بالفيديو والخرائط.. كيف شنت حماس هجوما مفاجئا على إسرائيل؟
تاريخ النشر: 9th, October 2023 GMT
(CNN) – شن مسلحون من غزة هجوما مفاجئا على إسرائيل فجر السبت، حيث أحدثوا ثغرات في السياج الحدودي، مما أسفر عن مقتل عدد غير معروف من الجنود الإسرائيليين واحتجاز رهائن، حسبما أظهرت مقاطع فيديو تم تحديد موقعها الجغرافي والتحقق من صحتها بواسط CNN.
ويبدو أن الجنود الإسرائيليين في المواقع الحدودية قد فوجئوا إلى حد كبير بالهجوم، الذي تم تنفيذه باستخدام ما يبدو أنه طائرات بدون طيار وقذائف صاروخية وصواريخ موجهة مضادة للدبابات وأسلحة هجومية، حسبما أظهرت مقاطع فيديو نشرتها حركة "حماس" على وسائل التواصل الاجتماعي.
واستولى المسلحون على قواعد عسكرية بالقرب من الحدود، واستولوا على مركبات عسكرية وأضرموا النار في الدبابات. وفي بعض الحالات، تقدم المقاتلون لبضعة أميال داخل المجتمعات القريبة من السياج الأمني الذي يفصل غزة عن إسرائيل، واحتجزوا رهائن مدنيين.
قامت CNN بفحص ما يقرب من 12 مقطع فيديو دعائيًا لحماس، باستخدام التحليل وتحديد الموقع الجغرافي لتجميع ما حدث في المواقع الرئيسية. وقد تم تحرير مقاطع الفيديو هذه، التي نشرتها حماس على قنوات التواصل الاجتماعي الخاصة بها، بشكل كبير من قبل الجماعة الإرهابية.
بيري
في مهرجان موسيقي قريب في الهواء الطلق، يقام على بعد أقل من ميلين من الحدود، قال بعض الحاضرين لشبكة CNN إنهم علموا بالهجوم لأول مرة من خلال صوت الصواريخ.
يظهر مقطع فيديو تم نشره على أحد حسابات حماس على وسائل التواصل الاجتماعي هجوما بالقرب من أحد أجزاء السياج الحدودي عندما قامت طائرة بدون طيار بتصوير هجوم على دبابة إسرائيلية. وفي مقطع فيديو منفصل، شوهد الدخان يتصاعد بالقرب من ثغرة جديدة في السياج. وأظهر الفيديو دبابة إسرائيلية تحترق بالقرب من هذا الثغر.
Credit: Hamasوقال رواد الحفل إن إطلاق النار بدأ بعد حوالي 30 دقيقة من سماع الصواريخ والانفجارات لأول مرة. وقال اثنان من الحاضرين لشبكة CNN إنهما بدآ بالفعل في إخلاء المنطقة بسبب الصواريخ، عندما أدركا أنهما بحاجة إلى الركض هرباً من الرصاص.
وتقدم المسلحون على طول الطريق إلى كيبوتس على بعد ثلاثة أميال جنوب شرق الحدود مع غزة، وفقا للجيش الإسرائيلي.
تظهر مقاطع الفيديو التي حددتها شبكة CNN أن المسلحين يتحركون حول كيبوتس بيري ويأخذون العديد من الإسرائيليين أسرى. المكان الحالي لهؤلاء الرهائن غير معروف، لكن أكدت شبكة CNN أن بعض الحاضرين على الأقل تم تصويرهم وهم يتجولون في أنحاء غزة من قبل مسلحين.
معبر إيرز
يُظهر مقطع فيديو تم تحديد موقعه الجغرافي بواسطة شبكة CNN مسلحين من غزة، وهم يدخلون منشأة إيرز العسكرية بعد اختراق الحدود بالمتفجرات. معبر إيرز هو المعبر الحدودي الرئيسي بين قطاع غزة وإسرائيل.
