شاهد: مظاهرات مؤيدة للفلسطينيين في الولايات المتحدة
تاريخ النشر: 9th, October 2023 GMT
تظاهر العديد من المؤيدين للفلسطينيين في العاصمة واشنطن وعديد المدن الأمريكية، ورفعوا لافتات حملت عبارات تدعو الإدارة الأمريكية إلى إنهاء المساعدات العسكرية الأمريكية إلى إسرائيل.
تضامنا مع الشعب الفلسطيني، تجمع مئات المتظاهرين أمس الأحد في منطقة مانهاتن في نيويورك، بالقرب من القنصلة الإسرائيلية ومقر الأمم المتحدة كما تظاهر آخرون في واشنطن وشيكاغو، في وقت سارعت الإدارة الأمريكية إلى تأكيد دعمها لإسرائيل، مرسلة حاملة طائرات ومساعدات عسكرية إلى حليفتها.
في المقابل كان مؤيدون لإسرائيل وداعمين لها في كل ما تفعله يقومون باحتجاج مضاد، أعقب عملية "طوفان الأقصى" العسكرية، التي أطلقتها الفصائل الفلسطينية في غزة، وقتلت خلالها أكثر من 700 إسرائيلي وحجزت أكثر من مائة آخرين منهم رهائن، فيما ردت إسرائيل بقصف القطاع ما أدى إلى مقتل أكثر من 400 فلسطيني وجرح أكثر من ألفين آخرين.
وقال العضو في حركة الشبان الفلسطينيين وحيد عطاء الله، إنه "شارك في المظاهرة تعبيرا عن تضامنه مع الشعب الفلسطيني الذي يكافح منذ 75 عاما، استعمار المستوطنين الإسرائيليين وعنفهم، ويقاوم كذلك حصارا عسكريا لقطاع غزة استمر طيلة 16 عاما"، قائلا: "إن ما شهدناه أمس هو أن سكان غزة يهربون من سجنهم المفتوح".
أما المتظاهرة الأخرى سارة برقاوي فتقول إن عائلتها محاصرة في غزة، وإنها تريد أن تعرف إذا سيكونواعلى قيد الحياة أم لا، دون دعم أو مساعدات ودون كهرباء، موضحة أنهم يريدون الدفاع عن حقهم في العيش لا غير.
شاهد: من لبنان إلى اليمن.. مظاهرات حاشدة داعمة لغزة إثر عملية "طوفان الأقصى"شاهد: الشرطة الألمانية تفرق مظاهرة مؤيدة للفلسطينيين في "شارع العرب" ببرلينشاهد: مظاهرات حاشدة في ساحة التحرير ببغداد إحياءً للذكرى الرابعة لاحتجاجات تشرينمن جانبها انتقدت حاكمة نيويورك كاتي هوتشل المظاهرة المؤيدة للفلسطينيين، معتبرة إياها "بغيضة ومنفرة أخلاقيا"، وأمرت بإضاءة معالم المدينة مثل مركز التجارة العالمي وشلالات نياغارا باللونين الأبيض والأزرق في إشارة إلى العلم الإسرائيلي.
أما مورغان باسيتشيس وهو يهودي فقال: "كشخص يهودي أعتقد أن كل إنسان ينبغي أن يكون حرا، فإنني أدعم بالكامل حركة تحرر الفلسطينيين، وأعتقد ان كل أعمال العنف في المنطقة هي نتيجة للمشلكة الرئيسية المتمثلة في نظام الفصل العنصري الإسرائيلي (الأبارتيد)"، وطالب باسيتشيس بإيقاف التمويل الامريكي لإسرائيل.
