مروان عيسى.. رجل الظل الذي يرعب إسرائيل بـحرب الأدمغة
تاريخ النشر: 9th, October 2023 GMT
مروان عيسى رجل الظل واليد اليمنى لمحمد الضيف، ونائب القائد العام لكتائب الشهيد عز الدين القسام وعضو المكتب السياسي والعسكري لحركة المقاومة الإسلامية (حماس)، ولد عام 1965، وشكّلت جهوده في تطوير الكتائب تهديدا حقيقيا لإسرائيل، التي وضعته على قائمة أبرز المطلوبين لديها.
اعتقلته قوات الاحتلال الإسرائيلي خلال الانتفاضة الأولى مدة 5 أعوام (1987-1993)، بسبب نشاطه التنظيمي في صفوف حماس التي التحق بها في سن مبكرة.
وتقول إسرائيل إنه طالما ظل على قيد الحياة فإن ما تصفه بـ"حرب الأدمغة" بينها وبين حماس ستبقى متواصلة. وتصفه بأنه رجل "أفعال لا أقوال"، وتقول إنه ذكي جدا لدرجة "يمكنه تحويل البلاستيك إلى معدن".
المولد والنشأةولد مروان عبد الكريم عيسى -المكنى أبو البراء- عام 1965 في مخيم "البريج" للاجئين الفلسطينيين وسط قطاع غزة، فنشأ حاملا على عاتقه حلم العودة إلى القرية التي هُجّر منها أهله في "بيت طيما" بمدينة المجدل إبان النكبة عام 1948.
انتمى عيسى إلى جماعة الإخوان المسلمين في شبابه، وساهم في تنفيذ أنشطتها الدعوية والاجتماعية والتنظيمية، وتميّز بين أقرانه ببنيته القوية.
برز لاعبا مميزا في كرة السلة، وكان يلقب بـ"كوماندوز فلسطين"، وكانت له صولات وجولات في الملاعب ضمن فريق "نادي خدمات البريج".
مع ذلك لم تكتب له مسيرة رياضية، إذ اعتقله الاحتلال عام 1987 بتهمة الانضمام لحركة "حماس"، واعتقلته بعدها السلطة الفلسطينية عام 1997، ولم يخرج إلا بعد اندلاع انتفاضة الأقصى عام 2000.
ولما أفرج عنه ترك الرياضة وشق طريقا مالت إليها نفسه تلبية لواجب الدفاع عن الأرض، فالتحق بكتائب القسام، الجناح العسكري لحركة حماس، وكان حينها في التاسعة عشر من عمره.
وكان دخوله للحركة على يد إبراهيم المقادمة، الذي كان أبو البراء يتدارس عنده أسبوعيا في المسجد الكبير داخل المخيم، فلمح فيه فراسة ونباهة تميز بها عن أقرانه.
التجربة العسكريةشكلت تجربته في السجن بعد أن اعتقل في زنازين الاحتلال فكره القسامي، فانضم لها فور خروجه، ومنذ أن التحق بها وهو يتدرج في مناصبها حتى صار من الرؤوس التي تقف خلف قرار العمليات والمعارك بشكل مستقل أو بالتشاور مع يحيى السنوار قائد الحركة في غزة.
كان أبو البراء في الدفعة التي شاركت بسلسلة العمليات الاستشهادية عام 1996 انتقاما لاغتيال المهندس يحيى عياش، إلى جانب عدد من البارزين في الحركة أمثال الضيف وحسن سلامة وغيرهم، فاعتقل على إثرها أربع سنوات، قبل أن يفرج عنه بعد انتفاضة الأقصى عام 2000.
وبعد خروجه من سجون السلطة، لعب عيسى دورا محوريا في الانتقال بكتائب القسام من خلايا نصف عسكرية منظمة على أساس هيكلة عسكرية، إلى كتائب ووحدات وألوية طبقا لهرم عسكري واضح.
وبقي مجهولا حتى أعلن عنه رسميا ضمن "أسماء قادة الصف الأول من كتائب القسام" في البيان الذي نشرته في سبتمبر/أيلول 2005 قبل 10 أيام من الانسحاب الإسرائيلي من عزة.
وخلال الانسحاب الإسرائيلي من غزة نشرت القسام نشرة خاصة باسم "فجر الانتصار" فيها مقابلات مع عدد من قادة القسام، عرف فيها عن مروان عيسى بأنه "مسؤول عمليات المستوطنات"، وتحدث عن طبيعة هذه العمليات التي زرع فكرتها صلاح شحادة القائد العام السابق للكتائب، وعلّق عيسى "قررنا نقل المعركة إلى منازل المستوطنين".