وشوهد المقاتلون بعد ذلك وهم يطلقون النار على برج حراسة ويتحركون داخل ما يبدو أنه أماكن المعيشة في القاعدة العسكرية.
Credit: Hamasويستمر مقطع الفيديو الذي يُشاهد لأول مرة مع مسلح وهو يطلق النار على رجل ملطخ بالدماء على الأرض، بينما يبدو أن مسلحين آخرين يحتجزون رجلين إسرائيليين كرهائن.
وبينما يتحرك المقاتلون بشكل أعمق داخل القاعدة، ويمسكون بالعلم الإسرائيلي ويستولون على سيارة جيب إسرائيلية، يمكن رؤية عدة جثث هامدة على الأرض.
بالقرب من بيت لاهيا، غزة
ويظهر مقطع فيديو نشرته حماس طائرتين شراعيتين على الأقل بعد وقت قصير من الإقلاع، تحلقان في اتجاه زيكيم، وهو كيبوتس يقع على الحدود مباشرة.
ومن خلفهم، شوهد وابل من الصواريخ، التي تم إطلاقها على حافة حقل شمال بيت لاهيا في غزة، وهي تتجه نحو الشمال.
Credit: Hamasهذا الفيديو هو أقدم صورة لطائرات شراعية التقطت أثناء الهجوم وتم تحديد موقعها الجغرافي بواسطة CNN.
وزعم الجيش الإسرائيلي أنه قتل اثنين من مهاجمي حماس على شاطئ زيكيم؛ من غير المعروف ما إذا كان هذان هما الطياران المظليان اللذان ظهرا في الفيديو. ويبدو أن هذا الهجوم هو هجوم بري شنته حماس على إسرائيل في أقصى الشمال.
ناحل عوز
كما سيطر العشرات من مقاتلي القسام القادمين من غزة والذين كانوا مسلحين بالبنادق والقنابل اليدوية وطائرات بدون طيارعلى قاعدة عسكرية خارج ناحل عوز، حسبما أظهر مقطع فيديو حددته CNN.
Credit: Hamasوقُتل ما لا يقل عن جنديين إسرائيليين على يد المسلحين، وشوهدت ست جنديات على الأقل في القاعدة يتم أسرهن في مقاطع الفيديو.
بدأ الهجوم بتسلل مسلحين بين تلتين بالقرب من بوابة على طول السياج الحدودي بين إسرائيل وغزة. ثم شوهدوا وهم يقتربون ويتحركون بجوار برج مراقبة – ويظهر برج الاتصالات الكبير التابع للقاعدة العسكرية على مسافة بعيدة.
وبمجرد مرورهم، شوهد العشرات من المسلحين يرتدون ملابس داكنة - وهم يتحركون في العراء نحو القاعدة.
ويبدو أن مقطع فيديو آخر، تم تصويره في نفس الوقت تقريبًا بواسطة طائرة بدون طيار مسلحة، يظهر بداية الكمين. وشوهد ثلاثة جنود إسرائيليين يقفون بالقرب من شاحنة في الجزء الجنوبي من القاعدة قبل أن تسقط طائرة بدون طيار قنبلتين على الأقل عليهم. ويبدو أن أحدهم أصيب بجروح خطيرة ثم شوهد الثلاثي وهم يحتمون بجوار مركبة عسكرية قريبة.
ويظهر أحد مقاطع الفيديو مسلحين وهم يلقون قنبلة يدوية فوق مركبة عسكرية إسرائيلية متحركة خارج القاعدة. ومن غير الواضح من مقاطع الفيديو عدد القوات المتمركزة في القاعدة، أو ما إذا كانت هناك معارك واسعة النطاق هناك.
يُظهر مقطع فيديو آخر عدة أفراد – يبدو أن بعضهم ينهبون القاعدة – فوق وحول عدد قليل من الدبابات في ملكية القاعدة. كما شوهد عمود كثيف من الدخان الأسود.
صوفا
ويظهر مقطع فيديو آخر نشرته حماس مهاجمين بالقرب من فتحة في سياج قريب من كيبوتز صوفا، بالقرب من حدود إسرائيل مع مصر.