المصادر الإضافية • أ ف ب
شارك هذا المقالمحادثة مواضيع إضافية حزب الله اللبناني يستهدف مواقع إسرائيلية في مزارع شبعا والجيش الإسرائيلي يرد بالمدفعيات شاهد: جثث منتشرة على الطرقات في سديروت بعد اقتحامها من قبل الفلسطينيين شاهد| السيوف الحديدية: سكّان غزة يتفقدون حجم الدمار جراء قصف جوي إسرائيلي طال المباني والممتلكات فلسطين - هجوم إسرائيل الولايات المتحدة الأمريكية غزة مظاهرات فلسطينالمصدر: euronews
كلمات دلالية: فلسطين هجوم إسرائيل الولايات المتحدة الأمريكية غزة مظاهرات فلسطين إسرائيل فلسطين حركة حماس الشرق الأوسط غزة قصف هجوم اقتصاد تايوان الصين ألمانيا إسرائيل فلسطين حركة حماس الشرق الأوسط غزة قصف یعرض الآن Next أکثر من
إقرأ أيضاً:
أمريكا وأكلاف الكيان الصهيوني الباهظة
بعد 9 أشهر من القتال، أسفرت عملية “طوفان الأقصى” والحرب العدوانية الإسرائيلية التي تلتها وتصدي المقاومة على الجبهات كافة بفاعلية، عن إحباط محاولة استعادة الردع الإسرائيلي، وإنهاك “جيش” الاحتلال واضطرابه وعجزه حتى عن الاستخدام العقلاني لذخائر وقنابل الدمار الأمريكية الغبية والذكية، واستنفاد قوات الاحتياط، كالمنبت لا أرضاً قطع ولا ظهراً أبقى، وعجز عن تجنيد قوات إضافية، وتراكم خسائر الاقتصاد وتأزم المالية العامة وهروب الاستثمارات الأجنبية ومئات آلاف المستوطنين إلى الخارج، ما يطرح سؤالاً جوهرياً:
أين “الجيش” المتفوّق الذي لا يقهر؟ أين الخطر الذي كان يشكله والتهديد الذي تُساق به دول عربية إلى الخضوع، ويُرغم به النظام العربي الرسمي على إعلان الهزيمة والاستسلام والتطبيع وتوقيع اتفاقيات “سلام”؟ وأين دور هذا الكيان الصهيوني في خدمة إمبريالية أمريكا وهيمنتها بعد أن أصبح عبئاً ثقيلاً يحتاج إلى النصرة والدعم والتمويل على مدار الساعة، وباتت أكلافه الباهظة تفوق العائد من وجوده إن كان هناك عائد؟
منذ أن بدأ الانحطاط الاستراتيجي للكيان الصهيوني في حرب تموز 2006م وسقوط هيبته أمام شعوب الأمة ومقاومتها والعالم، وسقوط روايته وانكشاف أباطيله أمام مختلف الأجيال في عقر دار الغرب الإمبريالي، وفي ظل “طوفان الأقصى” وما تلاها، ازدادت أعباء استمرار الكيان على رعاته، أخلاقياً ودبلوماسياً ومالياً واستراتيجياً، وأصبحت تكلفة وجوده وحمايته تفوق فوائده حتى في المنظور الإمبريالي.
ومن أقرب الأمثلة على ذلك، المواجهة العسكرية، نيابة عن “إسرائيل”، بين الأساطيل الأمريكية والغربية وبين أنصار الله، التي قررت حظر مرور السفن التجارية المتجهة من موانئ الكيان المحتل وإليها في بحر العرب وخليج عدن والبحر الأحمر وباب المندب، واستهدفت هذه السفن بالأسر أو بالقصف، نصرةً لشعب فلسطين في غزة، فتَشكل تحالف عسكري بحري بدعوى حماية حرية الملاحة بعنوان “عملية حارس الازدهار”، وقيل إنه يضم الولايات المتحدة وبريطانيا والبحرين وكندا وفرنسا وإيطاليا وهولندا والنرويج وسيشيل وإسبانيا، وقد تبخر معظمه، وربما لم يبق منه سوى الولايات المتحدة وبريطانيا.
