عدن الغد:
2024-07-03@20:16:27 GMT

إضاءات عن كرم بائع الزيتون في وادي تبن

تاريخ النشر: 9th, October 2023 GMT

إضاءات عن كرم بائع الزيتون في وادي تبن

كتب/ صالح لجوري

كانت الساعة التاسعة والنصف صباحا وجموع الزائرين من النساء والأطفال والرجال ينتشرون في الروابي وعند مدارب السواقي الجارية مجرى السيل الهادى في المنتصف وعلى ضفاف وادي تبن لحج
وهو من أجمل وديان اليمن والجزيرة العربية وادي خصب يمتاز بالماء والخضرة وزراعة الزيتون (الجوافة) والمانجو والكثير من الفواكه والخضروات تغنى به الفنانيين وألهم كبار الشعراء والأدباء لكتابة أجمل الروائع الغنائية والأدبية أمثال الأمير أحمد فضل القمندان وغيره من الشعراء والادباء.

يقع الوادي في محافظة لحج يبدأ من محاذاة حوطة لحج امتدادا إلى مدينة المسيمير غربا ويتفرع إلى وديان  أخرى تصب في نفس الوادي مثل وديان أعلى المسيمير و بلاد الاحمدي الأزارق ووادي ورزان وغيرها من الوديان المرتبطة في علو وادي تبن،  وموضوع مقالنا يتحدث عن جميل ما لمسناه في جزء جميل من هذا الوادي.
 
تحديد أمام قرى جول مدرم وهي من القرى معظم سكانها من العمال البسطاء محدودي الدخل محرومة من الخدمات الأساسية وهي في عداد المناطق المنسية والمهمشة من قبل الدولة والمنظمات وأصحاب الأيادي البيضاء في جميع مناحي الحياة  فبرغم ما تعانيه المنطقة من تبعات الحروب المتلاحقة التي لم يشفع جمال هذا الوادي ومكانته وأهميته لنجاته من تدمير  الحرب وعبث  جنرالاتها والأزمات الكارثية  التي أنتجتها والحقت بالمجتمع الأضرار المادية والمعنوية  وفاقمة معاناة السكان حتى أوصلتهم إلى ظروف معيشية صعبة إلى حد الفقر.

إلا أن الأخلاق  العالية والكرم والشهامة والتواضع والصبر وعفة النفس من شيم وعادات وسلوك أهالي هذه المناطق ومتأصلة فيها التي تقع على تخوم وضفاف وادي تبن الشهير بالماء والخضرة والمناظر الخلابة التي تسحر الألباب من اسفله الى اعلاه ،وكما أن للمعادن قياسات بوسائل متعددة وأوزان ذرية تحدد  نوعية العناصر وترتيبها وجودتها في السلوك والأفعال والمعاشرة تحدد أيضا معادن وأنواع البشر.

فقد إبدى بائع أو صاحب الزيتون في وادي تبن ببشاشة ذلك الوجه الأسمر المكسو  بالحياء وعفة النفس والوقار وحفاوة الاستقبال وجوده بالعطاء رغم محدودية دخله وحاجته للمال وما يملكه في قلب الوادي  من شجرتين  من الزيتون  كرم لا نظير له.

فقد خرج من منزله عند بزوغ الشمس لكي يجني ثمار الزيتون (الجوافة) وعند التاسعة والنصف انتهى من جني الثمار ..  التي جمعها _ في كيس كبير من البلاستيك نحو 8,كيلو وبغير  موعد أو ترتيب لمراسيم العطاء كان في وجهته ببطن  الوادي مجاميع من الأطفال والنساء والرجال الزائرين، وبالصدفة كنت أحد هؤلاء المتواجدين ولفت نظري عندما اقترب مني هذا الرجل الكريم الوقور يعطي لي ثمار الزيتون ولاطفالي والآخرين من الناس الذين بالقرب منا، في الوادي.. بعد أن  بادلته السلام والتحية .. قلت له هل تبيع هذا الزيتون .. قال نعم .. قلت له اترك الكيس كاملا وحدد قيمته ..

رد علي بكل أدب ووقار جم اتركني أكمل توزيعي على الاطفال .. وسابيع لك ما تبقى ..  ترك الكيس بعد ان وزع ما أراد توزيع وسط محاولات مني لمنعه من  توزيع الزيتون مجاناً  ..قلت كم سعر هذا 
رد  ثلاث الف ريال .. قيمة هذا فقط يقصد ما تبقى في حوزته .. حاولت أن أضيف له مبلغ لكنه رفض وتركني على وجه السرعة دون أن يقبل أي مبلغ إضافي وكأنه ادرك أن مجيئي إلى هذا الوادي ليس من أجل شراء ثمار الزيتون  وتحدثه نفسه أنني لا أريد أن يوزعه مجاناً وقد كانت احساسه وفراسته صحيحة لهذا تركني على وجه السرعة دون أن يلتفت خوفا من أن أدبر له طريقة لاعطائه مبلغ إضافي.

