بعد ٧٠ عاماً جمعية البحرين للفن المعاصر تحتفي بمجموعة من رواد الفن التشكيلي
تاريخ النشر: 9th, October 2023 GMT
برعاية كريمة من سعادة الشيخ راشد بن خليفة آل خليفة رئيس المجلس الوطني للفنون أقامت جمعية البحرين للفن المعاصر المعرض الجماعي المشترك تحت عنوان ( رواد الفن التشكيلي ) ، منوها الى ان هذا المعرض ما هو إلا جزء بسيط لا يفي بما قدمه أساطير الفن البحريني في النهوض بالحركة التشكيلة لمواكبة تطور الفنون في العصر الحديث .
علما بأن الرحيل ما هو إلا خلفا لذكرى جميلة لأسماء حضت في ذاكرة الأجيال الجديدة، وأن الفنان خير مثال للإنسان المبدع الحالم للشخوص واللقطات الفنية المبدعة في أذهان الحاضرين بالبقاء والاستمرارية . زان المعرض بأسماء عريقة في الساحة الفنية البحرينية على رأسهم الفنان عبد الكريم العريض الرئيس الفخري لجمعية الفن المعاصر والفنان عبد الله المحرقي ، إضافة إلى رواد الحركة التشكيلية في مملكة البحرين ( الفنان إسحاق خنجي/ أحمد السني / حسين السني /عباس المحروس /عبد الكريم البوسطة /عبد المنعم البوسطة / يوسف قاسم / راشد سوار/ راشد العريفي / ناصر اليوسف / أحمد باقر وعزيز زباري ) ، رحمهم الله جميعا. وشارك في المعرض مجموعة من أهالي الفنانين الراحلين معبرين عن فرحتهم في طرح أسماء ذويهم ، ومثمنين الدور البارز الذي تلعبه الجمعية على الصعيد الفني ، مؤكدين تعاونهم في رفدهم المعلومات والوثائق التي ستساهم في إخراج الفيلم الوثائقي المرتقب ، والذي سيتناول مسيرة الفنان وتاريخه الفني ليشكل محطة وفاء واعتزاز به كفرد ساهم في نشر ثقافة الجمال في مملكة البحرين، إلى جانب عرض مجموعة من القطع الفنية التي تتناسب مع فكره المعرض . وبمداخلة جميلة من الأستاذ الفنان عبد الكريم العريض قائلا : هو الإيمان وحده الذي يدفع الإنسان نحو العمل ، فإيماننا بحب الوطن أولاً، وإيماننا بأن الفن هو أبلغ وسيلة وأسهل لغة مخاطبة وأجمل طريقة للتعبير، هو ما دفعنا لاختيار مجال الفن والعمل على ممارسته وتطويره في البحرين ليكون امتداداً لتاريخ الفنون منذ الحضارات القديمة حتى الحرف الشعبية والصناعات التي كانت تتميز بها البحرين منذ بدايات القرن الماضي.
لقد عملنا معاً أنا وزملائي رواد الفن التشكيلي على مواصلة هذا التاريخ بما يواكب حركة الفن العالمي لتكون البحرين حاضرة عالمياً في الفن التشكيلي وذلك من خلال إعادة صياغة الموروثات الشعبية والهوية البحرينية في أعمال فنية معاصرة ، وكان لتشجيع الدولة واهتمام القيادة والمسؤولين دوراً في مواصلة الحركة الفنية. واليوم وأنا في عمر التسعين سنة سعيد جداً بما أراه من نشاط فني وثقافي في البحرين خاصة بأن الفن التشكيلي حاضر وبقوة وفي تطور مستمر وملحوظ وهو الهدف الذي كنا نعمل لأجله أنا وأصدقائي الفنانين رواد الحركة منذ التجمعات الأولى وأهمها إنشاء جمعية فنية تجمع الفنانين والمهتمين لمناقشة قضايا الفن المحلي والعالمي وممارسته دون انقطاع أو ملل. فإن الفن هو مرآة الشعوب وهو الصورة الحضارية واللغة العالمية التي تخاطب الشعوب وتقربهم إلى بعض وهذه الفلسفة هي التي جعلت من الفن وسيلة أساسية عند كل مجتمع وسمة تميزت بها كل حضارة ، فلا نجد حضارة بدون فن وكذلك لا وجود لأي مجتمع بدون فن . كما صرح رئيس الجمعية البحرينية للفن المعاصر الأستاذ خليل المدهون قائلا :
عندما نبحث في تاريخ الفن في البحرين الجزيرة الصغيرة يعبر بنا الزمن إلى الإنسان القديم الذي عاش على تلك الجزيرة منذ آلاف السنين بحضاراته ومعتقداته المختلفة ، ولكن تستوقفنا فترة مهمة ومعاصرة وهي الحركة الفنية التشكيلية المعاصرة في مملكة البحرين والتي كان لها الفضل في الغوص في وجدان الإنسان البحريني والفضل الأكبر في إنشاء هذا الكيان الذي نحن فيه بعد خمسة عقود من الزمن وهو فضل رواد الفن في البحرين الذين جمعهم الخط واللون على حب الوطن ، رواد الفن الذين تغلبوا على مغريات وملذات الحياة مقابل التضحية في رسم الهوية البحرينية وإعادة صياغتها في صور تشكيلية بأساليبهم المتنوعة.
