تشهد منطقة الشرق الأوسط صراعات وتوترات غير مسبوقة بين الفلسطينيين وجنود الاحتلال، حيث بدأت المقاومة هجماتها برا وبحرا وجوا في الداخل الإسرائيلي صباح يوم السبت الماضي، مما أسفر عن مقتل وإصابة وأسر مئات المستوطنين وجنود الاحتلال.

وردا علي تلك الهجمات، نفذ جيش الاحتلال غارات جوية وصاروخية غاشمة ضد رجال المقاومة، مما أسفر عن استشهاد المئات وإصابة الآلاف من المواطنين الأبرياء.

دولة فلسطينية مستقلة

كانت الخارجية الصينية حثت صباح اليوم طرفي الصراع على التزام الهدوء وإنهاء الأعمال العدائية على الفور لحماية المدنيين، وقالت أيضًا خلال بيان نشر عبر موقعها الرسمي: "الطريق الأساسي للخروج من الصراع يكمن في تنفيذ حل الدولتين وإقامة دولة فلسطينية مستقلة". حسبما ذكرت شبكة " جلوبال تايمز" الصينية.

غضب إسرائيلي

وقال يوفال واكس، وهو مسؤول كبير في السفارة الإسرائيلية في بكين،أمس الأحد، في تصريح صحفي: "عندما يتم إنهاء حياة الناس في الشوارع، فهذا ليس الوقت المناسب للدعوة إلى حل الدولتين".

موقف ثابت وواضح

وفي هذا الصدد، قال تشنج شيزونج، الأستاذ الزائر بجامعة الجنوب الغربي للعلوم السياسية والقانون الصينية، فيتصريحات خاصة لـ "صدي البلد"، إنه منذ اندلاع الصراع بين إسرائيل وفلسطين، كان موقف الصين في هذه المسألة ثابتًا وواضحًا ومسؤولًا، مضيفا، أن بكين دعت إلى وقف إطلاق النار والحرب بين إسرائيل وفلسطين.

وأشار إلى أن"المخرج الجذري" للصراع بين إسرائيل وفلسطين يكمن في "حل الدولتين". وتابع، تؤيد الصين الحل السلمي، وتعتقد أن فلسطين يجب أن تكون دولة مستقلة.

شراكة استرتيجية

وأشار إلي أنه في يونيو من هذا العام، زار الرئيس الفلسطيني، محمود عباس بكين، وعقد قمة وصفتها وسائل الإعلام الصينية بالتاريخية، حيث أقام شراكة استراتيجية بين الدولتين.

وأكد "شيزونج"، أن الصين تدعم بثبات قضية استعادة حقوق الشعب الفلسطيني المشروعة، وستظل دائمًا تقف إلىجانب الشعب الفلسطيني، وستبذل جهودًا حثيثة لدفع حل المشكلة الفلسطينية بشكل شامل وعادل ودائم.

وأضاف،تدعم بكين بثبات إقامة دولة فلسطينية مستقلة وذات سيادة كاملة على أساس حدود عام 1967 عاصمتهاالقدس الشرقية”.

وتابع، "تدعم الصين حفظ الوضع التاريخي لأماكن المقدسات الدينية في القدس؛ وتدعم انضمام فلسطين بعضوية كاملةإلى الأمم المتحدة؛ وتدعم استئناف المحادثات بين فلسطين وإسرائيل على أساس مبدأ "الأرض مقابل السلام" والقراراتذات الصلة للأمم المتحدة و"حل الدولتين"، وتحقيق التعايش السلمي بين فلسطين وإسرائيل".

الحوار هو الحل

وأشار "تشنج" إلي أن الصين تري أن المفاوضات السلمية هي المخرج الجذري لحل الصراع بين إسرائيل وفلسطين، وأنه لا يمكن تحقيق السلام إلا من خلال الحوار والتفاوض.

وحث المجتمع الدولي علي ضرورة بذل جهود مشتركة لإنهاء الصراع بين إسرائيل وفلسطين في أقرب وقت ممكن، وتحقيق السلام والاستقرار المستدام في منطقة الشرق الأوسط.

أمريكا تشعل الصرع في المنطقة

وقال تشنج شيزونج، إنه بعد اندلاع هذا الصراع بين إسرائيل وفلسطين، خالفت الولايات المتحدة بشكل واضح روح القرارات ذات الصلة للأمم المتحدة، ولم تكتف بالتعبير عن دعمها الحازم لإسرائيل، بل طالبت أيضًا بأن تدين الدول الغربية الأخرى وبعض الدول العربية المقاومة الفلسطينية.

