بعد طوفان الأقصى.. لاجئو فلسطين في لبنان: سنعود إلى ديارنا قريبا
تاريخ النشر: 9th, October 2023 GMT
صيدا- أعادت العملية العسكرية النوعية التي نفذتها حركة "حماس" في غزة "طوفان الأقصى"، إلى اللاجئين الفلسطينيين في لبنان الآمال مجددا بالعودة إلى مدنهم وقراهم في فلسطين المحتلة، بعد عقود طويلة من الانتظار والعيش داخل مخيمات وسط حزام من البؤس والفقر المدقع.
ويتطلع أبناء مخيمات اللاجئين بأمل كبير، بعد العملية التي بدأتها المقاومة صباح السبت، إلى تحقيق هذا الحلم المؤجل منذ 75 عاما.
وقد أفرزت نكبة فلسطين الكبرى عام 1948 نكبات أخرى، كما يقول اللاجئون، كادت تطيح بحق العودة، بدءا من الاجتياح الإسرائيلي للبنان عام 1982، مرورا باتفاق "أوسلو" في 1993، وصولاً إلى "صفقة القرن" الأميركية في عهد الرئيس السابق دونالد ترامب، والتي هدفت إلى تصفية القضية الفلسطينية وشطب حق العودة الذي نص عليه القرار الأممي 194.
ويؤكد مسؤول العلاقات السياسية لحركة "حماس" في لبنان الدكتور أيمن شناعة للجزيرة نت، أن "الانتصار الذي حققته حركة حماس لا يتوقف عند الجانب العسكري، بل يفتح الآفاق على تحرير الأسرى في سجون العدو الصهيوني، ويعيد الآمال إلى أبناء شعبنا في لبنان باقتراب العودة" على حد قوله.
ويضيف شناعة "نحن في لبنان نقول لشعبنا الفلسطيني هيئ نفسك للعودة إلى فلسطين، لأن العودة باتت قريبة"، وأضاف "كل فصائل المقاومة تعمل اليوم بجد لمراكمة قوتها من أجل تحرير فلسطين، لا من أجل الدفاع عن قطاع غزة ومقدساتنا فقط، نحن نعد العدة اليوم للعودة إلى فلسطين فاتحين محررين مهللّين بإذن الله".
بدوره، قال مسؤول العلاقات السياسية لحركة "الجهاد الإسلامي" في منطقة صيدا عمار حوران، إنه بعد عملية "سيف القدس" في عام 2021 و"طوفان الأقصى" وأسر الجنود والمستوطنين الإسرائيليين أصبح أمل اللاجئين الفلسطينيين أكبر وأقوى.
ولم يفت حوران، في حديثه للجزيرة نت، الترحم على من سماهم "كبارنا " في السابع من أكتوبر، في إشارة إلى شهداء المقاومة وقياداتها، وذكر بفكرة "وحدة الساحات" وإستراتيجيتها التي كان الأمين العام لحركة "الجهاد الإسلامي" زياد نخالة قد تحدث بشأنها، مؤكدا أنه إذا اعتدي على الأقصى سيكون الرد من غزة بالتأكيد.
وفي صيدا التي تحتضن أكبر المخيمات الفلسطينية في لبنان "عين الحلوة"، نظمت قواها السياسية الوطنية والإسلامية أو ما تُعرف ب"اللقاء السياسي اللبناني – الفلسطيني"، يوما مفتوحا في ساحة "الشهداء" وسط المدينة، التي تحمل في ذاكرة الصيداويين دلالة رمزية على مقاومة الاحتلال الإسرائيلي ومجازره إبان اجتياح لبنان عام 1982، حيث دفن فيها مئات الشهداء.
وتحوّل المكان إلى منبر مفتوح للتعبير عن المواقف والآراء المتضامنة مع غزة ومقاومتها وشعبها، والتأكيد على حقيْ المقاومة والعودة المشروعين.
تقول الحاجة فاتن خير الله "أم بلال" والتي اعتمرت الكوفية الفلسطينية، إن "الذي حصل على أرض فلسطين زادنا ثباتا وعزا وأملا، فبات الحلم قريبا.. وإن شاء الله رب العالمين إذا نمنا ننتظر أن نستيقظ ونحن على أرض فلسطين، لأن هذا الموعد قريب جدا، وليس ذلك على الله ببعيد".
وسط الساحة أيضا، وقفت الحاجة خالدة اليوسف تراقب العَلَم الفلسطيني يرفرف على الأسوار، وتخيلت كما قالت، أن يأتي اليوم وترفع العلم نفسه فوق القدس وعند أبواب المسجد الأقصى.
وقالت اليوسف للجزيرة نت، إن "العملية اليوم أعادت لنا الأمل بالرجعة إلى فلسطين.. والشعب الفلسطيني كله يد واحدة، وجميع التنظيمات وحماس كلهم يد واحدة". قبل أن تضيف بثقة "إن شاء الله وبإذن الله الأمل كبير بالعودة".
ويقرُّ اللاجئون الفلسطينيون، الذين يتوزعون على 12 مخيما رسميا في لبنان، بأن عملية المقاومة الجارية منذ السبت، طردت مخاوفهم من شطب حق العودة وتكرار تجارب سابقة في تدمير المخيمات وتهجير أبنائها سواء في لبنان أو دول الشتات، بدءا من "غزو العراق"، مرورا بأحداث ليبيا، إلى تدمير مخيم اليرموك في سوريا ونهر البارد في شمال لبنان.