رواد الفن التشكيلي في البحرين، وهم المجموعة والتي أحب أن أعرف عنهم بالمجتهدين والعباقرة، مجموعة من الشباب الذين دفعهم حب التميز فلم يكتفون بالموهبة والتجربة ، بل صقلوها بالبحث والتعلم والاحتكاك بالأساتذة والفنانين من مختلف دول العالم .
إن هذا المعرض لرواد الفن التشكيلي في البحرين يثبت لنا جميعاً بعد أكثر من نصف قرن من الزمن الدور البارز للتجربة الناضجة والمستوى الرفيع عند هذه الكوكبة ، وهي تجربة حقاً تستحق الاهتمام والعرض مرة أخرى وأخرى لنا جميعاً لتكون منهلاً، بل هي تجربة تستحق أن يشيدّ لها معرضاً ومتحفاً خاصاً ودائم لتكون مرجعاً للدارسين والباحثين في البحرين والعالم. وهذه المبادرة من إدارة جمعية الفن المعاصر ما هي إلا خطوة صغيرة لهدف كبير نتطلع له جميعاً وإمكانياتنا في الجمعية كانت هذه ولكن بكل تأكيد بتكاتف الجميع ستكون الإمكانيات والعمل أكبر وكلنا ثقة في المسؤولين بأن يكون هذا الهدف من أهم تطلعاتهم في المجال الثقافي والفني وجعل مملكة البحرين حاضرة ومتميزة على خارطة الفن العالمي.
وأخيرا لا يسعنا غير تقديم الثناء والشكر لجميع القائمين على تجميع هذا الفن الجميل تحت سقف واحد .
المصدر: صحيفة الأيام البحرينية
كلمات دلالية: فيروس كورونا فيروس كورونا فيروس كورونا مملکة البحرین فی البحرین
إقرأ أيضاً:
مهرجان الوثبة للزهور يشهد إقبالاً كبيراً من رواد مهرجان الشيخ زايد
إبراهيم سليم (أبوظبي)
واصل مهرجان «الوثبة للزهور» فعالياته لليوم الثاني، وسط إقبال كبير من جانب رواد مهرجان الشيخ زايد التراثي، ويعقد المهرجان بمقر جائزة الشيخ منصور بن زايد للتميز الزراعي، إذ يعد من أبرز الفعاليات التي أطلقتها الجائزة.
وانطلقت مساء اليوم المسابقة الثانية «أجمل تنسيق إبداعي للزهور»، حيث تم توزيع مجسّم موحد لجميع المشاركين في المسابقة، مثل إناء أو هيكل معين، مع اشتراط الالتزام باستخدام المجسّم كجزء أساسي من التصميم، وأن يحتوي التنسيق على مجموعة متنوعة من الزهور، مع مراعاة استخدام زهور بألوان وأشكال مختلفة، ويفضل استخدام الزهور الطبيعية والمحلية التي تظهر التنوع والجمال الطبيعي.
كما تضمنت الشروط أيضاً أن يلتزم المشاركون بإكمال تنسيق المجسّم خلال فترة زمنية محددة، واشترطت اللجنة ألا يزيد عدد المشاركين في كل فريق عن اثنين كحد أقصى، لضمان تنسيق العمل، وتقديم تصميم متكامل، وأن يتم استخدام مواد صديقة للبيئة ومستدامة في تنسيق الزهور، بما في ذلك الأوعية، والديكورات الإضافية، وأي مواد مساعدة أخرى، وألا يتجاوز التصميم حدود المجسّم المقدم أو المساحة المحددة لكل مشارك في العرض، ويظل التصميم قائماً ومستقراً طوال فترة العرض، وأن يتأكد المشاركون من أن الزهور المستخدمة تبقى نضرة طوال فترة العرض.
تنوع وجمال
يسلط المهرجان الضوء على تنوع وجمال واستخدامات الزهور، ويعزز الابتكار والممارسات المستدامة في زراعتها. كما يهدف إلى تعزيز التعاون والمشاركة بين الشركات الحكومية والخاصة والمزارعين وأفراد المجتمع، وتقديم ورش عمل وحلقات نقاشية تعليمية.. وتوفير منصة للمزارعين والشركات لعرض منتجاتهم وتبادل الخبرات، وتحفيز استخدام التقنيات الحديثة في زراعة الزهور.
