تشكيل حكومة حرب مصغرة.. تفاصيل لقاء جمع نتنياهو وغانتس
تاريخ النشر: 9th, October 2023 GMT
التقى مندوبو رئيس الحكومة الإسرائيلية، بنيامين نتنياهو ، ورئيس كتلة "المعسكر الوطني"، بيني غانتس ، اليوم الإثنين، من أجل التداول في تشكيل حكومة طوارئ لإدارة الحرب التي تشنها إسرائيل ضد قطاع غزة .
وجاء في بيان صادر عن "المعسكر الوطني" أن ولاية حكومة طوارئ كهذه ستستمر حتى نهاية الحرب. وأورد البيان بنود مقترح "المعسكر الوطني لتشكيل حكومة كهذه، وهي:
"تشكيل حكومة حرب مصغرة، لمواصلة إدارة الحرب ويمنح من خلالها تمثيل مؤثر لأعضاء المعسكر الوطني، وفي عضويتها الوزراء ذوي العلاقة من قِبل رئيس الحكومة".
وأضاف البند الثاني أنه "في حال انضمام أحزاب أخرى من المعارضة، يتم توسع كابينيت الحرب بالشكل الملائم"، بينما جاء في البند الثالث أن "الصلاحيات الأساسية لإدارة الحرب تُمنح لهذه الهيئة".
واشترط البند الرابع على أنه "خلال فترة ولاية حكومة الطوارئ، لا تجري تشريعات في الكنيست لا علاقة لها بالحرب".
وشدد مقترح "المعسكر الوطني" على أنه "لا يوجد أي مطلب لتعيين وزراء تنفيذيين، وإنما وزراء بدون حقيبة فقط، لفترة الحرب فقط".
وأضاف البيان أنه خلال اللقاء بين مندوبي نتنياهو وغانتس، تم تمرير رسالة مفادها أن "أعضاء المعسكر الوطني وغانتس شخصيا، سيدعمون بشكل كامل الحكومة وجهاز الأمن في إدارة الحرب، وسيساعدون في كل ما هو مطلوب، سواء كان ذلك من داخل الحكومة أو من خارجها"، أي حتى في حال عدم الاتفاق على تشكيل حكومة طوارئ.
وقال رئيس حزب "يسرائيل بيتينو"، أفيغدور ليبرمان، خلال مؤتمر صحافي، إنه يوافق على الانضمام إلى الحكومة، شريطة أن يعلن نتنياهو أن هدف الحرب هو القضاء على حركة حماس ، مضيفا "أنني لا أريد منصب وزير ولا أريد اتفاق ائتلافي، ولا أعتزم إجراء مفاوضات".
وأفادت وسائل إعلام إسرائيلية بأن الخلاف الأساسي في هذا السياق يتعلق بالتأثير على اتخاذ القرارات وأن نتنياهو يتحفظ من منح "المعسكر الوطني" حق الفيتو على قرارات، ويريد أن يحتفظ بالسيطرة وقيادة الحرب، بينما غانتس يطالب بأن "يكون مؤثرا وشريكا حقيقيا في اتخاذ القرارات".
وعقب رئيس حزب "عوتسما يهوديت" ووزير الأمن القومي، إيتمار بن غفير، قائلا إنه "طالما أن الانضمام إلى الحكومة هو الموافقة على أن الغاية التي ستحددها الحكومة للجيش الإسرائيلي هو حسم مطلق وتحطيم القوة العسكرية والسلطوية لحماس، فإن عوتسما يهوديت تبارك تشكيل حكومة واسعة كهذه".
بدوره، قال رئيس حزب الصهيونية الدينية ووزير المالية، بتسلئيل سموتريتش، إن "الوحدة والتكتل هما الأمر المطلوب من أجل الانتصار على أعدائنا. دعكم من الطواقم ومن المفاوضات. أدعو رئيس الحكومة نتنياهو وبيني غانتس إلى الترفع بسبب أهمية الوضع، والالتقاء فورا والاتفاق على تشكيل حكومة طوارئ قومية توحد الشعب وترفع روحه وتمنح دعما كاملا للجيش الإسرائيلي وتقود بمشيئة الله إلى تصفية مطلقة لحماس والمنظمات الإرهابية في غزة".
وكان رئيس المعارضة ورئيس حزب "ييش عتيد"، يائير لبيد، خلال لقائه مع نتنياهو، أمس، إلى تشكيل "حكومة طوارئ مهنية"، وتغيير تركيبة الحكومة الحالي وطالب بإقالة الوزيرين المتطرفين والعنصريين، سموتريتش وبن غفير. ورفض حزب الليكود اقتراح لبيد، فيما اعتبرت كتلة "المعسكر الوطني" أن اقتراح لبيد "ليس واقعيا".
المصدر : وكالة سوا- عرب 48المصدر: وكالة سوا الإخبارية
كلمات دلالية: المعسکر الوطنی تشکیل حکومة حکومة طوارئ رئیس حزب
إقرأ أيضاً:
هل يكون سموتريتش صاعق تفجير لانهيار حكومة نتنياهو؟
تعيش حكومة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، التي تشكلت على أسس تحالف يميني متطرف، في حالة من التأرجح بين البقاء والانهيار، حيث يبرز وزير المالية بتسلئيل سموتريتش، كعنصر تفجير رئيسي قد يؤدي إلى تفكيك الائتلاف الذي يحكم إسرائيل.
