تبذل مصر جهودا حثيثة من أجل إبرام صفقة لتبادل أسيرات بين إسرائيل وحركة حماس، ووقف التصعيد، بعد أيام، من شن الأخيرة هجوماً مباغتاً على إسرائيل أسرت فيه عدداً كبيراً من الإسرائيليين.

ووفق "سكاي نيوز"، فإن الجهود المصرية تتركز على إطلاق الأسرى الفلسطينيين من النساء والأطفال، مقابل إفراج حماس عن النساء اللاتي تم أسرهن خلال عملية "طوفان الأقصى" التي أطلقتها الحركة، لكن شريطة أن تكن هؤلاء النساء من غير المجندات أو المنتميات للجيش الإسرائيلي.

وقام الجناح العسكري لحماس بأسر عدد كبير من الإسرائيليين، من بينهم عدد غير محدد من النساء، خلال الهجوم المباغت على المستوطنات المحاذية لقطاع غزة.

ولم تتلق مصر حتى الآن ردا نهائيا بالموافقة على إتمام الصفقة من الجانبين، خاصة أن الصفقة ستتضمن وقفا مؤقتا لإطلاق النار لحين إتمام عملية التبادل، كما تتضمن آلية التسليم.

ولم تؤكد السلطات الإسرائيلية العدد الدقيق للإسرائيليين المحتجزين حاليًا في غزة، لكنها قالت إن العشرات محتجزون، قبل أن تشير صحيفة "يديعوت أحرونوت" العبرية، إلى أن معلومات وردت لمسؤولين إسرائيليين، تفيد بوجود أجانب بين الأسرى.

كما ذكرت الصحيفة ذاتها، أن جيش الاحتلال لا يستبعد أن يكون من بين الأسرى ضابط كبير من قيادة "فرقة غزة".

وحسب نادي الأسير الفلسطيني، فإن هناك 39 أسيرة فلسطينية في سجون إسرائيل.

اقرأ أيضاً

تضارب الأنباء عن وساطة قطرية لإجراء صفقة تبادل أسرى عاجلة بين المقاومة وإسرائيل

فيما نقلت وكالة "رويترز"، عن مصدرين أمنيين مصريين الإثنين، قولهما إن القاهرة تجري اتصالات مكثفة مع إسرائيل وحركة حماس لمحاولة منع المزيد من التصعيد في القتال بينهما، وضمان حماية الأسرى الإسرائيليين.

وأضاف المصدران، اللذان تحدثا بشرط عدم الكشف عن هويتهما، إن القاهرة حثت إسرائيل على ممارسة ضبط النفس، وحثت حماس على إبقاء الأسرى في حالة جيدة للحفاظ على احتمال التهدئة قريبا مفتوحا، على الرغم من أن الضربات الإسرائيلية المتعاقبة على قطاع غزة جعلت الوساطة مسألة صعبة.

وكان وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن، أكد الأحد في اتصال مع نظيره المصري سامح شكري، عن تقدير واشنطن للجهود التي تبذلها مصر، على خلفية التصعيد الإسرائيلي الفلسطيني.

يأتي الحديث عن الوساطة المصرية، رغم تأكيد المتحدث باسم حركة "حماس" محمد حمادة، أنّ الحركة لم تتلق أي اتصالات أو وساطات من أي جهة للوصول إلى اتفاق.

وقال حمادة لقناة "المملكة" الأردنية، إن "تلقي الاحتلال الإسرائيلي أي عتاد جديد من أي دولة لن يغير من خطة المواجهة"، معتبرا أن "الفشل الاستخباري لدى الاحتلال الإسرائيلي هو نتيجة خططت لها المقاومة"

وأضاف أن "نتائج عملية طوفان الأقصى ستكون لصالح المقاومة والشعب الفلسطيني".

وكانت حركات المقاومة في غزة، كشفت عن أسر أكثر من 130 إسرائيليا، خلال اليومين الماضيين، ضمن عمليتها العسكرية "طوفان الأقصى"، وسط توقعات إسرائيلية أن يكون من بينهم ضابطا برتبة كبيرة.

