لماذا عليك معرفة التاريخ الطبي لعائلتك؟
تاريخ النشر: 9th, October 2023 GMT
عمّان- بعيدا عن الحديث في شؤون السياسة وطرح المواضيع الاجتماعية في التجمعات العائلية، هل فكرت يوما بالتحدث عن الصحة، وتحديدا التاريخ الطبي لأي شخص يرتبط بك عن طريق الدم، ويمكن أن يؤثر على صحتك.
في الواقع، قد تلعب الوراثة والعادات دورا، فأنت أكثر عرضة للإصابة بالأمراض والمضاعفات الصحية التي تنتشر في العائلة، إذ إن وجود قريب واحد على الأقل من الدرجة الأولى مصاب بمرض ما قد يضاعف خطر إصابتك به.
لذا، فإن معرفة التاريخ الطبي لعائلتك تمنحك أنت وطبيبك فكرة أفضل عما قد يحدث لك، وفق ما يؤكده خبراء.
للعائلات خلفيات وراثية متشابهة وبيئات وأنماط حياة متشابهة في كثير من الأحيان (بيكسلز) سجل طبيمن جهته، يعرّف اختصاصي الطب العام والجراحة الدكتور ثامر الشريفين التاريخ المرضي العائلي بأنه السجل الطبي لجميع المعلومات الصحية المتعلقة بالشخص وأقاربه.
ويتضمن التاريخ المرضي المعلومات الطبية من 3 أجيال من الأقارب، بما في ذلك الأطفال، والإخوة والأخوات، والآباء والأمهات، والعمات والأعمام، وبنات وأبناء الإخوة، وأبناء العم، والأجداد والجدات.
ويقول في حديث للجزيرة نت إن للعائلات خلفيات وراثية وبيئات وأنماط حياة متشابهة في كثير من الأحيان. ويمكن لهذه العوامل مجتمعة أن تعطي أدلة على الظروف المرضية التي قد تكون موجودة في الأسرة، وذلك من خلال ملاحظة أنماط الاضطرابات بين الأقارب والأفراد.
ويمكن للمتخصصين في الرعاية الصحية تحديد إذا ما كان الفرد أو أفراد الأسرة أو الأجيال القادمة في خطر متزايد للإصابة بحالة معينة، وفق المتحدث نفسه.
الشريفين: التاريخ المرضي يوفر للعائلة معلومات عن خطر الحالات النادرة الناجمة عن الطفرات (الجزيرة) أهمية التاريخ المرضي للعائلةويقول الاختصاصي الشريفين إن أهمية التاريخ المرضي للعائلة تكمن في تحديد الأشخاص الذين لديهم فرصة أعلى من المعتاد للإصابة باضطرابات شائعة، مثل أمراض القلب وارتفاع ضغط الدم والسكتة الدماغية، وبعض أنواع السرطانات مثل سرطان الثدي وسرطان القولون ومرض ارتفاع سكر الدم من النوع الثاني.
ويضيف أن هذه الاضطرابات المعقدة تتأثر بمزيج من العوامل الوراثية، والظروف البيئية، وخيارات نمط الحياة.
ويمكن أن يوفر التاريخ المرضي للعائلة أيضا معلومات عن خطر الحالات النادرة الناجمة عن المتغيرات (الطفرات) في جين واحد، مثل التليف الكيسي ومرض الخلايا المنجلية ونزيف الدم.
وعلى الرغم من أن التاريخ المرضي للعائلة يوفر معلومات عن مخاطر مخاوف صحية محددة، فإن وجود أقارب يعانون حالة ما لا يعني أن الفرد سيصاب بهذه الحالة المرضية بالتأكيد، حسب الشريفين.
ومن ناحية أخرى، يشير الشريفين إلى أن الشخص الذي ليس لديه تاريخ عائلي للإصابة بالاضطراب قد يظل معرضًا لخطر الإصابة بهذا الاضطراب. لذا فإن معرفة التاريخ الصحي للعائلة يسمح للشخص باتخاذ خطوات لتقليل المخاطر التي يتعرض لها.
عقل: معرفة التاريخ المرضي ما قبل الزواج يعتبر خط الدفاع الأول لتأمين الأسرة والحفاظ عليها (الجزيرة) فحوصات متكررةويقول الشريفين إنه بالنسبة إلى الأشخاص المعرضين لخطر متزايد للإصابة ببعض أنواع السرطان، يوصي مختصو الرعاية الصحية بإجراء فحوصات متكررة لأعمار محددة، مثل التصوير الشعاعي للثدي أو تنظير القولون، بدءًا من سن مبكرة.
