عملية طوفان الأقصى تكبد الاحتلال الإسرائيلي خسائر مالية ضخمة في يومها الأول
تاريخ النشر: 9th, October 2023 GMT
البوابة -تكبدت سلطات الاحتلال الإسرائيلي أضرارًا، نتيجة لعملية المقاومة الفلسطينية التي قادتها حركة حماس التي أطلق عليها اسم "طوفان الاقصى"، تتجاوز الخسائر في الأرواح والممتلكات، وقد حصدت مئات القتلى من المستوطنين والجنود في أقل من 48 ساعة.
اقرأ ايضاًاسرائيل توقع سرا صفقة لتوريد الغاز إلى لبنان عبر الأردنليس من الممكن الحديث عن التكلفة الفعلية الدقيقة والكاملة في الوقت الحالي، لهذا الهجوم الأخير الذي شنته حماس ومقاتلو المقاومة الفلسطينية ضد الأهداف الإسرائيلية المختلفة في الأجزاء الجنوبية والجنوبية الوسطى من فلسطين المحتلة.
عادة ما يكون من الصعب تقييم كلف الحرب بدقة، خاصة في المراحل الأولى من النزاع. إلا أنه في هذه الحالة، أي حالة نضال فلسطين المستمر منذ عقود من أجل التحرير، وتحديدا فيما يخص المقاومة الفلسطينية في غزة في ظل التوغلات والهجمات الإسرائيلية المتكررة عبر السنين، بالامكان إجراء بعض المقارنات والتقديرات، بناء على أحداث شبيهة سابقة، يمكن إستخدامها كنقاط مقارنة مرجعية.
بطبيعة الحال، تشمل تكاليف الحرب أضرارا ملموسة وغير ملموسة، على المديين القصير أو الطويل. ولأن المعلومات عن مدى وحجم الضرر الذي أصاب البنى التحتية والاقتصادية الاسرائيلية حتى اليوم غير متوفرة، فإن التقديرات تكون محصورة بالأضرار المباشرة الممكن قياسها بناء على ما يتوفر من معلومات.
عملية طوفان الاقصى: نظام القبة الحديدية الإسرائيلي للدفاع الجوي (يمين) يعترض صواريخ (يسار) تم إطلاقها من مدينة غزة في 13 مايو 2023. (تصوير محمد عبد / وكالة الصحافة الفرنسية)
بالعودة إلى عام 2021، قدر الرئيس السابق لمركز أبحاث الفضاء التابع لمعهد فيشر، تال إنبار، تكلفة صواريخ القبة الحديدية الاعتراضية بما يتراوح بين 50 ألف دولار و100 ألف دولار لكل منها، حسبما ذكرت وكالة الأناضول.
ووفقاً لشبكة سي ان ان الاخبارية، فقد قُدرت التكلفة الفعلية لكل جهاز اعتراضي في ذلك الوقت بنحو 61 ألف دولار.
وفي وقت سابق من شهر مايو من هذا العام، ذكرت قناة الجزيرة أن قدرات الاعتراض للقبة الحديدية تراجعت إلى 90 بالمائة، مقارنة بأكثر من 95 بالمائة في مايو 2021. وقد كان الفلسطينيون في غزة قد شنوا هجوما دفاعيا على الاسرائيليين ردا عن الانتهاكات التي قام بها الاحتلال في القدس.
المقاومة الفلسطينية تُلحق خسائر بنحو مليار دولار بالاحتلال الإسرائيلي في اليوم الأول من عملية طوفان الأقصىأعلن القائد العام لكتائب القسام الجناح العسكري لحركة حماس محمد الضيف، يوم السبت الماضي، أن الدفعة الأولى من الصواريخ كانت قد بلغت نحو 5,000 صاروخ.
وبافتراض أن القبة الحديدية كانت قادرة على اعتراض 90% من الصواريخ، فإن ذلك سيتطلب إطلاق 4,500 صاروخ اعتراضي خلال الـ 24 ساعة الأولى فقط من عملية طوفان الاقصى. وذلك على فرض أن القبة الحديدية تطلق صاروخا إعتراضيا واحدا لكل صاروخ غزّيٍ تتمكن من إسقاطه.
على حساب 61 ألف دولار لكل صاروخ اعتراضي تطلقه القبة، فإن تكلفة إسقاط 4,500 صاروخ حمساوي تعادل حوالي 274.5 مليون دولار، في أحسن الأحوال.