Credit: Hamasوفي نفس الفيديو، يظهر مقاتلون وهم يقتحمون قاعدة عسكرية قريبة، حيث تظهر مركبات عسكرية إسرائيلية بما في ذلك دبابة. ويمكن رؤية جثث الجنود الإسرائيليين في الفيديو، أحدهم ينزف ولا يرتدي سوى خوذة وسترة تكتيكية وملابسه الداخلية.
ويبدو أن هذا الهجوم هو هجوم بري شنته حماس على إسرائيل في أقصى الجنوب.
شاطئ زيكيم
وبحسب الجيش الإسرائيلي، حاولت حماس أيضًا مهاجمة إسرائيل باستخدام القوارب. وتم تدمير قاربين مطاطيين وقاربين آخرين في وقت مبكر من صباح السبت، بحسب الجيش الإسرائيلي.
وأظهرت لقطات نشرها الجيش الإسرائيلي مساء السبت سفينة بحرية تطلق النار على سفينة يُزعم أنها تابعة لحماس.
Credit: Hamas نشر الاثنين، 09 أكتوبر / تشرين الأول 2023تابعونا عبرسياسة الخصوصيةشروط الخدمةملفات تعريف الارتباطخيارات الإعلاناتكوبونز CNN بالعربيةCNN الاقتصاديةمن نحنالأرشيف© 2023 Cable News Network. A Warner Bros. Discovery Company. All Rights Reserved.المصدر: CNN Arabic
كلمات دلالية: الجیش الإسرائیلی مقاطع الفیدیو على إسرائیل مقطع فیدیو بدون طیار على الأقل بالقرب من حماس على یبدو أن
إقرأ أيضاً:
NYT: بعد 7 أكتوبر غيّرت إسرائيل قواعد الاشتباك ولم تعد تهتم بالمدنيين
نشرت صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية، تقريرا، لمجموعة من مراسليها قالت فيه إنّ: "إسرائيل تساهلت في القواعد لملاحقة مقاتلي حماس بعد هجمات 7 تشرين الأول/ أكتوبر، ما أدى إلى مقتل المزيد من المدنيين في غزة".
وتابع التقرير الذي ترجمته "عربي21" أنّ جيش الاحتلال الإسرائيلي "أصدر في الساعة الواحدة مساء تماما من يوم 7 تشرين الأول/ أكتوبر أمرا أطلق العنان فيه لواحدة من أكثر حملات القصف كثافة في الحروب المعاصرة".
وأضاف: "اعتبارا من ذلك الوقت، بات لدى الضباط الإسرائيليين من ذوي الرتب المتوسطة سلطة ضرب آلاف المسلحين والمواقع العسكرية، وهي التي لم تكن أبدا أولوية في الحروب السابقة في غزة".
وأضاف: "بموجب الأمر أصبح للضباط الآن فرصة ملاحقة ليس فقط كبار قادة حماس، ومستودعات الأسلحة وقاذفات الصواريخ التي كانت محور الحملات السابقة، ولكن أيضا المقاتلين من ذوي الرتب الدنيا".
"سمح الأمر للضباط في كل ضربة، بالمخاطرة بقتل ما يصل لـ20 مدنيا. ولم يحدث أن صدر هذا الأمر، الذي ليس له مثيل في تاريخ إسرائيل العسكري. ومنح ضباط الوسط صلاحية لضرب أكبر عدد من الأهداف ذات الأهمية العسكرية وبثمن كبير على المدنيين" وفقا للتقرير نفسه.
وأكد: "كان هذا يعني على سبيل المثال، ضرب الجيش للمسلحين العاديين وهم في منازلهم ووسط أقاربهم وجيرانهم، بدلا من استهدافهم فقط عندما يكونون بمفردهم في الخارج".