وأكدت اللجنة المنظمة لجائزة الشيخ منصور بن زايد للتميز الزراعي أن المهرجان يستهدف عرض تنوع الأزهار واستخداماتها في دولة الإمارات مع نشر الوعي بفوائدها وأثرها الإيجابي على البيئة.. وتوفير أنشطة متنوعة، مثل الحديقة العطرية، والحديقة المضيئة، وحديقة الطفل لتشجيع التفاعل المجتمعي.. ونشر ثقافة الاستدامة من خلال عرض أحدث التكنولوجيا والممارسات في مجال زراعة الزهور.
10 ملايين درهم
أكد المهندس مبارك القصيلي المنصوري، مستشار المدير العام لهيئة أبوظبي للزراعة والسلامة الغذائية، رئيس لجنة المسابقات والمهرجانات بجائزة الشيخ منصور بن زايد للتميز الزراعي، أن أنشطة الجائزة بدأت في نوفمبر الماضي، بإقامة مهرجان الوثبة الغذائي، وتمت إقامة الكثير من المسابقات الخاصة بالطهي وجرى استخدام المنتج المحلي في مكونات الأطباق المختلفة.
وأشار إلى مشاركة العديد من أفراد المجتمع من الأسر وذوي الهمم وأصغر طباخ والعديد من الفعاليات الأخرى التي جرت خلال شهر نوفمبر.
وفي شهر ديسمبر، تمت أيضاً إقامة مهرجان الوثبة الزراعي، الذي تضمن العديد من الفعاليات منها مسابقة أفضل منتج من التمور، ومسابقة أفضل منتج من مخلفات النخيل. وافتُتح أيضاً مهرجان الزهور في دورته الأولى، وتشمل عدداً من الفعاليات منها أفضل حديقة منزلية، وأفضل مزرعة للزهور، وأفضل باقة إبداعية من الزهور، وغيرها.. كما تستمر الفعاليات في شهر يناير من خلال مهرجان خاص بالثروة الحيوانية. وفي فبراير، مهرجان العسل ومهرجان الفواكه.
وقال المنصوري إن قيمة الجائزة 10 ملايين درهم مقسمة على فئتين، الفئة الرئيسية 5 ملايين و200 ألف درهم، وفئة المسابقات والمهرجانات بميزانية تقدر بـ4 ملايين ونصف مليون درهم.
10 مسابقات مصاحبة
من جانبها، أعربت ميعاد الراشدي، رئيس مهرجان الزهور، عن سعادتها بانطلاق الدورة الأولى من المهرجان الذي يهدف إلى رفع الوعي بأهمية الزهور ودورها البيئي والنفسي، ويقدم العديد من الفعاليات والمسابقات الموجهة لجميع شرائح المجتمع.. ولفتت إلى أن الفعالية شهدت إقبالاً كبيراً وتفاعلاً واسعاً من أفراد المجتمع، وخاصة من قبل الأطفال وذوي الهمم، وتم إجراء المسابقة الأولى الخاصة بأجمل باقة زهور حيث تم توفير الزهور من قبل اللجنة المنظمة.
يشهد مهرجان الزهور إقامة 10 مسابقات مصاحبة تقدم جوائز نقدية يصل مجموعها إلى 346 ألف درهم لـ37 فائزاً، بالإضافة إلى منح شهادات مشاركة لبقية المشاركين.. وتفتح المسابقات باب المشاركة أمام مختلف الفئات من زوار المهرجان والمزارعين المحليين في الدولة وأصحاب الهمم والأطفال والأُسر المنتجة والشركات الكبرى المتخصصة في تنسيق الحدائق.
ومن أبرز المسابقات المصاحبة للمهرجان مسابقة أجمل باقة زهور، التي تتيح إمكانية المشاركة لزوار المهرجان من خلال تزويدهم بالأزهار والأدوات الخاصة لتنسيق الباقات، بهدف تشجيع الإبداع والابتكار، وتعزيز الاهتمام بالجمالية الخاصة بالزهور.
فيما تركّز مسابقة أفضل مزرعة زهور في الإمارات على تكريم المزارع المحلية في الدولة التي تتميز بتصميمها الإبداعي، وتنوع الزهور فيها، إضافة إلى استخدام ممارسات وأنظمة ري مستدامة.
أما مسابقة أفضل تصميم لحديقة صحراوية، فتستهدف شركات تنسيق الحدائق، وتشجع على استكشاف طرق جديدة ومبتكرة للزراعة التجميلية، وتعزيز الإبداع في استخدام الموارد الطبيعية المحدودة. بينما تهدف مسابقة أفضل منتج مصنوع من الزهور إلى دعم الأُسر المنتجة وتحفيزها على المشاركة بمنتجات تم تصنيعها من الزهور للاستخدامات التجميلية أو العطرية أو الطبية أو غيرها.