الشارقة في 9 أكتوبر / وام / أكدت قرينة صاحب السمو حاكم الشارقة، سمو الشيخة جواهر بنت محمد القاسمي، رئيسة المجلس الأعلى لشؤون الأسرة بالشارقة الرئيسة الفخرية لرابطة أديبات الإمارات، أن للأدباء والأديبات في دولة الإمارات العربية المتحدة دورٌ مجتمعيٌ محوريٌ يتعدى حدود المشهد الثقافي، فالأدب يوثق حياة الشعوب ويؤرخ حكايا الأمم، ويصدّر الثقافة المحلية للعالم.

و لفتت سموها إلى مساعي الشارقة لدعم ملتقيات الأدباء والتي تمثل عمق الفكر وروح الإبداع، لتعزز بصمتهم المميزة على المستويات المحلية والإقليمية، والدولية كذلك. مؤكدة انه على رواد الأدب والثقافة أن يكونوا في مقدمة الجهود التي تثري اللغة العربية وتعززها لدى المجتمع، وتوجيه الضوء على القضايا الاجتماعية التي تعكس الحياة في النسيج المجتمعي المحلي عبر سطور كتاباتهم.

جاء ذلك خلال استقبال سموها بقصر البديع العامر، عضوات رابطة أديبات الإمارات بحضور سعادة صالحة غابش رئيس المكتب الثقافي والإعلامي، وذلك بعد ختام ناجح لفعاليات الدورة الثامنة من ملتقى أديبات الإمارات، الذي ينظمه المكتب الثقافي والإعلامي بالمجلس الأعلى لشؤون الأسرة، بمشاركة أكثر من عشرين أديبة وشاعرة من جميع إمارات الدولة.

وخلال حديثها مع الأديبات والشاعرات، قالت سموها: "يسرني أن أرى اليوم هذه الكوكبة الرائعة من السيدات المثقفات ذوات العقول المبدعة في رابطةٍ وضعنا بذرتها قبل أكثر من 30 عاماً ونجني قطافها مع كل ملتقى، فأديباتنا رموزٌ ثقافية وأدبية في المجتمع، وأعمالهن جزءٌ من التراث الثقافي الذي يحظى بدعم سخي من صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، الذي جعل الإمارة بيتٌ للثقافة والمثقفين، وأصبح الأدب والإبداع الفكري جزءاً من هوية الشارقة الأصيلة، يراها الكل بارزةً في مبانيها المؤصلة في أرجاء الشارقة، لتحتضن بيوت الخط العربي وأروقة الفنون الإبداعية والأدائية ومجامع اللغة العربية والقرآن الكريم، فاهتمام الشارقة بتأصيل تلك المعالم واستدامتها مع تتابع الأجيال جهودٌ تشهد انبهار زائريها، وهذا ما نريد تعزيزه في المنتديات والملتقيات الثقافية في جميع إمارات الدولة التي من ضمنها جهود فريق المكتب الثقافي والإعلامي في دعم رؤية قيادة الإمارة في المجال الأدبي بإقامة ملتقى أديبات الإمارات، ليستمر الإبداع الذي أساسه الهوية الوطنية".

وتابعت سموها الحديث قائلة: "إني أشيد بأديباتنا الإماراتيات وبالرسالة التي حملنها إلى المجتمع في إبداعاتهن النثرية والشعرية، فالثقافة حاجةٌ أساسية لابد من تعزيزها عند جميع أفراد المجتمع التي بها نحافظ على لغتنا العربية السليمة ونعتز بهويتنا العربية والإسلامية، تلك مسؤوليةٌ يحملها كل أديب على عاتقه، وليؤدي كل منهم هذه الأمانة يجب ألا يكف عن تطوير ذاته واكتساب المعارف التي تفيده ليرتقي بإبداعاته وتعينه على نشر حب اللغة العربية والاعتزاز بها بين شبابنا وبناتنا في كل مقر ومحفل، وستقف إمارة الشارقة كعهدها لتدعم الأدباء والأديبات ولن تتأخر عن دعم مسيرة تعزيز ونشر الثقافة في الدولة ومنطقة الخليج والوطن العربي، فالشارقة سعت لتفتح بيوت الشعر في عدد من دول أفريقيا المسلمة حتى تظل مكانة اللغة العربية محفوظة لديها حتى نتج عن هذه البيوت أفراد بمهارات لغوية فذه من قراء وشعراء وكتاب، وبذلك أثبتنا أننا يمكننا أن بني ونعمر ونصل إلى العالم دون التخلي عن هويتنا العربية والإسلامية، وهو نهج سنستمر بالمضي به قُدُماً".

