برعاية كريمة من سعادة الشيخ راشد بن خليفة آل خليفة رئيس المجلس الوطني للفنون أقامت جمعية البحرين للفن المعاصر المعرض الجماعي المشترك تحت عنوان ( رواد الفن التشكيلي ) ، منوها الى ان هذا المعرض ما هو إلا جزء بسيط لا يفي بما قدمه أساطير الفن البحريني في النهوض بالحركة التشكيلة لمواكبة تطور الفنون في العصر الحديث .


علما بأن الرحيل ما هو إلا خلفا لذكرى جميلة لأسماء حضت في ذاكرة الأجيال الجديدة، وأن الفنان خير مثال للإنسان المبدع الحالم للشخوص واللقطات الفنية المبدعة في أذهان الحاضرين بالبقاء والاستمرارية . زان المعرض بأسماء عريقة في الساحة الفنية البحرينية على رأسهم الفنان عبد الكريم العريض الرئيس الفخري لجمعية الفن المعاصر والفنان عبد الله المحرقي ، إضافة إلى رواد الحركة التشكيلية في مملكة البحرين ( الفنان إسحاق خنجي/ أحمد السني / حسين السني /عباس المحروس /عبد الكريم البوسطة /عبد المنعم البوسطة / يوسف قاسم / راشد سوار/ راشد العريفي / ناصر اليوسف / أحمد باقر وعزيز زباري ) ، رحمهم الله جميعا. وشارك في المعرض مجموعة من أهالي الفنانين الراحلين معبرين عن فرحتهم في طرح أسماء ذويهم ، ومثمنين الدور البارز الذي تلعبه الجمعية على الصعيد الفني ، مؤكدين تعاونهم في رفدهم المعلومات والوثائق التي ستساهم في إخراج الفيلم الوثائقي المرتقب ، والذي سيتناول مسيرة الفنان وتاريخه الفني ليشكل محطة وفاء واعتزاز به كفرد ساهم في نشر ثقافة الجمال في مملكة البحرين، إلى جانب عرض مجموعة من القطع الفنية التي تتناسب مع فكره المعرض . وبمداخلة جميلة من الأستاذ الفنان عبد الكريم العريض قائلا : هو الإيمان وحده الذي يدفع الإنسان نحو العمل ، فإيماننا بحب الوطن أولاً، وإيماننا بأن الفن هو أبلغ وسيلة وأسهل لغة مخاطبة وأجمل طريقة للتعبير، هو ما دفعنا لاختيار مجال الفن والعمل على ممارسته وتطويره في البحرين ليكون امتداداً لتاريخ الفنون منذ الحضارات القديمة حتى الحرف الشعبية والصناعات التي كانت تتميز بها البحرين منذ بدايات القرن الماضي.
لقد عملنا معاً أنا وزملائي رواد الفن التشكيلي على مواصلة هذا التاريخ بما يواكب حركة الفن العالمي لتكون البحرين حاضرة عالمياً في الفن التشكيلي وذلك من خلال إعادة صياغة الموروثات الشعبية والهوية البحرينية في أعمال فنية معاصرة ، وكان لتشجيع الدولة واهتمام القيادة والمسؤولين دوراً في مواصلة الحركة الفنية. واليوم وأنا في عمر التسعين سنة سعيد جداً بما أراه من نشاط فني وثقافي في البحرين خاصة بأن الفن التشكيلي حاضر وبقوة وفي تطور مستمر وملحوظ وهو الهدف الذي كنا نعمل لأجله أنا وأصدقائي الفنانين رواد الحركة منذ التجمعات الأولى وأهمها إنشاء جمعية فنية تجمع الفنانين والمهتمين لمناقشة قضايا الفن المحلي والعالمي وممارسته دون انقطاع أو ملل. فإن الفن هو مرآة الشعوب وهو الصورة الحضارية واللغة العالمية التي تخاطب الشعوب وتقربهم إلى بعض وهذه الفلسفة هي التي جعلت من الفن وسيلة أساسية عند كل مجتمع وسمة تميزت بها كل حضارة ، فلا نجد حضارة بدون فن وكذلك لا وجود لأي مجتمع بدون فن . كما صرح رئيس الجمعية البحرينية للفن المعاصر الأستاذ خليل المدهون قائلا :
عندما نبحث في تاريخ الفن في البحرين الجزيرة الصغيرة يعبر بنا الزمن إلى الإنسان القديم الذي عاش على تلك الجزيرة منذ آلاف السنين بحضاراته ومعتقداته المختلفة ، ولكن تستوقفنا فترة مهمة ومعاصرة وهي الحركة الفنية التشكيلية المعاصرة في مملكة البحرين والتي كان لها الفضل في الغوص في وجدان الإنسان البحريني والفضل الأكبر في إنشاء هذا الكيان الذي نحن فيه بعد خمسة عقود من الزمن وهو فضل رواد الفن في البحرين الذين جمعهم الخط واللون على حب الوطن ، رواد الفن الذين تغلبوا على مغريات وملذات الحياة مقابل التضحية في رسم الهوية البحرينية وإعادة صياغتها في صور تشكيلية بأساليبهم المتنوعة.
رواد الفن التشكيلي في البحرين، وهم المجموعة والتي أحب أن أعرف عنهم بالمجتهدين والعباقرة، مجموعة من الشباب الذين دفعهم حب التميز فلم يكتفون بالموهبة والتجربة ، بل صقلوها بالبحث والتعلم والاحتكاك بالأساتذة والفنانين من مختلف دول العالم .
إن هذا المعرض لرواد الفن التشكيلي في البحرين يثبت لنا جميعاً بعد أكثر من نصف قرن من الزمن الدور البارز للتجربة الناضجة والمستوى الرفيع عند هذه الكوكبة ، وهي تجربة حقاً تستحق الاهتمام والعرض مرة أخرى وأخرى لنا جميعاً لتكون منهلاً، بل هي تجربة تستحق أن يشيدّ لها معرضاً ومتحفاً خاصاً ودائم لتكون مرجعاً للدارسين والباحثين في البحرين والعالم. وهذه المبادرة من إدارة جمعية الفن المعاصر ما هي إلا خطوة صغيرة لهدف كبير نتطلع له جميعاً وإمكانياتنا في الجمعية كانت هذه ولكن بكل تأكيد بتكاتف الجميع ستكون الإمكانيات والعمل أكبر وكلنا ثقة في المسؤولين بأن يكون هذا الهدف من أهم تطلعاتهم في المجال الثقافي والفني وجعل مملكة البحرين حاضرة ومتميزة على خارطة الفن العالمي.
وأخيرا لا يسعنا غير تقديم الثناء والشكر لجميع القائمين على تجميع هذا الفن الجميل تحت سقف واحد .

