ينطلق  مهرجان وسط البلد للفنون المعاصرة "دي - كاف" في دورته الحادية عشرة، الخميس المقبل الموافق 12 أكتوبر الجاري، والتي تضم 30 عرضًا من أكثر من 18 دولة، يتم تقديمها في مساحات ومسارح مختلفة بوسط البلد، حيث ينطلق المهرجان بعرض "كلاش.. بعث رقمي" ضمن برنامج الفنون الأدائية للمهرجان، يُقدم العرض يومي الخميس والجمعة في تمام الثامنة مساءً في ساحة روابط للفنون.

يستخدم العرض تكنولوجيا الواقع المعزز لإيجاد تجربة مميزة وشخصية لكل الجمهور، بهدف زيادة الوعي بأسئلة تتعلق بالفرص والتحديات المتعلقة بمسألة البعث الرقمي لمن رحلوا عنا. هل يمكننا إعادة من نحبهم إلى الحياة مرة أخرى وتجنب الوداعات القاسية وإيجاد الراحة؟ رقميًا على الأقل؟ يأخذ العرض أسلوبًا مميزًا يستكشف من خلاله قضايا المرأة والسلطة الذكورية والحدود الاجتماعية على مدار التاريخ الإنساني.

يدور العرض حول امرأتين من عوالم مختلفة يشتركان في غرفة واحدة يغمرها الغموض، حيث يصبح كل شيء ممكنًا. في هذا السياق السحري، تظهر لبطلتي العرض نساء قويات عبر الزمن، وهن الملكة المصرية حتشبسوت والسيدة الأولى في الولايات المتحدة الأمريكية جاكلين أوناسيس كينيدي والمناضلة الفرنسية جان دارك. تعكس هذه المواجهات بعض المفاهيم حول السلطة الذكورية والقوة والحرب والحب والسؤال الأبدي عن الأمل في إمكانية وجود عالم عادل.

"كلاش.. بعث رقمي" إنتاج مشترك بين مسرح مارالام في زيورخ، سويسرا، ومشروع بوت بيبول في جوتنجن، ألمانيا، وهو نتاج ورشة كتابة بين الكاتبة السويسرية إيرينا كاسترينديس والكاتبة المصرية نورا أمين. العرض تمثيل ميريت بودامر وهدير مصطفى، تأليف موسيقي ماتياس هيلبراند - فاتم ستوديو، تصميم المساحة ستيفن شوينديمان - موبل راوم، تصميم الملابس سابينا هيكسبور، مخرج تقني مايكل أوملين، فني جان جوبسر، فيديو والمؤثرات البصرية ميشيل فِبر، دراماتورجيا الواقع المعزز رايمار دي لو شيفاليه، برمجة الواقع المعزز مارتن وسنيوفسكي،  تصميم الواقع المعزز ثلاثي الأبعاد عامر عقدة، مخرج تقني ميدو صادق، فيديو روني أولمان، مستشارة ثقافية ميسون محفوظ. العرض من إخراج بيتر براشلر.

المصدر: البوابة نيوز

كلمات دلالية: مهرجان وسط البلد للفنون المعاصرة دي كاف الواقع المعزز

إقرأ أيضاً:

حين يتكلم الأسد عن المقاومة

الشيزوفرانيا أو الانفصال عن الواقع، ظاهرة منتشرة بين زعماء الدول الاستبدادية بشكل ملحوظ، حيث ينشأ لدى الزعيم إعلاء وهمي للذات، يتخيل من خلاله أنه ما يشبه المسيا / المُخلص في التراث الديني اليهودي، وهو بذلك يرى في أقواله وسلوكياته عبارة عن مثال أو قدوة، وفيهما مناط الحقيقة والخير العام.

في عالمنا العربي اليوم ثلاثة شواهد فجة على ذلك، أولا من الرئيس التونسي قيس سعيد حين يتحدث كثيرا عن الديمقراطية ودور المؤسسات في الدولة، ثن نراه يُجهض الديمقراطية ويخنق الحريات وعمل المؤسسات.

ونشاهد الحالة الثانية مع الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي في حالة الحرب الإسرائيلية على غزة، فيتحدث عن الدفاع عن الفلسطينيين وحقوقهم ودعمهم، في وقت يتواطأ مع الإسرائيليين علنا دون أدنى اعتبار لقضية العرب الأولى.

