اعتراف إسرائيلي: لسنا جاهزين لعملية برية.. والدعم الأمريكي رسالة ضعف
تاريخ النشر: 9th, October 2023 GMT
مع مرور الساعات، تزداد الاحاديث الإسرائيلية باتجاه تنفيذ عملية برية باتجاه قطاع غزة، ورغم مبررات الاحتلال لهذه العملية بزعم أنه يفرضها الواقع، سواء على ضوء الهجوم المفاجئ لحماس، أو على ضوء إرسال رسالة للمنطقة، لكن التخوف الإسرائيلي أن حماس استعدت جيداً لهذا السيناريو، ويحتمل أن حزب الله ينتظرها لفتح جبهة أخرى.
آفي يسسخاروف محرر الشئون العربية في صحيفة يديعوت أحرونوت، ذكر أن "ما حصل على حدود غزة شكل معضلة للاحتلال، فمن ناحية يجب عليه الرد بطريقة غير مسبوقة، ومن ناحية أخرى، يرجح أن تكون حماس استعدت مسبقاً لهذا الرد العدواني، خاصة إن كان الحديث يدور عن عملية برية، مع وجود نظام أنفاق مناسب للدفاع والهجوم، مع أسلحة وخطة دفاعية، لكن هناك عوامل قد تؤخر العملية البرية، كما أن تشكيل الحكومة الحالية والمستشارين المحيطين تجعل بنيامين نتنياهو يخشى إعطاء الأمر للقوات بالدخول".
وأضاف في مقال ترجمته "عربي21" أن "نتنياهو في وضعه السياسي الحالي تهتز الأرض من حوله، لكن الاحتلال يبدو ملزماً تجاه مستوطني الجنوب بشنّ عملية واسعة النطاق في غزة من أجل منع الحرب المقبلة التي ستكون أكثر صعوبة في الشمال، لأن تجنّب العمل البري سيكون بمثابة رسالة ضعف تستدعي الهجوم التالي، أو الحرب القادمة، وسوف تتسبب في إخلاء جماعي لقطاع غزة والمستوطنات الشمالية، وسيكون ثمنها أغلى من العملية نفسها، لذلك فإن أي تأخير في العملية البرية في هذه المرحلة يصب في مصلحة العدو، ونحن نشهد ذلك على أرض الواقع".
وأشار إلى أن "حماس التي شنّت هجمات داخل المستوطنات الإسرائيلية تعلن أنها مشغولة بالهجوم بدلاً من الدفاع، ونخبتها المنتشرة في أنفاق غزة لا يشغلها البقاء، بل التفكير بكيفية مهاجمة الإسرائيليين، وطالما لم تأخذ إسرائيل أي مبادرة من جانبها، فإن المبادرة ستبقى مع حماس، لأن الإسرائيليين استيقظوا ذلك الصباح مصدومين من الضربة التي تلقوها من منظمة ليست كبيرة بشكل خاص، لكنها تمكنت من مفاجأتهم وإذلالهم وقتلهم، وقد خططت لهذا الهجوم منذ أشهر، بما في ذلك المعلومات عن حفلة الطبيعة قرب الحدود، وتوقعت نجاحها".
يوسي يهوشاع الخبير العسكري بصحيفة يديعوت أحرونوت، قال: إن "الساعة تدقّ مع مرور الوقت، والاحتلال يخشى إغلاق نافذة الشرعية عليه بزعم أن العالم لا يزال إلى جانبه، وهو يخشى أنه إذا رأت القوى الأخرى في المنطقة أن هجومه "متساهل"، فسيزيد ذلك من حوافزها ضد الاحتلال، وبالتزامن مع ذلك ما زالت الانتقادات تتراكم على حدث بحجم لم نعرف مثله منذ أكثر من جيل".
وأضاف في مقال ترجمته "عربي21" أنه "رغم شروع الجيش بتكثيف الهجمات في غزة، لكن الانطباع السائد أنه باستثناء الفشل في الاستعداد الاستخباراتي والعملياتي أمام حركة حماس، فإن الهجوم المفاجئ الذي وقع على إسرائيل أحدث صدمة لم يكن من السهل التعافي منها، ولذلك فإن التوقعات من جيش الاحتلال هو المضي في الهجوم، لأننا أمام حدث استراتيجي، يستدعي ردا مختلفاً تماماً عن الجولات السابقة، دون أن يكون المقصود إرسال لواء غولاني على الفور إلى قلب غزة".