المصدر: صحيفة الأيام البحرينية

كلمات دلالية: فيروس كورونا فيروس كورونا فيروس كورونا مملکة البحرین فی البحرین

إقرأ أيضاً:

وزير المالية يزور الكراج وبرنامج NTDP ويشيد بأعمال ونماذج رواد ورائدات الأعمال

زار معالي وزير المالية الأستاذ محمد الجدعان مقر “الكراج” وبرنامج NTDP البرنامج الوطني لتنمية تقنية المعلومات، وكان في استقباله معالي وزير الاتصالات وتقنية المعلومات المهندس عبدالله السواحه، في إطار تعزيز الحوار المباشر مع رواد ورائدات الأعمال المبتكرين، والوقوف على احتياجاتهم لدفع عجلة التحول إلى الاقتصاد الذكي، وتمكين الكفاءات الوطنية الشابة، وتعزيز نمو الاقتصاد الرقمي.

 

وخلال الزيارة اطلع الوزيران على أبرز المشاريع الريادية التي يقودها شباب وفتيات الوطن في مجالات الذكاء الاصطناعي، والتقنيات الحديثة، والاستدامة؛ مما يعكس تكامل الجهود بين القطاعين الحكومي والخاص لتحقيق تنمية مستدامة قائمة على الابتكار.

وشهدت الزيارة جلسات حوارية مع مجموعة من الكفاءات الوطنية الشابة، استعرضوا خلالها تجاربهم وطموحاتهم، والفرص المتاحة أمامهم في بيئة داعمة لنمو الشركات الناشئة وتوسعها.

 

ويأتي ذلك في ظل النجاحات البارزة التي حققها برنامج NTDP، إذ أسهم البرنامج في توليد أكثر من 17 ألف وظيفة نوعية في القطاع التقني، ودعم 2200 رائد أعمال، وأسهم في الناتج المحلي بأكثر من 11.2 مليار ريال حتى نهاية 2024، متجاوزًا مستهدف 2026 البالغ 10 مليارات، وأسهم البرنامج في رفع حصة المملكة من استثمارات رأس المال الجريء في المنطقة إلى 42%، محققًا المركز الأول في الشرق الأوسط.

اقرأ أيضاًالمملكةمنظمة التعاون الإسلامي ترحب بتشكيل الحكومة السورية الجديدة

ودعم البرنامج أكثر من 880 شركة تقنية في قطاعات حيوية تشمل الذكاء الاصطناعي، الأمن السيبراني، الحوسبة السحابية، التقنيات المالية، الألعاب، إنترنت الأشياء، إضافة إلى أن عدد المسرّعات والحاضنات زاد إلى 42 جهة، مقارنة بـ16 فقط في 2017, ونمت صفقات الشركات الناشئة إلى 177 صفقة سنويًا، وارتفع متوسط حجم الصفقة إلى 15.6 مليون ريال.

 

وأسهم البرنامج في وصول عدد شركات اليونيكورن التقنية إلى 7 شركات، مع توقعات ببلوغ 10 شركات بحلول 2026، ويؤكد هذا الأداء النوعي أهمية “الكراج” وبرنامج NTDP بوصفهما منصات وطنية ديناميكية تحتضن الابتكار، وتعزز تنافسية المملكة عالميًا، وتدعم طموحات شبابها نحو اقتصاد رقمي مزدهر ومستدام.

مقالات مشابهة

  • هندي يحول سريراً إلى سيارة
  • وزير المالية يزور الكراج وبرنامج NTDP ويشيد بأعمال ونماذج رواد ورائدات الأعمال
  • بمحاضرات التوعية والورش الفنية.. قصور الثقافة تحتفي بيوم اليتيم
  • تكريم منى زكي.. تفاصيل افتتاح مهرجان جمعية الفيلم في دورته الـ 51 اليوم
  • "زجاج القمر".. تحويل غبار أحذية رواد الفضاء إلى خلايا شمسية مذهلة
  • إطلاق شعار احتفالية جمعية الصحفيين البحرينية باليوبيل الفضي ومرور 25 عاماً على تأسيسها
  • بمحاضرات التوعية والورش الفنية.. قصور الثقافة تحتفي بـ يوم اليتيم
  • تحذير من الرياح النشطة واضطراب البحر في سواحل اليمن
  • المجمع الثقافي ينظم معرضاً عالمياً للفن الماليزي المعاصر
  • رواد عمل خيري: العالم ممتن للعطاء الإماراتي المستمر كنموذج للتضامن الإنساني