الصحة العالمية: مصر أول بلد يبلغ المستوى الذهبي بالقضاء على فيروس C
تاريخ النشر: 9th, October 2023 GMT
قدمت منظمة الصحة العالمية التهنئة إلى مصر على تقدمها غير المسبوق نحو القضاء على التهاب الكبد C، لتصبح أول بلد يبلغ «المستوى الذهبي» على مسار القضاء على التهاب الكبد C وفقًا لمعايير منظمة الصحة العالمية. ويعني بلوغ المستوى الذهبي أن مصر قد أوفت بالمتطلبات البرمجية التي تؤدي إلى خفض حالات العدوى والوفيات الجديدة الناجمة عن التهاب الكبد C إلى المستويات التي تؤهِّل البلد للقضاء على وباء التهاب الكبد C.
وعلى الصعيد العالمي، يوجد 58 مليون شخص متعايش مع عدوى التهاب الكبد C المزمنة. وبالرغم من عدم توفُّر لقاح مضاد للمرض، لكن يمكن الشفاء منه بتناول علاجات قصيرة الأجل وشديدة الفعالية تستمر 8-12 أسبوعًا. ولكن هناك 4 أشخاص من أصل 5 متعايشين مع التهاب الكبد C في العالَم لا يدركون أنهم مصابون بالعدوى. ويمكن أن تتسبب تلك العدوى في إصابة الكبد بمرض أو بسرطان، ما لم تُعالَج أو يُشفَ منها.
وقد شخصت مصر 87% من المتعايشين مع التهاب الكبد C، وقدَّمت العلاج الشافي إلى 93% من الأشخاص المُشخَّصين به، وهو ما يتجاوز الغايات المحددة للمستوى الذهبي للمنظمة، وهي تشخيص 80% على أقل تقدير من المتعايشين مع التهاب الكبد C، وتوفير العلاج لما لا يقل عن 70% من الأشخاص المُشخَّصين به.
وفي هذا السياق، قال الدكتور تيدروس أدحانوم غيبريسوس، المدير العام لمنظمة الصحة العالمية: «إن المَسيرة التي قطعتها مصر، من بلد يملك أحد أعلى معدلات العدوى بالتهاب الكبد C في العالم إلى بلد حقَّق مسار القضاء على المرض في أقل من 10 سنوات، هي مسيرة مذهلة، وهذا أقل ما توصف به. لقد قدمت مصر للعالم نموذجًا يُحتذى به فيما يمكن تحقيقه عند الأخذ بأحدث الأدوات، وتوفير الالتزام السياسي على أعلى المستويات باستخدام تلك الأدوات للوقاية من العدوى وإنقاذ الأرواح. وحريٌّ بنجاح مصر أن يبثَّ في نفوسنا الأمل والحافز للقضاء على التهاب الكبد C في كل مكان».
وقد نجحت مصر في الانتقال من بلد يملك أحد أعلى معدلات الإصابة بالتهاب الكبد C في العالم إلى بلد يملك أحد أقل المعدلات من خلال خفض معدل انتشار التهاب الكبد C من 10% إلى 0.38% في مدة تزيد قليلًا على عَقد من الزمان.
ومنذ أوائل عام 2000، ما فتئت مصر تعزز برامجها الوطنية في مجالَي الوقاية والعلاج. وفي عام 2006، أنشأ البلد اللجنة القومية لمكافحة الفيروسات الكبدية، وهي هيكل إداري معني بالإشراف على الاستجابة الوطنية لالتهاب الكبد، وتوجيهها.
وابتداءً من عام 2014، أطلق رئيس مصر حملة قومية للقضاء على التهاب الكبد C، وهو ما تعزز مجددًا في عام 2018، ووفرت الحملة اختبارات الكشف عن فيروس التهاب الكبد C، والعلاج منه دون مقابل مادي. وأسفرت حملة «100 مليون صحة» عن فحص أكثر من 60 مليون شخص، وعلاج أكثر من 4.1 ملايين شخص. ومثَّلت العلاجات المضادة للفيروسات ذات المفعول المباشر المُصنَّعة محليًّا عاملًا رئيسيًّا في النجاح الملحوظ الذي حققته الحملة - حيث بلغ معدل الشفاء من التهاب الكبد C، بين الأشخاص الذين تلقوا العلاج، نسبة 99%.
ومن خلال اتباع نهج يركز على المرضى، أدخلت مصر تحسينات هائلة على ممارساتها الخاصة بسلامة المرضى، وتبنَّت مفهوم «عدم إلحاق الضرر» من خلال تطبيق تدابير شاملة للحقن الآمن، ومأمونية الدم، والحد من الضرر.