أما الحالة الثالثة، فهي حالة رئيس النظام السوري بشار الأسد الذي لا يفتأ دائما في التفلسف السياسي، حتى على الزعماء العرب، واستخدام مفردات وتوصيفات لا تتطابق إطلاقا مع سلوكيات النظام.

النظام السوري وقف منذ السابع من أكتوبر العام الماضي موقف المتفرج السلبي، وكأن القضية ليست قضيته ولا معني بها، وبقي هذا الحياد السلبي مستمرا حتى في عز المقتلة الإسرائيلية لقادة وجمهور "حزب الله" اللبناني.ليست حالة الشيزوفرانيا السياسية حالة ملازمة دائما للمستبدين، فقد مر معنا مستبدون واقعيون جدا، يدركون حقيقة الواقع وموازين القوى، بما ينعكس على خطابهم وسلوكهم المُعبر عن هذا الواقع.

في حالتنا السورية، أُذكر بالرئيس الراحل حافظ الأسد الذي كان يتمتع بواقعية سياسية شديدة، انعكست في أقواله وسلوكياته، فلم نجد في خطاباته كلها أي نوع من الميتافيزيقا السياسية، حتى مع إسرائيل كان يستخدم عبارات سياسية بامتياز خالية من أي شحنات أيديولوجية، باستثناء التذكير بالقومية العربية وقضية العرب الأولى، وهذا تذكير سياسي وليس أيديولوجي.

أما حالات الشيزوفرانيا عند الأسد الأب، فكانت تظهر فقط في المجال الاجتماعي حصرا، وليس في المجال السياسي، لأن الهدف دغدغة مشاعر الناس البسطاء، في نوع من الشعبوية التي تلامس أحاسيس الناس.

الأسد.. أمثلة تاريخية

مع بشار الأسد اختلف الأمر، حيث إننا هنا أمام حالة انفصال شديدة جدا عن الواقع، ظهرت منذ تسلمه السلطة في سوريا، حين قال في إحدى خطاباته أنه سيحول سوريا إلى يابان المنطقة، ثم ظهر هذا الانفصال الحاد في أول خطاب له بعد الثورة السورية بأسبوعين، حين ذكر كلمة المؤامرة 13 مرة، ثم أخذ هذا الانفصال يزداد قوة وحدة خلال الثورة ـ لا يتسع المجال لذكرها ـ.

لكن لا مانع من ذكر أمثلة سريعة: تحدث أكثر من مرة عن الديمقراطية السورية وظاهرة التعددية السياسية والحزبية في سوريا، وتحدث مرة أن سوريا لا توجد فيها معتقلات، ثم بلغت انفصاله عن الواقع إلى درجة قال في مقابلة مع قناة "سكاي نيوز" العربية في أغسطس العام الماضي، أن والده الرئيس حافظ الأسد لم يكن له أي دور في وصوله إلى منصب الرئاسة.

بعد التطبيع العربي مع النظام السوري، وبدء الأسد حضور القمم العربية، وبدأ يقدم نظريات فلسفية للقادة الحاضرين عن العروبة، ففي القمة العربية في جدة العام الماضي، قال الأسد "أما سوريا فماضيها وحاضرها ومستقبلها هو العروبة.. لكنها عروبة الانتماء لا عروبة الأحضان.. فالأحضان عابرة أما الانتماء فدائم.. وربما ينتقل الإنسان من حضن لآخر لسبب ما.. لكنه لا يغير انتماءه أما من يغيره فهو من دون انتماء من الأساس ومن يقع في القلب لا يقبع في حضن وسوريا قلب العروبة وفي قلبها".

ومنذ هذه القمة، خلا خطاب الأسد من الحديث عن المؤامرة الكونية التي استهدفت سوريا، وركز على أهمية التوحد العربي ـ العربي، وهذا أمر مفهوم لنظام يسعى إلى العودة للحاضنة العربية.