وأبرز: "في الصراعات السابقة مع حماس، لم تتم الموافقة على العديد من الضربات الإسرائيلية إلا بعد أن خلص الضباط بعدم تعرض أي مدني للخطر"، مردفا: "في بعض الأحيان، كان الضباط يخاطرون بقتل ما يصل إلى خمسة مدنيين، ونادرا ما ارتفع الحد إلى 10 أو أكثر، على الرغم من أن عدد القتلى الفعلي كان أعلى من ذلك بكثير في بعض المرات".
وأكد: "لكن القيادة العسكرية غيّرت في 7 تشرين الأول/ أكتوبر قواعد الاشتباك، حيث اعتقدت أن إسرائيل تواجه تهديدا وجوديا، وفق مسؤول عسكري أوضح الأمر بشرط عدم الكشف عن هويته".
وقال المسؤول، وفقا للصحيفة، إنه: "بعد ساعات من دخول مقاتلي حماس إسرائيل وسيطرتهم على بلدات وقواعد عسكرية، وقتل 1,200 شخص واحتجاز 250 أسيرا، خشيت إسرائيل من غزو يأتي من الشمال وتنفذه الجماعات الموالية لإيران، مثل حزب الله اللبناني".
وفي خطاب ألقاه رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو في 7 تشرين الأول/ أكتوبر: "كل الأماكن التي انتشرت فيها حماس بغزة، وكل الأماكن التي اختبأت فيها حماس وتعمل منها، سوف تتحول إلى أنقاض".
إلى ذلك، توصل تحقيق أجرته صحيفة "نيويورك تايمز" إلى أن دولة الاحتلال الإسرائيلي أضعفت بشدة نظام الضمانات الذي كان يهدف إلى حماية المدنيين، واعتمدت أساليب تعاني من القصور للعثور على الأهداف، وتقييم خطر وقوع إصابات بين المدنيين.
كذلك، بحسب التحقيق نفسه: "فشلت بشكل روتيني في إجراء مراجعات ما بعد الضربة وتقييم الأذى الذي لحق بالمدنيين أو معاقبة الضباط على المخالفات وتجاهلت التحذيرات من داخل صفوفها ومن كبار المسؤولين العسكريين الأمريكيين بشأن هذه الإخفاقات".
إثر ذلك، راجعت الصحيفة عشرات السجلات العسكرية وأجرت مقابلات مع أكثر من 100 جندي ومسؤول، بمن فيهم أكثر من 25 شخصا ساعدوا في فحص الأهداف أو الموافقة عليها أو ضربها.
وتوفر رواياتهم مجتمعة صورة لا مثيل لها لكيفية شن الاحتلال الإسرائيلي لواحدة من أعنف الحروب الجوية في هذا القرن. فيما نقلت الصحيفة شهادات الجنود والإسرائيليين شريطة عدم الكشف عن هويتهم. وقامت "نيويورك تايمز" بالتثبت من الأوامر العسكرية مع ضباط على معرفة بمحتواها.
وجد التحقيق الذي قامت به "نيويورك تايمز" الآتي:
أولا: وسع الاحتلال الإسرائيلي بشكل كبير نطاق الأهداف العسكرية التي يسعى إلى ضربها في الغارات الجوية الاستباقية، وزاد في الوقت نفسه عدد المدنيين الذين قد تعرضهم أوامر الضباط للخطر في كل هجوم.
ما أدّى إلى إسقاط ما يقرب من 30,000 قذيفة على غزة في أول 7 أسابيع من الحرب، وهو ما يزيد عن عددها في الأشهر الثمانية التالية مجتمعة.
ثانيا: في عدد من المناسبات، وافق المسؤولون البارزون على هجمات ضد قادة حماس، كانوا يعرفون أنها تعرض حياة 100 من المدنيين أو غير المقاتلين لخطر الموت.
ثالثا: ضرب جيش الاحتلال بوتيرة سريعة، كان من الصعب التأكد فيما إن كان يضرب أهدافا شرعية. استنفدت الغارات كل الأهداف العسكرية التي تم التأكد منها في قاعدة بيانات ما قبل الحرب، وخلال عدة أيام.
