يعد الراحل توفيق الحكيم واحدا من أحد أهم كتاب الرواية العربية، حيث ولد عام 1898 بمدينة الإسكندرية لأب من الفلاحين الأثرياء، فهو من أبرز الأسماء عبر التاريخ الطويل في الأدب العربي، بالإضافة إلى أنه كاتب مسرحيات، ويوجد له العديد من المؤلفات البارزة التي ألهمت العديد من الأجيال الأدبية.

قدم توفيق الحكيم الذي تحل ذكرى ميلاده اليوم الاثنين، روشتة للنهوض بالثقافة العربية في كتاب له تحت عنوان" تحت شمس الفكر" ضم خلاله عددا من المقالات وحتى المراسلات التي كانت بينه وبين النقاد والأدباء وعددا من أصدقائه.

وكان من المقترحات التي وضعها توفيق الحكيم للنهوض بالثقافة العربية هو أن الحضارات والثقافات لا تنهض من طبقات متعددة سابقة لكن السبيل الوحيد لتوليد ثقافتنا الشرقية ونهوضها فالطريق يكون  كما فعلت الحضارات السابقة من قبلنا وهو القيام بحركة ترجمة واسعة النطاق ولا يغني التلخيص عن الترجمة فنحن بإزاء نهضة فكرية يجب أن تُشيد على دعائم قوية، وكما أن عصر النهضة الذي تلاه القرون الوسطى في أوربا قام على حركة ترجمة المؤلفات الاغريقية، الثقافة العربية القديمة في عصورها المزدهرة قامت على حركة ترجمة المؤلفات الشرقية الحديثة.
يذكر الحكيم أيضا إن الثقافات والحضارات لا تموت، لكنها تُهضم في ثقافات أخرى فهنا الثقافة العربية امتصتها واحتوتها الحضارة الأوربية القائمة، فمادة الثقافة لا تنعدم ولكنها تتحول إلى ثقافة جديدة، فالقول بإحياء الثقافة القديمة أو الثقافة الإغريقية القديمة قول ليس له معنى.

المصدر: البوابة نيوز

كلمات دلالية: توفيق الحكيم الرواية العربية الثقافة العربیة توفیق الحکیم

إقرأ أيضاً:

جناح الأزهر بمعرض الكتاب يقدم لطلاب اللغة العربية كتاب «بحوث بلاغية»

يقدِّم جناح الأزهر الشريف بمعرض القاهرة الدولي للكتاب، في دورته الـ56 لزوَّاره كتاب "بحوث بلاغية"، بقلم الدكتور سلامة داود، رئيس جامعة الأزهر، من إصدارات مجمع البحوث الإسلامية بالأزهر.

جناح الأزهر الشريف

يضم هذا الكتاب خمسة بحوث بلاغية كُتِبَتْ متفرقة، الأول: "قراءة في الفصاحة والبلاغة"، الثاني: "دراسات في الاستعارة"، البحث الثالث: "دراسات في الكناية"، البحث الرابع: "دراسات في التعريض"، البحث الخامس: "قراءة في شواهد التجريد".

وهذه البحوث الأربعة قرأها المؤلف مع طلاب كلية اللغة العربية من عام 2015م إلى عام 2019م، وقد آثر المؤلف جَمْعَها ولَمَّ شَمْلِها بعد طُولِ شَتَاتٍ، وهي بُحُوثُ تَدْرُسُ مسائل من متن علم البلاغة.

ويصف المؤلف - في مقدمة كتابه- هذه البحوث، موجهًا رسائل لطلاب العلم، بالقول: "لا تَزْعُمُ - هذه البحوث- أنها أتت فيها بما كانت تصبو إليه وترجوه، مع أنها لم تقصر في بذل الجهد والتفرغ وإطالة النظر وإدمان قرع أبواب الفكر في كل مسألة، والحمد لله جَلَّ وَعَلَا الذي لم يَرُدَّ اليد خالية من الخير، بل وضع فيها من فضله وعطائه ما يوجب مزيد شكره، ويقيني أن طول الصبر والنظر والتدبر مما يفتح ما أُغْلِقَ من أبواب العلم، ويَهْدِي إلى أبكار من الأفكار في مسائل "قد قُتِلَتْ بَحْثًا" كما يقول من طاف به طائف من اليأس؛ فإن العلم ليس فيه شيء يُقْتَلُ ويموت إلا في نفوس مُجْدِبَةٍ أصابها اليأس، والعلم يحيا بحياة النفوس التي تدرسه، ويزكو، وينمو، ويَخضر عوده، ويُورق ويثمر، وتزدهر به الحياة".

قراءة في الفصاحة والبلاغة

ومما أثاره البحث الأول "قراءة في الفصاحة والبلاغة" أن مخالفة القياس النحوي والصرفي مبحث يُعنى به علماء النحو والتصريف، وإلحاقه بدرس الفصاحة والبلاغة إلحاق ليس له مبرر، وهو قليل الجدوى في علم البلاغة، إلا إذا كان وراءه سر لطيف وملمح بلاغي لا يدل عليه الكلام إذا جاء صحيحًا نحويًّا وصرفيًّا.

ومما أثاره البحث الثاني "دراسات في الاستعارة" أن الإمام عبد القاهر خطا ببحث الاستعارة الخالية عن الفائدة خطوات مهمة جدًّا وجديدة جدًّا لم يسبق إليها، مع أن المادة العلمية التي أدار عليها كلامه هي هي في كتب أهل العلم الذين سبقوه، ومع هذا الجهد الذي بذله الإمام فإنه بقي فيها باب مفتوح للبلاغيين من بعده.

