الجزيرة:
2024-12-23@20:31:02 GMT

كاتب فرنسي: غطرسة إسرائيل أسهمت في عماها

تاريخ النشر: 9th, October 2023 GMT

كاتب فرنسي: غطرسة إسرائيل أسهمت في عماها

استذكر كاتب فرنسي حربي 1967 و1973 بين العرب وإسرائيل وقارن بينهما وبين الهجوم المباغت الذي شنته حركة المقاومة الإسلامية (حماس) والمقاومة على إسرائيل، وقال إن "غطرسة المحتل واحتقاره الفلسطينيين أسهما في عماه".

وكتب مدير مجلة "أوريان 21" ألان غريش أن تل أبيب "ارتجت لهول ما وقع" في أكتوبر/تشرين الأول 1973، قبل 50 سنة، عندما كانت الجيوش المصرية والسورية تعبر خطوط وقف إطلاق النار لتُلحق خسائر فادحة بالجيش الإسرائيلي.

وقال الكاتب المتخصص في شؤون المنطقة إنه رغم حصول أجهزة استخباراتها على معلومات تفيد بهجوم وشيك، فإن القيادة السياسية لإسرائيل التحفت بغطرستها متسائلة "أنّى للعرب الذين هُزموا عام 1967 أن يكونوا قادرين على القتال؟" فبالنسبة إلى الإسرائيليين، كان من الممكن أن يستمر احتلال الأراضي العربية دون رد فعل وإلى أجل غير مسمى.

واعتبر غريش -الذي له مؤلفات عديدة منها "علام يدل اسم فلسطين؟"- أن العديد من المعلّقين في أوروبا والولايات المتحدة دانوا في ذلك الوقت ما سموه "العدوان" المصري السوري غير المبرّر وغير الأخلاقي و"غير المسبَّب"، مشيرا إلى أن "زعماء إسرائيل يحبذون هذه العبارة التي تسمح لهم بالتعتيم على جذور الصراع، أي الاحتلال".

"هرج غربي"

وعاد الكاتب بالذاكرة إلى ما أبداه وزير الخارجية الفرنسي في ذلك الوقت ميشيل جوبير من وعي مشرّف لبلاده بقوله "هل هو اعتداء عندما يحاول أحدهم أن يعود إلى منزله؟". وقال غريش إن صوت باريس في ذلك الوقت كان يحلق عاليا فوق الهرج الغربي، وكان يؤكد أن الاعتراف بالحقوق الوطنية للفلسطينيين وتحرير الأراضي العربية المحتلة عام 1967 هما مفتاحا السلام.

وتساءل غريش "إذا كانت الرغبة في إنهاء احتلال سيناء والجولان شرعية عام 1973، فكيف تكون رغبة الفلسطينيين في تحرير أنفسهم من الاحتلال الإسرائيلي غير شرعية اليوم، بعد مرور 50 عاما؟".

وتابع "كما في حرب أكتوبر/تشرين الأول (1973)، فوجئت تل أبيب بالهجوم الفلسطيني ومُنيت بهزيمة عسكرية ذات حجم استثنائي. وكما في حرب أكتوبر أيضا، فإن غطرسة المحتل، واحتقاره الفلسطينيين، وقناعة هذه الحكومة اليهودية المتعصبة بأن الله إلى جانبها، أسهمت في عماها".

ولم يكن الهجوم الذي شنته حماس قبل يومين مفاجئا فقط بسبب التوقيت الذي تم اختياره، بل أيضا بحجمه وتنظيمه، وبقدراته العسكرية المنتشرة والتي مكنت، من بين أمور أخرى، من اجتياح القواعد العسكرية الإسرائيلية، حسب الكاتب.

وأكد أن هذه العمليّة وحدت كل الفلسطينيين، وأثارت دعما واسع النطاق في العالم العربي، رغم سعي قادته إلى التطبيع مع إسرائيل والتضحية بفلسطين. حتى محمود عباس رئيس السلطة الفلسطينية -التي يعود وجودها بالأساس إلى تعاونها الأمني مع الجيش الإسرائيلي- شعر بنفسه مضطرا إلى الإعلان عن "حق الشعب الفلسطيني في الدفاع عن نفسه في مواجهة إرهاب المستوطنين وقوات الاحتلال"، وعن "ضرورة توفير الحماية لأبناء شعبنا".


"جميعهم إرهابيون"

في كل مرة ينتفض فيها الفلسطينيون، يستحضر الغرب الإرهاب، مع أنه ذلك الغرب الذي لا يتوانى عن تمجيد مقاومة الأوكرانيين. وهكذا دان الرئيس إيمانويل ماكرون "بشدة الهجمات الإرهابية التي تضرب إسرائيل حاليا"، من دون أن ينبس ببنت شفة عن استمرار الاحتلال الذي هو مصدر العنف، يقول الكاتب مؤكدا أن صمود الفلسطينيين عنيد لا يُقهر، يُذهل المحتلين، ويبدو أنه يصدم عديدا من الغربيين.

