دخلت عملية طوفان الأقصى يومها الثالث، في ظل اشتعال الأوضاع بين الفصائل الفلسطينية، وجيش الاحتلال الإسرائيلي، والذي يكثف من غاراته الجوية على قطاع غزة، والاشتباكات في الضفة الغربية، حيث أعلنت القوات الجوية الإسرائيلية أنها استهدفت عدة مواقع للفصائل الفلسطينية، وأضافت عبر منصة إكس (تويتر سابقا)، أن من بين المواقع التي تم قصفها مركز لإدارة العمليات داخل مسجد في جباليا مشيرة إلى أنه تم تدميره بالكامل.

تصعيد عملية طوفان الأقصى

واستهدفت المدفعية بقذائفها مناطق شرق وشمال مخيم البريج وشرق حي الزيتون والشجاعية في غزة، فيما أفيد عن سقوط 18 قتيلا في قصف إسرائيلي على منازل برفح جنوب غزة، وفق ما نقلت وسائل إعلام فلسطينية اليوم، كما اقتحمت القوات الإسرائيلية مخيم عقبة جبر جنوب أريحا بالضفة الغربية ومدينة طوباس وانتشرت في عدة أحياء، وأطلق الجيش الإسرائيلي الرصاص الحي بشكل كثيف صوب المواطنين، وارتفع عدد القتلى في الجانب الفلسطيني إلى 465، فضلا عن مئات الإصابات، جراء القصف.

طوفان الأقصى.. جيش الاحتلال يعترف بمصرع 73 جنديًا من قواته برلمانية: طوفان الاقصي رسالة تحذير من تداعيات جمود الأوضاع في الأراضي المحتلة

أما حصيلة القتلى الإسرائيليين فبلغ أكثر من 700، وأكثر من 2200 جريح في أحدث إحصائية رسمية حتى الآن، جراء العملية المباغتة ونقلت القناة 12 العبرية عن الجيش الإسرائيلي، صباح اليوم الاثنين، تقديراته بأنه ما زال هناك ما بين 400 و500 مقاتل من المسلحين الفلسطينيين يقاتلون بشراسة في مناطق مختلفة في غلاف غزة.

أمريكا تحرك حاملة طائرات

هذا الموقف المشتعل والتصعيد، يصاحبه موقف مشتعل آخر على الساحة الدولية، فقد وجه وزير الدفاع الأمريكي أمس، لويد أوستن، بتحريك مجموعة حاملة الطائرات الهجومية جيرالد فورد إلى شرق البحر المتوسط، في محاولة لإظهار الدعم لإسرائيل بعد عملية طوفان الأقصى.

وقال أوستن إن الولايات المتحدة ستزود إسرائيل على وجه السرعة بعتاد وموارد إضافية تشمل الذخائر، وقرر البنتاجون إرسال حاملة طائرات F16 وF35 إلى شرق المتوسط قابلة السواحل الإسرائيلية.

وفي ظل الموقف المشتعل، وسقوط القتلى من الطرفين منذ 3 أيام، ظهرت التخوفات من انزلاق منطقة الشرق الأوسط في دائرة من الفوضى والصراع الغير منتهى، ونشوب حرب عالمية ثالثة، في ظل تدخل القوى الدولية في الصراع.

في هذا الصدد، قال أشرف أبو الهول، المحلل السياسي، إن تأثير دخول القوى الدولية على المشهد الفلسطيني الإسرائيلي، سيكون سلبي للغاية، لأن هذه القوى الدولية تتزعمها الولايات المتحدة وبريطانيا والغرب، والذي أعلن تأييده التام لإسرائيل، ومساندته لأي إجراء تتخذه، مشيرا إلى أن تحريك الولايات المتحدة لأسطولها وإرسال حاملة طائرات وفتح مخازن الأسلحة لإسرائيل، يعني أن تل أبيب لها الحق في فعل ما تشاء، ما يجعل الأمور تزداد صعوبة، ويجعل فرص حدوث تهدئة أمرا بعيدا جدا خاصة وأن أعداد القتلى الإسرائيلي كثيرة جدا.