ويقول اللاجئ عمر الطلوزي للجزيرة نت، "المعركة بيّنت هشاشة العدو الصهيوني وهشاشة الجنود الذين قيل إنهم لا يقهرون.. وهذا يثبت حقنا أكثر في العودة، ونحن سائرون إلى القدس مع المجاهدين الأبطال الذين يحررون الأرض في سبيل الله".
بينما قال الفلسطيني وسيم الخطيب، الذي ولد في لبنان ويحلم بالعودة إلى أرض جده ووالده " هذا الانتصار أذل الاحتلال.. وأعطى الأمل لشعبنا الفلسطيني في الرجوع إلى الأراضي المحتلة، وتحرير كامل أراضينا في فلسطين".
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: طوفان الأقصى للجزیرة نت فی لبنان
إقرأ أيضاً:
وزير حرب الاحتلال: مصر هي التي اشترطت نزع سلاح حماس وغزة
قال وزير حرب الاحتلال، يسرائيل كاتس، إن مصر، ولأول مرة، اشترطت من أجل صفقة شاملة وإنهاء الحرب، تفكيك سلاح حركة حماس، وتجريد قطاع غزة من السلاح، وهو ما يتناقض مع حديث وسائل إعلام مقربة من القاهرة عن أنه مقترح للاحتلال وهي قامت بنقله فقط.
وأوضح كاتس في منشور عبر حسابه الرسمي على موقع إكس: "الضغط على حماس لتنفيذ الصفقة كبير، ولأول مرة اشترطت مصر من أجل إنهاء الحرب تفكيك سلاح حماس ونزع السلاح من القطاع".
وعلى صعيد المساعدات الإنسانية، في ظل التجويع، قال كاتس: "سياسة إسرائيل واضحة.. لن يسمح بدخول أي مساعدات إنسانية إلى غزة، منع إدخال المساعدات الإنسانية إلى غزة هو أحد أدوات الضغط الرئيسية التي تمنع حماس من استخدامه مع السكان، ولا ينوي أحد في الواقع إدخال مساعدات إلى غزة، وليس هناك تحضيرات لذلك".
وأضاف: "يجب بناء آلية لاستخدام الشركات المدنية كأداة تمنع حماس من الوصول إلى هذا الملف مستقبلا كذلك".
وكانت قناة "القاهرة الإخبارية"، حذفت خبرا لها قبل يومين، ذكرت فيه أن مصر وحدها سلمت حركة حماس الورقة الإسرائيلية، التي تتضمن نزع سلاح المقاومة، وقامت بإضافة قطر إلى الخبر المحدث.
وكتبت القناة: "مصر وقطر تسلمتا مقترحا إسرائيليا بوقف مؤقت لإطلاق النار في غزة، وبدء مفاوضات تقود لوقف دائم لإطلاق النار".
وأضافت أن "مصر وقطر سلمتا حركة حماس المقترح الإسرائيلي، وتنتظران ردها في أقرب فرصة".
وفي وقت سابق، أكدت حركة حماس أن قيادة الحركة تدرس بمسؤولية وطنية عالية، المقترح الذي تسلمته من الإخوة الوسطاء، وستقدم ردها عليه في أقرب وقت، فور الانتهاء من المشاورات اللازمة بشأنه.
وجددت الحركة تأكيدها على موقفها الثابت بضرورة أن يحقّق أيّ اتفاق قادم: وقفا دائما لإطلاق النار، وانسحابا كاملا لقوات الاحتلال من قطاع غزة، والتوصّل إلى صفقة تبادل حقيقية، وبدء مسار جاد لإعادة إعمار ما دمّره الاحتلال، ورفع الحصار الظالم عن الشعب الفلسطيني في قطاع غزة.
وكشف قيادي في حركة حماس، أن مصر نقلت إلى الحركة مقترحا، يتضمن نصا صريحا، بشأن نزع سلاح المقاومة، وهدنة مؤقتة لمدة 45 يوما.
ونقلت قناة الجزيرة تصريحات عن القيادي الذي لم تكشف هويته، قوله إن المقترح الذي نقلته القاهرة يشمل إطلاق سراح نصف أسرى الاحتلال في الأسبوع الأول من الاتفاق، وتهدئة مؤقتة لـ45 يوما مقابل إدخال الطعام والإيواء.
وأضاف: "وفدنا المفاوض فوجئ بأن المقترح الذي نقلته مصر يتضمن نصا صريحا بشأن نزع سلاح المقاومة".
وتابع: "مصر أبلغتنا أنه لا اتفاق لوقف الحرب، دون التفاوض على نزع سلاح المقاومة".
وشدد بالقول: "حماس أبلغت مصر أن المدخل لأي اتفاق هو وقف الحرب والانسحاب، وليس نزع سلاح المقاومة، وأن نقاش مسألة السلاح مرفوض جملة وتفصيلا، وأن السلاح هو حق أساسي من حقوق شعبنا ولا يخضع للنقاش".
وأثار الحديث عن مسألة نزع سلاح المقاومة في قطاع غزة خلال المفاوضات الجارية في العاصمة المصرية القاهرة، ضمن جهود وقف إطلاق النار وعقد صفقة جديدة لتبادل الأسرى مع الاحتلال؛ ردودا واسعة عبر مواقع التواصل الاجتماعي.
وبدأ مغردون باستذكار تعليقات تاريخية لقادة المقاومة الفلسطينية بشأن هذا الملف، وأعادوا نشرها عبر وسم "سلاحنا_كرامتنا"، فيما وصف آخرون مقترح تسليم السلاح بأنه "نكتة سمجة".