وتواجه حكومة الاحتلال أزمة داخلية ربما تكون الأشد منذ قيامها -حسب وصف كثير من المحللين- تتمثل في العدوان المتواصل على قطاع غزة، وتداعياته على جميع الأصعدة، بينما يزيد وجود شخصيات مثل سموتريتش من تعقيد الصورة.
فالوزير المتطرف يتحدى كل القوى السياسية والعسكرية والدبلوماسية في إسرائيل، بسبب دوره البارز في تحريك ملفات حساسة وتصعيد الأزمات الداخلية والخارجية، مما يضع حكومة نتنياهو في موقف متأزم.
في انتخابات عام 2022، تحالف سموتريتش مع إيتمار بن غفير وحزب نوعام بقيادة آفي ماعوز، وتمكنا من تحقيق اختراق تاريخي بحصول تحالفهم الديني المتطرف على 14 مقعدا في الكنيست، مما جعله لاعبا رئيسيا في تشكيل حكومة بنيامين نتنياهو الحالية.
وحصل سموتريتش على حقيبتين رئيسيتين وهما وزارة المالية وصلاحيات موسعة في إدارة شؤون الضفة الغربية، واكتسب قدرة غير مسبوقة في التأثير في صنع القرار داخل الحكومة، ليس فقط في المجالين الاقتصادي والاستيطاني، بل أيضا على سياسات الأمن والدفاع.
وبدا هذا التأثير مؤخرا، حين فرض سموتريتش سطوته على قرارات الحكومة الإسرائيلية عبر تهديده رئيس الوزراء بحل الائتلاف الحكومي إن هو أوقف الحرب، أو أدخل مساعدات إنسانية إلى قطاع غزة.
إعلانونقل مراسل الشؤون السياسية في قناة "كان 11" ميخائيل شيمس إن سموتريتش أوصل رسالة تهديد شديدة وواضحة جدا لنتنياهو، جاء فيها: "إذا دخلت بذرة من المساعدات لحركة المقاومة الإسلامية (حماس)، فيمكن البدء بالعد العكسي 90 يوما للانتخابات"، وهي المدة المطلوبة لإجراء انتخابات سريعة.
ووصف آفي أشكنازي تصريحات سموتريتش في مقال نشرته صحيفة معاريف "هكذا وجد رئيس الأركان الجنرال إيال زامير، ورئيس جهاز الأمن العام رونين بار، والمؤسسة الأمنية بأكملها أنفسهم في وضع وهمي لإنقاذ سموتريتش من الانهيار في استطلاعات الرأي".
ورغم مواقفه الحادة وتصريحاته المتطرفة، يعاني حزب الصهيونية الدينية، الذي يقوده سموتريتش، من تراجع كبير في شعبيته.
فوفقا لاستطلاع أجراه "معهد الديمقراطية الإسرائيلي" في مارس/آذار 2024، فإن شعبية الحزب انخفضت إلى 4 مقاعد فقط، مقارنة بـ14 مقعدا حصل عليها في انتخابات 2022.
وفي استطلاع للرأي أجراه معهد الديمقراطية الإسرائيلي في مارس/آذار 2024، وجد أن 33% فقط من الجمهور أعطوه تقييما جيدا أو متوسطا لأدائه منذ بداية الحرب، مما وضعه في أسفل قائمة المناصب التي تم فحصها.
وتعرض سموترتيش لانتقادات حادة بسبب عرقلته إدخال المساعدات الإنسانية للمناطق المتضررة من الحرب في غزة، الأمر الذي أدى إلى تدهور صورته بين الناخبين، حتى بين بعض الأطراف المتطرفة التي ترى في مواقفه تهورا غير محسوب النتائج.
رغم هذا التراجع، يستمر الوزير المتطرف في تبرير مواقفه بالتركيز على "إنجازاته"، ويدّعي في مقابلاته أنه لا يُعير اهتماما لاستطلاعات الرأي، لكن الحقيقة الواضحة هي أن صعوده السريع في الحكومة أتى على حساب شركائه في الائتلاف، ليُصبح اليوم أحد أبرز الشخصيات التي تُهدد تماسك الحكومة، خاصة بسبب ضغوطه على نتنياهو لتنفيذ خطوات أيديولوجية جذرية.
إعلانوفي تصريح لموقع "سورجيم" الاستيطاني، قال: "أعمل في الغالب بصمت وأُحقق نتائج، يكاد لا يوجد حزب داخل الائتلاف يُحقق كامل قيمه مثل حزبنا، وأعتقد أن الصهيونية الدينية لم يسبق لها أن حظيت بمثل هذا التأثير في الأمن والمجتمع والاقتصاد والاستيطان، نحن نُحدث ثورات".
ويعلق المحلل العسكري عاموس هرئيل في مقال أن "هيئة الأركان العامة، مثل الكابينت، تدرك الصورة الحقيقية للوضع، سموتريتش هو وزير مالية فاشل، وبحسب كافة استطلاعات الرأي، فإن حزبه لن يتجاوز العتبة في الانتخابات المقبلة، هذه هي الخلفية وراء ذعره".
واستبعد المختص في الشؤون الإسرائيلية أكرم عطا الله في حديثه للجزيرة نت بأن تكون تصريحات سموتريتش الأخيرة قد أتت في سياق الدعاية الانتخابية، بسبب سقوطه في استطلاعات الرأي، ووصفه "بأنه شخصية عقائدية متطرفة أكثر تصلبا في مواقفه، وأن من الصعب إغراءه بالمصالح".