هل تتسع دائرة الفوضى بالمنطقة

وأضاف أبو الهول، خلال تصريحات خاصة لـ "صدى البلد"، أن العالم الغربي أصبح على اقتناع أن القتلى مدنيين، وبالتالي هذا بالنسبة للغرب يعطي الحق لإسرائيل أن تفعل ما تشاء، موضحا أن إسرائيل استغلت إعلامها والصور والفيديوهات في الترويج إلى أن المسلحين الفلسطينيين، هاجموا المدنيين بأعداد ضخمة في إحدى الحفلات وأن العدد الأكبر من القتلي هم من جنسيات أمريكية في المقابل عدد الإسرائيليين العسكريين والمدنيين الذي قتلوا أو أسروا أقل، ما جل الوضع لصالح إسرائيل.

أما عن دور القوى الدولية الشرقية، أكد أبو الهول، أن الصين تدخل تدخلاتها محدودة في مثل هذه القضايا، وتكتفي فقط بتوسعها الاقتصادي، لكن من ناحية الصراعات الدولية، تأخذ مكانا أقرب للحياد، رغم تصريحاتها الصحفية الإيجابية، في البعض القضايا ولكن هذا لا يعني أنها ستقوم بشئ، أما روسيا، فهي منشغلة بالأوضاع في أوكرانيا، ولا تقدم أي شئ كما هو معروف، بان من يتحكم في مجريات الصراع العربي الإسرائيلي هي الولايات المتحدة، ويمشى العالم في اتجاه موقفها.

محمد الأمين: طوفان الأقصى رد فعل على الاعتداءات الإسرائيلية المتكررة|فيديو طوفان الأقصي.. فقدان مصور صحيفة إسرائيلية عقب مقتل زوجته

وعن تأثير التصعيد العسكري القائم، على إمكانية إدخال منطقة الشرق الأوسط في دائرة الفوضى والصراع، أكد المحلل السياسي، أشرف أبو الهول، أن فكرة إنزلاق المنطقة كلها في دائرة من الفوضى، هذا أمر مستبعد، خاصة وأن إسرائيل تتحرك كـ الثور الجريح، في كل الاتجاهات، وتتحرك بدافع الانتقام بأي شكل من الأشكال عبر الغارات ، بالتزامن مع حشد مزيد من القوات، والتعبئة غير المسبوقة وإعلام حالة الحرب والطوارئ، وبالتالي فإن التهدئة مستبعدة حتى تشعر إسرائيل بأنها حققت انتقامها.

حل الأزمة على قدر الصراع

أما فيما يتعلق بمنطقة الشرق الأوسط، أوضح أبو الهول، أنه لن تنزلق لهذا الصراع، لان الظروف الاقتصادية تجبر المنطقة ودولها على فرض التهدئة وهدم التصعيد، لأن الدخول إلى هذه الحرب مخاطرة، خاصة في ظل تهديد الولايات المتحدة لأي طرف وتقصد حزب الله وإيران، وحال حدوث ذلك فسوف تتدخل أمريكا وتنفذ تهديدها، ما يعني أنه من المستبعد أن تشتعل الدوائر العسكرية في المنطقة رغم التعاطف الشعبي الكبير مع الفلسطينيين من الشعوب العربية والإسلامية.

وعن سيناريوهات انتهاء الصراع، أشار أبو الهول، إلى أنه بعد شعور إسرائيل بتحقيق انتقامهما المزمع، فمن الممكن أن يتم تبادل أسرى، وقد تكون هناك رغبة دولية شديدة للبحث عن حل دائم للقضية الفلسطينية، والحديث عن تسويات ومؤتمرات دولية وما إلى ذلك لمنع تكرار هذا الصراع مرة أخرى بعدما وصل إلى حد غير مسبوق، لأنه بعد الصراعات الكبيرة تميل الكفة دائما إلى حل على قدر الحدث.

