هجوم حماس المفاجئ.. هل يشكل ضربة لجهود التطبيع السعودي الإسرائيلي المحتمل؟
تاريخ النشر: 9th, October 2023 GMT
مع اكتساب جهود تطبيع العلاقات بين السعودية وإسرائيل زخما خلال الأسابيع الماضية، تصاعدت التوترات بين إسرائيل والأراضي الفلسطينية بشكل مفاجئ.
وبحسب صحيفة "فايننشال تايمز" البريطانية، فإن هجوم حماس المفاجئ على إسرائيل يمثل "ضربة" للتوصل لصفقة كبيرة بين المملكة الخليجية وإسرائيل بوساطة أميركية.
وقالت الصحيفة إن القتال الدائر حاليا "سيعيد تشكيل ديناميكيات الصراع الإسرائيلي الفلسطيني".
وقال نائب رئيس السياسات بمعهد الشرق الأوسط في واشنطن، براين كاتوليس، إن "اتفاقا كهذا كان دائما قمة يصعب تسلقها، والآن ازداد ذلك صعوبة".
وفي حديثه لوكالة فرانس برس، رأى أن أعمال العنف الأخيرة "تعيد تسليط الضوء على النزاع بين الفلسطينيين وإسرائيل، وتجعل من الصعوبة إخفاء هذه المسائل المعقدة كما فعلت اتفاقات إبراهيم المبرمة عام 2020"، في إشارة إلى التطبيع بين إسرائيل وكل من الإمارات والبحرين والمغرب.
وقبل الهجمات المفاجئة التي جاءت فجر السبت، وتعتبر الأكبر ضد إسرائيل منذ حرب أكتوبر 1973، كان المسؤولون الأميركيون يعملون مع إسرائيل والسعودية سعيا للتوصل إلى تطبيع بينهما.
وشمل ذلك مناقشة مطالب فلسطينية نقلتها السعودية، بالإضافة إلى مناقشة ما تكون إسرائيل على استعداد لتقديمه من تنازلات بشأن تلك المطالب.
وفي هذا الصدد، قالت "فايننشال تايمز": "لم تشارك حماس (الجماعة المصنفة على قوائم الإرهاب الأميركية التي تحكم قطاع غزة)، في أي من المناقشات، ويبدو أن كافة الأطراف استهانت بالمدى الذي يمكن أن تلعبه الجماعة في إفساد الأمور".
وفي مقابلة مع شبكة "سي إن إن" الأميركية، الأحد، قال وزير الخارجية الأميركي، أنتوني بلينكن، إن "عرقلة التطبيع المحتمل للعلاقات بين إسرائيل والسعودية ربما يكون بالتأكيد من دوافع الهجوم الذي شنته حماس على إسرائيل".
وقال الزميل البارز في مؤسسة كارنيغي للسلام الدولي، آرون ديفيد ميلر، إن "الجزء الإسرائيلي السعودي أصبح الآن على الهامش".
وأضاف في حديثه لصحيفة "فايننشال تايمز"، أنه "على الرغم من التزام الإدارة (الأميركية) والإسرائيليين والسعوديين، فإننا على وشك الدخول في فترة غير عادية بين الإسرائيليين والفلسطينيين".
وكان ولي العهد السعودي، الأمير محمد بن سلمان، قد صرح في مقابلة مع شبكة "فوكس نيوز"، الشهر الماضي، بأن المملكة تقترب "أكثر فأكثر" من التطبيع مع إسرائيل، لكنه كرر موقف بلاده بـ"ضرورة أن يشمل أي اتفاق معالجة قضايا الفلسطينيين".
وقال: "نأمل أن تؤدي (مباحثات الاتفاق) لنتيجة تجعل الحياة أسهل للفلسطينيين، وتسمح لإسرائيل بأن تلعب دوراً في الشرق الأوسط".
وتشمل الخطوط العريضة للمناقشات بشأن الصفقة المحتملة، اتفاقية دفاع أميركية سعودية، ومساعدة للبرنامج النووي المدني السعودي، مقابل اتخاذ إسرائيل خطوات لتحسين ظروف الفلسطينيين.
"عقبة أخرى"كان رد فعل السعودية سريعا على هجمات حماس، لكنها لم تدنها بشكل مباشر. ودعت الرياض إلى "الوقف الفوري للتصعيد بين الجانبين وحماية المدنيين وضبط النفس".
وحذرت من أن "الأمور تنفجر بسبب استمرار الاحتلال وحرمان الفلسطينيين من حقوقهم المشروعة، والاستفزازات المتكررة ضد مقدساتهم".
