مركز أبوظبي للغة العربية وجائزة الشيخ زايد للكتاب يختتمان زيارتهما عبر إسبانيا
تاريخ النشر: 9th, October 2023 GMT
اختتم مركز أبوظبي للغة العربية وجائزة الشيخ زايد للكتاب رحلة ناجحة عبر إسبانيا استمرت من 27 سبتمبر إلى 4 أكتوبر 2023، وشملت ثلاث مدن إسبانية هي غرناطة وقرطبة ومدريد، وتضمنت علاقات تعاون ولقاءات رفيعة المستوى مع المؤسسة الأوروبية العربية للدراسات العليا، وجامعة غرناطة، والبيت العربي.
وجمعت الرحلة نخبة من الخبراء والمتحدثين والشخصيات الرائدة في دراسات الأدب العربي والدراسات الإسلامية ودراسات الترجمة من الإمارات العربية المتحدة وإسبانيا ومختلف أنحاء العالم.
وضم وفد جائزة الشيخ زايد للكتاب سعادة الدكتور علي بن تميم، رئيس مركز أبوظبي للغة العربية، الأمين العام لجائزة الشيخ زايد للكتاب؛ وسعادة سعيد حمدان الطنيجي، المدير التنفيذي لمركز أبوظبي للغة العربية والدكتور محسن الموسوي، عضو اللجنة العلمية لمركز أبوظبي للغة العربية، أستاذ الأدب العربي الكلاسيكي والحديث، والدراسات المقارنة والثقافية بجامعة كولومبيا، نيويورك.
وقال الدكتور علي بن تميم: “يؤكد مركز أبوظبي للغة العربية وجائزة الشيخ زايد للكتاب التزامهما بمهمتنا المتمثلة في الترويج للأدب العربي في مختلف أنحاء العالم، وحفز التفاهم والشراكة بين مختلف الثقافات، مع تعزيز مكانة اللغة العربية واستخدامها في المجالات الثقافية والعلمية والأدبية والإبداعية”.
وأضاف بن تميم : “شكلت جولتنا في إسبانيا فرصةً ومنصةً فريدة لتبادل المعرفة والخبرة مع شركائنا الإسبان. وقد حظينا بشرف التعاون عن كثب مع المؤسسة الأوروبية العربية للدراسات العليا، وجامعة غرناطة، والبيت العربي – وهي ثلاث مؤسسات مؤثرة تشاركنا الالتزام ذاته بالتبادل الثقافي والشراكة، وقد تعاونا معهم لاستكشاف سبل التقريب وتعزيز التفاهم بين ثقافتينا. وانطلاقاً من المكانة البارزة التي تحتلها إسبانيا في عالم الأدب، يمثل تعاوننا مع شركائنا الإسبان خطوة مهمة نحو الترويج للأدب والثقافة العربية في جميع أنحاء العالم”.
وكان من أبرز محطات أجندة الأعمال ندوة بعنوان “الأدب العربي والعالمي: ماهي مرجعيات الأدب العربي” التي عقدت بالشراكة مع المؤسسة الأوروبية العربية للدراسات العليا بجامعة غرناطة.
وشارك سعادة الدكتور علي بن تميم في الجلسة الافتتاحية إلى جانب مارغريتا سانشيز روميرو، رئيسة جامعة غرناطة بالإنابة والدكتورة ماريا إينماكولادا راموس طابيا، الأمينة التنفيذية للمؤسسة الأوروبية العربية للدراسات العليا .
وتضمنت الندوة نقاشات محفزة للفكر حول موضوعات مثل مرجعية الأدب العربي بين المرجعيات القديمة والجديدة، والتأثيرات الثقافية المتبادلة بين الأدب الإسباني والعربي.
وقالت الدكتورة ماريا إينماكولادا راموس طابيا، الأمينة التنفيذية للمؤسسة الأوروبية العربية للدراسات العليا: “أهنيء جائزة الشيخ زايد للكتاب والمؤسسة الأوروبية العربية للدراسات العليا بجامعة غرناطة التي أتشرف بإدارتها على النجاح الكبير الذي حققته هذه الندوة على كل المستويات. فالمداخلات والأوراق المقدمة كانت ذات قيمة علمية عالية حيث طرح المحاضرون أفكارا جديدة حول مرجعيات الأدب العربي وتطوره عبر التاريخ وتفاعله مع الآداب الأوروبية والاسبانية والأندلسية.
أما على مستوى المشاركة، فحضر الندوة نخبة من المثقفين والباحثين والفنانين والصحفيين والطلاب والأساتذة من مدن اسبانية مختلفة والذين تنقلوا إلى مدينة غرناطة في الأندلس وهم ينتمون للجامعات ولمراكز ثقافية ومؤسسات إعلامية ودور النشر والمكتبات. هذا دون أن ننسى الجمهور الذي تابع الندوة عن بعد باللغتين الإسبانية والعربية والذي ينحدر من بلدان مختلفة من أربع قارات: أوروبا وآسيا وأمريكا وافريقيا. لذلك تنظيم هذا النوع من الفعاليات العلمية يساهم بشكل كبير في تعزيز العلاقات بين دولة الإمارات العربية ومملكة اسبانيا والعالم العربي أجمع:”
كما أجرى وفد مركز أبوظبي للغة العربية محادثات موسعة مع مسؤولي جامعة غرناطة بحضور عميدها الدكتور بيدرو ميركادو باتشيكو. وتناولت هذه المحادثات الخطط والفرص لتعزيز التعاون مع الشبكات الأكاديمية الإسبانية، ولا سيما المؤسسات الأكاديمية والأدبية، لبدء مشاريع تساعد في تعزيز مشهد الثقافة والأدب العربي في إسبانيا.