وشرح أبو البراء آلية عمل اقتحامات المستوطنات التي تأخذ من المقاومين "جهدا وتدريبات شاقة وإعدادا متواصلا"، إذ يبدؤونها بعمليات رصد ومراقبة قد تمتد لأسابيع، ثم يتم إرسال كل ما تم جمعه للقيادة العامة التي تناقش التفاصيل وتشكل لجنة لدراسة إمكانية تنفيذ العملية من حيث "تحقيق أكبر قدر ممكن من النجاح وأقل قدر ممكن من الخسائر".
وأشارت تقارير إسرائيلية إلى أن جهود أبو البراء كانت في اتجاهين خلال سنوات انتفاضة الأقصى، الأولى في هيكلة كتائب القسام وتنظيم جيشها المتفرق بين ألوية وكتائب ومجموعات، والثاني بسد الفراغ بعد اغتيال المهندس عدنان الغول عام 2004، للخروج بمشروع للتصنيع المحلي بما يخدم المقاومة برا وبحرا وجوا.
ولدوره البارز في الحركة خاصة بعد الانتفاضة الثانية، صار ملاحقا من إسرائيل التي أدرجت اسمه ضمن أبرز المطلوبين للاغتيال، وحاولت اغتياله خلال اجتماع هيئة الأركان عام 2006 مع الضيف وقادة الصف الأول في كتائب القسام، لكنه خرج منها مصابا ولم يتحقق هدف الاحتلال في تصفيته.
كما دمرت مقاتلات حربية إسرائيلية منزله مرتين خلال العدوان على غزة عام 2014 و2021، وهو العدوان الذي استشهد فيه أخوه وائل.
خلال الحصار على قطاع غزة عام 2009 عانى ابنه براء ذو التسع سنوات حينها من فشل كلوي، ورغم ذلك منع من السفر للعلاج خارج غزة، وتوفي على إثرها وأصبح الشهيد رقم 359 جراء الحصار المفروض على القطاع منذ 2007.
إسرائيل تزعم أن المشار إليه في الصورة هو مروان عيسى (مواقع التواصل الاجتماعي)لم يكن وجهه معروفا قبل عام 2011، حيث ظهر في صورة جماعية التقطت خلال استقبال الأسرى المفرج عنهم في صفقة "وفاء الأحرار" مقابل الجندي الإسرائيلي جلعاد شاليط، وكان فيها خالد مشعل وصالح العاروري وأحمد الجعبري، وزعمت إسرائيل أن الشخص الموجود إلى جانبهم في منتصف الصورة هو مروان عيسى.
"مسؤول عمليات المستوطنات" أبو البراء ظهرت تكتيكاته وجهوده في التخطيط للاقتحامات في معارك غزة التي خاضتها بداية من "حجارة السجيل" عام 2012 إلى "طوفان الأقصى" عام 2023، إذ ظهرت فيها قوة القوات البرية والاستخباراتية والتقنية ومدى التخطيط المنظم والمحكم، والاهتمام الخاص باقتحام المستوطنات والمقرات الأمنية.
وفي معركة "طوفان الأقصى" ظهرت إستراتيجياته ومنهجيته في توجيه القوات الخاصة و"الكوماندوز" برا وبحرا، حيث اخترقت السياج الحدودي مع غزة واقتحمت المستوطنات في الغلاف بعمق وصل 40 كيلومترا.
وساهم بتطوير أسلحة الحركة ووجه الجهود فيها حتى تطورت تطورا هائلا، فزاد مدى وصول الصواريخ وقدرتها التدميرية، ونقل الكتائب في مناسبات كثيرة من وضع الدفاع إلى وضع الهجوم.
ولاهتمامه بتطوير الجانب العسكري عتادا وأفرادا، امتلكت الحركة طائرات مسيرة وشكلت قوات نخبة وحفرت أنفاقا هجومية، كما شكلت وحدة كوماندوز بحري نفذت عدة هجمات على الساحل في عسقلان وكبدت إسرائيل خسائر جمة.
التجربة السياسيةإلى جانب تجربته العسكرية، كانت لعيسى تجارب سياسية له فيها دور بارز، حيث ظهر عام 2015 في ندوة علمية في غزة من تنظيم كلية الرباط الجامعية التابعة لوزارة الداخلية، تحدث خلالها عن جهود حماس في تعزيز قوتها وصياغة التحالفات مع من يمكن أن يمدها بالسلاح.