وأطلقت كتائب القسام وفصائل فلسطينية أخرى في قطاع غزة، فجر السبت، عملية "طوفان الأقصى"، ردا على اعتداءات القوات والمستوطنين الإسرائيليين المتواصلة بحق الشعب الفلسطيني وممتلكاته ومقدساته، ولاسيما المسجد الأقصى في القدس الشرقية المحتلة.

اقرأ أيضاً

طوفان الأقصى.. متحدث جيش الاحتلال: هذا أسوأ يوم في تاريخ إسرائيل

المصدر | الخليج الجديد

المصدر: الخليج الجديد

كلمات دلالية: مصر وساطة صفقة تبادل أسرى تبادل أسيرات طوفان الاقصى وقف إطلاق نار طوفان الأقصى

إقرأ أيضاً:

ماذا تريد إسرائيل من تصعيد عدوانها على غزة؟

غزة- صعَّدت إسرائيل عدوانها على غزة واستهدفت الفلسطينيين بشكل مباشر، بعد إحكامها إغلاق معابر القطاع منذ مطلع الشهر الجاري، ومنع دخول أي من المساعدات والمواد الغذائية، خلافا لما نصَّ عليه اتفاق وقف إطلاق النار.

وكان جيش الاحتلال الإسرائيلي قد استهدف، أمس السبت، صحفيين ومواطنين يعملون في المجال الخيري، خلال وجودهم في بلدة بيت لاهيا شمال غزة، مما أدى لاستشهاد 10 منهم، في وقت يواصل فيه الاحتلال إطلاق النار على القاطنين في المناطق الشمالية والشرقية والجنوبية للقطاع.

ويثير السلوك الإسرائيلي التساؤلات حول الأهداف التي يسعى لتحقيقها، وطبيعة المسارات التي سيسلكها في التعامل مع قطاع غزة؟

انتزاع مواقف

ويقول مصدر في حركة المقاومة الإسلامية (حماس) إن التصعيد الإسرائيلي يأتي في إطار جملة من الانتهاكات لاتفاق وقف إطلاق النار الذي بدأ في 19 يناير/كانون الثاني الماضي، ومن ثم تصعيد الاعتداءات العسكرية بعد انتهاء المرحلة الأولى من الاتفاق، وإحكام الحصار وإغلاق المعابر، وارتكاب مجازر ضد المواطنين، كما حدث في بلدة بيت لاهيا أمس.

وأضاف في تصريح خاص للجزيرة نت "الواضح أن جزءا من الأهداف المركزية للتصعيد الإسرائيلي المتدرج هو الضغط على المفاوض الفلسطيني لانتزاع مواقف متعلقة بورقة أسرى الاحتلال من يد المقاومة".

إعلان

وأوضح المصدر ذاته أن تلك الإجراءات مصحوبة بحرب نفسية من قيادة الاحتلال وأركان الإدارة الأميركية، للضغط على الحاضنة الشعبية -المنهكة من الحرب والحصار- واستمرار تخويفها بعودة الحرب والجوع، كجزء من الضغوط التي تمارس على حماس ووفدها المفاوض.

وأكد أن الحرب التي شنتها إسرائيل على غزة على مدار 470 يوما لم تنجح في كسر الإرادة الفلسطينية أو ابتزاز المواقف والاستسلام، وأن ما لم يفلح الاحتلال بالحصول عليه تحت النار لن يتمكن من تحقيقه تحت الضغط.

وشدد المصدر من حماس على أن خرق جيش الاحتلال لاتفاق وقف إطلاق النار يستدعي تحركا سريعا من الوسطاء لوقف العدوان "لأن التصعيد لا يخدم تطبيق الاتفاق".

وكانت صحيفة وول ستريت جورنال الأميركية قد أفادت أن إسرائيل تُجَهِّز خطة للعودة للقتال بغزة، وتتضمن إجراءات لزيادة الضغط تدريجيا على حماس.

لا ضمانات

وأمام هذا، يعتقد إياد القرا، الكاتب والمحلل السياسي الفلسطيني، أن تصعيد إسرائيل ضد غزة يأتي في إطار توجه بنيامين نتنياهو (رئيس الوزراء الإسرائيلي) لإطالة أمد التفاوض، وكسب مزيد من الوقت لتمرير قانون الموازنة العامة في الكنيست أواخر الشهر الجاري "لأنه سيؤدي لإسقاط الحكومة حال عدم نجاحه بذلك".