تضمنت الرحلة كذلك اجتماعاً مع “البيت العربي”، وهي مؤسسة مرموقة تلعب دوراً رئيسياً في تعزيز العلاقات الإسبانية العربية، وتشكل منصة للحوار والتعاون بين مختلف أصحاب المصلحة والمؤسسات وذلك بهدف تعزيز تعاون مركز أبوظبي للغة العربية وجائزة الشيخ زايد للكتاب مع البيت العربي خلال العام المقبل.
وخلال اللقاء الذي حضرته إيريني لوثانو دومينغو، مديرة البيت العربي، أطلق مركز أبوظبي للغة العربية النسخة المترجمة من كتاب “الخيمياء في الأندلس” من تأليف المستعرب الإسباني آنخيل ألكلا مالابي، والذي نقلته إلى العربية المترجمة خديجة بنياية تحت مظلة مشروع “كلمة” للترجمة. ويسلّط الكتاب الضوء على مرحلة مهمّة تحوّلت فيها الأندلس إلى المنارة الأكثر إشعاعاً في شتّى فروع العلم والفنون، وحمل خلالها الإسلام المشعل بعد الإمبراطورية الرومانية.
يعتبر الكتاب مصدراً تاريخياً مهمّاً عن تاريخ الخيمياء في الأندلس، ومساهمات العلماء المسلمين فيها، كما العلماء الآخرين من الثقافات المختلفة، التي جعلت من قرطبة حاضرة للعلوم. ويبحث الكتاب في الدور الذي اضطلع به الخيميائيون الأندلسيون في النهضة العلمية والإشعاعية التي حقّقتها الأندلس، والتي بلغت أوجها في عهد عبد الرحمن الثالث، الذي أقام شجرة المعرفة وكرَّس ثقافة التسامح بين الديانات السماوية الثلاث. هذا بالإضافة إلى إسهاماتهم في نقل الحضارة الإسلامية إلى أوروبا، من خلال حركة الترجمة التي عرفتها الأعمال العلمية العربية في العصور الوسطى اللاتينية.
وتجدر الإشارة إلى أن جائزة الشيخ زايد للكتاب، التي ينظمها مركز أبوظبي للغة العربية، التابع لدائرة الثقافة والسياحة – أبوظبي تكرّم الكتاب والمفكرين والناشرين المتميزين، فضلاً عن المواهب الشابة التي تثري كتاباتها وترجماتها الحياة الفكرية والثقافية والأدبية والاجتماعية في العالم العربي بصورة موضوعية.وام
المصدر: جريدة الوطن
كلمات دلالية: الأدب العربی بن تمیم
إقرأ أيضاً:
ملتقى “قراءة النص 21” يوصي بتأسيس مركز وطني لتدوين التراث الشفوي السعودي
أسدل “ملتقى قراءة النص” الستار على فعاليات دورته الـ(21)، التي نظمها النادي الأدبي الثقافي بجدة، واستمرت على مدى ثلاثة أيام، بعنوان “التاريخ الأدبي والثقافي في المملكة العربية السعودية بين الشفاهية والكتابية”.
وشهدت الدورة حراكًا ثقافيًا مميزًا، توَّجه المشاركون بتكريم الأديب محمد عبدالرزاق القشعمي، تقديرًا لعطائه وإسهاماته البارزة في خدمة الأدب السعودي وتراثه الثقافي.
وأكد المشاركون في بيانهم الختامي أهمية استمرار وزارة الثقافة في تبني مبادرات تدعم مثل هذه الملتقيات، وترسيخ ثقافة تكريم الرموز الثقافية والأدبية، وإبراز منجزاتهم، مع طباعة الأبحاث المقدمة في الملتقى وتطوير برامج لتنمية المواهب الأدبية والثقافية لدى الشباب والشابات، بما يعزز الهوية الثقافية السعودية ويبرز حضورها المحلي والعالمي.
وشملت التوصيات الصادرة عن الملتقى، التأكيد على ضرورة ديمومة انعقاده لما يمثله من أهمية في إثراء المشهد الثقافي والأدبي، مع تعزيز الاستفادة من مخرجاته في الأقسام الأكاديمية والدراسات العليا بالجامعات السعودية.
ودعت التوصيات إلى تأسيس مركز وطني لتدوين التراث الشفوي السعودي؛ بهدف حفظ الموروث الثقافي للأجيال القادمة، إلى جانب تشجيع المرويات الشعبية ودعمها بوصفها رافدًا محوريًا في توثيق التراث الوطني.
وأكدت التوصيات أهمية الاستفادة من التقنيات الحديثة في جمع ورصد الفنون الشعبية، بما في ذلك توثيق الأهازيج والحكايات والمرويات الشفهية، مع السعي لردم الفجوة بين الأدب المكتوب والرواية الشفهية عبر دراسات وأبحاث متخصصة تُعنى بتعزيز هذا الجانب الأدبي ودعمه.
واختتم المشاركون بالدعوة إلى تعزيز التعاون بين المؤسسات الأدبية والبحثية، ودعم المبادرات الريادية التي تسهم في تطوير الأدب السعودي، مع التركيز على الدور الأكاديمي في تحليل ودراسة مخرجات الملتقيات الثقافية ورسم اتجاهاتها النقدية والمعرفية.