وأشار إلى أن "الجيش البري ليس جاهزا، ويخوض حاليا معارك داخل الأراضي المحتلة، وهو وضع لا يمكن تصوره في حد ذاته، لكن الحقيقة المدهشة أنه حتى بعد مرور أكثر من 40 ساعة على بدء القتال، لا يزال مقاتلو حماس موجودين داخلها، وقد حشد الجيش آلاف الجنود في عدة مواقع، وتم اختراق السياج الحدودي، والسيطرة عليه باستخدام الدبابات والمراقبة وسلاح الجو، ولكن لا يزال يتعين على الجمهور، الخائف على أية حال، توخي الحذر من وحدات حماس "النائمة".
وأوضح أن "هجوم حماس أكد أن قواعد اللعبة تغيرت، فالوضع الآن أقل بكثير من "غزة"، وأكثر من "لبنان"، وكما في حرب لبنان الثانية، فإن سلاح الجو لديه كل الوسائل والإمكانات، في محاولة لاستنساخ نموذج الضاحية مع حزب الله في 2006".
ولفت الانتباه إلى أن "الدعم الأمريكي لا يقتصر فقط على تصريحات الرئيس بايدن المحتضنة، بل في عمل درامي، يشير بطريقته للضعف الإسرائيلي ويتمثل بإرسال قوة عسكرية وحاملة طائرات للمساعدة، يرافق وصولها تعزيزات من الذخيرة وعدد من الطائرات المقاتلة في المنطقة، وهي رسالة تبعث بها واشنطن لحزب الله مفادها أنها لن تقف على الهامش إذا تعرضت إسرائيل لهجوم من الشمال".
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي صحافة غزة الاحتلال فلسطين غزة الاحتلال طوفان الاقصي صحافة صحافة صحافة سياسة سياسة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة
إقرأ أيضاً:
استبعاد إسرائيلي لعودة القتال في غزة.. حماس بعيدة عن الانهيار
تواصل صحف الاحتلال الإسرائيلي، تسليط الضوء على ما بعد المرحلة الأولى من اتفاق وقف إطلاق النار في قطاع غزة، والذي تم تنفيذه بعد 15 شهرا من الحرب المدمرة، وسط استبعاد من المحللين والخبراء الإسرائيليين بعودة القتال، رغم التحديات التي تواجه مفاوضات المرحلة الثانية.
وقال الخبير الإسرائيلي يهودا بلانغا، إنّ "التوصل إلى اتفاق مع حركة حماس لإطلاق سراح عشرات الأسرى الإسرائيليين، مقابل تحرير آلاف الأسرى الفلسطينيين، يعني أن الحرب قد انتهت".
وأضاف بلانغا في مقال نشرته صحيفة "إسرائيل اليوم" وترجمته "عربي21" أنه "بعد فترة هدوء طويلة تستمر 42 يوما، لن يكون لدى الجانبين مصلحة بإعادة إشعال الصراع"، مشيرا إلى أن تل أبيب سئمت من 470 يوما من القتال والصراعات السياسية والقانونية.
وتابع: "حماس ستختار الاستمرار في وقت إطلاق النار لإعادة تأهيل قيادتها ونشطائها، مع الإشارة إلى حقيقة تاريخية مفادها، أنه باستثناء حرب 1948، فإنه خلال الحروب الإسرائيلية العربية الثمانية، أصبحت كل هدنة أو وقف لإطلاق النار مسألة دائمة، وبعدها سيكون المجال متاحاً للجدل الاسرائيلي الداخلي حول لجان التحقيق، وحقيقة الرواية المتروكة للأجيال القادمة، بين ما حققته من نصر كامل أو أعظم فشل".
وأردف قائلا: "سيكون مثيرا للاهتمام رؤية كيفية كتابة (طوفان الأقصى) في إطار الصراع الشامل في التاريخ الفلسطيني"، معتقدا أن "حماس ستجري تحقيقات داخلية لاستخلاص الدروس والعبر من الأخطاء، والانتظار بين أن تعلن نجاح الحرب أم فشلها، وما الرواية التي ستترسخ في أذهان الفلسطينيين بشأنها".
واستدرك بقوله: "منظور حماس في سياق الحروب الإسرائيلية يختلف عن منظور تل أبيب، لأن تصورها لجوهر النصر متشابه، وتعتبر أن خسارة الأرواح البشرية والبنية الأساسية ليست مهمة، لأنها تضحيات ضرورية من أجل الهدف الأسمى".
البقاء على قيد الحياة
ورأى أن "ما يهم حماس هو منع العدو من هزيمتها وخسارتها للأرض، والأهم البقاء على قيد الحياة، وهذا يعني النصر من وجهة نظرها، وهو الحال القائم منذ عام 2006، عقب وصولها للسلطة بعد فوزها بالانتخابات".
