مع مرور الساعات، تزداد الاحاديث الإسرائيلية باتجاه تنفيذ عملية برية باتجاه قطاع غزة، ورغم مبررات الاحتلال لهذه العملية بزعم أنه يفرضها الواقع، سواء على ضوء الهجوم المفاجئ لحماس، أو على ضوء إرسال رسالة للمنطقة، لكن التخوف الإسرائيلي أن حماس استعدت جيداً لهذا السيناريو، ويحتمل أن حزب الله ينتظرها لفتح جبهة أخرى.

، ويبقى تمرين الخداع الذي قامت به حماس منذ فترة طويلة أكثر نجاحا مما كان متوقعا.

آفي يسسخاروف محرر الشئون العربية في صحيفة يديعوت أحرونوت، ذكر أن "ما حصل على حدود غزة شكل معضلة للاحتلال، فمن ناحية يجب عليه الرد بطريقة غير مسبوقة، ومن ناحية أخرى، يرجح أن تكون حماس استعدت مسبقاً لهذا الرد العدواني، خاصة إن كان الحديث يدور عن عملية برية، مع وجود نظام أنفاق مناسب للدفاع والهجوم، مع أسلحة وخطة دفاعية، لكن هناك عوامل قد تؤخر العملية البرية، كما أن تشكيل الحكومة الحالية والمستشارين المحيطين تجعل بنيامين نتنياهو يخشى إعطاء الأمر للقوات بالدخول".

وأضاف في مقال ترجمته "عربي21" أن "نتنياهو في وضعه السياسي الحالي تهتز الأرض من حوله، لكن الاحتلال يبدو ملزماً تجاه مستوطني الجنوب بشنّ عملية واسعة النطاق في غزة من أجل منع الحرب المقبلة التي ستكون أكثر صعوبة في الشمال، لأن تجنّب العمل البري سيكون بمثابة رسالة ضعف تستدعي الهجوم التالي، أو الحرب القادمة، وسوف تتسبب في إخلاء جماعي لقطاع غزة والمستوطنات الشمالية، وسيكون ثمنها أغلى من العملية نفسها، لذلك فإن أي تأخير في العملية البرية في هذه المرحلة يصب في مصلحة العدو، ونحن نشهد ذلك على أرض الواقع".



وأشار إلى أن "حماس التي شنّت هجمات داخل المستوطنات الإسرائيلية تعلن أنها مشغولة بالهجوم بدلاً من الدفاع، ونخبتها المنتشرة في أنفاق غزة لا يشغلها البقاء، بل التفكير بكيفية مهاجمة الإسرائيليين، وطالما لم تأخذ إسرائيل أي مبادرة من جانبها، فإن المبادرة ستبقى مع حماس، لأن الإسرائيليين استيقظوا ذلك الصباح مصدومين من الضربة التي تلقوها من منظمة ليست كبيرة بشكل خاص، لكنها تمكنت من مفاجأتهم وإذلالهم وقتلهم، وقد خططت لهذا الهجوم منذ أشهر، بما في ذلك المعلومات عن حفلة الطبيعة قرب الحدود، وتوقعت نجاحها".

يوسي يهوشاع الخبير العسكري بصحيفة يديعوت أحرونوت، قال: إن "الساعة تدقّ مع مرور الوقت، والاحتلال يخشى إغلاق نافذة الشرعية عليه بزعم أن العالم لا يزال إلى جانبه، وهو يخشى أنه إذا رأت القوى الأخرى في المنطقة أن هجومه "متساهل"، فسيزيد ذلك من حوافزها ضد الاحتلال، وبالتزامن مع ذلك ما زالت الانتقادات تتراكم على حدث بحجم لم نعرف مثله منذ أكثر من جيل".