والجدير بالذكر أن منصة التحقق المستقلة "إيكاد" ذكرت يوم الأحد أن دقة القبة، أقل حتى مما يدعي الاسرائيليون رسميا، وذلك نقلا عن مصادر إسرائيلية أفادت أن فعالية النظام تقدر بنسبة 84 بالمئة.
في المقابل، ذكرت صحيفة هآرتس الإسرائيلية، نقلاً عن خبراء عسكريين، أن فعالية القبة، أي دقتها، أقل بكثير من ذلك. بل أنها تتراوح بين 5 و40 بالمائة
عملية طوفان الاقصى: اعترض نظام القبة الحديدية الصاروخي الإسرائيلي الصواريخ التي أطلقها مقاتلون فلسطينيون من مدينة غزة في الساعات الأولى من يوم 8 أكتوبر، 2023. (تصوير إياد بابا / وكالة الصحافة الفرنسية)حتى اليوم، لا توجد تقارير عن العدد الفعلي للصواريخ التي سقطت في الأراضي المحتلة إسرائيليا؛ من تل أبيب جنوبا، باتجاه المستوطنات المحيطة بغزة، وما وراءها. لكنه يتضح مما ورد حتى الآن، أن عدد الصواريخ التي وصلت أهدافها يقدر بالمئات، وليس من المرجح أن يتجاوز الألف صاروخ.
عليه، فإن ذلك يعني أن القبة اعترضت ما بين 4,000 إلى 4,500 صاروخ.
وعلى فرض أن بنسبة دقة النظام تصل إلى 40 بالمئة، وهو أعلى تقدير نشرته صحيفة هآرتس، فإنه يتعين على نظام القبة إطلاق 2.2 صاروخ اعتراضي مقابل صاروخ غزي يتم إسقاطه
عملية طوفان الاقصى: إطلاق صواريخ من مدينة غزة باتجاه الأراضي التي تحتلها إسرائيل في 7 أكتوبر 2023. (تصوير محمود حمص / وكالة فرانس برس)وبناء على نسبة الدقة أعلاه، وهي 40 بالمئة، وهي ليست السيناريو الأسوأ – حيث أن التقدير الأدنى لدقة نظام القبة يصل الى 5 بالمئة – فإنه من المتوقع أن إعتراض 4,000 إلى 4,500 صاروخ غزّي، من أصل خمسة آلاف صاروخ أعلنت عنه حماس، تطلب من نظام القبة الاسرائيلي إطلاق 8,800 إلى 9,900 صاروخ اعتراضي.
إذا اعتمدنا التقدير المتوسط، وهو 61 ألف دولار لكل صاروخ اعتراضي، فإن الإسرائيليون قد تكبدوا خسائرا تقديريا مباشرة تتراوح ما بين 536.8 مليون دولار و603.9 مليون دولار في اليوم الأول فقط من العبور الفلسطيني الجارف هذا، جراء إعتراضهم لصواريخ غزة وحدها.
مضاف الى ذلك خسارات أخرى تكبدها الاحتلال على شكل مدرعات ودبابات وعتاد وغيره.
فوفقا لموقع (Defence News) المختص بأخبار قطاعات التصنيع والتقنية العسكرية، تبلغ كلفة دبابة الميركافا 4 الاسرائيلية الصنع حوالي 3.5 مليون دولار لكل وحدة تصنع لجيش الاحتلال الاسرائيلي.
وقد أفادت منصة إيكاد أنه وبحلول منتصف نهار الأحد، كان الفلسطينيون قد دمروا أكثر من خمس دبابات ميركافا 4، بتكلفة تقدر بـ 17.5 مليون دولار. بالإضافة إلى 15 عربة مجنزرة مدرعة مختلفة، وأكثر من 10 عربات مسلحة، من بينها سيارات همفي وجيب. ناهيك عما تم الاستيلاء عليه من قبل الفلسطينيين
عملية طوفان الاقصى: الفلسطينيون يعودون إلى مدينة غزة يقودون مركبة همفي إسرائيلية تم الاستيلاء عليها بعد دخول مقاتلين إلى إسرائيل عن طريق البر في 7 أكتوبر 2023. (تصوير مجدي فتحي / وكالة الصحافة الفرنسية)والأنكى من ذلك، أن كلفة تدريب وتجهيز الجندي إسرائيلي الواحد تفوق الـ 10 ملايين دولار، وفقًا لتقرير نشرتها صحيفة (جيروزاليم بوست) يعود تاريخها إلى عام 2017.