قمة الرياض

في القمة العربية الأخيرة بالرياض، بلغ الانفصام لدى الأسد مبلغا كبيرا، ففي ظل المقتلة الإسرائيلية لسكان غزة وأهل الجنوب اللبناني، وفي ظل صمت سوري على المستوى السياسي والعسكري، لم يتوان الأسد في استعادة سردية "المقاومة والممانعة" والعمل العربي المشترك لمواجهة إسرائيل، فقال إن "الأولوية حاليا هي لإيقاف المجازر والإبادة وإيقاف التطهير العرقي الذي تقوم به إسرائيل.".

في ظل القوة والتفوق الإسرائيلي العسكري، والضعف العسكري الشديد للنظام السوري، يرى الأسد ويؤمن أن ما يقوم به النظام في هذا الظرف التاريخي هو عمل مقاوم فعلا، بل قد يكون أكثر تقدما من باقي الدول العربية، فمن خلال أرضه تحاول إيران تمرير السلاح إلى "حزب الله" في لبنان، وأن بلده يتلقى الهجمات الإسرائيلية بشكل متكرر ودائم.وعلى ما في هذا الكلام من دعوة فضفاضة لا تحمل أية قيمة أخلاقية وسياسية، إلا أنها تٌعبر عن واقع العجز السوري دون أن يقولها الأسد جهارة، فبخلاف خطاباته قبل الثورة التي كان يتحدث فيها عن الدور السوري في دعم القضية الفلسطينية، تحدث هذه المرة عن عمل عربي مشترك، لأنه لا يستطيع الحديث عن دور سوري، هو غائب تماما منذ أربعة عشر عاما.

بل الأدهى، أن النظام السوري وقف منذ السابع من أكتوبر العام الماضي موقف المتفرج السلبي، وكأن القضية ليست قضيته ولا معني بها، وبقي هذا الحياد السلبي مستمرا حتى في عز المقتلة الإسرائيلية لقادة وجمهور "حزب الله" اللبناني.

ومن شدة سوريالية خطاب الأسد، أنه لم يكتف بكل ذلك، بل انتقد غياب خطة تنفيذية للدول العربية من أجل وقف الحرب الإسرائيلية على غزة ولبنان.

ليس الفصام السياسي إلا عملية جعل الإمكان الواقعي حالة مطلقة ومثالية، بمعنى أنه في ظل القوة والتفوق الإسرائيلي العسكري، والضعف العسكري الشديد للنظام السوري، يرى الأسد ويؤمن أن ما يقوم به النظام في هذا الظرف التاريخي هو عمل مقاوم فعلا، بل قد يكون أكثر تقدما من باقي الدول العربية، فمن خلال أرضه تحاول إيران تمرير السلاح إلى "حزب الله" في لبنان، وأن بلده يتلقى الهجمات الإسرائيلية بشكل متكرر ودائم.

أما مسألة الرد العسكري على إسرائيل، أو دعم المقاومتين الفلسطينية واللبنانية بالسلاح، أو السماح للشعب السوري بالتظاهر دعما لغزة ولبنان، أو تقديم موقف سياسي حاد، فكل ذلك بالنسبة لدمشق غير مهم، لا لأنه لن يغير من الواقع شيئا فحسب، بل لأن مثل هذه الخطوة إذا ما تمت فإنها قد تكلفه نظامه بالكامل.. مع رداءة الواقع تتعاظم الأيديولوجية وتتفاقم الأوهام.

مقالات مشابهة

  • حين يتكلم الأسد عن المقاومة
  • خلال مؤتمر وطن رقمي.. غرفة التكنولوجيا تطلق 3 مبادرات جديدة لخدمة الصناعة
  • تصميم لافت.. يسرا تثير الجدل بظهورها الأخير | شاهد
  • تصميم منزل كريستيانو وجورجينا الجديد بالرياض يجذب الأنظار .. فيديو
  • بنك الجزائر: هذه شروط تأسيس واعتماد بنك رقمي 
  • "هندسة الفيروسات".. تصميم جديد للقاح ضد التهابات التنفس
  • الضرائب: المصلحة تشهد تحولًا رقميًا جذريًا لتحقيق رضا الممولين
  • «الضرائب»: تحول رقمي جذري منذ 2018 لدعم رضا الممولين وتعزيز بيئة الاستثمار
  • مد المشاركة بمسابقة تصميم الحلي في معرض الذهب لنهاية نوفمبر
  • تقني يكشف خاصية جديدة في سناب شات تمكن المستخدم من تعديل الرسائل .. فيديو