إنجازات الدولة في برج العرب.. مشروعات صحية وخدمية أعادت الحياة للمواطنين
تاريخ النشر: 9th, October 2023 GMT
عاشت مدينة برج العرب بالإسكندرية سنوات طويلة سابقة دون خدمات رئيسية، من صرف صحي وخدمات صحية وشبكة مياه، ولم تحدث أي أعمال تطوير في مدينة برج العرب القديم، وحين تم إنشاء مدينة برج العرب الجديدة توقع أهالى البرج وصول الخدمات إليهم، الأمر الذي لم يحدث وظلت برج العرب وأهلها يعانون الإهمال في كل شئ حتى تولى الرئيس عبد الفتاح السيسي رئاسة مصر، وأطلق مبادرة حياة كريمة وصندوق تحيا مصر، لتدخل برج العرب بالإسكندرية إلى حيز الاهتمام وتعود الحياة إليها بعودة الخدمات.
وقال اللواء طة زهير، رئيس مجلس مدينة برج العرب القديم بالإسكندرية، إن حياة كريمة أعادت لأهالى برج العرب الحياة، من خلال تنفيذ عدد من المشروعات الخدمية العملاقة التي أنجزتها مبادرة حياة كريمة، لتغيير حياة سكان الريف المصري للأفضل، لافتا إلى تنفيذ مشروعات مبادرة حياة كريمة بمركز ومدينة برج العرب، لتدخل المدينة فى تطوير ونهضة لم تشهدها من قبل، إذ تم إنشاء 4 مجمعات خدمية حكومية في برج العرب القديم والقرى الثلاثة بهيج وأبو صير والغربانيات، ضمن المبادرة الرئاسية لتطوير الخدمات المقدمة لأهالى تلك القرى.
مشروعات حياة كريمة فى البرجوأوضح زهير أنّ مشروعات حياة كريمة في برج العرب القديم، من أهم المشروعات التنموية بالإسكندرية التى تم تنفيذها من خلال المبادرة، مشيرا إلى أنها أنشئت 5 نقاط إسعاف، و5 وحدات صحية، و183 فصلا دراسيا، و10 مدارس، إلى جانب إنشاء محطتي مياة شرب، و9 مشروعات صرف صحي، و3 محطات معالجة، فضلا عن إنشاء 12 برج شبكات محمول، و6 مراكز شباب، و3 مجمعات خدمات حكومية، و3 مكاتب بريد، و7 نقاط شرطة، علاوة على تأهيل وتبطين ترع بطول 3 كيلومترات، ورصف طرق رئيسية وداخلية بطول 24 كيلومترا.
حياة كريمة أعادتنا للحياةويقول حسن داود موظف من أهالي برج العرب القديم، أنّ مبادرة حياة كريمة التي أطلقها الرئيس عبد الفتاح السيسي، أحدثت نقلة نوعية بقرى برج العرب بفضل مشروعات المبادرة، لا سيما رفع كفاءة المرافق بها من شبكات الصرف الصحي والكهرباء والغاز، لافتا إلى أنه قبل تولي الرئيس السيسى رئاسة الجمهورية، وإطلاق مبادرة حياة كريمة، كنا نعانى من عدم توافر الخدمات والمرافق، والآن تحولت حياتنا إلى الأفضل،موضحا أنّ توافر الخدمات ينهى المشكلات ويفتح مجالات وآفاق جديدة للمستقبل.
المصدر: الوطن
كلمات دلالية: حياة كريمة مشروعات تنموية برج العرب القديم غرب الإسكندرية مبادرة حیاة کریمة مدینة برج العرب
إقرأ أيضاً:
كتاب «وصف مصر»| صفحات من تاريخنا القديم كما لم يوصف من قبل.. صدر في 20 مجلدًا منها 9 نصوص و11 رسمًا توضيحيًا ولوحات.. موسوعة تاريخية وثقافية تسلط الضوء على الحياة في «أم الدنيا» خلال الحملة الفرنسية
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
"وصف مصر" هو واحد من أبرز وأهم الأعمال التاريخية والعلمية التي أُنتجت بعد الحملة الفرنسية على مصر في أواخر القرن الثامن عشر.