وكما حدث خلال الانتفاضة الأولى عام 1987 أو الانتفاضة الثانية عام 2000، وكما حدث في أثناء عمليات المقاومة المسلحة في الضفة الغربية أو التعبئة لصالح القدس، وكما حدث في أثناء المواجهات في محيط غزة -المحاصرة منذ عام 2007 والتي عانت من 6 حروب خلال 17 عاما (أسفرت عن 400 قتيل  عام 2006، و1300 في 2008-2009، و160 في 2012، و2100 في 2014، وما يقارب 300 في 2021، والعشرات خلال ربيع 2023)- يدين المسؤولون الإسرائيليون "همجية" خصومهم، وقلة اكتراثهم بالحياة البشرية، أو بكلمة أخرى "إرهابهم".

وتسمح هذه التهمة بالالتحاف بلباس القانون والضمير البشري، وتناسي نظام الفصل العنصري (أبارتايد) الوحشي الذي يضطهد الفلسطينيين بشكل يومي. وذكّر غريش بأن عددا لا بأس به من المنظمات الإرهابية تحوّل عبر التاريخ من موقع المنبوذ إلى موقع المحاور الشرعي، إذ تم وصف الجيش الجمهوري الأيرلندي، وجبهة التحرير الوطني الجزائرية، والمؤتمر الوطني الأفريقي وغيرهم بالـ"إرهابيين"، بهدف إسقاط البعد السياسي لقتالهم، وتقديمه على أنه صراع بين الخير والشر، لكن في الأخير، وجب التفاوض معهم.

وحسب غريش، تكهّن الجنرال الفرنسي شارل ديغول بعد العدوان الإسرائيلي في يونيو/حزيران 1967 بأن "إسرائيل تنظم على الأراضي التي احتلتها احتلالا لا يمكن أن يوجد دون ظلم وقمع وترحيل. وعلى تلك الأراضي تظهر مقاومة ضدها تصفها بالإرهاب".

المصدر: الجزيرة

إقرأ أيضاً:

معاناة الفلسطينيين في القائمة القصيرة للأوسكار

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق

في وقت لا يزال قطاع غزة يتعرض للإبادة الجماعية على مدى أكثر من عام، استطاعت السينما الفلسطينية أن تترك بصمتها على المشهد السينمائي العالمي.

 إذ كشفت أكاديمية علوم وفنون الصور المتحركة القائمة القصيرة لعدد من الفئات المرشحة لجوائز الأوسكار في نسختها الـ97. والتي ضمت 3 أفلام فلسطينية لأول مرة في تاريخها؛ وهي: فيلم "من المسافة صفر" للمخرج رشيد مشهراوي، والفيلم التسجيلي "لا أرض أخرى"، والفيلم القصير "برتقالة من يافا" للمخرج محمد المغني.

ورغم أن القائمة ضمت صناع أفلام عرب من فلسطين فقط، باستثناء المخرج المصري إبراهيم نشأت المدرج ضمن ترشيحات أفضل فيلم وثائقي عن فيلمه الأفغاني " Hollywoodgate"، إلا أن جميع الأفلام الموجودة في القائمة نالت استحسانًا دوليًا.

 ومن المقرر أن يقام الحفل في الثاني من مارس 2025 على مسرح دولبي في هوليوود، وسيتم الكشف عن الترشيحات النهائية في السابع عشر من يناير المقبل.

"لا أرض أخرى"

كان الفيلم الوثائقي "لا أرض أخرى" للمخرجين باسل عدرا، ويوفال أبراهام، من أوائل الأعمال السينمائية التي أحدثت ضجة في الأوساط السينمائية العالمية بسبب موقفها التضامني مع القضية الفلسطينية؛ إذ شهد الفيلم عرضه العالمي الأول بمهرجان برلين السينمائي الدولي هذا العام، وحاز على جائزتي أفضل فيلم وثائقي وجائزة تصويت الجمهور، ووصلت عدد جوائزه حتى الآن نحو 50 جائزة عالمية.

تدور أحداث الفيلم حول باسل عدرا، وهو ناشط فلسطيني شاب من مسافر يطا في الضفة الغربية، يقاوم منذ طفولته الطرد الجماعي لمجتمعه من قبل الاحتلال الإسرائيلي.

يوثق باسل عمليات الإبادة البطيئة التي تتعرض لها القرى في منطقته حيث يقوم الجنود الذين نشرتهم الحكومة الإسرائيلية بهدم المنازل تدريجيًا وطرد سكانها. في مرحلة ما، يلتقي باسل بيوفال، وهو صحفي إسرائيلي، يدعمه في جهوده.

ينشأ تحالف غير متوقع. لكن العلاقة بين الاثنين متوترة بسبب التفاوت الهائل بينهما: يعيش باسل تحت الاحتلال العسكري بينما يعيش يوفال بحرية ودون قيود.

وخلال تسلمه الجائزة في ختام مهرجان برلين السينمائي، قال "أبراهام": "أنا إسرائيلي، وباسل فلسطيني، وفي غضون يومين، سنعود إلى أرض لا نتمتع فيها بالمساواة. أنا أعيش تحت القانون المدني وباسل تحت القانون العسكري.

