شهدت مكتبة الإسكندرية اليوم ندوة تحت عنوان «حرب أكتوبر الدروس المستفادة» و التي نظمتها جامعة الإسكندرية ضمن البرنامج الثقافي لكلية الحقوق، بحضور الدكتور عبد العزيز قنصوة رئيس جامعة الإسكندرية الدكتور أحمد زايد مدير مكتبة الإسكندرية، والدكتور مفيد شهاب وزير التعليم العالي الأسبق، و عدد كبير من طلاب و طالبات وتخللت الندوة عرض فيلم تسجيلي عن الدكتور مفيد شهاب منذ مولده و حتي منصب وزير التعليم العالي.

وفي كلمته قدم الدكتور عبد العزيز قنصوة رئيس جامعة الإسكندرية، خلال افتتاح الندوة التهنئة لرجال القوات المسلحة والقائد العام والقائد الأعلى الرئيس عبد الفتاح السيسي بمناسبة الاحتفال بذكرى انتصارات أكتوبر المجيدة و بمرور 50 عاما علي حرب العزة و الكرامة مؤكداً أن حرب أكتوبر أعادت العزة والكرامة ليس لمصر فحسب، ولكن للأمة العربية جمعاء، مشيراً إلى أن الدولة المصرية رغم أنها تخوض حرباً للقضاء علي الإرهاب الأسود ولكنها وضعت البناء والتنمية والعبور إلى الجمهورية الجديدة التي نحلم بها جميعا إستراتيجيتها ومنهجها.

وأكد أننا في هذه ندوة نسترجع تاريخاً مشرفًا وسجلا حافلاً من البطولات التي سطرها رجال القوات المسلحة من الجهد والعرق والتضحية بالروح والدم للحفاظ على سيادة الوطن وترابه ومقدساته لافتا أن سيناء تشهد الآن طفرة تنموية شاملة واستقرارا كبيراً من الناحية الأمنية بفضل قواتنا المسلحة المصرية، ووجه التحية لروح الرئيس الراحل محمد أنور السادات صاحب قرار الحرب والسلام، كما وجه التحية لأرواح الشهداء الذين ضحوا بأروحهم كى نعيش فى عزة وكرامة

و وجه رئيس الجامعة رسالته للطلاب، مذكرا إياهم بأن رمال سيناء الحبيبة رويت بدماء شهدائنا، فكل أسرة منا أو عائلة بذلت من التضحيات وكان منها مصاب أو شهيد، مطالباً إياهم بضرورة استلهام روح انتصارات أكتوبر من البذل والتضحية والعطاء لتجاوز اي تحديات وبناء مستقبل مشرق لدولة عريقة تستحق ان تكون في مقدمة الأمم مؤكدا أن جامعة الإسكندرية قررت أن تحتفل بذكري انتصارات أكتوبر علي مدار أسبوع مابين ندوات ثقافية و الاحتفالات و تأتي ذلك في معرفة الجيل الجديد كيفة أثرت حرب أكتوبر في الدولة المصرية و المنطقة و العالم أجمع و تعتبر تلك الحر هي نقطة قوة لدولة المصرية و نحن قادرين علي تحقيق النصر.

بدوره قال الدكتور أحمد زايد، مدير مكتبة الإسكندرية، إننا حين نتحدث عن نصر أكتوبر علينا أن نقف أمام عدة نقاط أولها هي أن الحرب هي حرب لاسترداد الكرامة المصرية لافتا أن حرب أكتوبر هي حرب تعبر عن الروح المصرية، تلك الروح القادرة على الإنجاز في أي وقت وتحت أي ظرف موضحا أن الشعب المصري يستوعب كل الثقافات والحضارات ولكن في حالة الاعتداء على أرضه يقف صلباً من أجل استرداد الكرامة، مستعرضاً تاريخ الجيش المصري في الحروب بداية من العصر الفرعوني مروراً بكل الحقب التاريخية وصولاً إلى حرب أكتوبر.