يعتبر هذا الكتاب بمثابة موسوعة علمية ضخمة قامت بتوثيق جميع جوانب الحياة في مصر في تلك الحقبة الزمنية، وهو أيضًا أداة لفهم التفاعل الثقافي بين المصريين والفرنسيين، بل وأداة لفهم كيف قام الفرنسيون برصد العالم العربي والإسلامي، ومصر على وجه الخصوص، جاء هذا الكتاب ليجمع نتائج أبحاث وعمل مجموعة من العلماء والفنانين الفرنسيين الذين رافقوا الحملة بقيادة نابليون بونابرت في عام 1798 لهذا، فإن كتاب "وصف مصر" لا يمكن التحدث عنه بشكل كامل إلا من خلال مراجعته بعمق من خلال فصوله المختلفة التي شملت كل جانب من جوانب الحياة المصرية في تلك الفترة.
في عام 1798، قام نابليون بونابرت بغزو مصر بقيادة الحملة الفرنسية التي كانت تهدف في المقام الأول إلى تحقيق عدة أهداف سياسية وعسكرية واقتصادية، كانت مصر آنذاك تحت حكم المماليك، وهي فترة كان فيها الحكم المصري يعاني من الفوضى والصراعات الداخلية، ما جعلها هدفًا للحملات الأجنبية التي سعت للسيطرة على هذا الجزء الحيوي من العالم علاوة على ذلك، كانت هناك دوافع أخرى تتعلق بمحاولة نابليون تغيير موازين القوى في منطقة الشرق الأوسط، وأيضًا بهدف تعزيز سيطرة فرنسا على منطقة البحر الأبيض المتوسط، بالإضافة إلى مسألة البحث عن مجالات جديدة للعلم والمعرفة.
كانت الحملة الفرنسية تهدف أيضًا إلى تحقيق أهداف علمية وثقافية، حيث كان نابليون يهدف إلى إرسال بعثة علمية لدراسة مصر ومواردها، واكتشاف آثارها القديمة وتوثيق تاريخها ولهذا الغرض، كان نابليون قد أرسل مجموعة من العلماء الفرنسيين الذين كانوا جزءًا من الحملة العسكرية إلى مصر، حيث عمل هؤلاء العلماء على جمع معلومات علمية مهمة حول تاريخ مصر وحضارتها، وأيضًا على توثيق جوانب الحياة اليومية في مصر في تلك الفترة.
كانت الحملة الفرنسية بمثابة بداية التفاعل الثقافي بين الشرق والغرب، إذ أخذ الفرنسيون في تلك الفترة على عاتقهم مهمة دراسة مصر بكل تفاصيلها من خلال أدوات علمية مثل الفلك والطب والكيمياء والآثار وقد ساعد هذا العمل في تسليط الضوء على الأهمية التاريخية لمصر كمركز للحضارات القديمة، وفتح الباب أمام المزيد من الاكتشافات العلمية.
وعند وصول الحملة الفرنسية إلى مصر، قام نابليون بونابرت بتأسيس "المجمع العلمي المصري" في عام 1798 ليكون بمثابة مؤسسة علمية تهدف إلى دراسة مصر من جميع جوانبها يضم المجمع العلمي مجموعة من العلماء والفنانين من مختلف التخصصات، مثل: الكيمياء، والطب، والفلك، والجغرافيا، وعلم الآثار، والرياضيات كان هؤلاء العلماء يعملون معًا لجمع المعلومات حول مصر الطبيعية والثقافية والاجتماعية والتاريخية، وهو ما أسهم بشكل كبير في إعداد موسوعة "وصف مصر".
تعتبر فكرة تأسيس المجمع العلمي خطوة مهمة لأنها كانت تشير إلى إدراك نابليون لأهمية الجمع بين العلم والثقافة في إطار الحملة العسكرية وهذا المجمع كان بمثابة وحدة دراسية متكاملة تعمل على توثيق كل جانب من جوانب الحياة في مصر، بداية من البيئة الطبيعية مرورًا بالتاريخ والحضارة القديمة وصولًا إلى الحياة الاجتماعية والاقتصادية التي كانت سائدة في تلك الفترة.
وصدر كتاب "وصف مصر" في 20 مجلدًا، منها 9 مجلدات من النصوص و11 مجلدًا من الرسوم التوضيحية واللوحات يتناول الكتاب جميع جوانب الحياة في مصر خلال فترة الحملة الفرنسية، ويسلط الضوء على كل ما يتعلق بالحضارة المصرية القديمة، إلى جانب تقديم وصف شامل للوضع الاجتماعي، الاقتصادي، والثقافي في تلك الحقبة تتراوح الدراسات التي يعرضها الكتاب بين الجغرافيا والاقتصاد، والنظام الاجتماعي، والآثار، والعلوم والفنون.