ويقول القرا -للجزيرة نت- إن نتنياهو يحاول إطالة أمد حكومته عبر المناورة بملف الاتفاق مع غزة، لأنه يعلم أن الذهاب إلى المرحلة الثانية من الاتفاق ربما يؤدي لانسحاب بتسلئيل سموتريتش (وزير المالية من الحكومة) وبالتالي تسريع انهيارها.

وأشار إلى أن الضغط الأميركي على نتنياهو -المتزامن مع ضغط عائلات الأسرى الإسرائيليين لاستكمال اتفاق وقف إطلاق النار- يجعله يعيد حساباته بما يضمن ألا تنفلت الأمور الميدانية المتصاعدة بشكل كامل.

وحسب القرا، فإن نتنياهو يحاول تسويق التصعيد التدريجي في غزة لدى الجمهور الإسرائيلي بأنه قادر على ممارسة ضغط على حماس ومفاوضتها تحت النار، وإحكام ذلك بسقف لا يدفع فيه الأخيرة لاتخاذ قرار بوقف المفاوضات، أو انفلات الأمر والعودة للقتال.

إعلان

واستدرك الكاتب قائلا "في الوقت نفسه لا يوجد ضمانات فعلية بما يمنع تدهور الأوضاع الميدانية".

ضمن إجراءاتها التصعيدية ضد غزة تغلق إسرائيل المعابر (الجزيرة) العوة للحرب

أما ياسر أبو هين، المحلل السياسي الفلسطيني، فرأى أن إسرائيل تريد بتصعيدها الأخير القول إنه "حتى لو أنها أنهت هجومها الكبير على القطاع لكنها صاحبة اليد الطولى في غزة" وذلك من خلال الضغط العسكري المتمثل بالغارات الجوية، والضغط بإغلاق المعابر وتفعيل العقاب الجماعي.

وأوضح أبو هين للجزيرة نت أن إسرائيل تفاوض تحت ضغط النار والتهديد بعودة القتال، وهذا كان واضحا خلال الحرب، فكانت تذهب لزيادة الضغط العسكري كلما بدأت جولة جديدة من المفاوضات.

ويضيف أن إسرائيل تريد من هذه الأفعال إيصال رسالة بأنه في حال لم تستجب حماس للطروحات التي تتماهى مع مواقفها، فإن خيارها بالعودة للحرب مرة أخرى قائم، وأنها قادرة على إخضاع حماس بالقوة.

ويرجح أبو هين أن تستخدم إسرائيل الضغط العسكري لمحاولة كسب المزيد من النقاط في التفاوض غير المباشر مع حماس، على أن يبقى في إطار محدود بما يضمن ألا تنفلت الأمور لتصعيد مفتوح.

يُشار إلى أن مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي أعلن الليلة الماضية أن نتنياهو عقد نقاشا معمقا في قضية الأسرى بمشاركة وزراء وطاقم المفاوضات ورؤساء المؤسسة الأمنية، وأصدر عقبها تعليمات بالاستعداد لاستمرار المفاوضات وفق رد الوسطاء على مقترح المبعوث الأميركي ستيفن ويتكوف المبني على الإفراج عن 11 أسيرا أحياء وآخرين أمواتا، وفق قوله.

مقالات مشابهة

  • حماس تدعو الوسطاء للتدخل العاجل لوقف جرائم الاحتلال
  • زلزال طوفان الأقصى يواصل الإطاحة بكبار قادة الاحتلال
  • ماذا تريد إسرائيل من تصعيد عدوانها على غزة؟
  • حماس تدعو لمواصلة الرباط في المسجد الأقصى خلال رمضان
  • هاليفي: حماس نجحت في خداع إسرائيل قبل عملية طوفان الأقصى
  • أغلبية في إسرائيل تفضل إعادة الأسرى على القضاء على حماس
  • لماذا غضب نتنياهو من صفقة تبادل الأسرى التي وافقت عليها حماس؟
  • سحب ترشيح آدم بولر مبعوثا لشؤون الأسرى وسط غضب إسرائيلي
  • يوم “السكاكين الطويلة”.. كيف أربكت حماس “إسرائيل” إلى الأبد؟
  • حماس: قصف الاحتلال انقلاب على اتفاق وقف إطلاق النار