ومما أثاره البحث الثالث "دراسات في الكناية"، أن الكناية عن موصوف واحد قد تتعدد في شواهد كثيرة، ثم لا تصلح واحدة منها أن توضع موضع الأخرى ولا تَسُدُّ مَسَدَّها، وحاول البحث تطبيق ذلك -قدر طاقته- في الكنايات القرآنية عن الجماع. وأن ما يتناسب من الكناية وما لا يتناسب باب جليل فتحه الإمام عبد القاهر، ولم تستثمره الدراسة البلاغية من بعده، بل أُغلق هذا الباب على كنوزه وودائعه.

وأنه قد يستوفي الكلام الكناية عن موصوف أو عن صفة، ثم يأتي بعد تمامها تصريح بالمكني عنه المقصود من الكناية السابقة، وهذا نمط من البيان لم أر من علماء البلاغة من نبه عليه، مع أن له شواهد، وفي التصريح بالمكني عنه فوائد ولطائف خاصة في سياقها.

ومما أثاره البحث الرابع: "دراسات في التعريض" أن ما يتناسب من التعريض امتداد لما فتحه الإمام عبد القاهر في درس ما يتناسب من الكناية وما لا يتناسب، وحاولت الدراسة أن تمد هذا الباب ليدخل فيه التعريض. وأن للتعريض صورًا أكثر من أن تُحْصَى، رَصَدَ البحثُ خَمْسَ صور منها، وهناك صور أخرى تحتاج إلى تتبع واستقصاء من الباحثين والدارسين.

ومما أثاره البحث الخامس "قراءة في شواهد التجريد" أمران؛ الأول: أن الخطيب القَزْوِينِي عَرَّفَ التجريد فقال: «هو أن يُنتَزَعَ من أمر ذي صفة أمر آخرُ مِثْله في تلك الصفة مبالغة في كمالها فيه»، وعند تطبيق حدود هذا التعريف على قول الله جَلَّ وَعَز: ﴿لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أَسْوَة حَسَنَة لِمَن كَانَ يَرْجُوا اللَّهَ وَالْيَوْمَ الْآخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيرًا ﴾ [الأحزاب: ٢١] نقول: إن الآية جردت من الرسول ﷺ شخصًا آخر مثله في صفة الأسوة الحسنة مبالغة في اتصافه بها، وتبين من التحليل أنه ينبغي أن يضاف شرطان لمفهوم التجريد إذا أُطلق في حقه، وهما: الشرط الأول: أن المنتزع له (وهو الشخص الذي يشبه الرسول ﷺ في الصفة) لا يَبْلُغُ الكمال في الوصف المحقق فيه صلى الله عليه وسلم؛ لأن بلوغ الكمال البشري في هذا الوصف ليس لأحد إلا له صلى الله عليه وسلم.

الشرط الثاني: أن القصد من التجريد هو المبالغة في اتصاف المنتزع منه (وهو الرسول ﷺ) بالصفة التي يَفِيضُ بها على غيره، وهذه المبالغة لا تَرِدُ في حَقِّهِ صلى الله عليه وسلم؛ لأن اتصافه بالكمال البشري في كل صفة هو على جهة الحقيقة والتحقيق، لا على جهة المبالغة والادعاء بمنطوق قول ربنا جَلَّ وَعَلَا في حقه صلى الله عليه وسلم: (وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ) [القلم: ٤]. الأمر الآخر: التنبيه على ضرورة استقصاء المعاني التي يلجأ الشعراء عندها إلى أن يجرد أحدهم من نفسه شخصًا آخر يخاطبه؛ لأن جمع هذه المعاني وتقييدها يرسم لنا خريطة هذا القسم من التجريد التي لا تزال تبحث عن باحث صادق الهمة قوي العزيمة، وهو موضوع جدير بالبحث والدراسة.

ويشارك الأزهر الشريف -للعام التاسع على التوالي- بجناحٍ خاص في معرض القاهرة الدولي للكتاب في دورته الـ 56 وذلك انطلاقًا من مسؤولية الأزهر التعليمية والدعوية في نشر الفكر الإسلامي الوسطي المستنير الذي تبنَّاه طيلة أكثر من ألف عام.

ويقع جناح الأزهر بالمعرض في قاعة التراث رقم "4"، ويمتد على مساحة نحو ألف متر، تشمل عدة أركان، مثل قاعة الندوات، وركن للفتوى، وركن الخط العربي، فضلًا عن ركن للأطفال والمخطوطات.

مقالات مشابهة

  • في ذكرى ميلاده.. قصة دور لمحمد سعد تمنى هشام سليم تقديمه
  • في ذكرى ميلاده.. هشام سليم نجم الدراما الذي تنبأ بموعد رحيله
  • في ذكرى وفاته.. ياسر رزق فارس الكلمة الذي وقف ضد التيار
  • السوداني يثمن الجهود التي أمّنت وسهّلت مراسم إحياء ذكرى استشهاد الامام الكاظم
  • وزير الثقافة: معرض الكتاب يقدم خدمة متميزة ولها بعد ثقافي لتنمية المجتمع المصري
  • الدرع الواقي.. إيهاب توفيق يقدم التحية لرجال الشرطة
  • جناح الأزهر بمعرض الكتاب يقدم لطلاب اللغة العربية كتاب «بحوث بلاغية»
  • ذكرى ميلاد بيرم التونسي.. «فنان الشعب» الذي خلّد الأدب الشعبي المصري والعربي
  • يوسف شاهين.. مسيرة فنية خالدة في ذكرى ميلاده
  • وزير الإسكان: إجراء القرعة العاشرة على الأراضي التي تم توفيق أوضاعها بمنطقة الأمل بالعبور الجديدة