ويشجع مقدمو الرعاية الصحية أيضًا على إجراء فحوصات أو اختبارات منتظمة للأشخاص الذين يعانون حالة وراثية في أسرهم.
بالإضافة إلى ذلك، فإن تغييرات نمط الحياة مثل اتباع نظام غذائي صحي، وممارسة التمارين الرياضية بانتظام، والإقلاع عن التدخين تساعد عديدا من الأشخاص على تقليل فرص الإصابة بأمراض القلب والأمراض الشائعة الأخرى.
ويؤكد الشريفين أن أسهل طريقة للحصول على معلومات عن التاريخ الصحي للعائلة هي التحدث مع الأقارب بشأن صحتهم (هل واجهوا أي مشكلات صحية؟ ومتى حدثت؟)، وقد يكون التجمع العائلي هو الوقت المناسب لمناقشة هذه القضايا.
بالإضافة إلى ذلك، يمكن أن يساعد الحصول على السجلات الطبية والوثائق الأخرى (مثل الوفيات وشهادات الوفاة) في استكمال التاريخ الصحي للعائلة. ومن المهم الحفاظ على تحديث هذه المعلومات ومشاركتها مع مختصي الرعاية الصحية بانتظام.
التاريخ الطبي لعائلتك هو أرخص اختبار جيني يمكنك الحصول عليه (بيكسلز) خط الدفاع الأولبدوره، يقول المستشار الأسري الدكتور منير عقل إن معرفة التاريخ الطبي ليس فقط لمساعدة الشخص نفسه، لكن يمكن استخدامه لتنبيه أفراد الأسرة الآخرين على احتمال إصابتهم بأمراض معينة، ويؤكد أن معرفة التاريخ المرضي لا تقدر بثمن في حالات الطوارئ، إذ يساعد الطبيب على التشخيص والعلاج بشكل أسرع وأدق.
ويضيف عقل "لا بد أن نؤكد أن معرفة التاريخ المرضي ما قبل الزواج يعتبر خط الدفاع الأول لتأمين الأسرة والحفاظ عليها، فإصابة أي من أفرادها بمرض ما سيؤثر بالسلب على سعادة واستقرار هذا الكيان الجديد".
ويرى أنه رغم وجود سجل تاريخ مرضي للعائلة، فإنه "يُنصح بخضوع الطرفين المقبلين على الزواج إلى فحوصات معينة، مثل فحوصات الكشف عن الثلاسيميا والتهاب الكبد الوبائي والإيدز وبعض الأمراض الوراثية والمعدية".
وتكمن أهمية هذا النوع من الفحوصات في تقييم الحالة الصحية لكل الأطراف قبل الزواج، وفق الدكتور عقل، "فالزواج حالة من التوافق والانسجام بين اثنين في الجوانب الصحية والنفسية والاجتماعية، لتنتج عنه أسرة سليمة وإنجاب أطفال أصحاء".
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: الرعایة الصحیة معلومات عن
إقرأ أيضاً:
خطبتنا الجمعة في الحرمين الشريفين
مكة المكرمة
أوصى فضيلة إمام وخطيب المسجد الحرام الشيخ الدكتور عبدالحمن بن عبدالعزيز السديس، المسلمين بتقوى الله وعبادته، والتقرب إليه بطاعته بما يرضيه وتجنب مساخطه ومناهيه.
وقال فضيلته “إن الإسلام أرسى أسس وقواعد الأخوة والمحبة، والتواصل والمودة، وفي غِمار الحياة ونوائبها، ومَشاقِّ الدُّنيا ومَبَاهِضها، وفي عالم مُصْطَخبٍ بالمشكلات والخُصُومات، والمُتَغيرات والنزاعات، وفي عصر غلبت فيه الماديات وفَشَت فيه المصالح والأنانيات، حيثُ إن الإنسان مَدَنِيٌّ بِطَبْعِه، واجتماعِيٌ بفطرته، تَبْرُزُ قَضِيَّةٌ سَنِيَّةٌ، مِنْ لوازم وضرُورَاتِ الحياة الإنسانية، تلكم -يا رعاكم الله- العلاقات الاجتماعية ومَا تقتضِيه مِن الركائز والروابط البشرية، والتفاعل البنَّاء لِتَرْقِية الخُلُق والسلوك، وتزكية النفس والروح؛ كي تسْمو بها إلى لُبَاب المشاعر الرَّقيقة، وصفوة التفاهم الهَتَّان، وقُنَّة الاحترام الفَيْنان، الذي يُحَقِّقُ أسمى معاني العلاقات الإيجابية، المُتكافلة المتراحِمة، وأنبل وشائجها المُتعَاطِفة المُتَلاحِمة، التي تَتَرَاءى في الكُرَب بِلَحْظ الفؤاد، وتَتَنَاجَى في النُّوَبِ بِلَفْظِ السُلُوِّ والوِدَاد “.