و أكد أن القوات المسلحة المصرية تعكس روح المجتمع المصرية، فالجيش هو من نسيج مصر بكل أطيافه، مبيناً أن معدن الشعب الحقيقي ظهر خلال أيام الحرب وكلنا رأينا كيف اختفت الجريمة تماماً خلال أيام الحرب مؤكدا إن نصر حرب أكتوبر كشفت عن علاقة الإنسان بالكرامة بعد أزمة حرب 67 التي ظلم فيها الجيش المصري ظلما كبيرا، وذكرى الحرب الذي نحتفل به مرتين في العام الذكرى الأولى 6 أكتوبر والثانية العاشر من رمضان، هي المعبرة عن الروح المصرية وصلابة الإنسان.

وفي سياق ذاته قال الدكتور مفيد شهاب، عضو هيئة الدفاع عن طابا ووزير التعليم العالى الأسبق، إن نصر أكتوبر جاء بفرحة وقوة وبناء على تخطيط علمى وعسكرى من المتخصصين، فكان عبور قناة السويس ملحمة، بعد الادعاءات الزائفة بأن خط بارليف خط منيع، ولكن جاءت المفاجأة التى أثلجت صدور المصريين والعرب جميعا بنصر أكتوبر والعبور العظيم.

وأكد أن بعد الانتصار العسكرى تأتى معركة تحرير الأرض بالتفاوض من جانب المنتصر للوصول إلى اتفاقية للسلام والتى بنيت على الإنتصار العسكرى، وأقرت الاتفاقية على الانسحاب الإسرائيلى الكامل من الأراضى المصرية، إلا أن الجانب الإسرائيلى تلكأ فى الخروج من طابا ورأس النقب، وبدأت المعركة السياسية لاسترداد الأرض، وانتصرنا بصدور حكم المحكمة الدولية لصالح مصر مضيفا أن نصر أكتوبر كان يسبقة تحضيرات سنوات، مثل حرب الاستنزاف لمدة 6 سنوات والتى كانت فرصة لأعدادة بناء القوات و التحضيرات والتجهيزات للحرب، وكانت حرب الاستنزاف بها الكثير من العمليات الناجحة مثل عملية "إيلات".

وأكد أن حرب أكتوبر أصبحت تدرس فى الجامعات بالخارج، نتيجة انبهار الخارج بالتخطيط الجيد وعنصر المفاجأة، والتنفيذ الدقيق لكل خطط الحرب والتى أدت إلى الانتصار مؤكدا أهمية المعاهدة الدولية "كامب ديفيد" والتى تحولت إلى اتفاقية السلام التى تحكم العلاقة بين مصر وإسرائيل إلى الآن و تحدث بالشرح التفصيلى عن المعركة السياسية لاستعادة طابا، بعد أن ماطلت إسرائيل فى الانسحاب الكامل من بعض المواقع الاسترتيجية الهامة، فجاء دور المعركة القانونية، التى احتكمت فيها مصر للتحكيم الدولى.

وأضاف أن الدولة المصرية نجحت في استرجاع آخر بقعة من أرضيها المحتلة منذ عام 1967 في عام 1982، مشيرا إلى أن استرجاع طابا يعد انتصارا قانونيا قضائيا دوليا جاء تتويجا للانتصار العسكري الذي حققته مصر في اكتوبر 1973 موضحا أنه بعد الانتصار السياسي من خلال المفاوضات الشاقة فكان يحق لمصر أن تحصل على أراضيها الغالية، مشيرا إلى أن مفاوضات التحرير مرت بأكثر من مرحلة حتى وصلت للتحكيم الدولي قائلا: «لجأنا للتحكيم الدولي بعد ما لاحظنا أن اسرائيل تراوغ قبل قرار التحكيم الدولي، والاسرائيليين حاولوا تضييع الوقت والمماطلة، ولحظة نطق الحكم كان فرحة كبرى لا تكفي بها الكلمات».