تكررت الاعتداءات والغارات الأمريكية والبريطانية على اليمن، كما توالى الإنكار الغربي لعلاقة الاستهدافات البحرية اليمنية بالعدوان وحرب الإبادة في غزة، فتوسعت المواجهة، واستهدفت حركة أنصار الله سفناً تجارية وحربية أمريكية وبريطانية وحاملة طائرات أمريكية بالصواريخ الباليستية والطائرات والزوارق المسيَّرة، ناهيك عن استهداف ميناءي إيلات (أم الرشراش) وحيفا بالقصف الجوي.
يقول مايك غلين في “واشنطن تايمز” مؤخراً: أثبت “الحوثيون” أنهم معركة صعبة بينما يحاول الجيش الأمريكي تأمين الممر المائي الحيوي، وتستمر الهجمات رغم جهود الحلفاء لإغلاق ترسانتهم… لا يبدو الأمر معركة متكافئة: حركة في إحدى أفقر دول العالم تواجه أقوى قوة عسكرية في العالم وحلفاءها، عازمين على حماية ممر مائي بالغ الأهمية للتجارة العالمية، ومع ذلك، بعد أشهر من الاشتباك، لم يظهر اليمنيون أي علامة على التراجع”.
وتابع: “شنت الحركة ما يقرب من 200 هجوم ضد السفن العسكرية والتجارية التي تمر عبر البحر الأحمر منذ نوفمبر 2023م، وردت الولايات المتحدة وبريطانيا بضربات جوية انتقامية متعددة في عمق اليمن وأمضت أكثر من ستة أشهر في إسقاط أسراب من طائراتهم المسيَّرة وصواريخهم المتجهة نحو السفن التجارية في البحر”.
ويضيف غلين “رغم التحالف البحري الأمريكي والدولي الضخم الذي يصطف ضدهم، فإن اليمنيين يواصلون هجماتهم وينجحون في إحداث اضطراب كبير في أنماط الشحن البحري الدولي، شنت الولايات المتحدة وحلفاؤها نحو 450 ضربة ضد مواقع الجيش اليمني على طول الساحل اليمني، بما في ذلك بعض الطلعات الجوية الأكثر كثافة في الأسابيع القليلة الماضية.”
لقد نجم إذاً عن هذه المواجهة الأمريكية الباهظة مع قوة عسكرية صغيرة إنهاك عسكري للبحرية الأمريكية وفشل استراتيجي وحرج جيوسياسي وإحباط شديد للقوة العظمى الوحيدة في العالم وحلفائها ونظام الأحادية القطبية الدولي ومزاعم أمريكا حماية حرية الملاحة العالمية! ذلك أن التهور الطائش والاندفاع الغاشم نحو صراعات عدمية ومواجهات بلا جدوى أو مبرر، وإنكار حقائق الواقع، يجعل مصداقيتها على المحك، ويعرضها لخسائر وانتكاسات غير محسوبة!
هذه نتائج “الدعم الأمريكي العدمي لإسرائيل”، بتعبير المؤرخ الفرنسي اليهودي إيمانويل تود، في حرب غزة وقبلها، وتظهر كيف تتجاوز تكاليف العلاقة الأمريكية بهذا الكيان الاستيطاني العدواني، حدود عقل الدولة ومنطقها ومصالحها، إلى ارتباط عاطفي Passionate Attachment، والذي حذّر منه الرئيس الأمريكي الرابع، وأحد الآباء المؤسسين توماس جيفرسون، ويستدعي عقلاء في أمريكا، كالسفير جورج بول- وكيل وزارة الخارجية الأسبق، تحذير جيفرسون في سياق انتقاد انحياز العلاقة الأمريكية -الإسرائيلية واختلالها.
