طوفان الأقصى.. هكذا قد تغير حماس الجغرافيا السياسية للشرق الأوسط
تاريخ النشر: 9th, October 2023 GMT
الأسباب الحقيقية لشن هجوم "طوفان الأقصى" المستمر على إسرائيل منذ فجر السبت الماضي ليس عنف المستوطنين الإسرائيليين ولا تدنيس المسجد الأقصى ولا حصار غزة، كما تقول "حماس"، بل هو محاولة من الحركة "لعرقلة التطبيع الإسرائيلي السعودي" بوساطة أمريكية، وقد يغير الجغرافيا السياسية في الشرق الأوسط.
تلك القراءة طرحها كيفن سابو، في تحليل بموقع "مودرن دبلوماسي" الأمريكي (Modern diplomacy) ترجمه "الخليج الجديد"، مضيفا أنه "بعد اتفاقيات إبراهيم الناجحة في عهد إدارة (الرئيس الأمريكي السابق دونالد) ترامب، حافظت إدارة (الرئيس الحالي جو) بايدن على تركيزها الأساسي على لتطبيع الصراعات والقضايا في الشرق الأوسط".
واتفاقيات إبراهيم هي اتفاقيات لتطبيع العلاقات وقَّعتها إسرائيل مع كل من الإمارات والبحرين والمغرب في 2020.
سابو قال إن جهد إدارة بايدن "أدى إلى المفاوضات الثلاثية، التي قادتها الولايات المتحدة، بين إسرائيل والسعودية".
ومقابل التطبيع مع إسرائيل، وفقا لتقارير إعلامية أمريكية وإسرائيلية، تمتلك السعودية 4 مطالب هي: توقيع معاهدة دفاع مشترك مع الولايات المتحدة والحصول منها على أسلحة أكثر تطورا ودعم لتشغيل دورة وقود نووي كاملة، بما فيها تخصيب اليورانيوم داخل المملكة، إلى جانب التزامات إسرائيلية نحو إقامة دولة فلسطينية.
سابو أردف أن "السعودية (أكبر دولة مصدرة للنفط) كانت على استعداد لزيادة إنتاج النفط لتأمين صفقة (التطبيع) مع إسرائيل، وسيكون تعزيز إنتاج النفط خطوة ضد إجماع جميع الدول المنتجة للنفط بما فيها روسيا (أوبك وأوبك +)".
واعتبر أنه "تماما مثلما اندلعت الانتفاضة الثانية (الأقصى عام 2000) لعرقلة اتفاقات أوسلو (تسعينيات القرن الماضي)، كانت حماس تستهدف من خلال هذا الهجوم (طوفان الأقصى) أن ترد إسرائيل بهجمات على فلسطين، ما يُخرج عملية التطبيع الإسرائيلية السعودية عن مسارها".
و"يبدو أن هذا المنعطف الحرج يصب في صالح المصالح الإيرانية، التي ترفض أي شكل من أشكال التطبيع مع الدولة اليهودية"، بحسب سابو.
اقرأ أيضاً
جيش وحكومة واستخبارات.. "طوفان الأقصى" يجرف أُسس إسرائيل
أسئلة جيوسياسية
سابو رجح أن العديد من الأسئلة الجيوسياسية ستطفو على السطح نتيجة هجوم "حماس" والعمليات الإسرائيلية المضادة، وأهمها سيكون مصير مفاوضات الرياض وتل أبيب و"إمكانية تحقيق أكبر انفراج في الشرق الأوسط بعد اتفاقيات إبراهيم".
وأردف: "في هذه اللحظة يبدو الأمر صعبا بسبب الدمار الشامل في إسرائيل وغزة، كما سيكون هذا تحديا لحملة بايدن الرئاسية لعام 2024، والتي كان من المقرر أن تعزز دوره كوسيط ناجح بين إسرائيل والسعودية".
واعتبر أنه "من خلال هذا الهجوم، تهدف حماس أيضا إلى عرقلة التقدم المحتمل في إعادة إحياء الاتفاق النووي بين إيران (الداعمة لحركات المقاومة الفلسطينية) والقوى الكبرى، بقيادة الولايات المتحدة (خطة العمل الشاملة المشتركة)".
و"بعد إعلان إسرائيل الحرب، بدا أن السعودية وقطر وإيران تلوم إسرائيل على هجمات حماس في ظل الاحتلال الإسرائيلي؛ مما ينذر بجمود محتمل للغاية في جهود التطبيع الإسرائيلية السعودية"، كما تابع سابو.