وقد قام الفلسطينيون في اليوم الأول من عملية طوفان الاقصى بقتل ما لا يقل عن 26 جنديا إسرائيليا، حسبما ذكرت صحيفة هآرتس نقلا عن أرقام عسكرية إسرائيلية رسمية، وذلك في اليوم الأول لعملية طوفان الاقصى.
بالتعديل للتضخم، أي بالأخذ في الاعتبار نسبة التضخم وقيمة العملية حاليا، فإن الخسائر المالية الناجمة عن مقتل 26 جندياً إسرائيلياً، شاملا المعدات، تبلغ في المجموع نحو 325.6 مليون دولار، بالحد الأدنى.
وإجمالا، فإن ذلك يرفع تقديرات كلف الاضرار الإجمالية المباشرة لعملية طوفان الاقصى التي تكبدتها سلطات الاحتلال الى ما يقارب المليار دولار تقريبا، في اليوم الأول فقط من العملية.
ومن الجدير بالذكر، أن كلف وأضرار عملية طوفان الأقصى التي قام بها الفلسطينيون تتعدى الكلف المالية الى كلف إقتصادية واستثمارية تفوق الحسبان.
هل فككت عملية طوفان الأقصى أسطورة التفوق العسكري والتكنولوجي الإسرائيلي؟تعتبر التكنولوجيا والصناعة العسكرية الإسرائيلية من بين الأفضل في العالم، من أكثرها تنافسية وابتكارًا. ولطالما كان الإسرائيليون يفتخرون بتنافسية تقنياتهم من حيث الكلف وتفوقها المزعوم على تقنيات غيرهم.
وعلى سبيل المثال، تعتبر الميركافا من أفضل وأقوى الدبابات في العالم، وسعرها نصف سعر الدبابة القتالية الرئيسية أبرامز الأمريكية.
عملية طوفان الاقصى: الفلسطينيون يسيطرون على دبابة إسرائيلية بعد عبور السياج الحدودي من خان يونس في جنوب قطاع غزة في 7 أكتوبر 2023. (تصوير سعيد خطيب / وكالة الصحافة الفرنسية)ينطبق الأمر نفسه على نظام القبة الحديدية، حيث أن تكلفته أقل بنسبة 95 بالمئة من نظام الدفاع الجوي الأمريكي باتريوت، بحسب موقع ديفينس نيوز.
وقد تم تسويق القبة الحديدية والترويج لها باعتبارها نظام الدفاع الجوي المثالي ضد المسيرات والتهديدات الجوية المتوسطة إلى قريبة المدى، ووهي تواجه اليوم – مرة أخرى – تحديًا جديدا قد يهدم الإدعاءات الاسرائيلية الى غير رجعة.
عام 2022، وصلت مبيعات الأسلحة الإسرائيلية إلى مستوى قياسي بلغ 12.5 مليار دولار، وفقًا لصحيفة تايمز أوف إسرائيل، حيث تشكل أنظمة الدفاع الجوي، بما في ذلك الصواريخ والقذائف، 19 بالمائة من إجمالي المبيعات.
عملية طوفان الأقصى عطلت التجارة والحياة التجارية في المناطق المحتلة وكبدت الاحتلال خسائر مالية بعشرات المليارات
أفادت قناة الجزيرة أن بورصة تل أبيب تلقت ضربة كبيرة في أعقاب عملية طوفان الأقصى، حيث تجاوزت الأضرار المالية 20 مليار دولار في نهاية اليوم الاول من عملية طوفان الاقصى.
وتراجعت مؤشرات بورصة تل أبيب أكثر من 6 في المائة يوم الأحد، بعد أن انخفضت 4 في المائة عند الافتتاح في وقت سابق من ذات اليوم، في حين انخفضت السندات الحكومية بنسبة تصل إلى 3 في المائة، وفقا لرويترز
وفي الشهر الماضي، قال كبير الاقتصاديين في وزارة المالية الإسرائيلية شموئيل أبرامسون إن الاستثمارات الأجنبية سجلت انخفاضا بنسبة 60 بالمئة في الربع الأول من عام 2023، مقارنة بالفترات نفسها في عامي 2020 و2022.
وتقدر الاستثمارات الأجنبية في الاقتصاد الإسرائيلي بنحو 28 مليار دولار في عام 2022، حسب قناة الجزيرة.
وتسببت الاضطرابات وانعدام اليقين في البيئات التشريعية والتنظيمية والتجارية الإسرائيلية بمشاكل الاقتصادي عديدة في الأشهر الأخيرة، ناهيك عن المخاوف الأمنية المتزايدة.