وتابع، بالإضافة إلى ذلك، أمر وزير الدفاع الأمريكي، لويد أوستن بنقل حاملة الطائرات "يو إس إس جيرالد فورد" وغيرها من المعدات العسكرية إلى إسرائيل، لتشجيع إسرائيل على مواصلة استهداف الفلسطينيين.

وأشار "تشنج" إلي أن واشنطن تستعد لزيادة مساعداتها لإسرائيل في مجال التسليح، وكل هذا في الواقع، هو مثل"سكب الزيت على النار".

وتابع: “في الواقع، هذا هو والموقف المعتاد للولايات المتحدة على مدى سنوات عديدة، منذ قيام دولة إسرائيل، وخاصة بعد حرب الشرق الأوسط الثالثة عام 1967، كانت الولايات المتحدة تدعم إسرائيل بشكل منحاز في السياسة والجيشوالاقتصاد، وبعد اندلاع هذا الصراع، كان موقفها من دعم إسرائيل وإدانة المقاومة الفلسطينية هو الأكثر نشاطًا”.
 

وأضاف "شيزونج": "لأن الولايات المتحدة تدعم إسرائيل بشكل منحاز، فإن الصراع بين إسرائيل وفلسطين لم يحل حتى الآن، ولم يتحقق السلام المستدام في منطقة الشرق الأوسط حتى الآن".

المصدر: صدى البلد

كلمات دلالية: الخارجية الصينية الشرق الاوسط الصين المستوطنين جنود الاحتلال حل الدولتين خبير صيني دولة فلسطين دولة فلسطينية مستقلة فلسطين محمود عباس منطقة الشرق الأوسط الشرق الأوسط حل الدولتین

إقرأ أيضاً:

خبير هولوكوست إسرائيلي: إسرائيل ترتكب إبادة جماعية ممنهجة في غزة بدعم أمريكي

في حوار مع صحيفة "إل موندو" الإسبانية، حذّر الأكاديمي البارز راز سيغال، المتخصص في دراسات الهولوكوست والإبادة الجماعية، من المنعطف الخطير الذي تشهده كلٌّ من "إسرائيل" والولايات المتحدة، مؤكدًا أنه يخشى على سلامته الشخصية بسبب مواقفه العلنية من الحرب على غزة.

ويشغل سيغال، الذي يحمل الجنسيتين الإسرائيلية والأمريكية، منصب أستاذ دراسات الإبادة الجماعية الحديثة في جامعة ستوكتون بولاية نيوجيرسي، وكان من أوائل من وصفوا ما يجري في غزة بأنه "إبادة جماعية وفق التعريف الكلاسيكي"، وذلك في مقال نشره بتاريخ 13 تشرين الأول/ أكتوبر 2023، بعد أيام فقط من هجوم حماس في السابع من نفس الشهر.

وقال سيغال للصحيفة: "نعم، أخشى أن يأتوا من أجلي. قد يبدو هذا التصريح من زمن آخر، لكنه يعكس الواقع الراهن. إذا بدأ النظام يستهدف أشخاصًا مثلي، فسنكون قد دخلنا مرحلة جديدة وخطيرة. نحن نشهد انزلاقًا نحو استيلاء فاشي على السلطة".



ورغم إدراكه لحساسية الظرف السياسي، شدد سيغال على تمسكه بمواقفه، تمامًا كما فعل حين أعرب مبكرًا عن إدانته لما وصفه بجريمة جماعية ترتكبها "إسرائيل" في غزة، متقدمًا بذلك على الاتهامات الرسمية التي تنظر فيها محكمة العدل الدولية، والتي اعتبرت في ثلاث مناسبات العام الماضي أن هناك "احتمالًا معقولًا" لارتكاب إبادة جماعية، بالإضافة إلى تقارير مماثلة صادرة عن خبراء أمميين، من بينهم المقررة الخاصة فرانشيسكا ألبانيزي.

ويذكّر سيغال بأن خلفيته العائلية، كحفيدٍ لناجين من الهولوكوست، هي ما يدفعه إلى رفع صوته: "التاريخ لا يغفر، ومن واجبنا ألا نكرره، لا كضحايا ولا كصامتين".