وأضاف أن الأيام لا تزال تتقلب ببني الإنسان حتى ساقته إلى عَصْرٍ سَحقته المَادّة، وأفنته الكَزَازة الهَادَّة. ونَدر في العالم التراحم والإشفاق، والتَّبَارُرَ والإرفاق، وفَقَدَ تَبَعًا لِذَلك أَمْنَه واسْتِقْرَاره، ومَعْنَى الحياة فيه، وفَحْوى الإحسان الذي يُنْجِيه، ولا يخفى على شريف علمكم أَنَّ مُخالَطة النَّاس تُعَرِّض المَرْء لا مَحَالة لخطأ سَوْرَتِهم، وخَطل جهالتهم، لذا كان ولا بد من وقفة جادَّة ؛ لتَعْزيز الروابط الاجتماعية، فالشعارات البرَّاقة، لا تكشف كُرَبًا، ولا تبدِّدُ صَعْبًا، ولا تُغيثُ أمَّة مَرْزُوءة ولا شعْبًا، ما لم تُتَوَّج بالمواقف والأفعال، يَتَسَنَّمُ ذِرْوَةَ سَنَام ذلك: الاحترام المتبادل؛ فهو أساس العلاقات الاجتماعية الناجحة، ويشمل ذلك؛ التقدير الشخصي، وتقدير واحترام المشاعر والآراء، والتفهم لمواقف الآخرين، فإن ذلك يؤصِّل ويسهم في تقوية الروابط، وتعزيز الأواصر.
وأبان إمام وخطيب المسجد الحرام أنه إذا ساغ عقلاً قبول القناعات، واستمراء الآراء والحريات، فغير سائغٍ على الإطلاق أن تتحول القناعات إلى صراعات، والحريات إلى فتنٍ وأزمات، لاسيما والأمة تعيش منعطفًا تاريخيًا خطيرًا، ومرحلة حرجة من أشد مراحل تاريخها، فمن أهم موجبات الوحدة، ومقتضيات التضامن والاعتصام، التغاضي والتغافل، والصبر والتسامح، وحُسْنُ الظن والتماس الأعذار، قال تعالى : ﴿ وَالْكَاظِمِينَ الْغَيْظَ وَالْعَافِينَ عَنِ النَّاسِ وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ ﴾، وقال سبحانه: ﴿ وَلْيَعْفُوا وَلْيَصْفَحُوا أَلَا تُحِبُّونَ أَنْ يَغْفِرَ اللَّهُ لَكُمْ ﴾، ويتبع ذلك من جميل الوُدِّ والتعامل الحسن عدم الإكثار من اللَّوْمِ والعِتَاب، والتَّشَكِّي في الحديثِ والخِطَاب، فإنها تَقْطَع الأواصر بغير حِجَاب. وليست تدوم مودة وعتاب ، فقلوب أهل الإيمان دمَّاحة، ونفوسهم لِلْوُدِّ لَمَّاحة.
وأكد الدكتور السديس أنَّ النّسيج الاجتماعي المُتراص الفريد يحتاج إلى صَقْل العلاقات الاجتماعية ، والتحلي بمحاسن الآداب المرعية، ومعالي القيم الخُلقية، والمُدارة الإنسانية، وجبر الخواطر، ومراعاة المشاعر، وعِفَّة اللسان، وسلامة الصدور، ولقد تميز الإسلام بنظـام اجتماعي وإنساني فريد ، وسبـق بذلك نُظُم البَشَر كلها؛ ذلك لأن العلاقات الاجتماعية في هذا الدين، مُنبثقـة من جوهر العقيدة الصافية، مبينًا أن مما تتميز به المجتمعات المسلمة أن للدين أهمية مركزية في توجيه السلوك الفردي والعلاقات الاجتماعية، وهو مصدر قِيَمِهَا الإنسانية والاجتماعية ومقياس مُثلها العُليا. والإسلام ليس قاصرًا على الشؤون الاعتقادية والتعبدية، بل هو نظام شامل للحياة، يمدها بمبادئه وأصوله التشريعية في مختلف المجالات.