وعلّق على قرار محكمة مصرية بتصنيف حماس "تنظيما إرهابيا" قائلا إن "كل المحاولات الإقليمية والدولية لحصار حماس وذراعها العسكري ستفشل" وبالفعل تراجعت المحكمة وألغت قرارها بعد ثلاث أشهر من هذا التصريح.
وفي عام 2017 وصل أبو البراء إلى مصر ضمن وفد عسكري سياسي لخوض مفاوضات حول تبادل الأسرى، وتكررت زياراته في الأعوام اللاحقة لبحث ملفات ذات علاقة بالأسرى والتهدئة والمعابر.
وفي العام نفسه انتخب عضوا للمكتب السياسي ممثلا عن الجناح العسكري للحركة، وأدرج عام 2019 على لوائح الإرهاب الأميركية. ثم أعيد انتخابه في المنصب نفسسه عام 2021 وظهر في الصورة الجماعية لأعضاء المكتب مغطيا وجهه بكمامة.
وفي يونيو/حزيران من العام نفسه ظهر أبو البراء ضيفا في برنامج "ما خفي أعظم" -الذي تبثه قناة الجزيرة- متحدثا عن الأوراق التي تملكها المقاومة وعبرها تستطيع إنجاز صفقة تبادل ناجحة. وتكرر ظهوره مرتين فيما بعد عام 2022 في فيلمين وثائقيين أصدرتهما القسام في الذكرى السنوية الأولى لمعركة سيف القدس.
وفي مارس/آذار 2023 حذر مروان عيسى من "زلزال يضرب المنطقة" إن تم المساس بالمسجد الأقصى، وقال إن إسرائيل "أنهت اتفاقية أوسلو، وإن الأيام القادمة ستكون مليئة بالأحداث"، وهو ما حدث فعلا عند إعلان معركة "طوفان الأقصى" يوم 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023.
المناصب والمسؤوليات عضو المكتب السياسي لحركة حماس عام 2017، ثم أعيد انتخابه عام 2021. من مهندسي صفقة "وفاء الأحرار" عام 2011. من مسؤولي تطوير القدرات العسكرية للقسام. شارك في إعادة بناء كتائب القسام مع صلاح شحادة عام 2000. الرجل الثاني في الكتائب (نائب القائد العام محمد الضيف) خلفا لأحمد الجعبري عام 2012. يعد حلقة الوصل بين القيادة العسكرية والقيادة السياسية. من القيادات المسؤولة عن أي صفقة تبادل أسرى مع الاحتلال. مسؤول عمليات المستوطنات في كتائب القسامالمصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: کتائب القسام
إقرأ أيضاً:
الهدنة والمهلة تضيق .. هل سيواجه الشرق الأوسط الجحيم الذي توعده ترمب ؟!
سرايا - يوسف الطورة - يبدي مسؤولون إسرائيليون وأميركيون مشاركون في المفاوضات بشأن صفقة الرهائن ووقف إطلاق النار في غزة، قلقهم من أن احتمالات التوصل إلى اتفاق قبل تولي الرئيس ترمب منصبه "ضئيلة".
ترمب " 'مهدد' الشرق الأوسط دفع الثمن" إذا لم تطلق حماس سراح الرهائن المحتجزين في غزة بحلول 20 كانون الثاني/ يناير، اعقبه تكثيف الرئيس بادين جهود إدارته الوساطة في صفقة، وجعلها من أولوياته في الأشهر الأخيرة من رئاسته.
ليس من الواضح ما الذي يقصده ترمب بـ "الثمن الذي سيدفع" لدرجة مواجهة "الجحيم"، خاصة وان الترجيحات تدفع بعدم وجود خطة واضحة لما سيحدث، إذا تم تجاوز الموعد النهائي الذي منحه الرئيس الأمريكي المنتخب.
ترجيحات تدفع اعتقاد مسؤولين إسرائيليين، دعم الرئيس الأمريكي القادم في ولايته الثانية المنفصلة، إجراءات إسرائيلية عارضتها إدارة بايدن، أبرزها تقليص المساعدات الإنسانية للفلسطينيين في غزة، في حال لم تبرم صفقة.
في الوقت الذي يرى فيه مسؤولون أميركيون وإسرائيليون إن قائد حماس العسكري، محمد السنوار، لا يبدو أنه يتأثر بتهديد ترمب، يرجح مطلعون على المحادثات إنه لا يزال هناك احتمال لإبرام صفقة خلال الأسابيع الثلاثة القادمة.