عملية طوفان الاقصى: دخان يتصاعد من محطة كهرباء في عسقلان في 7 تشرين الأول/أكتوبر 2023، مع إطلاق وابل من الصواريخ من قطاع غزة على الأراضي التي تحتلها إسرائيل. (تصوير أحمد الغربلي / وكالة الصحافة الفرنسية)انخفضالشيكل وهو عملة الاحتلال الإسرائيلي إلى أدنى مستوىً له منذ سبع سنوات، حسبما أفادت قناة الجزيرة يوم الأحد، وهو في هبوط منذ أشهر.
في المقابل، توقعت منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية تباطؤ نمو الاقتصاد الإسرائيلي إلى 2.9 بالمئة في 2023، من 3 بالمئة كانت متوقعة لهذا العام، وإلى 3.3 بالمئة في 2024 من 3.4 بالمئة.
في المجمل، فإن كلف الهجوم الفلسطيني على الإسرائيليين تعدت الـ21 مليار دولار، بما في ذلك الخسائر الاقتصادية والمالية المباشرة والفورية.
ولا تشمل هذه التقديرات الخسائر في الممتلكات أو العقارات، أو كلف الاستعدادات أو العمليات العسكرية القادمة، ولا الكلفة السياسية لهذا الفشل العسكري والسياسي والاستخباراتي الإسرائيلي المدوي.
اقرأ ايضاًالاحتلال الاسرائيلي يشن حربًا على العاملين في مجال الصحافة في غزةكما أنها لا تشمل التكاليف طويلة الأمد، مثل تكاليف إعادة تأهيل المستوطنات المحيطة بقطاع غزة، في حالة نجى الإسرائيليون بطريقة ما من هذا السيل من المقاتلين الفلسطينيين الذين يناضلون من أجل حريتهم.
وبالطبع، فإن استمرار عملية طوفان الاقصى التي يقوم بها الفلسطينيون اليوم، واحتمال انصهار الجبهات الداخلية واندلاع المواجهات في الداخلين، أي الضفة الغربية ومناطق الـ 48، من شأنه أن يؤدي بكل تأكيد إلى تفاقم المأزق الاقتصادي الإسرائيلي وتراكم كلف تفوق كل خيال.
المصدر: البوابة
كلمات دلالية: التشابه الوصف التاريخ فلسطين غزة الاحتلال الصهيوني اسرائيل القسام كتائب حماس اقتصاد حرب عدوان استعمار احتلال وکالة الصحافة الفرنسیة المقاومة الفلسطینیة الاحتلال الإسرائیلی عملیة طوفان الاقصى عملیة طوفان الأقصى القبة الحدیدیة فی الیوم الأول من عملیة طوفان قناة الجزیرة ملیون دولار ملیار دولار نظام القبة أکتوبر 2023 بالمئة فی مدینة غزة دولار لکل ألف دولار غزة فی
إقرأ أيضاً:
من الحسناوات إلى عملية “سراب” وصولًا لطوفان الأقصى .. هكذا اخترقت “حماس” الاحتلال سيبرانيًا
#سواليف
نقلت القناة 12 العبرية عن تقرير لجيش #الاحتلال أكد فيه أن #حماس استهدفت جنوداً إسرائيليين بهجوم #سيبراني لمدة عامين قبل 7 أكتوبر 2023.
وأشار التقرير إلى أن #حماس اخترقت #هواتف نقالة للجنود وجمعت معلومات حساسة، وأن جمع حماس لهذه المعلومات أفادها في تنفيذ هجوم ” #طوفان_الأقصى”.
وبحسب تحقيق للجيش، فإن الحركة استفادت من نشر #جنود #إسرائيليين لصور من داخل معسكراتهم.
مقالات ذات صلة الكاتب الزعبي من محبسه .. أنا كقمح حوران يموت واقفا على ساقه ولا ينحني لمنجل الظلم 2024/11/05كما يلفت تقرير الجيش عن اختراق محتمل من قبل حماس لكاميرات مراقبة في #معسكرات الجيش، وهو ما دفع جيش الاحتلال للتوصية بإجراء تغيير جذري في أساسيات المحافظة على أمن المعلومات في المعسكرات
وكانت صحيفة “نيويورك تايمز” كشفت في الأسبوع الثاني لطوفان الأقصى في أكتوبر\تشرين الأول 2023، نقلا عن مصادر إسرائيلية أن مقاتلي النخبة في كتائب القسام لم يكن لديهم أسلحة كافية فحسب، بل خطط تفصيلية تتعلق بعمل كل مجموعة، ومعلومات مفصلة عن نقاط ضعف جيش الاحتلال وأسرار عسكرية إسرائيلية.