وحين سُئل عن المؤشرات التي دفعته إلى التحذير المبكر من إبادة جماعية في غزة، قدّم البروفيسور راز سيغال إجابة حاسمة مستندة إلى خبرة تمتد لأكثر من عشرين سنة في دراسة الإبادة والهولوكوست.

قال سيغال: "من واجبنا التعرّف على علامات الإبادة مبكرًا وأخذ شعار لن يتكرر أبدًا على محمل الجد. الاعتراف المتأخر لا يكفي، فالاتفاقية الدولية تهدف إلى المنع لا التوثيق بعد فوات الأوان".

وأشار إلى أن نزع الإنسانية من أبرز المؤشرات، واستشهد بتصريحات وزير الحرب الإسرائيلي يؤاف غالانت في 9 تشرين الأول/ أكتوبر، حين وصف الفلسطينيين بـ"الحيوانات البشرية"، ثم كررها في اليوم التالي الجنرال غسان عليان دون تمييز بين مدني ومقاتل.

ويضيف أن الخطاب الإبادي اجتاح الإعلام، وترافق مع فرض حصار كامل على غزة، وتنفيذ حرفي للوعيد، ما دفع المحكمة الجنائية الدولية لإصدار مذكرات توقيف بحق نتنياهو وغالانت.

ويؤكد أن "النية عنصر جوهري"، وغالبًا ما تكون مستترة، "لكن في الحالة الإسرائيلية، التصريحات واضحة ومتكررة". ويشير لتصريح إسرائيل كاتس، في 19 آذار/ مارس، حين هدد سكان غزة بدمار شامل.

ويضيف أن الأهم من التصريحات هو تنفيذها، ولدينا آلاف الفيديوهات لجنود يوثّقون جرائمهم بفخر، ما يعكس الوعي الكامل بنوايا القيادة.

وعن أهمية استخدام مصطلح "إبادة جماعية" رغم صدور مذكرات توقيف بحق نتنياهو وغالانت بتهم جرائم حرب، أوضح البروفيسور راز سيغال أن الفرق جوهري، لأن الإبادة جريمة منفصلة بتعريف قانوني خاص، والأدلة على وقوعها باتت قوية.

وقال إن محكمة العدل الدولية أصدرت ثلاثة قرارات – في كانون الثاني/ يناير وآذار/ مارس وأيار/ مايو – تفيد بأن من "المعقول" أن تكون هناك إبادة جارية.

وأضاف أن هناك إجماعًا متزايدًا بين باحثي الهولوكوست وخبراء القانون، بمن فيهم أكاديميون إسرائيليون مثل عمر بارتوف وعاموس غولدبرغ، وكذلك وليم شاباس، الذي يرى أن الحالة تمثل إبادة واضحة.

وأشار إلى أن استمرار تراكم الأدلة سيجبر القضاة في نهاية المطاف على الاعتراف بذلك، ما سيحدث هزة كبرى في بنية القانون الدولي.

وعن سبب اعتبار توصيف الإبادة مفصليًا، قال سيغال إن تعريفها بعد الحرب العالمية الثانية صيغ لخدمة المنتصرين، وتجاهل جرائم الاستعمار. وأضاف أن "إسرائيل" تأسست على فكرة "فرادة" الهولوكوست، ما منحها حصانة قانونية دولية، واستخدام مصطلح "إبادة" اليوم يهدد تلك الحصانة.

وبشأن 7 تشرين الأول/ أكتوبر، وصف سيغال ما جرى بأنه جريمة حرب ومجزرة لا تُبرر، لكنه دعا لفهم السياقات. وقال: "إذا وُضع شعب تحت نظام قمعي وحصار طويل، فستظهر تمردات عنيفة. هكذا علّمنا التاريخ".

وأكد أن أحداث غزة تمثل منطق "إسرائيل الكبرى" والمشروع الاستعماري. "بعد خطة ترامب، أيد 70 بالمئة من الإسرائيليين – ومعظمهم يهود – التطهير العرقي، وهذا يشمل الضفة أيضًا".

ويرى أن ما يحدث ليس انتقامًا فقط، بل نتيجة إيديولوجيا استعمارية، وأن "إسرائيل" ليست استثناء، بل تكرر أنماطًا استعمارية سابقة.