جدير بالذكر أن العام 1990 شهد تأسيس رابطة أديبات الإمارات في نادي المنتزه، بعدما تكاتفت جهود نخبة من الكاتبات والأديبات الاماراتيات، وكان في مقدمتهن شيخة الناخي وصالحة غابش وأسماء الزرعوني وفتاة دبي وكلثم عبدالله، حيث تمكنت هذه المجموعة المتقدمة من بلورة أهداف تجمعهن في هذه الرابطة، والتي من أهمها، توفير المناخ المناسب للمواهب من أصحاب التجارب الأدبية النسوية، في إظهار نتاجهن الشعري والقصصي والروائي، في مجتمع يمتلك خصوصية، مع إعطاء الكاتبة المرأة الفرصة للإلتقاء بالأدباء والنقاد، بهدف تسليط الضوء على تجاربهن الإبداعية، ودعم الساحة الأدبية المحلية بأسماء نسائية تشارك في ترسيخ مفهوم الهوية الثقافية والتي تتسم بملامح مجتمع الامارات العربي المسلم، الى جانب الإسهام في تنظيم الفعاليات والأنشطة الأدبية والثقافية على المستوى المحلي والخليجي والعربي، والسعي نحو التنسيق والتعاون مع المؤسسات الثقافية المعنية لدعم المسيرة الثقافية، مع التخطيط لنشر إبداعات المرأة الاماراتية عبر توفير الدعم المادي والإداري والفني والمعنوي.

ومن خلال رؤية سمو الشيخة جواهر بنت محمد القاسمي وايمانها بأهمية القلم الأدبي في إيصال ثقافة المجتمع وحضارته المعبرة عن حقيقة وجوده، أصبحت الرابطة واحدة من المنظومات التي توظف كل إمكاناتها لتقديم الخدمات والاهتمام لأكبر قطاع ممكن في مجتمع الامارات، خصوصاً بعد بروز دور الرابطة ونجاحها في الأخذ بيد الأقلام النسائية المبدعة، في الوقت الذي كانت فيه المرأة تتلمس طريقها في مجال الكتابة الأدبية، وهو ما اسهم في أن تأخذ مكانتها على الساحة المحلية والعربية، وبعدما نجحت في جذب وانضمام الشاعرات والكاتبات الاماراتيات تحت لوائها، ما أتاح لهن تشكيل انطلاقة قوية هيأت للكاتبة المرأة، السبيل للتواجد خارج محيط الرابطة والاشتراك بفاعلية في البرامج الثقافية والأدبية داخل الدولة وخارجها. وتقيم الرابطة ملتقيات عدة منها ملتقى المبدعات الناشئات الذي يهدف إلى تشجيع المبدعات المبتدئات على الاستمرارية في الكتابة الابداعية وتمكينهن من التواصل مع الرابطة والاطلاع على التجارب الجديدة في كتابة القصة القصيرة، واستيعاب أدوات الكتابة وآفاق الإبداع الرحب، بحيث تحتضن الرابطة هذه المواهب من خلال توفير الأرضية الخصبة لاثراء عطائهن وتنوير دربهن، خصوصاً أنه يتبنى المبدعات الناشئات الفائزات في مسابقة القصة القصيرة التي تتبناها الرابطة، الى جانب الورش الفنية في الاجناس الأدبية مثل الشعر والقصة والرواية والكتابة المسرحية والدرامية، حيث تلم الناشئات بفنيات القص وعلم العروض والعناصر الفنية ما يصقل ما لديهن من موهبة، وبالتالي يتمكن من ابراز نتاجهن الأدبي بمعرفة علمية وفنية ترفع من مستوى موهبتهن.