وتابع: "حماس تؤمن أن المعركة الأخيرة ضد إسرائيل هي مرحلة جديدة في إطار الحرب الدينية الطويلة، وقد عبّرت عن هذه النقطة بشكل واضح في المادة السابعة من ميثاقها، حين أكدت أنها إحدى وحدات الجهاد في مواجهة الغزو الصهيوني، وهذا يغني أن الحرب ضد اليهود تتطلب الصبر والتضحية".
وذكر أن "حماس مقتنعة أن استعداد تل أبيب لوقف إطلاق النار، يعبّر عن ضعفها ومؤشر بارز على هزيمتها"، مشيرا إلى أن الحركة لا تزال متمسكة بمبادئها، ونجحت في تحقيق أهدافها المتمثلة بتحرير الأسرى من السجون الإسرائيلية، إلى جانب وقف التطبيع وإقامة الدولة الفلسطينية وإعادة القضية الفلسطينية على الأجندة العالمية.
الكاتبة اليمينية سارة هعتسني كوهين زعمت أن "الأهم بالنسبة لحماس هو انسحاب الجيش الإسرائيلي من غزة، ما استدعى منه أن يقاتل بقوة أكبر، ويحتل شمال القطاع، ولا يجلب المساعدات للفلسطينيين، ما يؤكد أن اتفاق وقف إطلاق النار سيئ، والأثمان التي يُطلب من تل أبيب دفعها مقابله صعبة، وعواقبها خطيرة، ولذلك أعتقد أنه ما كان ينبغي قبوله، رغم إدراكي للحجج المؤيدة والمعارضة له، لكن الجمهور الإسرائيلي سيبقى ينظر بعيون دامعة لتوابيت المختطفين القتلى بدلاً من الأحياء العائدين".
وأضافت في مقال نشرته صحيفة "إسرائيل اليوم"، وترجمته "عربي21" أن "إسرائيل بعد خمسة عشر شهراً من القتال، وضعت الحكومة هذه الصفقة على الطاولة، وهي نتيجة بائسة للغاية، لأنها صفقة سيئة، والثمن الذي يتعين أن ندفعه مقابلها باهظ وخطير، وكذلك عواقبها، لأنها لن تطلق سراح آلاف الأسرى الخطيرين فحسب، بل ستلغي العديد من إنجازات الحرب التي تحققت بالكثير من العناء والدماء، ووافقت على الانسحاب من محور نتساريم، وعودة مليون فلسطيني لشمال القطاع، والتدفق المستمر لشاحنات المساعدات".
حماس أعادت بناء نفسها
وأشارت أنه "في المقابل، وعلى مدى أيام طويلة، حرصت حماس للغاية حتى آخر سنتيمتر في رسم خريطة الانسحاب، وبعد خمسة عشر شهراً من القتال، لا تزال الحركة على قيد الحياة، وتتنفس، وتقاوم، وتقدم لنا المطالب، وتستمر في الإساءة لإسرائيل بأكملها، الأمر الذي يؤكد أنه على النقيض من حرب الشمال، فقد كانت إدارة حرب غزة فاشلة، لأن هيئة الأركان العامة والمستوى السياسي، قرروا خوضها على مراحل، بعد الانتهاء من مرحلة قطع الأشجار، والشروع بمرحلة شنّ الغارات".
وأكدت أنه "خلال مرحلة الغارات الجوية، تمكنت حماس من إعادة بناء نفسها، إلى الحدّ الذي جعل شمال قطاع غزة يكلف الجيش الإسرائيلي أكثر من خمسين جنديا، بعد أن قاتل هناك بالفعل في بداية الحرب، ما يؤكد أننا أمام صفقة سيئة، لأن إدارة الحرب الفاشلة، بجانب المفاوضات الفاشلة، أدت لنتيجة بائسة، حيث لا تزال حماس في موقف المطالب".
وختمت بالقول إن "هذه المعطيات ستجعل العودة للقتال مستحيلة تقريباً، بسبب الانسحاب، وعودة فلسطينيي غزة لديارهم، وبسبب بقاء المختطفين في الأسر، وهكذا لم تحقق حرب غزة أي تقدم يذكر، بل إنها فشلت حتى الآن، وحماس بعيدة كل البعد عن الانهيار، وإذا كان هذا الاتفاق الذي حققه الاحتلال بعد 15 شهرًا، فهذا يعني أنه فشل".