تبدأ موسوعة "وصف مصر" بمقدمة توضح أهداف الحملة الفرنسية على مصر يؤكد العلماء الفرنسيون في هذه المقدمة على أن الحملة لم تكن تهدف فقط إلى السيطرة العسكرية على مصر، بل كانت تهدف أيضًا إلى فتح مجال للبحث العلمي والدراسة الدقيقة للطبيعة المصرية من خلال دراسة شاملة للموارد الطبيعية، الآثار، والتقاليد الثقافية والاجتماعية كما كانت الحملة بمثابة مرحلة جديدة في العلاقات بين الشرق والغرب، حيث بدأ الفرنسيون ينظرون إلى مصر على أنها نقطة التقاء بين الحضارة الغربية والشرق الأدنى.
وقد سجل الكتاب ملاحظات دقيقة عن كل جانب من جوانب الحياة في مصر فقد أشار إلى المعالم الجغرافية المميزة مثل نهر النيل، والصحارى، والمناطق الزراعية، وأوضح أهمية هذه المعالم في حياة المصريين اليومية، وكذلك تأثيرها في تشكيل هوية مصر كما تناول الكتاب العادات والتقاليد المحلية بشكل مفصل، مع التركيز على الطبقات الاجتماعية المختلفة والظروف الاقتصادية التي كانت تسود في ذلك الوقت.
ويُعد الجزء الخاص بالجغرافيا والطبيعة في "وصف مصر" من أهم الأجزاء التي تساهم في فهم العلاقة بين المصريين وبيئتهم الطبيعية في هذا الجزء، يصف الكتاب النيل بوصفه شريان الحياة في مصر، ويُظهر كيف أن مجرى النهر وموارد المياه كانت تحدد جميع الأنشطة الزراعية والتجارية كما يتناول الكتاب وصف الأراضي الزراعية على ضفاف النيل، ويستعرض تفاصيل عن الحياة الزراعية والنباتية في مصر، ويشمل ذلك المحاصيل الرئيسية التي كانت تزرع في البلاد، مثل القمح والقطن.
كما يقدم الكتاب وصفًا للطبيعة المحيطة بمصر، مثل الصحاري والمناطق الجبلية، ويشير إلى الثروات المعدنية التي كانت موجودة في البلاد ورغم أن الكتاب لم يتناول بالقدر الكافي التنوع البيولوجي في مصر، إلا أنه قدم دراسة شاملة عن البيئة المصرية في تلك الفترة.
تُعد هذه الدراسة الجغرافية شديدة الأهمية، خاصة وأنه في تلك الفترة كانت مصر تعتمد بشكل أساسي على نهر النيل في توفير المياه اللازمة للزراعة والنقل وقد قام العلماء الفرنسيون بتوثيق سلوكيات النيل، وفترات الفيضان، وتأثيراتها على الأراضي الزراعية والاقتصاد.
كما يتناول كتاب "وصف مصر" الآثار الفرعونية القديمة بشكل مفصل، ويُظهر حجم إعجاب العلماء الفرنسيين بالحضارة المصرية القديمة فقد قام العلماء بتوثيق الأهرامات، المعابد، التماثيل، والمومياوات، بل ووضعوا دراسة تحليلية لطرق البناء واستخدامات المواد في هذه الآثار كما يتناول الكتاب تاريخ مصر القديمة، ويسلط الضوء على عظمة الحضارة الفرعونية وتأثيرها على حضارات أخرى.
ويُعتبر هذا الجزء من الكتاب مرجعًا مهمًا لجميع الباحثين في مجال الآثار، بل إن بعض الاكتشافات التي قام بها العلماء الفرنسيون خلال الحملة كانت تمهيدًا لاكتشافات أخرى حدثت بعد ذلك في مجال علم الآثار كما يعرض الكتاب بعض من الأساطير والقصص التي كانت تروى حول الحضارة الفرعونية، ويُظهر كيف أن الفراعنة كانوا يعتقدون في الآلهة والأرواح وتأثيرها على حياتهم اليومية.
وقد تم توثيق العديد من المعابد والتماثيل والأهرامات بشكل دقيق، كما قدم الكتاب ملاحظات حول طرق بناء الأهرامات وكيفية نقل الحجارة الثقيلة إلى مكان البناء هذه التفاصيل العلمية أسهمت في تطوير فهمنا للعمارة المصرية القديمة.
ويقدم "وصف مصر" أيضًا تحليلًا دقيقًا للمجتمع المصري في تلك الفترة يبدأ هذا الجزء من الكتاب بوصف شامل للطبقات الاجتماعية، من الفلاحين إلى الطبقات الحاكمة يتناول الكتاب العادات والتقاليد التي كانت سائدة في المجتمع المصري، مثل الملابس، المأكل، والمشرب، وكذلك العادات الدينية والاجتماعية.