وأشاد الدكتور أحمد المنظري، مدير منظمة الصحة العالمية لإقليم شرق المتوسط، بالنجاح غير المسبوق الذي حققته مصر، إذ قال: «إن ذلك يُعدُّ شهادة على أن لا شيء عصيٌّ على النجاح إذا توافر الالتزام، حتى عندما نواجه تحديات هائلةً وأوقاتًا عصيبة، ومنها جائحة كوفيد-19. وقد نجحت مصر، من خلال التزامها بالقضاء على التهاب الكبد C، في فحص جميع السكان المستحقين لذلك، وعلاج جميع المتعايشين مع الفيروس تقريبًا. وهذا يُمثِّل ثلث الأشخاص المتعايشين مع التهاب الكبد C في إقليم شرق المتوسط، والبالغ عددهم 12 مليون شخصٍ. وهذا أيضًا ما يجسد جوهر رؤيتنا الإقليمية ودعوتنا إلى التضامن والعمل».
ومن خلال التعاون الوثيق مع المكتب القُطري لمنظمة الصحة العالمية في مصر، وبدعم من مستويات المنظمة الثلاثة مجتمعةً، نجحت وزارة الصحة والسكان في توسيع مواردها المالية والتقنية على مَر السنين لتحقيق الرؤية الرامية إلى القضاء على التهاب الكبد C باعتباره مشكلة صحية عامة.
وقالت ممثلة منظمة الصحة العالمية في مصر، الدكتورة نعيمة القصير: «يغمرني شعور بالفخر والسعادة وأنا أعيش هذه اللحظة التاريخية التي شهدت الاعتراف بمصر دوليًّا، بوصفها أول بلد يحرز هذا التقدم الملحوظ نحو القضاء على المرض. ولقد كنتُ شاهدة على الجهود الاستثنائية التي بذلتها وزارة الصحة والسكان خلال العقد الماضي للقضاء على هذا التهديد المُحدِق بالصحة العامة. وكانت الوزارة مدفوعة في مساعيها بأعلى مستوى من الالتزام السياسي وبروح التضامن، والإنصاف، والشمول لتقديم الخدمات إلى كل شخص يعيش على أرض مصر، دون أي تمييز، إعمالًا لحق من حقوق الإنسان العالمية.
ويتزامن هذا الإنجاز المهم مع احتفالنا بالذكرى السنوية الخامسة والسبعين لإنشاء المنظمة هذا العام، ويُعدُّ تجسيدًا واضحًا لرؤية المنظمة المتمثلة في تحسين الصحة العامة وتوفيرها للجميع».
وتدعم المنظمة الوزارة بمبادئ توجيهية وأدوات تقنية تحدد نهجًا قائمًا على حقوق الإنسان إزاء تشخيص التهاب الكبد C وعلاجه، ودعت إلى دمج الفئات الأشد عرضة للخطر، مثل اللاجئين والمهاجرين، في الحملة. وتواصل المنظمة دعم الوزارة في بناء قدرات العاملين الصحيين بها، والتواصل مع المجتمعات المحلية من خلال حملات التوعية.
ووفقًا لإرشادات منظمة الصحة العالمية لعام 2023 بشأن التحقق القُطري من القضاء على التهاب الكبد الفيروسي ومسار القضاء عليه، يمكن للبلدان أن تتقدم بطلب للحصول على التحقق الكامل من بلوغ المستويات الذهبية أو الفضية أو البرونزية على مسار القضاء على المرض في ضوء تحقيق الغايات المتصلة بكل مسار منها. ومصر هي أول بلد تقدَّمَ بطلب للتحقق من القضاء على المرض وبلغ المستوى الذهبي على مسار القضاء عليه، وهذا يعني أن مصر تسير على الطريق الصحيح نحو بلوغ جميع أهداف القضاء على المرض قبل حلول عام 2030.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: منظمة الصحة العالمية القضاء على التهاب الكبد التهاب الكبد فيروس C الصحة العالمية القضاء على التهاب الکبد C منظمة الصحة العالمیة القضاء على المرض التهاب الکبد C فی للقضاء على أول بلد من خلال
إقرأ أيضاً:
صحة الشرقية تحتضن اللقاء العلمي الـ 51 لرابطة أطباء الكبد والجهاز الهضمي
شهد الدكتور هاني مصطفى جميعة وكيل وزارة الصحة بالشرقية، فعاليات اللقاء العلمي الشهري الـ ٥١ لرابطة أطباء الكبد ومناظير الجهاز الهضمي بمحافظة الشرقية، وذلك اليوم الثلاثاء، بقاعة الشهيد أحمد المنسي بنادي الشرقية الرياضي بالزقازيق، برئاسة الدكتور وليد الأحمدي رئيس الرابطة.
وحضور الدكتور بهاء أبوشعيشع وكيل مديرية الشئون الصحية بالشرقية، والدكتور شريف شاهين مدير عام الطب العلاجي بمديرية الشئون الصحية بالشرقية، والدكتور محمد نور الدين نائب رئيس الرابطة ورئيس اللجنة العلمية بالمديرية، والعديد من فرق مستشفيات الحميات على مستوى الجمهورية، ورؤساء وحدات الكبد والجهاز الهضمي بالشرقية، ولفيف من أطباء الكبد بجامعة الزقازيق، ومختلف الجامعات والمستشفيات، وفريق الصيدلة الإكلينيكية بمختلف مستشفيات المحافظة.
