#سواليف

كتب .. الدكتور #مروان_المعشر

أظهرت عملية #حماس الأخيرة القدرة #المهنية_العالية التي تتمتع بها، لإلحاق #خسائر غير مسبوقة في الأرواح والبنية التحتية لإسرائيل منذ عام 1973، وأعادت الأمل لجيل فلسطيني فقد الأمل بقيادته، والمجتمع الدولي لتحقيق آماله الوطنية، فقرر أخذ الأمور بيده، وبتخطيط دقيق لم يعهد العالم العربي الكثير منه منذ أمد طويل.

كما أظهرت هذه العملية مدى #الفشل_الأمني الذريع التي منيت به #إسرائيل، فبينما انشغل وزير الأمن القومي إيتمار بن غفير والحكومة الإسرائيلية بشكل عام بالانتهاكات اليومية في الضفة الغربية في #القدس وجنين وغيرها من مدن الضفة، جاء رد الفعل من #غزة، التي من المفترض أنها تعيش ضمن حصار خانق ونظام أمني إسرائيلي لا يسمح لها بهذه الاختراقات، ومن قبل شبان ليس من المفترض أن يكونوا على هذا القدر من التدريب والانضباطية.

عدة أسئلة تطرحها هذه العملية وما بعدها للمجتمع الدولي، من المفيد التوقف عندها واستخلاص الدروس المناسبة، السؤال الأول يتعلق بدرجة الدهشة غير المفهومة التي أبداها هذا المجتمع من العملية. قد يكون حجم العملية وتوقيتها ومدى مهنيتها وفاعليتها مصدر دهشة للجميع، ولكن حصولها ينبغي أن لا يستغرب منه أحد. فبعد عقود من #الحصار الخانق لفلسطينيي غزة، وغياب أي أفق سياسي يطرحه المجتمع الدولي ولسنوات طويلة، إضافة للغطرسة والعنصرية التي تبديها إسرائيل، خاصة من الحكومة الحالية، يجعل من المستغرب عدم حصول هذه العملية وليس العكس.

مقالات ذات صلة تدابير أردنية لمنع دخول حشرة بق الفراش 2023/10/09

بعبارة أخرى، لا يستطيع المجتمع الدولي الاستمرار في تجاهل إعطاء الفلسطينيين حقوقهم القومية والسياسية والإنسانية المشروعة، وإنهاء الاحتلال الإسرائيلي، ثم يتوقع أن يبقى الجانب الفلسطيني قانعا خانعا. الحقيقة الساطعة اليوم، أن الفلسطينيين لن يقبلوا بالاحتلال والعنصرية والأبرتهايد الإسرائيلي مع مرور الزمن، بل إنهم اليوم يثبتون أن عامل الزمن سيعمل لصالح تحقيق تطلعاتهم الوطنية والقومية وليس العكس. السؤال الثاني يتعلق بالاتفاقات الإبراهيمية. تثبت هذه العملية بوضوح أن تركيز المجتمع الدولي على هذه الاتفاقات، بما في ذلك المفاوضات السعودية الأمريكية لدخول السعودية هذه الاتفاقات، مع استمرار تجاهل جوهر الصراع العربي الإسرائيلي، وهو إنهاء الاحتلال الإسرائيلي وتحقيق الفلسطينيين لتطلعاتهم الوطنية، هي سياسة قاصرة لن يكتب لها النجاح. لقد أسقطت هذه العملية الحجة الإسرائيلية التي ينادي بها نتنياهو، صباح مساء، أن السلام مع الفلسطينيين ليس ضروريا ما دامت إسرائيل تستطيع التطبيع مع الدول العربية، من دون التوصل لحل مع الجانب الفلسطيني.

