واشنطن-سانا

اعتبرت صحيفة نيويورك تايمز الأميركية أن عملية طوفان الأقصى التي أطلقتها المقاومة الفلسطينية أظهرت فشلا استخباراتيا مذهلا وقع كالصاعقة على الكيان الصهيوني، وهذا الفشل تجسد بهجمات لم تكتشفها “إسرائيل” مسبقاً للتحذير منها، وبرد بطيء من قبل قواتها التي على ما يبدو كانت غير مستعدة.

ونقلت الصحيفة عن مسؤولين أميركيين حاليين وسابقين قولهم: إن الفلسطينيين بهذه العملية حققوا مفاجأة تكتيكية كاملة انعكست في عدد القتلى الإسرائيليين الذي بلغ أكثر من 700 قتيل حتى الآن، كما أرسلت الفصائل الفلسطينية المئات من المقاتلين عبر الجدران التي تم اختراقها واجتيازها بواسطة الجرافات قبل أن تبدأ باستهداف الإسرائيليين.

ووفقاً لمسؤول من الاحتلال الصهيوني ومسؤولين أميركيين، لم يكن لدى أي من أجهزة مخابرات الاحتلال الإسرائيلي تحذيرات محددة حول الإعداد لهجوم متطور يتطلب ضربات برية وجوية وبحرية منسقة.

وتابعت الصحيفة: إن النجاح الذي حققته عملية طوفان الأقصى أذهل المسؤولين الأميركيين الذين لديهم خبرة في المنطقة، فعلى مر السنين أسس الكيان الإسرائيلي شبكة من الاعتراضات وأجهزة الاستشعار والمخبرين داخل غزة.

وأثار نجاح عملية طوفان الأقصى سلسلة من التساؤلات منها بحسب الصحيفة، لماذا طغى على نظام القبة الحديدية الدفاعي الصاروخي القائم منذ 12 عاماً مجموعة من الصواريخ الرخيصة القاتلة؟ وكيف استطاع الفلسطينيون بناء هذه الترسانة الكبيرة من الصواريخ دون أن ترصد المخابرات الإسرائيلية هذا المخزون المتنامي؟.

وخلصت الصحيفة إلى أنه لم يتناول المسؤولون الأميركيون أو الإسرائيليون الأسئلة أمس، لكن من الواضح أن الإجابات يمكن أن تؤثر على سمعة جيش الاحتلال الإسرائيلي ووكالات الاستخبارات وعلى المستقبل السياسي لرئيس وزراء الكيان الإسرائيلي بنيامين نتنياهو.

المصدر: الوكالة العربية السورية للأنباء

كلمات دلالية: طوفان الأقصى

إقرأ أيضاً:

هل تغيّرت نظرة اليمنيين للحوثيين بعد انخراطهم في طوفان الأقصى؟

صنعاء- في منزله بالعاصمة اليمنية صنعاء، يحتد النقاش كالعادة بين جمال وأصدقائه حول جماعة الحوثيين التي احتفلت، أمس السبت، بالذكرى العاشرة لسيطرتها على المدينة؛ فبينما يراها البعض جماعة مسلحة سيطرت على الحكم بالقوة، يعتقد آخرون أنها فرضت نفسها خصوصا بعد انخراطها في معركة "طوفان الأقصى".

ويقول جمال للجزيرة نت، إن الجماعة كانت صادقة فعلا حينما رفعت شعارات "الموت لأميركا، الموت لإسرائيل"؛ إذ خاضت حربا مفتوحة ضد الولايات المتحدة وإسرائيل في أول فرصة، ويضيف "هذا أعاد الاعتبار لنا كيمنيين".

ورغم أن البلاد شهدت تحولات سياسية واقتصادية عميقة منذ 10 أعوام، إلا أن الأبرز كان تحوّل جماعة الحوثيين من حركة هامشية في شمال اليمن، إلى قوة سياسية وعسكرية ذات تأثير كبير في تشكيل مستقبله.

وفي 21 سبتمبر/أيلول 2014، سيطر الحوثيون على العاصمة صنعاء بعد أشهر من المعارك والتوترات ضد القوات الحكومية ومعارضيهم من رجال القبائل الموالين للحكومة في طريق تمددهم من محافظة صعدة، معقلهم الرئيسي.

وبعد أشهر من إحكام سيطرتهم على المدينة، تمددت الجماعة في جنوب البلاد، مجبرة الرئيس اليمني السابق عبد ربه منصور هادي على مغادرتها قبل أن يتدخل التحالف العربي بقيادة السعودية ويستعيد مع القوات الموالية للحكومة بعض المدن بما فيها، مدينة عدن.