لم  احلف عليه أو أحاول ارغامه على أخذ أي مبلغ لأننا بحسب اعتقادي أراء أنه جرح  لشعوره النبيل، مثل هذا النوع من البشر أن حاولت إلزامه أخذ مبلغ إضافي لأنه لم يقصد مصلحة ٱنية أو يرجو الحصول على شيء بل هذه عادة تعودت عليها نفسه وسلوكه ولم يتصنع الكرم بل هو كريم فعلا  وهذه أخلاقه وشهامته التي جل عليها  ومقتنع بما أخذه  كما هو راضي بما جادت به نفسه أن يجود به خارج حدود البيع والشراء أو قبل أن يبيع لي ما تبقى معه.

لم يعرفني ولم يعرف الناس الذي معي ولا الاخرين الذي جوارنا الذين لانعرفهم نحن أيضا ولم يسأل من أنتم .. أو من أي قوم أو منطقة ،  كما أنه لم يترك لنا الفرصة حتى نتعرف عليه او  سؤاله عن اسمه .. فقط وانا افتش الصور التي التقطتها للوادي وجدته يظهر عن بعد في أحد الصور وهو يتأبط ضفة الوادي حاملا كيس الزيتون ، وعرفت فيما بعد من تجار يبيعون الزيتون بالقرب من  العند أن قيمة ما بحوزتنا من ثمار الزيتون يساوي 8000 ريال بسعر الجملة .

تحية تقدير وشكر وفير  لهذا الرجل العفيف الكريم  ولسكان هذا الوادي وما يبدونه تجاه الزائرين من كرم وحسن استقبال ومعاملة.

المصدر: عدن الغد

كلمات دلالية: هذا الوادی

إقرأ أيضاً:

في ذكرى وفاته .. اليمن يقطف ثمار تحركات عالمه الرباني السيد بدرالدين الحوثي

يمانيون – متابعات
قليل هم أولئك العلماء الربانيون الذين كانت لهم بصمات واضحة في حياة الشعب اليمني، ومن أبرزهم العالم الرباني الجليل السيد المجاهد بدرالدين أمير الدين الحوثي رضوان الله عليه الذي مثل نبراساً للهدى وعلماً للجهاد في سبيل الله ونصرة للمستضعفين.

والحديث عن هذا العالم الرباني هو حديث عن المسلم والعالم الأصيل في مبادئه وقيمه وأخلاقه الذي برز بشخصيته فكراً وسلوكاً وجهاداً وتضحية.

يصف السيد محمد بدرالدين والده “بأنه العالم العارف بالله سبحانه وتعالى معرفة جعلته يذوب في خشيته لله ويسعى في حبه ورضاه وهو الفقيه المحقق المطلع المدّقق عاش مع القرآن وسبر أغواره وارتوى من معينه حتى لقب بفقيه القرآن”.

ويشير إلى “أنه العابد الآواه والمتخشع المنقطع لمولاه، فهو الورع التقي الزاهد الصابر والصادق في المقال ذو كرم وشهامة وعزة ونجدة وغيره وشجاعة وتواضع وإحسان وإنصاف وقد شهد له بذلك الصديق والعدو والقريب والبعيد”.

ويضيف “وهو أيضا المجاهد بنفسه وماله وقلمه ولسانه ولم يخشى في لله لومة لائم ولم يداهن أي طاغ ولا ظالم وكان أعظم من سعى لوحدة الأمة وأفضل داعم ومؤيد ومناصر لكل عمل يعود على الأمة بالعزة والكرامة، كما كان المربي البارع والمعلم القدير الذي تخرجت من مدرسته طلائع النهضة الفكرية الحديثة ورواد المسيرة القرآنية المباركة”.

لم تقتصر إسهامات العالم السيد بدرالدين الحوثي على مجال محدود ولم ينحصر دوره في العلوم التشريعية الدينية فقط بل امتدت إسهاماته وتنوعت أنشطته وتوسع دوره ليشمل كل مناحي الحياة ومجالاتها المتعددة وأسهم بشكل ملموس في الجوانب الدينية والتعليمية والتربوية والفكرية والجهادية والقومية وحتى الشعرية، وبذلك فقد فاق غيره من علماء عصره وحتى علماء اليوم.

وفي هذا الصدد أكد عضو المجلس السياسي الأعلى محمد علي الحوثي، أن العالم الرباني بدرالدين كان يحمل دائماً الهّم لنصرة الإسلام والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، ولم يتراجع يوماً عن مبادئه ونصرته للإسلام رغم ما واجهه من تهديدات ومحاولات اغتيال لإسكات صوته ومنعه عن قول كلمة الحق رافضاً الصمت.