وأشار فضيلته إلى أن ما نجده في وسائل التواصل الاجتماعي العجب العُجَاب، مِمَّا يُفسد العلاقات، ويقطع حِبَال الوُدِّ في المجتمعات، من الطَّعْنِ في دين الناس وأعراضهم وعقولهم وأموالهم، فيتلقفها الدَّهْمَاءُ، وتَلُوكُهَا الرُّوَيْبِضَةُ، في نَشْر للشائعات وترويجٍ للأراجيف والافتراءات، مما يجب معه الحذر في التعامل مع هذه المنصات المنتحلة، والمواقع المزيفة، التي تكثر فيها الغثائية، ومحتوى الغوغائية.
وأوضح فضيلته أن الإسلام جاء رائدًا للتَّراحم والتعاطف بل هو الذي أنْمى ذيَّاك الخُلُق في الخافِقَين وأصَّله، وحضّ عليه وفَصَّلَه، قال تعالى:﴿وَافْعَلُوا الْخَيْرَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ﴾، وتلكم الخلال الرَّحيمة، والشِّيَم النبيلة الكريمة، التي عَنَّت العالم إدْراكَها، لَهِيَ الأمل الذي تَرْمُقه الأمم الجهيدة والشُّعوب، وتَهْفُوا لها أبَرُّ القلوب، لذا يجب تَعْزيز قِيَمنَا الرَّبانية الومَّاضة؛ كالرحمة والعَدْل والصِّدق والوفاء، والبِر والرِّفق والصَّفاء، والأمَانة والإحسان والإخاء، وسِوَاها مِن كرائم الشِّيم الغرَّاء والشمائل الفيحاء، التي تُعد مصابيح للإنسان تضيء دربه، وهي صِمَام أمن وأمان لصاحبها من الانحلال الأخلاقي، وحياة الفوضى والعبث والسقوط في مهاوي الضلال وجلب التعاسة والشقاء لنفسه وأهله، خاصة بين الرُّعاة والرعية، والعلماء والعامة، وفي حلائب العلم وساحات المعرفة في مراعاة لأدبِ الخِلافِ والبُّعد عن التراشق بالكلمات والتلاسن بالعبارات، وتضخيم الهِنَات، فضلًا عن اتهام النِّيَّات وكَيْلِ الاتهامات، والتصنيفات. ومع الوالدين والأقارب والجيران، وكذا الزملاء في بيئة العمل ، وفي مجال العلاقات الزوجية، أعلى الإسلام قيم الاحترام والاهتمام، ومتى علم الزوجان الحقوق والواجبات زانت العلاقات، ونعما سويًا بالسعادة الزوجية، والهناءة القلبية، لذا أوصى الله جل وعلا الأزواج بقوله: ﴿ وَعَاشِرُوهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ﴾،. حيث أوصى النبي صلى الله عليه وسلم الزوجات بقوله:” فَانْظُرِي أَيْنَ أَنْتِ مِنْهُ فَإِنَّمَا هُوَ جَنَّتُكِ وَنَارُكِ” ، فكيف تُقَام حياة أو يؤسس بيت وسط الخلافات الحادة، والمناقشات والمُحَادَّة؟، وأنَّى يهنأ أبناء الأسرة بالمحبة وينعمون بالوُدِّ في جو يغلب عليه التنازع والشِّقَاق والتناحر وعدم الوِفَاق. وهل تستقيم حياة بغير المَوَدَّة والرَّحمة ؟، وكلها معارك الخاسر فيها الإنسان، والرابح فيها الشيطان ، ألا ما أحوج الأمة الإسلامية إلى تفعيل فن التعاملات الاجتماعية، والعلاقات الإنسانية، ليتحقق لها الخير في الدنيا والآخرة. والله عز وجل يقول : ﴿ يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنْثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ ﴾.
وذكر الشيخ السديس أن وقوع الاختلاف بين الناس أمر لا بد منه؛ لتفاوت إراداتهم وأفهامهم، وقُوى إدراكهم. ولكن المذموم بَغْيُ بعضهم على بعض، فالاختلاف أمر فطري، أما الخِلاف والشِّقاق، والتخاصم والفِراق، فهو المنهي عنه بنصوص الشريعة الغرَّاء. قال تعالى: ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا ادْخُلُوا فِي السِّلْمِ كَافَّةً وَلَا تَتَّبِعُوا خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ إِنَّهُ لَكُمْ عَدُوٌّ مُبِينٌ﴾.