فما هي إذاً الغاية أو المصلحة القومية العليا المتحققة من زرع هذا الكيان في المشرق العربي ودعمه وتسليحه، إن لم يكن عدواناً وإثماً وقهراً وإفقاراً واحتواء للعرب والمسلمين، بلا مبرر أو تاريخ من عداء سابق ولا عائق أمام مصالح أمريكا النفطية أو التجارية أو حتى الاستراتيجية، منذ أن بدأت علاقاتها بهذه المنطقة في ثلاثينيات القرن الماضي؟
في ظل الحرب العدوانية الدائرة، تشهد أمريكا والعالم صحوة كبيرة تناصر قضية فلسطين ورواية النكبة الفلسطينية وسقط شبه الإجماع الأمريكي على دعم “إسرائيل”، وأصبحت المعارضة الشعبية الأمريكية لدعم الإدارة الأمريكية للكيان الصهيوني قضية رأي عام واسع النطاق في عام انتخابي حرج، لأول مرة في تاريخ العلاقة الأمريكية-الإسرائيلية، وسبباً مباشراً لإحراج الرئيس جو بايدن، وانفضاض ناخبين أساسيين رجحوه في انتخابات 2020م، وأوصلوه إلى سدة الحكم في البيت الأبيض.
فتراجعت حظوظ إعادة انتخابه، خاصة في ولايات متأرجحة فاز بايدن بأغلبية أصواتها في انتخابات 2020م، وتشير أحدث استطلاعات الرأي العام إلى أن نسبة تأييد هذه الولايات للرئيس السابق دونالد ترامب تفوق بعدة نقاط مئوية نسبة تأييد بايدن حالياً، وفي ضوء أداء بايدن البائس في المناظرة الرئاسية الأولى بينه وبين ترامب، في 27 يونيو 2024م، تراجعت حظوظ إعادة انتخابه أكثر، وناشده أصدقاؤه قبل خصومه، بأن يتنحى عن الترشح مجدداً، ويتقاعد نهائياً من العمل السياسي، ما يعني دخول الحزب الديمقراطي دوامة خطيرة في سنة انتخابية حرجة.
لن يمر زمن طويل قبل أن تبدأ مراكز البحث والتفكير في أمريكا بطرح مسألة أكلاف استمرار دعم الكيان الصهيوني وتمويله وتسليحه والدخول في مواجهات خطيرة لأجل بقائه، طرحاً جاداً، خاصة مع تحوّل توازن القوى إقليمياً لصالح محور وحركات المقاومة ودولياً نحو عودة التعددية القطبية في النظام الدولي.
في الحقيقة، لقد بدأ ذلك الطرح بالفعل منذ 20 عاماً في مقال ثم كتاب بعنوان “اللوبي الإسرائيلي والسياسة الأمريكية في الشرق الأوسط”، بقلم اثنين من كبار علماء السياسة والعلاقات الدولية في أمريكا وهما ستيفن والت (جامعة هارفرد)، وجون ج. ميرشايمر (جامعة شيكاغو).
حيث خلص والت وميرشايمر إلى أن اختلالات السياسة الأمريكية في الشرق الأوسط وما تنجم عنها من اضطرابات وعدم استقرار وعداء للولايات المتحدة واستهداف مصالحها، يعود إلى نفوذ اللوبي الإسرائيلي في واشنطن ودوره في صنع السياسة الخارجية الأمريكية، والانحياز الدائم إلى “إسرائيل” والعداء لشعب فلسطين وإنكار حقوقه، ودعم استمرار الاحتلال الإسرائيلي، حتى لو تناقض كل ذلك مع المصلحة القومية الأمريكية.
ورغم الحملة الصهيونية ضدهما لتشويه سمعتهما الأكاديمية وإسقاط مصداقيتهما، لا يزال هذان المفكران يتمتعان باحترام وتقدير كبيرين في أوساط البحث الأكاديمي والإعلام، بل إن أفكارهما ومحاضراتهما، وخاصة ميرشايمر، وجدت سبيلها كمقاطع فيديو إلى قنوات “يوتيوب”، وتلقى احتراماً بين الجمهور الأمريكي غير المتخصص.