المصدر: الأسبوع

كلمات دلالية: حرب أكتوبر جامعة الإسكندرية كلية الحقوق مكتبة الإسكندرية جامعة الإسکندریة نصر أکتوبر حرب أکتوبر

إقرأ أيضاً:

انتقاد إسرائيلي صارخ بسبب فشل الاحتلال بهزيمة حماس بعد 9 أشهر من الحرب

ما زال الإسرائيليون بعد مرور عشرة أشهر على إخفاق السابع من أكتوبر يتمنون لو كان فشلا لمرة واحدة، وأن جيش الاحتلال يقترب فعلا من تحقيق أهداف الحرب، لكنهم يشعرون بمرارة الوهم الذي يتجرعونه، والنتيجة أن دولة الاحتلال برمّتها تعيش في ظروف مأساوية، وسط اتهامات وانتقادات توجه على مدار الساعة إلى الجيش والأجهزة الأمنية بسبب فشلها القائم في الجبهتين الجنوبية مع غزة والشمالية مع لبنان، مع أن الفشل لا ينفصل عن حكومة بنيامين نتنياهو، لأن كل يوم تحت قيادتها يوم سيء للاحتلال. 

نير كيفنيس الكاتب في موقع "ويللا" العبري، ذكر أن "حكومة نتنياهو التي يجب أن تموت تصدّر فشلها الى الجيش وقادته، ولا يتردد في وصفهم بـ"العدو"، وإذا لم يكن الأمر واضحا بما فيه الكفاية، فإن الواقع أسوأ وأكثر فظاعة، ويعبر فعلا عن انكسار الحلم الصهيوني، في ضوء الفشل النظامي الكبير الذي يحيط بالدولة: جيشاً وحكومة، حيث شكل فشلهما في ذلك السبت الرهيب أمر مروع، حين كان الجيش نائماً في كشك الحراسة، مع تبدد الشعارات بأنه سيتعافى قريباً، ويتقدم بسرعة إلى الهجوم، وينتصر، لكن الحقيقة أنه لم يكن هناك جيش حقيقي، لأن ما رأيناه منذ السابع من أكتوبر أصدق تمثيل عن عدم قدرته، وفشله في الشمال والجنوب". 


وأضاف في مقال ترجمته "عربي21"، أنه "بعد تسعة أشهر من القتال ما زالت الصواريخ تنطلق باتجاه المستوطنات في الشمال والجنوب، رغم الغباء الإعلامي الذي يقوم به المراسلون العسكريون بتحليل تصنيف الصاروخ، وحجمه ومداه وقوته، لكن الحقيقة أن أقوى جيش في الشرق الأوسط يواجه منظمة قتالية في غزة لديها عدة آلاف من المقاتلين، وهذا لوحده بمثابة شهادة فقر لجيش الاحتلال، رغم أن هناك صعوبات موضوعية، بعد تهاوي نظرية أن حماس مردوعة، وفي المقابل فإن الحكومة لا تساعد الجيش على تحقيق أهدافه القتالية التي حددتها له فحسب، بل تتدخل في خضوعه للضغوط الدولية، وكلها أسباب تفسر عدم القضاء على حماس". 

وأشار إلى أن "الفشل الإسرائيلي المستمر على الجبهة الجنوبية، شكل ورقة توت لنشاط منخفض الحدة على الجبهة الشمالية، ولأن أهداف الحرب في غزة لم تتحقق على الإطلاق، بدليل أننا لم ننجح بتدمير حماس منذ عام تقريبا، وقد شكلت هذه قناعة لدى الجميع، مما يعني أننا لن نكون قادرين على القضاء على حزب الله لسنوات عديدة، وبسبب هذه الحجة الرهيبة تتخلى الحكومة عن مستوطنات الشمال، وهو أكبر إفلاس في تاريخ المشروع الصهيوني، وبدلاً من تثبيط عزيمة حزب الله، فإنه يثبط عزيمتنا، ولم يعد الحزب بحاجة للتهديد بشن هجوم صاروخي على حيفا، وما بعد حيفا، لأن كبار قادة الجيش والأجهزة الأمنية يفعلون ذلك بشكل جيد بدلاً منه". 