وأشار إلى أن المجتمع الإسرائيلي بدأ ينهار: اضطرابات ما بعد الصدمة، وعنف متزايد، وتفكك أسري، ونزوح أطباء، وانهيار النظام الصحي، مع تقديرات بهجرة 100 ألف يهودي إسرائيلي لا ينوون العودة. "لا يمكن لدولة أن تبقى إذا كان بقاؤها قائمًا على العنف المستمر".

تصريحات سيغال تتقاطع مع تحذيرات سابقة أطلقتها شخصيات إسرائيلية بارزة، حتى قبل 7 تشرين الأول/ أكتوبر، من بينها الرئيس إسحاق هرتسوغ الذي قال في آذار/ مارس 2023 إن البلاد 'على شفا هاوية' وإن خطر 'الحرب الأهلية' بات ملموسًا.

وقد تصاعدت التحذيرات بعد بدء العدوان على غزة، مع تفاقم الاستقطاب بين التيارات الدينية المتطرفة التي تؤمن بمشروع "إسرائيل الكبرى" وبين التيارات العلمانية. وعبّر رؤساء وزراء سابقون مثل إيهود أولمرت وإيهود باراك عن هذه المخاوف، والتي أيدها مؤخرًا 60 بالمئة من الإسرائيليين، وفق استطلاع حديث أصدره معهد سياسة الشعب اليهودي.

ويقول سيغال: "أسأل عائلتي دومًا: هل تشعرون الآن بالأمان أكثر؟ والجواب دائمًا: لا. فكرة أن الحل الوحيد لأمن اليهود هو العيش في دولة يهودية لم تعد صالحة. لا يمكن أن تنعم بالأمان إذا كنت تضطهد ملايين البشر، وتصادر أراضيهم، وتخضعهم للاحتلال".

وعن أهمية مفهوم "مجتمع المتفرجين" في دراسات الإبادة الجماعية، وسؤال حول ما إذا كان يمكن تصنيف موقف الحكومات الغربية من الحرب على غزة ضمن هذا الإطار، قدّم سيغال إجابة حاسمة:



"في حالة الولايات المتحدة، لا يمكننا الحديث عن مجرد متفرج. نحن أمام شريك في الجريمة. ما يجري هو إبادة جماعية تُرتكب بشكل مشترك بين إسرائيل والولايات المتحدة. لولا الدعم الأمريكي – سواء من حيث تزويد الأسلحة أو توفير الغطاء الدبلوماسي – لما تمكنت إسرائيل من تنفيذ هذا المستوى من العنف".

ويضيف سيغال، في ختام الحوار، أن المسؤولية لا تقع على واشنطن وحدها، بل تشمل أيضًا دولًا أوروبية بارزة: "ألمانيا، على سبيل المثال، تُعد أيضًا شريكًا في الجريمة. فبحسب القانون الدولي، كل من يزود دولة ترتكب إبادة جماعية بالسلاح، هو طرف مشارك في ارتكاب الجريمة. هذه ليست مسألة أخلاقية فقط، بل مسألة قانونية واضحة".

مقالات مشابهة

  • روسيا: ندعم إقامة دولة فلسطينية مستقلة
  • الكرملين ينفي «ادعاءات كييف» بجر بكين إلى الصراع الأوكراني
  • حرب اقتصادية شاملة .. هكذا وصفت الحرب التجارية بين الصين وأمريكا.. وهذا موقف مصر
  • الاتحاد البرلماني الدولي يتبنى حل الدولتين وفلسطين ترحب
  • لندن تستضيف مؤتمراً دولياً لبحث وقف الحرب في السودان بمشاركة وزراء خارجية 20 دولة واستبعاد طرفي الصراع
  • متخصص: أوروبا تدعم الرؤية المصرية تجاه غزة .. وأمريكا متمسكة بدعم إسرائيل
  • الصين تشعل فتيل الحرب التجارية.. بنما تدخل على خطّ النفوذ!
  • بكين تتحدى ترامب.. الصين ترفع الرسوم الجمركية على السلع الأمريكية إلى 84%
  • خبير هولوكوست إسرائيلي: إسرائيل ترتكب إبادة جماعية ممنهجة في غزة بدعم أمريكي
  • هل تتعارض «اتفاقية الكويز» المبرمة بين مصر وأمريكا بعد فرض رسوم جمركية أمريكية على مصر بـ 10%؟.. خبير اقتصادي يوضح