الثابت، إذا لم تثمر المفاوضات بحلول 20 يناير، فإن الانتقال إلى إدارة ترمب قد يدفع بالمحادثات إلى الوراء، ربما لعدة أشهر، ما قد يؤدي إلى فقدان المزيد من الأرواح بين الرهائن، وفق تقديرات رسمية غربية.
فصائل المقاومة الفلسطينية لا تزال تحتجز 100 رهينة في غزة، بينهم سبعة أميركيين، يعتقد أن نصفهم على قيد الحياة، من بينهم ثلاثة أميركيين، وفقاً للمخابرات الإسرائيلية.
هذا الأسبوع عاد المفاوضون الإسرائيليون من الدوحة، بعد ثمانية أيام من المحادثات التي توسطت فيها قطر ومصر دون تحقيق تقدم يذكر.
وعاد مدير وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية "CIA" بيل بيرنز ،ومستشار البيت الأبيض لشؤون الشرق الأوسط بريت ماكغورك، إلى واشنطن، بعد تواجدهم لأيام في العاصمة القطرية الدوحة الأسبوع الماضي، متشككين في فرص التوصل إلى صفقة قبل 20 يناير المقبل.
وتبادلت حماس وإسرائيل قبل أيام الاتهامات بشأن المسؤولية عن عدم تحقيق تقدم في ملف المفاوضات، تصر الحركة أنها تفاوضت بجدية، لكن الأخيرة قدمت مطالب جديدة غير مقبولة.
رئيس وزراء حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو، زعم أن حماس تكذب وأنها تنصلت من تفاهمات تم التوصل إليها مسبقاً"، رد عليها مسؤولون إسرائيليون مطلعون على المحادثات إن كلا الطرفين على حق.
بينما تم إحراز بعض التقدم في الدوحة الأسبوع الماضي، لا تزال القضايا الجوهرية عالقة، ابرزها ما إذا كانت الصفقة ستشمل إنهاء الحرب وانسحاب إسرائيل من القطاع الفلسطيني.
الرواية الإسرائيلية الرسمية، تصف أن المفاوضات لم تنهار، لكنها عالقة، حيث يريد الطرفان كسر الجمود دون تقديم تنازلات كبيرة.
وأثار نتنياهو الجدل في اجتماعات الأربعاء بعد عودة الوفد من الدوحة، بزعمه، بأن إسرائيل لا تعرف بدقة مع من تتفاوض: السنوار في غزة، أم الممثلون السياسيون الأكثر براغماتية في الدوحة، زاعماً "أنه لا يعرف من يمتلك القرار الفعلي".
نتنياهو الذي يؤكد رفض السنوار تقديم أسماء المحتجزين الذين لا يزالون على قيد الحياة، ويمكن إطلاق سراحهم في المرحلة الأولى من الصفقة، التي تغطي النساء والرجال الذين تجاوزوا 50 عاماً ومن يعانون من حالات صحية سيئة، يُصر أنه لن يوافق على صفقة دون معرف محتواها وما الذي يحصل عليه مسبقاً.
في الجانب الآخر، تؤكد حماس أن ذلك سيصبح أسهل بمجرد التوصل إلى وقف إطلاق النار، مجددة نفيها وجود انقسامات بين الأجنحة العسكرية والسياسية للحركة.
بينما قال رئيس حكومة الاحتلال، سيشاور فريقه التفاوضي خلال الأيام القليلة المقبلة بشأن الخطوات المقبلة، شهدت تل أبيب، مطلع الأسبوع الجاري، احتجاجات، مطالبين بوقف إطلاق النار وإتمام صفقة الرهائن.
تابع قناتنا على يوتيوب تابع صفحتنا على فيسبوك تابع منصة ترند سرايا
طباعة المشاهدات: 422
1 - | ترحب "سرايا" بتعليقاتكم الإيجابية في هذه الزاوية ، ونتمنى أن تبتعد تعليقاتكم الكريمة عن الشخصنة لتحقيق الهدف منها وهو التفاعل الهادف مع ما يتم نشره في زاويتكم هذه. | 27-12-2024 07:34 PM سرايا |
لا يوجد تعليقات |
الرد على تعليق
الاسم : * | |
البريد الالكتروني : | |
التعليق : * | |
رمز التحقق : | تحديث الرمز أكتب الرمز : |
اضافة |
الآراء والتعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها فقط
جميع حقوق النشر محفوظة لدى موقع وكالة سرايا الإخبارية © 2024
سياسة الخصوصية برمجة و استضافة يونكس هوست test الرجاء الانتظار ...