ورأى أن الوضع الراهن "يشكك أيضا في الممر (الاقتصادي) الذي تم الإعلان عنه (بمشاركة بايدن) مؤخرا بين الهند والشرق الأوسط وأوروبا، والذي يبدو أنه يمثل تحديا لمشروع الصين (المنافس الاستراتيجي للولايات المتحدة) الرائد مبادرة الحزام والطريق".
وزاد بأنه "على الجانب الآخر، قد يساعد هذا الوضع (الفلسطيني الإسرائيلي) بشكل أكبر في تقدم الاتفاق الذي توسطت فيه الصين (مارس/ آذار الماضي) بين إيران والسعودية"، في إشارة إلى استئناف العلاقات الدبلوماسية بين البلدين، بعد 7 سنوات من القطيعة.
"كما تم الكشف عن أن الأسلحة والصواريخ والطائرات بدون طيار التي تستخدمها حماس تأتي من تركيا أو إيران أو كوريا الشمالية، مما يوضح التركيبة الجيوسياسية وراء حماس"، وفقا لسابو.
اقرأ أيضاً
خيارات "إسرائيل" صعبة أمام "طوفان الأقصى" .. ماذا يعني؟
تهميش حماس وإيران
"من خلال هجماتها الجريئة، لم تكن حماس تحاول ترسيخ نفسها باعتبارها المحاور الرئيسي في قضية فلسطين فحسب، بل كانت تحاول أيضا عرقلة الاستراتيجية الأمريكية الناشئة تجاه المنطقة"، بحسب هارش بانت، في تحليل بمركز "أوراسيا ريفيو" للأبحاث (Eurasia review) ترجمه "الخليج الجديد".
وأوضح أنه "بينما كانت إدارة بايدن تضغط من أجل التقارب بين السعودية وإسرائيل مقابل ضمانات أمنية وتكنولوجيا نووية مدنية للرياض، بدأت ملامح استراتيجية جديدة في الظهور في الشرق الأوسط".
وشدد على أن "هذا الاتفاق، إذا تم التوصل إليه في صيغته النهائية، كان سيؤدي إلى تهميش إيران وحماس في المنطقة، وبالتالي تم إحباطه بهجوم (...) كبير على إسرائيل".
ومضى قائلا: "الآن، بينما تقاتل إسرائيل ضد حماس والجماعات (...) الأخرى، سيجد السعوديون صعوبة بالغة في المضي قدما في التطبيع، على الأقل في المدى القريب؛ خوفا من الرفض العام".
و"لم يعد الصراع (الفلسطيني الإسرائيلي) محليا، فالقضية الإسرائيلية الفلسطينية جزء لا يتجزأ من خطوط الصدع الإقليمية الأوسع"، بحسب بانت.
وقال إن "حماس تحظى بدعم إيران، وتضامنا مع المقاومة الفلسطينية، دخلت جماعة حزب الله اللبنانية (المدعومة أيضا من إيران) القتال بالفعل، قائلة إنها كانت وراء الهجمات على جبل دوف (منطقة مزاع شبعة التي تحتلها إسرائيل جنوبي لبنان)".
وتابع أن "إسرائيل ردت على حزب الله، فيما قُتل سائحان إسرائيليان في مصر (برصاص شرطي)، وشددت قطر على أنها "تحمل إسرائيل وحدها المسؤولية عن التصعيد المستمر بسبب انتهاكاتها المستمرة لحقوق الشعب الفلسطيني".
اقرأ أيضاً
طوفان المقاومة.. هل يدفن صفقة تطبيع الرياض وتل أبيب تحت الأقصى؟
المصدر | كيفن تي سابو/ مودرن دبلوماسي- هارش بانت/ أوراسيا ريفيو- ترجمة وتحرير الخليجالمصدر: الخليج الجديد
كلمات دلالية: طوفان الأقصى حماس الشرق الأوسط إسرائيل تطبيع السعودية فی الشرق الأوسط طوفان الأقصى
إقرأ أيضاً:
نتنياهو: إسرائيل ستسيطر على غزة عسكريا ولن تسمح للسلطة باستبدال حماس
قال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ، إن إسرائيل ستسيطر عسكريا على قطاع غزة ولن تسمح للسلطة الفلسطينية بأن تستبدل حماس في الحكم في نهاية الحرب.
وأضاف نتنياهو في خطاب ألقاه أمس خلال مؤتمر تعقده وكالة الأنباء اليهودية (JNS) في القدس أنه "لن نرضخ لأي ضغوط تقول لنا أن ننفذ ذلك"، وأن "السبب الوحيد أننا لا نقضي على حماس هو المخطوفون"، حسبما نقلت عنه وسائل إعلام إسرائيلية اليوم الإثنين.