كما يتناول الكتاب حياة المصريين في المدن الكبرى مثل القاهرة والإسكندرية، ويُظهر كيفية تعامل المصريين مع الغزاة الفرنسيين وكيف تأثرت حياتهم بالوجود الفرنسي وعلى الرغم من أن الكتاب أُعد من منظور علماء فرنسيين، فإنه يقدم صورة دقيقة نسبيًا عن الحياة الاجتماعية في مصر في تلك الفترة يُظهر الكتاب كيف كان الناس في مصر يعيشون في ظل حكم المماليك، وكذلك التفاعل الثقافي بين المصريين والغزاة الفرنسيين.
ويتناول "وصف مصر" أيضًا الوضع الاقتصادي في مصر في تلك الفترة، حيث يقدم دراسة مفصلة عن الزراعة التي كانت تشكل المصدر الرئيسي للثروة في البلاد يناقش الكتاب محاصيل مثل القمح والقطن، ويوضح كيف أن الأراضي الزراعية في مصر كانت تعتمد بشكل كبير على مياه نهر النيل.
كما يتناول الكتاب المهن المختلفة التي كانت شائعة في مصر، مثل الصناعات الحرفية، التجارة، والحرف المحلية مثل صناعة النسيج والفخار يوضح الكتاب دور التجارة في الاقتصاد المصري، ويوثق علاقات مصر التجارية مع دول أخرى كما يتناول أيضًا سوق العبيد في مصر ودوره في الاقتصاد آنذاك، وكذلك تأثير التغيرات السياسية والاقتصادية في مصر على حياة الناس.
ويقدم كتاب "وصف مصر" أيضًا توثيقًا لاهتمام العلماء الفرنسيين بالعلوم والفنون في مصر يصف الكتاب الدراسات الفلكية والرياضية التي قام بها العلماء الفرنسيون أثناء وجودهم في مصر كما يتناول الكتاب الأعمال الفنية التي أنجزها الفنانون الفرنسيون في مصر، مثل اللوحات والرسوم التي توثق مختلف جوانب الحياة المصرية.
لقد كان لهذا الكتاب تأثير كبير في تطوير الفهم الغربي للحضارة المصرية، إذ ساعد في إثراء المعرفة المتعلقة بالعلوم والآثار المصرية في أوروبا كما كان له دور كبير في تطوير الدراسات المتعلقة بالتاريخ المصري القديم في العالم الغربي.
تم نشر الطبعة الأولى من "وصف مصر" بين عامي 1809 و1829، وكان الكتاب يحتوي على 20 مجلدًا، بما في ذلك 11 مجلدًا من الرسوم التوضيحية و9 مجلدات من النصوص العلمية وُصف الكتاب بأنه عمل ضخم من حيث الحجم والمحتوى، وكان يعد مرجعًا هامًا في مجالات الآثار، الجغرافيا، والفنون في أوروبا.
ولقد استمر تأثير الكتاب على العالم لفترة طويلة بعد نشره، إذ أصبح مرجعًا أساسيًا للباحثين في مجالات التاريخ والآثار والجغرافيا وقد ساعد الكتاب في اكتشاف العديد من النقاط المهمة في تاريخ مصر القديم، مثل أساليب البناء في الأهرامات، والفنون التي كانت تُمارس في تلك الفترة، وكذلك تقنيات الزراعة والنقل التي كانت تُستخدم في تلك الحقبة.
لا شك أن "وصف مصر" أسهم بشكل كبير في فهم المصريين لثقافتهم وحضارتهم، بل كان له تأثير عميق على الغرب، حيث ساعد في إعادة اكتشاف حضارة مصر القديمة وتوثيق آثارها كما فتح الباب أمام المزيد من الدراسات العلمية حول مصر والعالم العربي، وكان له تأثير كبير على التطور الأكاديمي في أوروبا.
في النهاية، لا يمكننا أن ننكر أهمية موسوعة "وصف مصر" في إحداث نقلة نوعية في فهم حضارة مصر القديمة، ومدى تأثيرها على مختلف جوانب الحياة الغربية فقد أضاف الكتاب العديد من المعلومات القيمة التي أسهمت في فهم علاقة الشرق بالغرب، وفتحت الطريق لدراسة الفنون والآثار المصرية بطريقة علمية أكاديمية يمكن القول إن "وصف مصر" كان بمثابة الإضاءة على صفحات من تاريخ مصر القديم، مما أضاف الكثير من القيمة الأكاديمية للبحث العلمي في تلك الفترة.