وأضاف في مقال ترجمته "عربي21" أنه "رغم شروع الجيش بتكثيف الهجمات في غزة، لكن الانطباع السائد أنه باستثناء الفشل في الاستعداد الاستخباراتي والعملياتي أمام حركة حماس، فإن الهجوم المفاجئ الذي وقع على إسرائيل أحدث صدمة لم يكن من السهل التعافي منها، ولذلك فإن التوقعات من جيش الاحتلال هو المضي في الهجوم، لأننا أمام حدث استراتيجي، يستدعي ردا مختلفاً تماماً عن الجولات السابقة، دون أن يكون المقصود إرسال لواء غولاني على الفور إلى قلب غزة".

وأشار إلى أن "الجيش البري ليس جاهزا، ويخوض حاليا معارك داخل الأراضي المحتلة، وهو وضع لا يمكن تصوره في حد ذاته، لكن الحقيقة المدهشة أنه حتى بعد مرور أكثر من 40 ساعة على بدء القتال، لا يزال مقاتلو حماس موجودين داخلها، وقد حشد الجيش آلاف الجنود في عدة مواقع، وتم اختراق السياج الحدودي، والسيطرة عليه باستخدام الدبابات والمراقبة وسلاح الجو، ولكن لا يزال يتعين على الجمهور، الخائف على أية حال، توخي الحذر من وحدات حماس "النائمة".

وأوضح أن "هجوم حماس أكد أن قواعد اللعبة تغيرت، فالوضع الآن أقل بكثير من "غزة"، وأكثر من "لبنان"، وكما في حرب لبنان الثانية، فإن سلاح الجو لديه كل الوسائل والإمكانات، في محاولة لاستنساخ نموذج الضاحية مع حزب الله في 2006".

ولفت الانتباه إلى أن "الدعم الأمريكي لا يقتصر فقط على تصريحات الرئيس بايدن المحتضنة، بل في عمل درامي، يشير بطريقته للضعف الإسرائيلي ويتمثل بإرسال قوة عسكرية وحاملة طائرات للمساعدة، يرافق وصولها تعزيزات من الذخيرة وعدد من الطائرات المقاتلة في المنطقة، وهي رسالة تبعث بها واشنطن لحزب الله مفادها أنها لن تقف على الهامش إذا تعرضت إسرائيل لهجوم من الشمال".

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي صحافة غزة الاحتلال فلسطين غزة الاحتلال طوفان الاقصي صحافة صحافة صحافة سياسة سياسة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة

إقرأ أيضاً:

إعلام إسرائيلي: حكومة نتنياهو لن تستعيد كل الأسرى

واصلت وسائل إعلام إسرائيلية مناقشة آخر التطورات بشأن مفاوضات صفقة تبادل الأسرى مع حركة المقاومة الإسلامية (حماس)، واحتمال إبعاد بعض الأسرى الفلسطينيين إلى خارج بلادهم، والصعوبات التي تعيق إبرامها.

وقال المتحدث السابق باسم جيش الاحتلال رونين مانيليس إن المطالب حول صفقة تبادل الأسرى مع حماس واضحة، مطالبا رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو بـ"التحلي بالجرأة ولمرة واحدة".

وطالب مانيليس الحكومة بالتوقف عن إطلاق تصريحات تتعهد بإعادة الأسرى من دون تحرك فعلي، معربا عن قناعته بأن رئيس الوزراء لا يتخذ قرارا؛ لذلك لا تستجد تطورات بشأن الصفقة.

بدوره، أشار محلل الشؤون السياسية في القناة 12 الإسرائيلية عميت سيغال إلى أن وزير المالية بتسلئيل سموتريتش قبل في الصيف الماضي إبعاد الأسرى الفلسطينيين إلى الخارج، لكنه يغير موقفه الآن بعد معارضته إطلاق سراح "مخربين ملطخة أيديهم بالدماء".

وشهدت صفقة الجندي الإسرائيلي الأسير جلعاد شاليط في عام 2011 تحرير أكثر من ألف أسير فلسطيني من السجون الإسرائيلية، وتضمنت إبعاد عشرات الأسرى إلى خارج فلسطين.

