الأنقاض، وكيف تمكنت حماس من أن تبقى قوة كبيرة وقوية ومنظمة. ووصف المشهد بـ"المرعب".
وأضاف ليفي، أن الحكومة الإسرائيلية الحالية، التي يقودها رئيس الوزراء بنيامين نتانياهو، غير قادرة على هزيمة حماس، لأنها ليست مجرد تنظيم مسلح، فحماس فكرة وأيديولوجية تشكل قوة دافعة قاتلة، ورغم القضاء على يحيى السنوار إلا أن شقيقه محمد تولى المهام سريعاً، مؤكداً أنه لا يقل عنه.

ماذا يريد أهل غزة؟https://t.co/QaclBXNQdG pic.twitter.com/HF6nsJKE6s

— 24.ae (@20fourMedia) February 18, 2025
نبع لا ينضب

وقال الكاتب إن حركة حماس تجلس على نبع غضب لا ينضب، وسينتج دائماً عناصر مقاتلة من الداخل، مشيراً إلى أن تهديد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بالجحيم "أمر سخيف"، فنصف سكان القطاع أصبحوا الآن بلا مأوى وبلا طعام وبلا مستقبل، وتساءل: "كيف يمكنك أن تهددهم بعد الآن؟".
ورأى أن الطريقة الوحيدة لمحاربة تنظيم مسلح عنيف ذا أيديولوجية هي من خلال العمل المشترك، وشن حرب عسكرية لا هوادة فيها من ناحية، ومن ناحية أخرى بناء بديل معتدل يقدم الأمل، مشدداً على ضرورة تقديم  بديل محلياً يوفر لهم الحماية من حماس التي تسيطر على القطاع.


لن تنجح في هزيمة حماس

وأشار إلى أنه أمام أيديولوجية حماس التي تعد بالحرب الأبدية، فلا بد من إقناع سكان غزة، من خلال القيادة الفلسطينية المعتدلة، بأن هناك فرصة للحياة معاً، وأن منطقة الكارثة هذه يمكن أن تتحول إلى مكان يمكن العيش فيه، مؤكداً أن حكومة نتانياهو غير قادرة على تشكيل ائتلاف مع المعتدلين، وبالتالي لن تنجح في هزيمة حماس.
كما أكد أنه لا يمكن لنتانياهو، وإيتمار بن غفير، وبتسلئيل سموتريتش أن يقدموا إلا الموت لسكان غزة، فإنهم يستطيعون أن يأمروا الجيش بقتال حماس، ولكن ليس لديهم حليف فلسطيني، ورغم كل هذا، فإن الأمر انتهى بـ"كارثة 7 أكتوبر (تشرين الأول) بسبب عدم كفاءتهم، مؤكداً أن مفهوم نتانياهو وشركائه كان ولا يزال يهدف إلى تقويض السلطة الفلسطينية التي يمكن التحدث معها.

إسرائيل: سنبدأ مفاوضات المرحلة الثانية من اتفاق غزةhttps://t.co/2Vng4vua2O

— 24.ae (@20fourMedia) February 18, 2025
تحالف خفي

وتابع "يستطيع رئيس الوزراء أن يقول من الصباح إلى الليل إن كارثة 7 أكتوبر ، حدثت لأنه لم يتم إيقاظه في الوقت المناسب، لكن الحقيقة هي أنه نائم منذ عشرين عاماً، لقد حل علينا الدمار بسبب عمى بصره، لأنه رعى حماس، حتى لا يضطر إلى التحدث مع السلطة الفلسطينية"، مضيفاً أن حكومة نتانياهو حليف خفي لحماس، وهذا التحالف "متطرف" يمنع إسرائيل من القضاء على الحركة.

مقالات مشابهة

  • الجيش الإسرائيلي: إحدى الجثث التي سلمتها حماس لا تعود لأي رهينة
  • بعد إعلان إسرائيل.. أول تعليق أميركي على "الجثة المجهولة"
  • NYT: الزعماء العرب بدأوا التفكير في حلول لغزة بعد الكشف عن خطة ترامب
  • حماس تتهم نتنياهو بالمماطلة وويتكوف يدافع عن خطة ترامب
  • ويتكوف: إسرائيل ترفض استمرار سيطرة حماس على قطاع غزة.. وهذا خط أحمر
  • موجة استقالات تعصف بمكتب سيناتور ديمقراطي بالولايات المتحدة بسبب إسرائيل
  • إسرائيل: تحديد هوية جثث الرهائن المستعادة من حماس يتطلب وقتاً
  • مقترح مصري بانشاء مناطق آمنة واعادة تأهيل البنية الأساسية
  • لماذا لا تستطيع إسرائيل هزيمة حماس؟
  • "خلال أيام".. إسرائيل تبدأ مفاوضات المرحلة الثانية من "اتفاق غزة"