ولفت إلى “أن من نتائج تحركات العلامة بدر الدين الحوثي الانتصارات التي حققها الشعب اليمني على مدى السنوات الماضية”.

مفتي الديار اليمنية العلامة شمس الدين شرف الدين، أفاد بأن اليمن يجني اليوم ثمار المسيرة القرآنية التي بدأها العالم المجاهد بدرالدين الحوثي وواصل رعايتها الشهيد القائد حسين بدر الدين عليه رضوان الله عليه، وتحمل شرف مواصلتها السيد القائد عبدالملك بدر الدين الحوثي.

وقال” لقد أثمرت إسهامات هذا العالم الرباني وتوسعت اهتماماته خاصة الجهادية الفكرية منها والحركية في تأصيل الوعي الايماني ومواجهة الأفكار الضالة، ومواجهة قوى الظلم والطغيان والاستكبار ورفض التبعية الخارجية”.

بدوره أكد رئيس الهيئة العامة للزكاة الشيخ شمسان أبو نشطان أن العالم الرباني السيد بدرالدين أمير الدين الحوثي وبالنظر لطلابه وأبنائه وحياته ومواجهته للظالمين وغطرستهم استطاع أن يغير مجرى الحياة بين أوساط المجتمع، فكان مدرسة في كل المجالات.

وقال “يعيش اليمن اليوم حالة غير مسبوقة من العزة والكرامة والحرية والاستقلال والقوة والمهابة لم يسبق لها مثيل وذلك كله يعود الفضل فيه لهذا العالم الرباني الذي جمع بين العلم والعمل والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر والصدع بقول الحق أمام الطغاة والمستكبرين وباهتمامه بقضايا الأمة قاطبة”.

ما أسهم به العالم الجليل بدرالدين الحوثي في واقع اليمنيين لم يأت من فراغ بل كان نتيجة لقناعته وإيمانه بضرورة ووجوب متابعة قضايا الأمة والاهتمام بها.

وفي هذا السياق يقول نجله السيد يحيى بدر الدين “لقد كان العالم الرباني السيد بدرالدين الحوثي على درجةٍ كبيرةٍ من الاهتمام بشؤون الأمة وقضاياها الكبرى، وكان يتابع الأحداث يومياً ويناقشها ويحللها باهتمامٍ بالغ، مع طلابه كما كان يدعو دائماً بالنصر للمستضعفين في الأرض خصوصاً في فلسطين وما يعانونه من ظلم الصهاينة الغاصبين”.

وأضاف “تميز بالحماس والغيرة على الدين خشية أن تمتد إليه الأفكار المسمومة وعندما كان يَطلع على مقال أو يقرأُ كتاباً أو يسمع بفكرة تنال من دين الإسلام ومن عقيدة أهل البيت لا يستقر له قرار ولا يهدأ له بال حتى يهبَّ لصدها وتفنيدها وإبطالها، بأسلوب مهذب وطريقة علمية، ومنصفة، فتراه في جميع كتبه في الرد على المخالفين يذكر حجة الخصم ثم يرد عليه من كتب أهل مذهبه كي يُلزمه الحجة”.

ويؤكد الكثير من العلماء والمحللين أن ما يشهده اليمن حالياً من عزة وكرامة وما يحققه الشعب اليمني من انتصارات ومناصرة للشعب الفلسطيني وما يقوم به جيشه الباسل من ضربات قاسية للأعداء وفي مقدمتهم أمريكا والكيان الصهيوني هي ثمرة التحرك الصادق للعالم السيد بدرالدين بن أمير الدين الحوثي.

عبدالودود الغيلي

مقالات مشابهة

  • هل تعرف عن وادي الموت ؟ ...تفاصيل مذهلة وصادمة عن صخور تتحرك خلف ظهور البشر!
  • “وادي الموت”.. صخور تتحرك خلف ظهور البشر!
  • حي الزيتون.. قلعة حصينة تحولت لـ"كابوس" تؤرق بمقاومتها الاحتلال 
  • برلماني: الحقيبة الاقتصادية أهم شيء لجني ثمار الفترة الماضية
  • إضاءات على تأسيس دولة كينيا … وحقيقة زنجبار !!
  • إضاءات المسجد النبوي فنّ من فنون العمارة الإسلامية
  • مقاهي لبنان ترتدي حلّة يورو ٢٠٢٤... أسعار لا تناسب الواقع
  • أسعار زيت الزيتون في ارتفاع بسبب تغير المناخ مع بطء في العثور على حلول
  • مخاوف من تأثير تغير المناخ على إنتاج الزيتون في إسبانيا
  • في ذكرى وفاته .. اليمن يقطف ثمار تحركات عالمه الرباني السيد بدرالدين الحوثي