عماد العلي/ بتول كشواني

المصدر: وكالة أنباء الإمارات

كلمات دلالية: اللغة العربیة

إقرأ أيضاً:

«علاقات الشارقة» و«إيكروم» تبحثان التعاون في حفظ التراث الثقافي العربي

الشارقة (وام) بحث الشيخ فاهم بن سلطان القاسمي، رئيس دائرة العلاقات الحكومية، خلال لقائه اليوم في «بيت الحكمة» بالشارقة مع السيدة أرونا فرانشيسكا ماريا غوجرال، المديرة العامة لمنظمة إيكروم، تعزيز التعاون بين إمارة الشارقة والمنظمة الدولية، ودعم الجهود المشتركة في حفظ التراث الثقافي وتطوير مبادرات مستدامة لإدارة التراث الإنساني.واستعرض اللقاء الدور الرائد الذي يقوم به مركز إيكروم الإقليمي في الشارقة في حماية التراث الثقافي في المنطقة العربية باتباع المعايير الدولية، إلى جانب استعراض الجهود التي تبذلها دائرة العلاقات الحكومية في الشارقة لتوثيق الروابط بين المؤسسات الثقافية المحلية والدولية، ودورها في تعزيز التعاون بين مختلف الجهات المعنية بحفظ التراث الثقافي المادي وغير المادي، بهدف وضع استراتيجيات مشتركة تسهم في صون الهوية الثقافية العربية والإسلامية، وتعزيزها على المستويين الإقليمي والدولي. وأشار الشيخ فاهم القاسمي إلى أن مركز إيكروم الإقليمي في الشارقة يتولى مهمة توعية الجمهور، وبناء قدرات المؤسسات الحكومية المتخصصة في الحفاظ على التراث الثقافي على أسس مستدامة ومؤثرة قائمة على أفضل الممارسات العالمية، بما يساهم في إبراز التراث كأداة رئيسة للتنمية الاقتصادية والثقافية والاجتماعية. وأكد الشيخ فاهم القاسمي التزام دائرة العلاقات الحكومية بدعم المبادرات التي تركز على رعاية ثقافة الأجيال الناشئة، ونقل قيم التراث إليهم بأساليب مبتكرة، إلى جانب تطوير آليات عمل المكاتب الإقليمية للمنظمات الدولية في الشارقة، بما يحقق انسجاماً مع رؤية الإمارة كمركز عالمي للثقافة والفنون والتراث. وقال إنه منذ افتتاحه في 2012 رسّخ مركز إيكروم الإقليمي في الشارقة مكانته كأحد أهم المراكز الإقليمية المعنية بحماية التراث الثقافي في العالم العربي، مستفيداً من الدعم الكبير الذي يحظى به من صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى، حاكم الشارقة، حيث يُعزى نجاح المركز إلى رؤى سموه الرامية إلى تعزيز جهود صون التراث الثقافي العربي، وتوفير بيئة مثالية تتيح تنمية القدرات المحلية والإقليمية، إلى جانب الدعم المقدم من الدول الأعضاء والشركاء.
 

أخبار ذات صلة كلباء.. «الشباك النظيفة» للمرة الرابعة حاكم الشارقة يأمر بالإفراج عن 683 نزيلاً بمناسبة عيد الاتحاد الـ53

مقالات مشابهة

  • كلمة الشيخ صقر بن محمد القاسمي رئيس مجلس إدارة جمعية الشارقة الخيرية بمناسبة ذكرى يوم الشهيد
  • تصريح سعادة الشيخ خالد بن عصام القاسمي ليوم الوطني ال53 لدولة الإمارات العربية المتحدة
  • حاكم الشارقة يكرم الفائزين بجائزتي «إيكروم» و«التراث الثقافي العربية لليافعين»
  • حاكم الشارقة يكرم الفائزين بجائزتي “إيكروم”و” التراث الثقافي العربية لليافعين”
  • سلطان بن أحمد القاسمي يزور «الكونغرس العالمي للإعلام»
  • سلطان القاسمي يكافئ أبطال «يد آسيا» بـ5 ملايين درهم
  • «علاقات الشارقة» و«إيكروم» تبحثان التعاون في حفظ التراث الثقافي العربي
  • سلطان بن أحمد القاسمي يزور فعاليات الكونغرس العالمي للإعلام
  • فرقة الموسيقى العربية بالمنيا تحيي حفلًا غنائيا ضمن فعاليات مؤتمر الأدباء
  • حاكم الشارقة يأمر بالإفراج عن 683 نزيلاً بمناسبة عيد الاتحاد الـ 53 لدولة الإمارات العربية المتحدة