ماذا عن المستقبل؟ علّمنا الماضي أن أزمات الصراع العربي الإسرائيلي أدت إلى عمليات سياسية.. حرب أكتوبر/تشرين الأول عام 1973 أدت الى اتفاقية السلام المصرية الإسرائيلية، كما أن الانتفاضة الأولى وحرب الخليج الأولى، أدت إلى مؤتمر مدريد للسلام ثم أوسلو، لكن الظروف مختلفة اليوم. فالحكومة الإسرائيلية اليوم في ذروة تطرفها وعنصريتها، وليست في وارد أي مفاوضات جدية. أما السلطة الفلسطينية، فسيزداد ضعفها أمام ما قامت به حماس، ولن تستطيع ادعاء تمثيلها الحقيقي للشعب الفلسطيني. كما أن الولايات المتحدة منشغلة بالانتخابات الرئاسية، وليس في واردها إطلاق أي جهد سياسي يؤدي إلى إنهاء الاحتلال. نحن أمام حالة جديدة من الصراع، لا يشعر فيها الجيل الفلسطيني الجديد بأي أفق سياسي، ولذا فإن السيناريو الأكثر احتمالا هو المزيد من العنف، تعبيرا عن حالة الإحباط الشديدة التي يشعر بها الفلسطينيون، من دون أن يؤدي ذلك إلى عملية سياسية في المدى القريب. أما في المدى البعيد، فإن البعد الديمغرافي سيفرض نفسه بشكل إيجابي لصالح الفلسطينيين.

لقد أثبتت عملية حماس الأخيرة أن التفوق العسكري الإسرائيلي لن يحسم الصراع، كما لن تحسمه كل الاتفاقيات العربية الموقعة مع إسرائيل. يفرض الفلسطينيون اليوم أنفسهم بشكل جلي، ما يؤشر إلى عدم إمكانية الرجوع إلى مرحلة ما قبل هذه العملية. قد ينجح نتنياهو اليوم في الحصول على دعم المعارضة الإسرائيلي مرحليا، ولكن إسرائيل خسرت الكثير سواء من ناحية صورتها المتفوقة عسكريا، أو من ناحية محاولة القفز فوق الجانب الفلسطيني وإعطاء الانطباع بأن السلام ممكن في المنطقة، من دون الوصول إلى اتفاق مع الفلسطينيين.

المصدر: سواليف

كلمات دلالية: سواليف مروان المعشر حماس خسائر إسرائيل القدس غزة الحصار المجتمع الدولی هذه العملیة

إقرأ أيضاً:

تحقيق لأسوشيتد برس: حملة قمع إسرائيلية ضد الفلسطينيين المقيمين في إسرائيل الذين يعبرون عن رفضهم للحرب في غزة

عاجل | تحقيق لأسوشيتد برس: حملة قمع إسرائيلية ضد الفلسطينيين المقيمين في إسرائيل الذين يعبرون عن رفضهم للحرب في غزة

عاجل | تحقيق لأسوشيتد برس: الحملة المستمرة منذ عام تدفع كثيرين للرقابة الذاتية خوفا من السجن ومزيد من التهميش

 

التفاصيل بعد قليل..

مقالات مشابهة

  • تحقيق لأسوشيتد برس: حملة قمع إسرائيلية ضد الفلسطينيين المقيمين في إسرائيل الذين يعبرون عن رفضهم للحرب في غزة
  • وزير الخارجية التركي: بيئة عدم الصراع في ليبيا التي بدأتها تركيا بدأت تؤتي ثمارها
  • المجلس الدولي للاتصالات يعتمد قرارا حول حماية الصحفيين الفلسطينيين
  • البرلمان العربي يشارك في المؤتمر الدولي لحماية الطفل الفلسطيني بالأردن
  • البرلمان العربي يشارك في المؤتمر الدولي حول حماية الطفل الفلسطيني
  • سلطنة عمان تؤكد ضرورة الالتزام بالقانون الدولي لحماية الأطفال الفلسطينيين
  • سفير سلطنة عمان يطالب بالالتزام بالقانون الدولي والإنساني لحماية الأطفال الفلسطينيين
  • إسرائيل توقف أوامر اعتقال المستوطنين بتهمة الاعتداء على الفلسطينيين
  • إسرائيل تعترف بمقتل 29 جنديا منذ بدء العملية الأخيرة بجباليا
  • إسرائيل النازية تبيد الفلسطينيين بـ«الفيتو» الأمريكى