وفق الصحيفة الأمريكية، فإن حماس كانت لديها قدر كبير من المعرفة حول كيفية عمل جيش الاحتلال الإسرائيلي، وكانت تعرف أيضاً أين تتمركز وحدات عسكرية محددة، وكم من الوقت سيستغرق وصول التعزيزات لمساعدة القوات في الميدان بعد بدء الهجوم.
وقال مسؤول عسكري كبير إسرائيلي لصحيفة نيويورك تايمز إن مقاتلي النخبة في القسام كانوا يعرفون بالضبط مكان خوادم الاتصالات في بعض القواعد العسكرية، وقاموا بتدميرها، بطريقة جعلت من الصعب للغاية تحديد مدى الاختراق وطلب المساعدة، وفشل الجنود، الذين كانوا متمركزين هناك في حماية المستوطنين.
وأشارت التايمز أن إحدى القواعد التي وصلت لها النخبة، هي قاعدة استخباراتية سرية لا يعرف مكانها إلا من يعمل فيها، وقد وصلت لها قوات القسام من خلال طريق ترابي، وتبين أنهم يملكون معلومات كاملة حولها، واقتحموها في الساعات الأولى للطوفان.
الهجوم الإلكتروني الأول للقسام
جاء الهجوم الالكتروني الأول لكتائب الشهيد عز الدين القسام القسام خلال ما أسمتها “معركة حجارة السجيل” ردا على العدوان الإسرائيلي عام 2012، ونجحت من خلاله في اختراق أكثر من 5 آلاف هاتف نقّال لضباط وجنود في جيش الاحتلال، وشكّل هذا “النواة الأولى” للوحدة الإلكترونية التي تحيطها بسرية كبيرة.
وفي حينه، كان هذا الهجوم، والذي صاحبه اختراق قناة تلفزيونية إسرائيلية وبث رسائل تهديد باللغة العبرية، نقطة تحول مهمّة، وبحسب مصدر أمني في المقاومة إنه أدخلها وفي المقدمة منها كتائب القسام مجال “الحرب السيبرانية” التي تندرج في إطار “صراع الأدمغة” المتنامي، وقد حققت نجاحات ملموسة، رغم ضعف الإمكانيات مقابل ما تتمتع به دولة الاحتلال من تقدم تقني هائل.
ويُنسب الفضل في تأسيس هذه الوحدة وتطوير عملها للشهيد جمعة الطحلة، الذي اغتاله الاحتلال خلال معركة “سيف القدس” في مايو/أيار 2021، وأعلنت في حينه أنه قائد الأمن السيبراني في حماس، وأن الهدف ضرب قدراتها في الهجمات الإلكترونية.
وجاء تأسيس هذه الوحدة لينظم الهجمات التقنية للمقاومة، ويزيدها تطويرا وخاصة في توظيف المعلومات، سواء لجهة العمليات الهجومية الميدانية أو لإحباط عمليات الاحتلال.
وقال إن عماد هذه الوحدة يقوم على مهندسين ومبرمجين وتقنيين ومختصين في أمن وتكنولوجيا المعلومات، وهم من “العقول” التي توظف علمها في خدمة مشروع المقاومة، والتي تعمل على مدار الساعة من أجل تغذية “بنك معلومات المقاومة” لكشف وإحباط مخططات الاحتلال.
اختراقات سابقة
خلال عام 2022، كشفت قناة كان العبرية تفاصيل عن قضية أمنية خطيرة يُتهم فيها ثلاثة من فلسطينيي الداخل بتسريب معلومات حساسة عن شركة سيلكوم لحركة حماس.
وبحسب القناة العبرية فقد تمكن الفلسطينيون من إجراء تجربة فعلية أثناء إحدى جولات الحرب لاختبار ما إذا كان بإمكانهم تعطيل البنى التحتية لشركة الاتصالات الخلوية أم لا.
ونقلت القناة عن مصدر مطلع قوله: “كنا قاب قوسين أو أدنى من كارثة، وعلى إثر ذلك سيتم إخضاع موظفين كبار في شركات الاتصالات الإسرائيلية لفحص أمني في أعقاب قضية التجسس هذه”.