وأوضح أن "الفشل الذي ما زال يرافقنا منذ السابع من أكتوبر جاء نتيجة فرضية خاطئة اسمها "حماس غير مهتمة بالتصعيد"، وقام بترويجها المراسلون العسكريون نقلا عن كبار ضباط الجيش والأمن، حتى نحن الإسرائيليين كنا مرتاحين لتصديق هذه الكذبة، رغبة منا بقمع الخوف الذي عشعش في قلوبنا جميعا، ولذلك فكلنا له نصيب في مسؤولية الكارثة التي وقعت، وما زالت آثارها حتى اللحظة". 

ولفت إلى أن "كل الانتقادات الموجهة للجيش والأمن مبررة وموضوعية، إلا أن تأتي من جماعة نتنياهو، لأن نقدهم غير واقعي، ويأتي فقط لكسب الوقت فقط وصولا للانتخابات، وللتهرب من لجنة التحقيق، وفي المقام الأول للبقاء في منصبه لفترة أطول من أي شخص قد يشهد ضده، ناهيك عن السيناريوهات الأكثر تطرفا، مثل ما وصفته زوجته بأنه انقلاب عسكري يتحضر ضده، وسط تصميم على تولي منصبه بطريقة تمكّنه من استبدال وزير الحرب، وصولا لتعيين رؤساء جدد للجيش والموساد والشاباك". 


وختم بالقول إن "الويل لنا إن استقال كبار قادة الجيش والمخابرات بسبب فشلهم في أحداث أكتوبر وحرب غزة، دون أن يستقيل كبيرهم، نتنياهو، مع ضرورة ألا ننسى للحظة أن لدينا جيش مريض، وأنظمة مخمورة بالسلطة، وغرور متضخم، وخالي من التفكير النقدي، والميزانية المبالغ فيها، ونظام سياسي مريض، بل وأكثر من ذلك بائس، مما سيجعل أول مهمة لحكومة عادية مستقبلية تحاول إحلال النظام هنا، أن تقوم بتنظيف الاسطبل في النظام الأمني المترهل". 

تطرح مثل هذه القراءة النقدية الإسرائيلية القاسية تساؤلات مشروعة: طالما أن الاحتلال، بجيشه وحكومته، غير قادر على تحقيق أهدافه العسكرية في الجبهتين، فلماذا استثمر كل مقدراته لسنوات عديدة في ميزانية الجيش، لماذا اشترى المزيد والمزيد من الطائرات والغواصات، وقام بتدريب الطيارين، وتحسين الدبابات، وتطوير الأسلحة المتطورة، بما فيها مفاعل ديمونة، حتى جاءت ما يسميها الكارثة الكبرى في أكتوبر بسبب شبان هاجموه بالشاحنات والدراجات النارية عبر حدود غزة، وسط غياب لوسائل المراقبة والطائرات بدون طيار، والحقيقة الصارخة أن الجيش لم يكن جاهزا. 

مقالات مشابهة

  • «ماذا أكل المصريون عبر آلاف السنين» .. ندوة بقصر الأمير طاز الاثنين
  • قراءة في كتاب: أطروحات ما بعد التنمية الاقتصادية: التنمية حريّة – محمود محمد طه وأمارتيا كومار سن (مقاربة)، (1- 15)
  • انتقاد إسرائيلي صارخ بسبب فشل الاحتلال بهزيمة حماس بعد 9 أشهر من الحرب
  • البابا ثاؤدوسيوس..شخصيات خالدة في الكنيسة المصرية
  • تفاصيل انطلاق «برنامج زيارة العائلة» بمكتبة الإسكندرية خلال صيف 2024
  • مبادرة «فيرست ليجو ليج» لتعزيز مهارات الطلاب غير القادرين بمكتبة الإسكندرية
  • ارتفاع حصيلة العدوان الإسرائيلي على غزة إلى 38 ألفا و11 شهيدا منذ بدء الحرب
  • ندوة تثقيفية حول " إدمان الإنترنت بين الشباب والمراهقين" بالقليوبية
  • مدير مكتبة الإسكندرية: بيت مصر فى باريس يُعد بمثابة تطبيق عملى لحوار الحضارات
  • خبير اقتصادي: الدروس الخصوصية تستنزف اقتصاد البيوت المصرية