واعتبر نتنياهو أنه "يتعين علينا إنهاء الحرب في غزة، وإعادة المخطوفين وإبادة حماس"، ورحب بخطة تهجير الغزيين التي طرحها الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، وقال "صدقوني، الكثير منهم يريدون المغادرة".
وادعى نتنياهو أن "الفرضية في وسائل الإعلام العالمية التي بموجبها الدخول إلى رفح سيسبب قتلا جماعيا لمواطنين، اتضح أنها غير صحيحة. لقد احتللنا محور فيلالفيا، وليس بإمكانهم تحريب أسلحة".
وقال نتنياهو إن هجوم 7 أكتوبر كان يفترض أن يحدث بالتوازي من لبنان أيضا، "وكانت غايته محونا".
وأضاف أنه "قلت في اليوم الثاني للحرب إنه سنغيّر الشرق الأوسط، وسنتوجه إلى غزة أولا. وقالوا لي في الولايات المتحدة ألا ندخل إلى القطاع وأن ننفذ ذلك من الجو، لكني قلت لجو بايدن: "جو، لقد جربت هذا. ليس كافيا. نحن ملزمون بالدخول إلى هناك". وتوجهنا إلى خانيونس ووصلنا إلى رفح، وعندها أيضا قالوا "دعك، لا تدخل". وقلت لبايدن "إنني أحترمك، لكننا سندخل. وسننفذ ما ينبغي من أجل الدفاع عن أنفسنا".
وادعى نتنياهو أن إسرائيل وقعت على اتفاقيتي سلام مع مصر والأردن، ولم تنجح بالقيام بذلك مع دول عربية أخرى بسبب معارضة الفلسطينيين، "وإصرار السلطة الفلسطينية على معارضة الدولة اليهودية لا يزال العقبة الأساسية للتغيير في الشرق الأوسط"، وأنه "قررت تنفيذ أمر مختلف"، بالالتفاف على الفلسطينيين "وتوسيع دائرة السلام" من خلال "اتفاقيات أبراهام".
ورغم أن نتنياهو عارض قيام دولة فلسطينية بشكل دائم، لكنه زعم في خطابه أمس أن "الرفض الفلسطيني هو أساس الصراع، المفهوم الذي بموجبه قيام دولة فلسطينية سيقود إلى السلام خاطئ. والفلسطينيون، في رام الله وفي غزة، يدعون بشكل صريح إلى القضاء علينا. حماس تدعو إلى القضاء على إسرائيل بواسطة الإرهاب وعمل عسكري، والسلطة الفلسطينية تدعو إلى تنفيذ ذلك في المستوى السياسي وبالعودة إلى حدود 1967".
وقال نتنياهو إن أمام إسرائيل جبهة أخرى، هي "الدولة العميقة"، وأضاف أن "الدولة العميقة عندكم في أميركا هي بركة ماء صغيرة، وعندنا هي محيط. وهذا يهدد الديمقراطية، ويستهدف حقوق الناس، وينبغي حل عذا الأمر".
وتابع أن "توجد أكاذيب تنتشر في أميركا من خلال حملة متواصلة تمولها دول وأشخاص أثرياء معدودون وتُدفع لمؤثرين ويهاجمون المؤيدين لإسرائيل. وهذا خطر على مستقبلنا. وإذا كان هناك أمرا ينبغي فعله، فهو العودة إلى محاربة ذلك بمساعدة الحقيقة".
المصدر : وكالة سوا اشترك في القائمة البريدية ليصلك آخر الأخبار وكل ما هو جديد المزيد من الأخبار الإسرائيلية هرتسوغ يدعو لدراسة صفقة إقرار ذنب مع نتنياهو مقابل عدم دخوله السجن نتنياهو يمثُل للمرة الـ25 أمام المحكمة المركزية في تل أبيب للرد على تهم فساد نتنياهو حرض ترامب على رفض أي مقترح لإنهاء الإبادة بغزة الأكثر قراءة مصر تُعقّب على دعوات منظمات استيطانية إسرائيلية لتفجير "الأقصى" الوزيران قنديل وأبو زيد يفتتحان ورشة تدريبية حول نظام إدارة الأداء الوظيفي نادي الأسير يكشف عن تصاعد جرائم ممنهجة وتدهور صحي بحق الأسرى حماس تنعى البابا فرنسيس وتثمّن مواقفه الداعمة لفلسطين عاجلجميع الحقوق محفوظة لوكالة سوا الإخبارية @ 2025