قفزت أسعار النفط في التعاملات المبكرة اليوم الاثنين، كما استفاد كل من الدولار والذهب من تفاقم حالة عدم اليقين في أنحاء الشرق الأوسط في أعقاب اندلاع اشتباكات بين القوات الإسرائيلية وحركة المقاومة الإسلامية حماس في مطلع الأسبوع.

وأطلقت المقاومة الفلسطينية صباح السبت عملية "طوفان الأقصى" -أكبر هجوم عسكري على إسرائيل منذ عقود- مخلفة مئات القتلى في صفوف الإسرائيليين بينما ردت القوات الإسرائيلية بتنفيذ ضربات جوية على قطاع غزة.

وارتفع خام برنت أكثر من 4 دولارات (نحو 5%) ليبلغ 88.8 دولار للبريميل، قبل أن يقلص بعضا من مكاسبه، وتُتداول العقود الآجلة لهذا الخام تسليم ديسمبر/كانون الأول فوق 87 دولارا للبرميل في أحدث التعاملات.

كما سجل خام غرب تكساس الوسيط الأميركي 87.02 دولارا للبرميل مرتفعا هو الآخر بـ5.1% في التداولات المبكرة ، قبل يقلص مكاسبه أيضا. وتُتداول العقود الآجلة لهذا الخام تسليم نوفمبر/تشرين الثاني عند نحو 86 دولارا في أحدث التعاملات.

وجاء الارتفاع في أسعار النفط ليعكس مسار الاتجاه النزولي الأسبوع الماضي الذي شهد أكبر انخفاض أسبوعي منذ مارس/آذارالماضي، حيث تراجع برنت 11% وهبط خام غرب تكساس أكثر من 8% وسط مخاوف بشأن ارتفاع أسعار الفائدة وتأثيرها على الطلب العالمي.

ردود الفعل

وقال محللون من بنك "إيه.إن.زد" في مذكرة للعملاء إن "المخاطر الجيوسياسية المتزايدة في الشرق الأوسط من شأنها أن تدعم أسعار النفط… ويمكن توقع المزيد من التقلبات".

وأضافوا أن "المفتاح بالنسبة إلى الأسواق هو ما إذا كان الصراع سيبقى قيد الاحتواء أم أنه سينتشر ليشمل مناطق أخرى".

وقال فيفيك دهار، المحلل في بنك الكومنولث الأسترالي، في مذكرة "لكي يكون لهذا الصراع تأثير دائم على أسواق النفط، يجب أن يكون هناك انخفاض مستمر في إمدادات النفط أو نقله".


وأضاف "إذا ربطت الدول الغربية رسميا المخابرات الإيرانية بهجوم حماس، فإن إمدادات وصادرات النفط الإيرانية ستواجه مخاطر
سلبية وشيكة".

وفي فرنسا قال وزير المالية برونو لومير اليوم الاثنين إن الاشتباكات يفترض أن تكون لها عواقب "محدودة" على أسعار النفط والاقتصاد بشكل عام، شريطة ألا تتحول الأمور إلى صراع إقليمي أوسع.

أما وزير النفط الهندي هارديب سينغ بوري  فقال إن بلاده – ثالث أكبر مستورد للنفط في العالم- تراقب عن كثب الاشتباكات.

وأضاف "المكان الذي تجري فيه الأحداث هو مركز الطاقة العالمية من نواح كثيرة… سنتعامل مع هذا الأمر بينما نمضي قدما".

 

 الدولار يستفيد

من جهته ارتفع الدولار والين الياباني الملاذان الآمنان اليوم الاثنين وسط قلق الأسواق من تداعيات عملية "طوفان الأقصى"، في حين أعطى تقرير الوظائف الأميركي القوي العملة الأميركية دفعة أكبر.

وهوى الشيكل الإسرائيلي أكثر من 3% إلى أدنى مستوى في نحو 8 سنوات عند نحو 3.99 للدولار في وقت مبكر من الجلسة الآسيوية، قبل أن يقلص بعض تلك الخسائر في تعاملات متقلبة بعد أن أعلن بنك إسرائيل المركزي أنه سيبيع ما يصل إلى 30 مليار دولار من العملات الأجنبية للحفاظ على استقرار الشيكل.

وانخفض الشيكل في أحدث التعاملات نحو 2.2% إلى 3.93 للدولار. وعزف المستثمرون على مستوى العالم عن المخاطرة عقب الأحداث في إسرائيل.