وأسفرت الحرب عن انقسام حاد في اليمن المضطرب، وتسببت في واحدة من أكبر الأزمات الإنسانية، في حين تبدو آمال السلام بعيدة في ظل الحرب التي تشنها إسرائيل على قطاع غزة منذ السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023، وهجمات الحوثيين ضد إسرائيل.

يتهم معارضون جماعة الحوثي بأنها تسعى بانخراطها في حرب غزة إلى تحسين سمعتها فقط (رويترز) قوة إقليمية جديدة

وبدأ الحوثيون باستهداف سفن شحن مرتبطة بإسرائيل في البحرين الأحمر والعربي، وتطور الأمر إلى إطلاق صواريخ صوب إسرائيل "تضامنا مع غزة". ويقول عبد الحكيم (48 عاما) وهو أحد الموالين للحوثيين "نحن الدولة الوحيدة التي وقفت مع الشعب الفلسطيني الأعزل، حتى وإن لم تكن أسلحتنا قد أثرت في العدو إلا أننا كسبنا شرف المعركة".

وبهجماتها المستمرة، أعادت جماعة الحوثيين اكتشاف الأهمية الإستراتيجية للبحر الأحمر ومضيق باب المندب، وأصبحت جماعة إقليمية أكثر من كونها محلية. كما يراها خبراء في ندوة نظمها مؤخرا مركز صنعاء للدراسات الإستراتيجية (يمني غير حكومي).

ويقول حزام الأسد، عضو المجلس السياسي الأعلى للحوثيين (أعلى سلطة تنفيذية حاكمة في مناطق سيطرة الجماعة)، إنها بعد 10 سنوات استطاعت الصمود في ظل الحرب ومواجهة 17 دولة، ووظفت كل إمكانياتها نحو الاكتفاء الذاتي وصولا إلى نصرة الشعب الفلسطيني.

ويضيف للجزيرة نت، أن نصرة الشعب اليمني اليوم "لأهلنا في غزة" هي ثمرة من ثمار "ثورة 21 سبتمبر (أيلول) المجيدة التي كانت ثورة شعبية حقيقية، وجاءت كضرورة نتيجة لتدهور الأوضاع في اليمن والانهيار الأمني والاقتصادي".

ووفق الأسد، فإن ما يسميها "الثورة"، وهو المصطلح الذي يستخدمه الحوثيون لوصف تحركهم للسيطرة على الحكم في البلاد قبل 10 سنوات، أعادت الاعتبار لليمن الذي سقط تحت الوصاية الخارجية والبند السابع، وسيطرة النفوذ الخارجي على القرار اليمني، حسب قوله.

للذين سعوا إلى وأد #ثورة_21_سبتمبر المجيدة، نقول: لقد باءت محاولاتكم بالفشل.فثورتنا ليست مجرد لحظة في الزمن،بل إنها تحول عميق في مجتمعنا. إنها ثورة وعي قيم ومبادئ ومثل عليا. إنهاثورة #حرية_واستقلال أيقظت شعبنا، وألهمته للنضال من أجل حقوقه وكرامته وحريته.
ارفعوا ???????? ???????? فالقضيةواحدة pic.twitter.com/r6s5NCahPw

— محمد علي الحوثي (@Moh_Alhouthi) September 20, 2024

تحسين للسمعة

في المقابل، يجد آخرون أن اندفاعة الحوثيين في البحر الأحمر كانت طوق نجاة للجماعة التي وظفت معركة طوفان الأقصى لصالحها، لتعيد الاعتبار لنفسها أمام أنصارها في الداخل اليمني الذي وجد في ذلك شكلا من أشكال المقاومة ضد الهيمنة الإقليمية وإسرائيل المدعومة من الغرب.

ويقول الباحث علي الذهب للجزيرة نت، إن الصورة باتت واضحة بين ما يريده اليمنيون وما حل بهم خلال 10 سنوات بائسة من حكم الحوثيين لأجزاء من البلاد، في إشارة إلى تردي الأوضاع الاقتصادية والمعيشية.

ويضيف "الجماهير، في أي بلد، تنتظر من يوفر لها أسباب الحياة الكريمة، من سلع وخدمات، وحرية، والتمتع بالأمان والاستقرار، لا الشعارات الزائفة، والغرق في الحروب والصراعات".