نحن نعيش على بعد ثلاثين دقيقة من بعضنا البعض، لكن لدي حق التصويت وباسل لا يتمتع بحقوق التصويت. أنا حر في التحرك حيث أريد في هذه الأرض. باسل - مثل ملايين الفلسطينيين - محصور في الضفة الغربية المحتلة. يجب أن ينتهي وضع الفصل العنصري وهذا التفاوت بيننا".

كما عبر "عدرا" عن عدم قدرته على الاحتفال بالجائزة بينما يباد شعبه في قطاع غزة من قبل جيش الاحتلال. وأضاف أن طلبه الوحيد من ألمانيا بينما يقف في برلين هو أن تتوقف الحكومة الألمانية عن توريد الأسلحة لإسرائيل وأن تحترم نداءات الأمم المتحدة لوقف إطلاق النار.

هذا الخطاب لم يمر بسهولة داخل الأوساط الألمانية المتطرفة، فغرد عمدة برلين على موقع إكس قائلا: "إن ما حدث في مهرجان برلين كان مقاربة غير مقبولة، لا مكان لمعاداة السامية في برلين، وهذا ينطبق على الفن أيضا". كما وصف وزير الألماني حفل الختام بأنه امتلأ بـ"البروباجندا المعادية لإسرائيل".

"من المسافة صفر"

ومن بين المرشحين لفئة أفضل فيلم دولي، الفيلم الفلسطيني "من المسافة صفر"، وهو عبارة عن مختارات من 22 فيلمًا قصيرًا من اختيار المخرج الفلسطيني رشيد مشهراوي تصور الحياة اليومية لسكان غزة الذين يعانون وسط الحرب الإسرائيلية الوحشية على القطاع.

تعرض الأفلام القصيرة مجموعة متنوعة من الأساليب التي يقدمها صانعو الأفلام الفلسطينيين الموهوبين، بما في ذلك الرسوم المتحركة والأفلام الوثائقية والخيالية، وتحكي قصصًا شخصية عن الخسارة والصمود في ظل الحصار الإسرائيلي.

شهد الفيلم عرضه لأول مرة في مهرجان عمان السينمائي الدولي هذا العام، كما عرض لأول مرة في أمريكا الشمالية في مهرجان تورنتو السينمائي الدولي، وحصل على عدد من الجوائز في  مهرجان القاهرة السينمائي هذا العام.

وكان من المنتظر أن يُعرض الفيلم لأول مرة في مهرجان كان السينمائي، قبل أن يقرر المنظمون إلغاء العرض لأسباب سياسية. واحتجاجًا على القرار، عرض مشهراوي الفيلم بنفسه في خيمة قريبة من قاعة لوميير الكبرى.

"برتقالة من يافا"

منذ عرضه الأول بمهرجان كليرمون فيران، الحدث السينمائي الأهم للأفلام القصيرة، استطاع المخرج الفلسطيني محمد المغني، حجز مكانة كبيرة له في الأوساط السينمائية العالمية بفيلمه المثير للاهتمام "برتقالة من يافا" الذي يشارك في بطولته النجم كامل الباشا، وعرض مؤخرًا بمهرجان الجونة السينمائي ونال جائزة نجمة الجونة الفضية.

تدور أحداث الفيلم، الذي دخل القائمة القصيرة للأوسكار بفئة أفضل فيلم قصير، حول شاب يحاول عبور إحدى الحواجز الحدودية على مشارف مدينة يافا حتى يلتقي بوالدته، ولكن الرحلة لا تمر بسهولة.

فالنقطة الحدودية الموجودة بالقرب من قرية حزما التي تقع إلى الشمال الشرقي من مدينة القدس، تشهد إجراءات أمنية بالغة الصعوبة مما سيقع محمد فريسة لقوات الاحتلال المتمركزة هناك رفقة سائق التاكسي فاروق، في رحلة شديد العذوبة والقسوة توضح مدى المعاناة الذي يشهده سكان الداخل مع الاحتلال بصورة يومية.

مقالات مشابهة

  • معاناة الفلسطينيين في القائمة القصيرة للأوسكار
  • خبير: إسرائيل اتخذت ذريعة 7 أكتوبر لتغيير وتقليل أعداد السكان الفلسطينيين
  • خبير علاقات دولية: إسرائيل اتخذت ذريعة 7 أكتوبر لتهجير السكان الفلسطينيين
  • وسيم السيسي: الجيش المصري عقدة لدولة الاحتلال «فيديو»
  • حركة فتح: إسرائيل تواصل عدوانها على الفلسطينيين وسط صمت دولي من العالم
  • كاتب صحفي: إسرائيل لم تحترم أي معاهدة أو هدنة
  • إسرائيل تهاجم البابا فرنسيس وتتهمه بازدواجية المعايير لاستنكاره قتل الفلسطينيين
  • برلماني: اعتماد قرار دولي يؤكد حق الفلسطينيين بتقرير مصيرهم يُزيد عزلة إسرائيل
  • كلاب إسرائيل وجثث الفلسطينيين!
  • كاتب إسرائيلي: إسرائيل والسعودية مرتاحتان لترامب.. تقدم بطيء نحو التطبيع