كذلك واصل وزير الدفاع ورئيس الأركان الإسرائيلي سابقا موشيه يعالون هجومه على حكومة نتنياهو، وقال إنها لن تقوم باستعادة كل الأسرى المحتجزين بغزة.

إعلان

ووفق يعالون، فإن نتنياهو يظن أن وزير الأمن القومي إيتمار بن غفير وسموتريتش سيسمحان له بتنفيذ المرحلة الأولى من صفقة التبادل المتعلقة بالشق الإنساني.

وفي هذا السياق، أكدت صحيفة هآرتس أن حركة حماس وإسرائيل تقتربان من اتفاق بشأن "صفقة جزئية"، تشهد المرحلة الأولى منها إطلاق سراح النساء وكبار السن والمرضى من المحتجزين بغزة.

وحسب الصحيفة، "سيبقى عدد قليل من المختطفين الأحياء في أيدي حماس ضمانا لاستمرار الصفقة"، في حين ستطلق إسرائيل "سراح مئات الأسرى بعضهم قتلة وستسمح بوقف إطلاق النار وانسحاب جزئي من محوري فيلادلفيا ونتساريم".

وأعرب يعالون عن قناعته بأن مشكلة الأسرى لن تنته في ظل تفكير الحكومة الحالية بـ"النصر المطلق في غزة"، متسائلا في هذا الإطار "هل يتمثل النصر بالقضاء على كل نشطاء حماس حتى الصاروخ الأخير والعبوة الأخيرة؟".

واستدرك بالقول إن هذا الأمر غير ممكن، مستدلا بالحرب التي شنتها إسرائيل ضد حزب الله، ولم تنته بالقضاء الكلي على الحزب اللبناني.

وخلص يعالون إلى أن القيادة السياسية الحالية "حزبية ولا تدير أي إستراتيجية بأي مجال، رغم أن الجيش يوفر لها إنجازات ولا تستغل ذلك".

وفي 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، نفذت كتائب القسام الجناح العسكري لحركة حماس هجوما كبيرا على قواعد وثكنات ومستوطنات غلاف غزة وقتلت مئات الجنود والضباط الإسرائيليين.

وكذلك أسرت القسام ما لا يقل عن 240 إسرائيليا، وقد أطلق ما يزيد على 100 منهم خلال هدنة إنسانية مؤقتة في نوفمبر/تشرين الثاني 2023، في حين قتل العشرات من الأسرى المحتجزين في غزة بسبب الغارات الإسرائيلية المستمرة منذ أكثر من عام.

مقالات مشابهة

  • المقاومة الفلسطينية تواصل ضرب الاحتلال بأسلحته.. اعتراف ضباط كبار
  • بعد الهجوم على اليمن.. أستاذ علاقات دولية: تصعيد إسرائيلي متزايد الفترة المقبلة
  • شهيدان وإصابات في قصف إسرائيلي على جنوب لبنان
  • إعلام إسرائيلي: 20 طائرة شاركت في الهجوم على اليمن وألقت 50 قنبلة
  • اعتراف إسرائيلي: تزايد الهجرة دليل انخفاض الارتباط بالصهيونية وتراجع الاقتناع بالدولة
  • "حماس": لسنا بعيدين عن التوصل إلى اتفاق مع إسرائيل في حال تجاوب نتنياهو
  • إعلام إسرائيلي: حكومة نتنياهو لن تستعيد كل الأسرى
  • إذا استجاب نتانياهو لمطالبها..حماس: لسنا بعيدين عن وقف إطلاق النار في غزة
  • نحن نبتعد عن الأهداف.. جنرال إسرائيلي يحذّر من استمرار الحرب على غزة
  • ضباط إسرائيليون: العملية البرية في قطاع غزة استنفدت نفسها.. وتقدم كبير بمفاوضات صفقة التبادل