ويقول طبيب يعمل في مستشفى حكومي بالعاصمة صنعاء، رفض الإشارة إلى اسمه خوفا من الانتقام، إن "مشاركة الحوثيين صورية لتسجيل حضور وشرعية، وهذا ما حدث فعلا".

ويضيف "نحن اليمنيون ندافع عن القضية الفلسطينية منذ أول يوم، ولا يمكن أن يكون طرف ما أكثر نصرة وتضامنا مع القضية الفلسطينية، لكن الحوثيين استفادوا وحولوا هذا التضامن إلى انتصار لهم".

ومنذ سيطرتها على العاصمة صنعاء، تُتهم جماعة الحوثيين بممارسة القمع وتقييد الحريات وسجن المعارضين وتعذيبهم حتى الموت، وممارسة الفساد، وإقصاء كل الأطراف غير الموالية لها، ووفق تقارير حقوقية محلية ودولية.

ويقول الكاتب والمحلل السياسي عبد الباري طاهر، إنه من الصعب القول إن اليمنيين بمختلف شرائحهم قد تغيرت رؤيتهم للحوثيين بعد انخراطهم في معركة طوفان الأقصى، ولكن من الواضح أن ذلك أكسبهم تأييدا، وبدّل النظرة الكلية إليهم.

ويضيف طاهر للجزيرة نت، أن انخراط الحوثيين في المعركة "خفف العبء الثقيل عليهم وأكسبهم سمعة طيبة، لأن الشعب اليمني لطالما كان ينظر للقضية الفلسطينية كقضية مصيرية وذلك يعود لعمق الروابط القومية والإسلامية والإنسانية".

سلطة متجذرة

في شوارع العاصمة صنعاء ومدن ومحافظات شمال غربي اليمن حيث يتركز أكثر من 70% من السكان، تفصح اللوحات العملاقة والشعارات المنصوبة على واجهة المحلات وأعمدة الإنارة عن سلطة متجذرة للحوثيين بعد 10 أعوام من سيطرتها على العاصمة.

ومؤخرا، أحكمت الجماعة سطوتها الأمنية في ظل تراجع وتيرة القتال على الخطوط الأمامية مع القوات الحكومية، وشنت حملات اعتقال طالت نشطاء معارضين وصحفيين وموظفين في الوكالات الإنسانية التابعة للأمم المتحدة، واتهمتهم بالتجسس، وفق ما قالت الأمم المتحدة.

هاتوا دولة في العالم تلاحق الناشطين الذين يريدون الاحتفال باليوم الوطني لها؟
محمد المياحي خطفوه، وقبله سحر الخولاني، وقبلهما آلاف المختطفين في سجون مليشيات الحوثي الطائفية التي تريد أن تتحول إلى دولة وتفشل.
يرعبهم سبتمبر لأنه يذكرهم بأن الناس سواسية وأن السيادة للشعب لا ل"السيد". pic.twitter.com/nRrdzunYVr

— د. محمد جميح (@MJumeh) September 20, 2024

ورغم أن معظم اليمنيين ينظرون إلى الجماعة على أنها أسرة تسعى بالقوة لإعادة إحياء حكم الإمامة الزيدية الذي كان مهيمنا سياسيا في شمال اليمن قرابة 3 قرون حتى عام 1962، فإن عبد الحكيم يقول "نحن نعيش في حالة حرب، لأننا فقط قلنا للغرب المنافق، الذي انكشفت قيمه وأخلاقه في حرب غزة، لا".

مقالات مشابهة

  • تطورات اليوم الـ353 من "طوفان الأقصى" والعدوان الإسرائيلي على غزة
  • عشرات المستوطنين يقتحمون المسجد الأقصى تحت حماية شرطة الاحتلال الإسرائيلي
  • هل تغيّرت نظرة اليمنيين للحوثيين بعد انخراطهم في طوفان الأقصى؟
  • ما هي وحدة الرضوان التي هجّرت المستوطنين وأرعبت الكيان؟
  • تطورات اليوم الـ352 من "طوفان الأقصى" والعدوان الإسرائيلي على غزة
  • نيويورك تايمز: إسرائيل تتجاوز الخط الأحمر في قتالها مع حزب الله
  • عمليات كتائب القسام في اليوم الـ351 من "طوفان الأقصى"
  • تطورات اليوم الـ351 من "طوفان الأقصى" والعدوان الإسرائيلي على غزة
  • نيويورك تايمز تدخل المنشأة السرية التي تؤوي المهاجرين في خليج غوانتانامو
  • تطورات اليوم الـ350 من "طوفان الأقصى" والعدوان الإسرائيلي على غزة