وعزز ذلك الطلب على الين الياباني -الذي يعد تقليديا من الملاذات الآمنة- مما دفع الدولار الأسترالي شديد التأثر بالمخاطر إلى التراجع نحو 0.8% إلى 94.61 ين.

الشيكل تراجع أمام الدولار إلى أدنى مستوى في 8 سنوات (غيتي)

ووصل سعر الين مقابل الدولار في أحدث تعاملات إلى 149.13 ين.

وبالمثل، انخفض اليورو نحو 0.2% إلى 157.06 ين في تعاملات آسيوية ضعيفة.

وصعد الدولار بشكل عام مما دفع الجنيه الإسترليني للانخفاض 0.44% إلى 1.2184 دولار.

وخسر اليورو 0.5% ليجري تداوله عند 1.0530 دولار في أحدث التعاملات.

وارتفع مؤشر الدولار 4% إلى 106.217، مستمدا دعما إضافيا من بيانات أظهرت يوم الجمعة زيادة التوظيف في الولايات المتحدة بأكبر قدر في ثمانية أشهر في سبتمبر/ أيلول الماضي.

الذهب يصعد

ارتفعت أسعار الذهب أكثر من 1% اليوم الاثنين إذ أدى اندلاع الاشتباكات بين قوات إسرائيل والمقاومة الفلسطينية إلى زيادة خطر نشوب صراع أوسع نطاقا في الشرق الأوسط وحفز الإقبال على الاستثمار في الملاذات الآمنة مثل المعدن الأصفر.

وقصفت إسرائيل قطاع غزة أمس الأحد، مما أسفر عن مقتل المئات، ردا على عملية " طوفان الأقصى".

وقفزت أسعار الذهب في المعاملات الفورية 1.1% إلى نحو 1852 دولار للأوقية (الأونصة) في أحدث التعاملات ليسجل أعلى مستوى في أسبوع. وبالمثل قفزت العقود الآجلة الأميركية للذهب 1.2% إلى 1867.80 دولار.

ويعززر استمرار الاشتباكات الطلب على أصول الملاذ الآمن مثل سندات الخزانة والدولار والين الياباني إلى جانب الذهب.

المصدر: الجزيرة

إقرأ أيضاً:

فضيلة الصمت العميق لفصائل المقاومة

 

 

علي بن مسعود المعشني

ali95312606@gmail.com

كلما طال صمت فصائل المقاومة في ردها على الخروقات الصهيونية في ظل اتفاقات وقف إطلاق النَّار، زادت وتيرة التحليلات وارتفع منسوبها لدى القاصي والداني، المختص وغير المختص، لتلتقي في مجمل نهاياتها على تفوق الكيان الصهيوني ونيله للكثير من البُنية التحتية للمقاومة.

الصورة السطحية الرائجة والتي يحرص العدو ورعاته على التسويق لها وتهويلها للتضليل، هي صورة الدمار والقتل والنزوح والجوع والأمراض والمخيمات البائسة؛ حيث يعمل العدو اليوم على ترسيخ وتعميق صور نمطية عن طوفان الأقصى مفادها أن فصائل المقاومة "قامرت" بغزة وأخطأت في تقدير حساباتها وتوقيتها لمواجهة الكيان الصهيوني، لهذا دفعت غزة وأهلها الثمن الباهظ جراء ذلك.

لكن المشهد في حقيقته يحتاج إلى رؤية أعمق وأدق من لغة الصورة التي يعتمدها العدو لتمرير سردياته الجديدة بعد بَوَار سردياته التي تستر خلفها لأكثر من سبعة عقود. فالعدو اليوم في أمس الحاجة إلى تمرير سرديات جديدة فاخرة لترميم هزيمته النكراء في طوفان الأقصى، وخسارته مع حليفه الأمريكي لحرب تعتبر الأطول في تاريخهم. ولم يقتصر الأمر على الكيان ورعاته؛ بل امتد ليشمل أدواتهم في المنطقة والتي أصابها الشلل التام لفقدانهم كل رهاناتهم للتطبيع مع العدو والقبول به شريكًا في جغرافية الوطن.

سُعار العدو وشريكه الأمريكي وهوس أدواتهم في المنطقة للمزيد من القتل والدمار وفق استراتيجية رفع منسوب الخسائر المادية في ظل اتفاقات وقف إطلاق النَّار، هو أكبر دليل على حجم الألم الذي أصابهم جميعًا من فصول الطوفان ومراحله وتكتيكاته، ويعني في المقابل البحث عن نصر استراتيجي واحد ليكون ورقة مساومة سياسية يُشهرها أمام فصائل المقاومة غدًا، حين تيقَّن بأن كل جهوده لم تتعدى الانتصارات التكتيكية التي لن تُمكنه من تغيير الواقع ميدانيًا.