وتبنى الجيش نظاما لم تتم الموافقة عليه للبحث عن أهداف جديدة واستخدم الذكاء الاصطناعي وعلى قاعدة واسعة.
رابعا: اعتمد جيش الاحتلال على نموذج إحصائي بدائي لتقييم خطر إلحاق الضرر بالمدنيين، وفي بعض الأحيان شنّ غارات على الأهداف بعد عدّة ساعات من تحديد موقعها، الأمر الذي زاد من نسبة الخطأ.
واعتمد النموذج بشكل أساسي على تقديرات استخدام الهاتف المحمول في الأحياء، بدلا من المراقبة المكثفة لمبنى محدد، كما كان شائعا في الحملات الإسرائيلية السابقة.
خامسا: منذ اليوم الأول للحرب، قلّل جيش الاحتلال ممّا يطلق عليه الطرق على الأسطح أو الطلقات التحذيرية التي منحت المدنيين فرص الهروب من هجوم محتوم. وعندما كان بوسع الجيش استخدام ذخائر أصغر حجما وأكثر دقة لتحقيق نفس الهدف العسكري، كانت الضربات تتسبب أحيانا بأضرار أكبر من خلال إسقاط "القنابل الغبية"، فضلا عن القنابل التي تزن 2,000 رطل.
إلى ذلك، تعلق الصحيفة أن الحملة العسكرية ضد غزة كانت في أعلى المستويات كثافة خلال الأشهر الأولى الخمسة من الحرب. واستشهد أكثر من 15,000 فلسطيني، أو ثلث الحصيلة الكاملة للقتلى، حسب وزارة الصحة الفلسطينية.
ومنذ تشرين الثاني/ نوفمبر 2023 فصاعدا، بدأت دولة الاحتلال الإسرائيلي بالتقليل من الهجمات وتشديد قواعد الاشتباك، وخفض عدد المدنيين الذين قد يتعرضون للخطر عند ضرب المسلحين من ذوي الرتب المنخفضة الذين لا يشكلون أي تهديد وشيك، إلى النصف.
وفي الأسابيع الأولى من الحرب، استشهد أكثر من 30,000 فلسطيني. وفي الوقت الذي شككت فيه دولة الاحتلال الإسرائيلي بالأرقام إلا أن أعداد الشهداء استمرت بالارتفاع.
وعندما قدمت الصحيفة نتائج تحقيقها لجيش الاحتلال الإسرائيلي، رد ببيان مكتوب من 700 كلمة، اعترف فيه بأن قواعد الاشتباك تغيرت بعد 7 تشرين الأول/ أكتوبر، فيما زعم أن قواته استخدمت وبشكل متناسق الوسائل والأساليب الملتزمة بقواعد القانون.
وأضاف البيان أن: "التغييرات جاءت في سياق صراع غير مسبوق ولا يمكن مقارنته بمسارح أخرى للأعمال العدائية في جميع أنحاء العالم"، مبررا أنها أتت إثر هجوم حماس وجهود المسلحين للاختباء بين المدنيين في غزة وشبكة الأنفاق الواسعة.
وكان أقارب أحد القادة في حركة مرتبطة بحماس، شلدان النجار، أول الضحايا لتغير قواعد الاشتباك الإسرائيلية. فعندما ضرب طيران الاحتلال الإسرائيلي بيته قبل 9 أعوام لم يصب أحد من أفراد عائلته بمن فيها نفسه.
ولكن بحسب التقرير، عندما استهدفت البيت في الحرب الجديدة لم يقتل النجار فحسب بل و20 فردا من عائلته، وذلك حسب شقيقه سليمان الذي عاش في البيت الذي ضرب وشاهد آثار ما بعد الضربة مباشرة.
وتزعم دولة الاحتلال الإسرائيلي، المتّهمة بارتكاب إبادة جماعية أمام محكمة العدل الدولية أنها تتخذ الإجراءات قبل الضربات، من ناحية إفراغ مدن بكاملها وإسقاط الملصقات.