ورأى الباحث السعودي، عزيز الغشيان، أن موقف الرياض "يهدف إلى دحض الشكوك بأن المملكة ستولي التطبيع أولوية على حساب دعم حقوق الفلسطينيين".
وأوضح في تصريحاته لفرانس برس: "هذا الوضع دفع السعودية للعودة إلى دورها التقليدي. وضع نتانياهو عقبة أخرى أمام المباحثات لأنه قال إن هذه حرب الآن. لا أتوقع أن يحصل التطبيع على خلفية حرب".
ويعتقد محللون أنه "من غير المرجح" أن يكون لدى إسرائيل والسعودية "مجال للمناورة بشأن مسألة الفلسطينيين"، ولن تكون إسرائيل "قادرة على تقديم الكثير من التنازلات، نظرا لارتفاع عدد القتلى"، الذي يبلغ حاليا نحو 800 إسرائيلي، وفق ما ذكرت هيئة البث الإسرائيلية، فضلا عن 100 مختطف على الأقل لدى حماس، بعضهم أميركيون.
وفي الوقت نفسه، ذكرت الصحيفة أنه "يجب على السعودية أن تكون مهتمة برد فعل الشارع العربي والإسلامي، حيث تستضيف ملايين الحجاج المسلمين كل عام، ويحظى موقفها بشأن الدولة الفلسطينية بأهمية خاصة".
مدير برنامج الشرق الأوسط في مجموعة الأزمات الدولية، غوست هلترمان، قال إن "المشاعر الشعبية مؤيدة بقوة للفلسطينيين في المملكة ومعظم الشرق الأوسط"، معتبرا أن هذا يمثل "قلقا".
وقال هلترمان إنه "على الرغم من أن التجارة وتبادل التكنولوجيا أمر ممكنة، فإن هناك حدودا واضحة لأي شيء يمكن ربطه بالسلام الحقيقي".
المصدر: الحرة
كلمات دلالية: الشرق الأوسط
إقرأ أيضاً:
حماس تدعو الفلسطينيين إلى الصمود
وجهت حركة المقاومة الإسلامية (حماس) -اليوم الأحد- رسالة إلى الشعب الفلسطيني والأمتين العربية والإسلامية بمناسبة حلول عيد الفطر المبارك، دعت فيها الفلسطينيين إلى التكاتف والصمود، والعرب والمسلمين إلى دعم أهل غزة.
وقالت حماس في بيان لها عبر تطبيق تليغرام "في عيد الفطر المبارك، نستذكر صمود شعبنا العظيم ومقاومته الباسلة، ونسأل الله أن يتقبل طاعاتهم وجهادهم ورباطهم وتضحياتهم وأن يعيده علينا بمزيد من الثبات والنصر وتحرير الأرض والمقدسات".
وأضافت "يحل عيد الفطر هذا العام وشعبنا الفلسطيني في قطاع غزة والضفة الغربية والقدس يواجه عدواناً صهيونياً همجياً، وسط حصار وتجويع وقتل وتدمير، في ظل صمت دولي مخز ودعم أميركي مطلق للاحتلال".
ودعت حماس الشعب الفلسطيني إلى "تعزيز أواصر التكافل والتعاضد، وتجديد العهد على مواصلة طريق الصمود والمقاومة حتى التحرير والعودة".
كما دعت الأمة العربية والإسلامية إلى "مضاعفة جهود الدعم والإسناد لشعبنا في غزة العزة، وتحمّل مسؤولياتها في تصعيد الفعاليات الشعبية والضغط لوقف العدوان ورفع الحصار، ومناصرة قضية فلسطين العادلة حتى تحقيق النصر وزوال الاحتلال".
ومنذ ساعات الفجر الأولى ليوم العيد، واصلت إسرائيل شن غارات متفرقة على مناطق مختلفة من القطاع مما أدى لاستشهاد وجرح مواطنين.
إعلانوأدى مئات آلاف الفلسطينيين بقطاع غزة اليوم صلاة العيد فوق أنقاض المساجد المدمرة وفي مراكز إيواء وبجانب منازلهم المدمرة، بينما غابت مظاهر الفرح والاحتفال في ظل استمرار حرب الإبادة الإسرائيلية والمتواصلة منذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023.
وبدعم أميركي مطلق ترتكب إسرائيل، منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، إبادة جماعية بغزة خلفت أكثر من 164 ألف شهيد وجريح من الفلسطينيين، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 14 ألف مفقود.