ووفقًا للائحة الاتهام، وبدءًا من عام 2004، عمل ر. في شركة “سلكوم” كمهندس برمجيات، وكجزء من منصبه، حصل على امتيازات وصول واسعة جدًا إلى أجهزة الحاسوب وأنظمة المعلومات الخاصّة بالشركة، انطلاقًا من تبني أيديولوجية منظّمة حماس وأهدافها، في عام 2017
وبناءً على طلب المسؤولين في حركة حماس، نقل ر. معلومات حسّاسة حول البنى التحتية للاتصالات في الاحتلال، والتي تعرّض لها كجزء من عمله وهي غير متاحة للجمهور، وذلك بهدف مساعدة عناصر حماس على تدمير هذه البنى التحتية، خاصة أثناء مواجهات عسكريّة مع الاحتلال.
وفي عام 2020، أعلن جيش الاحتلال الإسرائيلي رصد قسم أمن المعلومات فيما تسمى “هيئة الاستخبارات” محاولات متكرّرة من قبل حماس لاختراق هواتف نقالة لجنود إسرائيليين.
واعتمدت محاولات الاختراق، على التواصل معهم عبر مواقع التواصل الاجتماعي، ومحاولة إغرائهم لتنزيل تطبيقات خبيثة.
ووفقًا لبيان جيش الاحتلال، فإنه الجيش وبالتعاون مع ما يسمى “جهاز الأمن العام”، أحبط هجومًا تكنولوجيًا ناجحًا لشبكات الخوادم التابعة لحماس، الّتي خدمتها بهدف التواصل وجمع المعلومات من الجنود. وتعد هذه المرة الأولى لإحباط تكنولوجي من هذا النوع.
وعلى إثر هذه الخطوة، قرر الاحتلال استدعاء المئات من الجنود الّذين قد اخترقت هواتفهم، بهدف المساءلة وإزالة الخطر من الجهاز.
وأشار إلى أن حماس وسعت هذه المرة قدراتها، وبدأت تتوجه لشرائح أخرى، بخلاف المرات السابقة التي ركّزت فيها على المحاربين.
كما استخدمت حماس في محاولاتها الأخيرة، وسائل تواصل اجتماعي جديدة، إذ لأوّل مرة تستغل حماس تطبيق “التلغرام” للحديث مع الجنود (بالإضافة إلى التطبيقات المعروفة: فيسبوك، واتس أب، وإنستغرام).
وفي عام 2017، كشفت مخابرات الاحتلال عن عملية تجسس واسعة قامت بها حركة حماس ضد العشرات من جنود الاحتلال من خلال استخدام حسابات وهمية على موقع التواصل الاجتماعي فيسبوك، استخدمت فيها صورا لحسناوات لإغراء جنود الاحتلال.
وذكرت وسائل الإعلام الإسرائيلية أن حركة حماس تمكنت من اختراق عشرات الحسابات لعشرات الجنود من خلال اختراق هواتفهم الخلوية، وتعتقد مخابرات الاحتلال بأن حماس تمكنت بالفعل من الحصول على معلومات حساسة وخطيرة من داخل أجهزة عدد من الضباط بجيش الاحتلال.
وبينت المصادر الإسرائيلية أن الحسابات الوهمية تواصلت مع جنود جيش الاحتلال عبر “فتيات”، وبعد تعزيز العلاقة معهم طلبت منهم تنزيل تطبيقات تعارف، هي في الواقع فيروسات لاختراق المعلومات على الجهاز. وأفاد الجيش أن جنودا كثيرين وقعوا في فخ حماس، منهم ضابط في درجة رائد.
وبين عامي 2016 و 2018، نفذت كتائب القسام واحدة من أهم عملياتها الأمنية، والتي أطلقت عليها اسم “سراب”، ونجحت في اختراق محكم لجهاز الاستخبارات الإسرائيلي، وإحباط محاولته تجنيد عميل للتجسس وإرباك المنظومة الصاروخية والأمنية للمقاومة.
ووفقا لما كشفت عنه كتائب القسام، أعدت آنذاك خطة كاملة لخداع استخبارات الاحتلال، ونجحت في الحصول على أسماء ضباط إسرائيليين مسؤولين عن متابعة غزة في جهاز الأمن الداخلي (الشاباك)، عبر رصد مكالمات هاتفية. فضلاً عن مصادرة مضبوطات تقنية أرسلها لـ”العميل المفترض” الذي كان يتلقى أوامر ويتم توجيهه من قبل “أمن المقاومة” لتضليل العدو، وقد وثقت الكتائب “تسجيلا صوتيا يظهر صدمة الضابط الإسرائيلي المشغل عند معرفته بازدواجية المصدر”.