رحب الدكتور هاني جميعة خلال كلمته بجميع الحضور، مؤكداً أهمية هذه اللقاءات العلمية والتدريب والتعليم الطبي المستمر في رفع كفاءة أداء الكوادر الطبية، والإرتقاء بمستوى الخدمات الطبية المقدمة للمرضي والمواطنين بمستشفيات محافظة الشرقية، وهو ما يتم تحقيقه بالفعل يوماً بعد يوم، ويجني ثماره كل من مقدمي ومتلقي الخدمة الطبية.
ووجه وكيل الوزارة بضرورة تعزيز المسابقات العلمية بين مختلف الأقسام الطبية بالمستشفيات على مستوى الجمهورية والمحافظة، لنقل الخبرات وتعزيز روح التنافس بين الفرق الطبية بما يساهم في صقل مهاراتهم وتحسين كفاءتهم، ويصب في صالح المريض.
وأثنى جميعة على الدور الوثيق والتعاون المثمر بين أطباء جامعة الزقازيق، وأطباء الصحة بالشرقية في هذا المجال، مشيداً بالتطور الملحوظ في الأقسام الطبية لمناظير الجهاز الهضمي بالمستشفيات الحكومية بالمحافظة، وجودة الخدمات الطبية المقدمة للمرضى والمواطنين بها.
ومن جانبه قدم الدكتور وليد الأحمدي رئيس الرابطة في كلمته تعريف باليوم العلمي، وما تم إنجازه سابقاً من تدريب الأطباء، والأيادي المشاركة في هذه الإنجازات، لصالح المواطنين والمرضى بالمحافظة، معرباً عن سعادته البالغة على حرص وكيل وزارة الصحة بالشرقية في المشاركة المستمرة باللقاءات العلمية للرابطة.
وصرح الدكتور محمد نور الدين نائب رئيس الرابطة ورئيس اللجنة العلمية بالمديرية، بأنه تم خلال اللقاء العلمي تنفيذ ماراثون بين وحدات المناظير بمستشفيات الحميات على مستوى الجمهورية، تحت رعاية وزارة الصحة والسكان، وإشراف وكيل وزارة الصحة بالشرقية، لتحفيز الكوادر الطبية على الإبداع، وزيادة قدرتهم العلمية والجاهزية المهنية، قام بتحكيمها رؤساء اللجان العلمية بمشاركة الصيدلة الاكلنيكية، وفاز بالمركز الأول وحدة المناظير بمستشفى حميات الزقازيق، والمركز الثاني مستشفى حميات طنطا، والمركز الثالث مستشفى حميات بنها.
وضم اللقاء العلمي الـ 51 عدد من المحاضرات العلمية، ألقاها كل من رئيس الرابطة والدكتورة نبيلة محمود أستاذ الكبد والجهاز الهضمي، والدكتور أحمد عوض بيصار أستاذ الأشعة، وذلك عن موضوعات "أمراض عسر الهضم، وأمراض القولون المناعية، وسونار الأمعاء".
وعلى هامش اللقاء العلمي، تم عقد اجتماع وورش عمل لرؤساء اللجان العلمية بالمستشفيات، لمناقشة سبل توحيد بروتوكولات العلاج ضمن آخر التوصيات العالمية، وتقنين استخدام المضادات الحيوية، وتفعيل سبل البحث العلمي بمستشفيات الصحة بالمحافظة.
يشار إلى أن رابطة أطباء الكبد ومناظير الجهاز الهضمي تم إنشاؤها في يناير من عام ٢٠٢٠، وتم تدشينها رسميا في مارس ٢٠٢١، تحت رعاية مديرية الشئون الصحية بالشرقية، إيماناً منها بدور الروابط العلمية للتخصصات المختلفة بالمحافظة، في صقل الكوادر الطبية الشابة، ورفع كفاءة أدائهم، وتم خلال تلك الفترة تنفيذ ٤٩ لقاء علمي، لأطباء صحة الشرقية، بالإضافة لتنفيذ مؤتمر SHELA السنوي الثالث في عام ٢٠٢٤، والإعداد الحالي لإطلاق المؤتمر الرابع خلال شهر فبراير ٢٠٢٥.
وقدم وكيل وزارة الصحة بالشرقية الشكر لجميع المستشفيات المشاركة في الماراثون، والذي أثرى العديد من الخبرات العلمية والعملية، مهنئاً فريق مستشفى حميات الزقازيق على فوزهم بالمركز الأول بهذه المسابقة، كما أشاد الحضور بحسن تنظيم اللقاء، واختيار الموضوعات العلمية التي تم تقديمها، آملين في تكرار هذه المؤتمرات العلمية للصالح العام.