المصدر: صدى البلد

كلمات دلالية: طوفان الأقصى غزة حاملة طائرات أمريكا حرب عالمية ثالثة الولایات المتحدة القوى الدولیة طوفان الأقصى الشرق الأوسط أبو الهول إلى أن

إقرأ أيضاً:

الشرق الأوسط على حافة تقسيم جديد: إسرائيل تقترح خطة لتقاسم سوريا

ينما تتغير التوازنات في الشرق الأوسط مرة أخرى لصالح تركيا، بدأ الاحتلال الإسرائيلي في الاستنفار. ووفقًا لما ذكرته صحيفة “يديعوت أحرونوت” الإسرائيلية، فإن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو سيبحث في اجتماعه الحاسم مع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في 7 أبريل في واشنطن، مسألة تقسيم سوريا فعليًا ووقف التواجد العسكري التركي بالقرب من الجولان.

وأوضحت الصحيفة أن إسرائيل تشعر بقلق بالغ من تزايد تأثير تركيا في سوريا.

“إسرائيل تشعر بالقلق من أن يكون هناك محور سني تحت قيادة أردوغان يمتد من سوريا إلى غزة.”

خطة تل أبيب: تقسيم سوريا بين تركيا وروسيا وأمريكا وإسرائيل
تشير الاقتراحات التي قدمتها إسرائيل عبر قنواتها الدبلوماسية، وخاصة إلى واشنطن، إلى تقسيم سوريا بعد الحرب إلى مناطق نفوذ. وفقًا للخطة، سيتم تقسيم سوريا بين أربع قوى كبرى.

في الشمال، سيكون هناك خط تحت سيطرة تركيا.الشريط الساحلي الغربي سيُخصص لروسيا.المنطقة الشرقية ستكون تحت النفوذ الأمريكي.الحدود الجنوبية ستخضع مباشرة لسيطرة إسرائيل.أما المناطق الوسطى والداخلية للبلاد فستسلم إلى “حكومة انتقالية” تحت إشراف أطراف متعددة.

فوبيا نتنياهو من تركيا
وفقًا لما ذكرته “يديعوت أحرونوت”، فإن التهديد الأكبر بالنسبة لإسرائيل ليس الوجود العسكري التركي، بل القيادة السياسية الإقليمية الجديدة لتركيا. وجاء في التقرير:
“المشكلة الاستراتيجية طويلة الأمد لإسرائيل هي المحور السني الذي يتشكل تحت قيادة تركيا، هذا المحور قد يحل محل إيران.”

اقرأ أيضا

إزمير: جريمة مروعة تنتهي بانتحار الجاني بعد قتل خطيبته…

الأحد 06 أبريل 2025

ماذا تقول تركيا عن هذه الخطط؟
حتى الآن، لم تصدر أنقرة أي تصريحات رسمية بشأن هذا الموضوع. ومع ذلك، تشير التسريبات من الأوساط الدبلوماسية إلى أن موقف تركيا واضح للغاية: الوجود العسكري التركي في سوريا ليس هجومًا، بل هو استخدام للحق في الدفاع المشروع وفقًا للقانون الدولي. وتستمر أنقرة في تعزيز وجودها العسكري في الأراضي السورية في مواجهة أي تهديدات لأمن حدودها.

مقالات مشابهة

  • د. لبيب قمحاوي .. إسرائيل الكبرى والشرق الأوسط الصغير : مخاض التغيير
  • جبالي: لا استقرار في الشرق الأوسط دون إنهاء الاحتلال الإسرائيلي للأراضي العربية
  • إسرائيل تنشر رسالة “خطيرة” بعثها السنوار إلى قادة “القسام” والحرس الثوري الإيراني قبل “طوفان الأقصى”
  • وزير الخارجية يؤكد رفض مصر الكامل للعدوان الإسرائيلي على غزة والضفة الغربية
  • الشرق الأوسط على حافة تقسيم جديد: إسرائيل تقترح خطة لتقاسم سوريا
  • هل نحن أمام موعد مع حرب عالمية ثالثة؟
  • غزة هي البداية فقط.. الاحتلال يوسع دائرة الصراع لتغيير خريطة الشرق الأوسط
  • خبير: أمريكا تضغط على إيران بتعزيز وجودها العسكري في الشرق الأوسط
  • خبير: أمريكا تضغط على إيران لتعزيز وجودها العسكري في الشرق الأوسط
  • هل تضرب أمريكا إيران؟ «مصطفى بكري» يكشف مستقبل الصراع في الشرق الأوسط «فيديو»