وبحسب البروتوكول العسكري الإسرائيلي فهناك أربع فئات لتجنب تعريض المدنيين للخطر: مستوى صفر، الذي يمنع الجنود من تعريض المدنيين للخطر. مستوى واحد، ويسمح بقتل خمسة مدنيين. مستوى اثنين، ويسمح بقتل على الأقل 10 مدنيين. مستوى ثلاثة، ويسمح بقتل 20 مدنيا على الأقل. وقد أصبح الأخير هو المعيار المعمول به بعد 7 تشرين الأول/ أكتوبر.
وفجأة، أصبح بإمكان الضباط أن يقرّروا إسقاط قنابل تزن طنا واحدا على قطاع من البنية التحتية العسكرية، بما في ذلك مخازن الذخيرة الصغيرة ومصانع الصواريخ، علاوة على قتل جميع مقاتلي حماس والجهاد الإسلامي.
وكان تعريف الهدف العسكري يشمل أبراج المراقبة والصرافين المشتبه في تعاملهم مع أموال حماس، وكذا مداخل شبكة الأنفاق تحت الأرض. ولم يكن الحصول على إذن من كبار القادة مطلوبا إلا إذا كان الهدف قريبا للغاية من موقع حساس، مثل مدرسة أو منشأة صحية، رغم أن مثل هذه الضربات كانت تتم الموافقة عليها بانتظام أيضا.
وكان الأثر حاسما، فقد وثقت "إيروارز"، التي ترصد النزاعات من مقرها في لندن، 136 هجوما قتل فيها على الأقل 15 مدنيا في شهر تشرين الأول/ أكتوبر 2023.
وتقول المنظمة إن الرقم هو خمسة أضعاف ما وثقته في نزاع آخر، ومنذ بداية عملها قبل عقد من الزمان. وبحسب أربعة ضباط إسرائيليين شاركوا في اختيار الأهداف، سمح أحيانا باستهداف حفنة من قادة حماس، طالما وافق كبار الجنرالات أو القيادة السياسية في بعض الأحيان.
وقال ثلاثة منهم إن واحدا من المستهدفين كان إبراهيم بياري، وهو قائد كبير في حماس استشهد في شمال غزة في أواخر تشرين الأول/ أكتوبر، في هجوم قدرت منظمة "إيروارز" أنه أسفر عن استشهاد 125 آخرين على الأقل.
أمر آخر، أصدرته القيادة العسكرية العليا في الساعة 10:50 مساء يوم 8 تشرين الأول/ أكتوبر ويعطي صورة عن حجم الخسائر المدنية التي تعتبر مقبولة. وقالت إن الضربات على الأهداف العسكرية على غزة سمح لها بتعريض ما يصل إلى 500 مدني للخطر كل يوم.
ووصف المسؤولون العسكريون الأمر بأنه إجراء احترازي يهدف للحد من عدد الضربات التي يمكن أن تحدث كل يوم. وقال الباحث في الأكاديمية العسكرية، ويست بوينت، مايكل شميدت، لصحيفة "نيويورك تايمز"، إنّ: "الأمر قد يفهم من قبل الضباط من ذوي الرتب المتوسطة على أنه حصة يجب عليهم الوصول إليها".
كذلك، زاد الخطر على المدنيين بسبب الاستخدام الواسع النطاق لجيش الاحتلال الإسرائيلي للقنابل التي يبلغ وزنها 1,000 و2,000 رطل، وكثير منها من صنع الولايات المتحدة، والتي شكلت 90 في المئة من الذخائر التي أسقطها الاحتلال الإسرائيلي في الأسبوعين الأولين من الحرب.
وبحلول تشرين الثاني/ نوفمبر، قال ضابطان، إن: القوات الجوية ألقت عددا كبيرا من القنابل التي يبلغ وزنها طنا واحدا حتى أنها بدأت تعاني من نقص في مجموعات التوجيه التي تحول الأسلحة غير الموجهة، أو "القنابل الغبية"، إلى ذخائر موجهة بدقة. وهو ما أجبر الطيارين على الاعتماد على قنابل أقل دقة.