ويمكن قراءة هذا السعار المحموم بجلاء، حين نرى إقدام العدو على حرق جميع أوراقه في أرض المعركة دفعة واحدة؛ حيث لم يعد لديه ما يخفيه في قادم الأيام كعنصر مفاجأة في الحرب المقبلة، والتي ستكون بلا شك وبالًا عليه؛ كونها ستنطلق من مرحلة ما بعد طوفان الأقصى، ولن تكرر شيئًا من فصوله ولا تكتيكاته أو عتاده وهذا ما يُرعب الكيان ورعاته، ويجعلهم يستبقون ذلك اليوم الموعود برفع وتيرة الدمار والقتل العشوائي؛ للتأثير على الحاضن الشعبي للمُقاومة وتحميل المقاومة كل أسباب عربدته وجرائمه.

كما إن الحملة الإعلامية المسعورة للنيل من المقاومة، وتجييش بعض مرتزقة الداخل للقيام بمسيرات ضدها، تأتي جميعها في سياق منظومة واحدة، والهدف النهائي هو تحقيق نصر سياسي يُعوِّض الفقد والهزيمة العسكرية.

وفي المقابل، تقوم قيادات فصائل المقاومة في ظل وقف إطلاق النَّار بعمليات تقييم لجميع المواجهات، وإعادة تموضع استعدادًا للمواجهة الحاسمة المقبلة، وتعلم أن الخروقات الصهيونية ليست سوى أعمال استفزازية لجس نبض المقاومة وما تُخفيه للملحمة الكبرى المقبلة.

وفي المقابل، تعمل فصائل المقاومة على تحصين جسمها وأطرافها من أي خروقات مستقبلية؛ سواء كان مصدرها بشريًا أو تقنيًا، بعد نفاد حيل العدو وانكشاف جميع أوراقه. فصائل المقاومة- بلا أدنى شك- لن تُسلِّم سلاحها إلّا عندما تتوافر الدولة الوطنية القادرة على حفظ الوحدة الترابية، وممارسة السيادة الكاملة بداخل الوطن وخارجه؛ فمبررات وجودها ما زالت قائمة وعلى رأسها غياب الدولة الوطنية، وغياب الدولة الوطنية وتغييبها هو جزء مهم وأصيل من المخطط الغربي حتى يستمر الدور الوظيفي للدولة العربية القُطرية وكما أراد بلفور و"سايكس- بيكو".

أما براهين هزيمة العدو الصهيوني ورعاته في طوفان الأقصى؛ فهي كما يلي:

لا تهجير من غزة. لا نزع لسلاح المقاومة من الجغرافيات الأربعة الفاعلة. لا حل للفصائل. لا تحرير للأسرى بالقوة. لا سيطرة على مياه غزة وثرواتها البحرية. لا تفكير بشق قناة بن جوريون وتعطيل لقناة السويس. لا تفعيل لمشروع خط نيودلهي تل أبيب المعطل والمنافس لطريق الحرير. "المُنتصر" لا يدخل في مفاوضات وقف إطلاق نار؛ بل يُملي شروطه على المهزوم.

قبل اللقاء.. المقاومة لن تنتهي، ولن تفتر، ولن تسلم سلاحها إلّا في حال موت الحق والباطل معًا.

وبالشكر تدوم النعم.

رابط مختصر

مقالات مشابهة

  • ارتفاع أسعار النفط بأكثر من 1%.. وخام برنت يسجل 65.02 دولارًا للبرميل
  • تراجع النفط والذهب بسبب تداعيات الحرب التجارية
  • فضيلة الصمت العميق لفصائل المقاومة
  • وسط التوترات التجارية بين «واشنطن وبكين».. كيف أصبحت أسعار «النفط والذهب»؟
  • قلق وترقب لـ سعر الذهب بعد اشتعال فتيل الحرب التجارية العالمية والدولار
  • إسرائيل تنشر رسالة “خطيرة” بعثها السنوار إلى قادة “القسام” والحرس الثوري الإيراني قبل “طوفان الأقصى”
  • بعد ارتفاع الدولار.. هل تأثر سعر الذهب؟ اعرف آخر تحديث للمعدن الأصفر
  • أسعار العملات اليوم في البنوك بمنتصف التعاملات.. الدولار بـ 50 جنيهًا
  • ما بعد العيد.. ارتفاع سعر صرف الدولار في الأسواق المحلية
  • اليوم ..ارتفاع في أسعار صرف الدولار