اكتشاف علمي جديد يكشف عن نشاط مذهل في نواة الأرض
تاريخ النشر: 9th, October 2023 GMT
في اكتشاف علمي مثير، تم التوصل إلى أن الكرة المعدنية الحارقة في مركز نواة الأرض تكتشف بأنها أكثر نشاطًا مما كان يُعتقد سابقًا. قد يكون مركز الأرض مضيفًا لـ "تبادل الذرات المركزي"، وذلك وفقًا لدراسة قام بها علماء في جامعة تكساس في أوستن بالتعاون مع جامعتي سيتشوان ونانجينج في الصين، باستخدام التعلم الآلي وحاسوب فائق القوة.
النواة الأرضية، التي تتكون من معدن صلب في الجزء الداخلي محاط بمعدن سائل في الجزء الخارجي، تُعتبر واحدة من أكثر الأماكن حرارةً على سطح الكوكب. إنها تمتد لنحو 750 ميلاً وتصل درجتها الحرارة إلى 9800 درجة فهرنهايت (حوالي 5400 درجة مئوية). حركة ذرات الحديد في النواة السائلة تُولد المجال المغناطيسي للأرض وتلعب دورًا حاسمًا في جعل الكوكب صالحًا للعيش. ولكن رغم أن النواة الأرضية كانت تعتقد لفترة طويلة أنها مكونة من حديد صلب، تشير أبحاث حديثة إلى أن جزءًا منها قد يكون في الواقع سائلاً.
الدراسة الجديدة تفترض أن ذرات الحديد في نواة الأرض تنتقل إلى مواقع جديدة بشكل مشابه لـ "تبادل المواقع في الطاولة"، دون أن تؤثر على هيكل الحديد الأساسي وتجعل النواة أكثر مرونة. يُعرف هذا الظاهرة بـ "الحركة الجماعية".
الأستاذ يوجون زانغ من جامعة سيتشوان قال: "اكتشف علماء الزلازل أن مركز الأرض، المعروف باسم النواة الداخلية، ناعم بشكل مدهش، تمامًا مثل كيفية نعومة الزبدة في مطبخك." وأضاف: "هذا الاكتشاف الكبير يكمن في أن الحديد الصلب يصبح ناعمًا بشكل مدهش في أعماق الأرض بسبب قدرة ذراته على التحرك أكثر مما كنا نتخيل. هذا التحرك المتزايد يجعل النواة الداخلية أقل صلابة وأضعف ضد القوى القصية."
لإجراء هذا الاكتشاف، استخدم الباحثون نموذج حاسوب صغير لنواة الأرض وقاموا بتوقع خصائص وحركة ذرات الحديد فيها باستخدام بيانات من تجارب معامل عالية الضغط والحرارة تم تصميمها لمحاكاة ظروف النواة الداخلية للأرض. ثم قاموا بمقارنة النتائج مع دراسات موجات الزلازل في النواة الداخلية للأرض وتجارب صدمات المعمل التي اختبرت الحركة المتوقعة لذرات الحديد في ضغط وحرارة متطرفين.
الأستاذ جونج-فو لين من جامعة تكساس أشار إلى أن "هذا الاكتشاف يشير إلى أن نفس الظاهرة تحدث أيضًا في أنسجة الكواكب الأخرى مثل المريخ والكواكب خارج المجموعة الشمسية."
يركز العلماء باستمرار على النواة الأرضية، التي لا يزال بعضها يحتفظ بالحرارة من تشكل الأرض قبل 4.5 مليار سنة، ويسعون لفهم تفاصيلها وحركتها وتركيبها بشكل أفضل. وعلى الرغم من اقتراب
العلم من شرح تفاصيل كوكبنا وذراته المتحركة، إلا أن طبقات الأرض الداخلية ما زالت تحمل العديد من الأسرار التي لم يتم الكشف عنها بالكامل.
المصدر: البوابة نيوز
كلمات دلالية: اكتشاف علمي نواة الارض جامعة تكساس الحدید فی إلى أن
إقرأ أيضاً:
في إنجاز علمي جديد .. توثيق «الصلّ الأسود» لأول مرة في سلطنة عُمان
العُمانية: نجح فريق علمي من جامعة نزوى ممثلًا بمركز أبحاث العلوم الطبيعية والطبية ومعهد الأحياء التطوري في برشلونة - إسبانيا، من توثيق أول تسجيل علمي لثعبان الصلّ الأسود (Walterinnesia aegyptia) المعروف أيضًا بـ«كوبرا الصحراء»، وذلك في مناطق مختلفة من محافظة ظفار.
وبيّن مركز أبحاث العلوم الطبيعية والطبية بجامعة نزوى أن هذا الاكتشاف تم بمشاركة باحثين محليين ودوليين، وتم توثيق البيانات والصور في قاعدة MorphoBank العلمية العالمية، ما يتيح المجال للباحثين حول العالم للاطلاع والاستفادة من هذا التوثيق المهم الذي يمثّل إضافة جديدة إلى قائمة الزواحف في سلطنة عُمان، إذ ارتفع عدد أنواع الأفاعي المسجلة رسميًا إلى 22 نوعًا، وهو ما يعكس ثراء البيئات العُمانية وتنوعها البيولوجي الفريد.
وأوضح أن عينات «الصلّ الأسود» التي تم جمعها من ظفار تحمل صفات وراثية متطابقة مع عينات من المملكة العربية السعودية وجمهورية مصر العربية، ما يدعم إعادة تصنيف النوع ويضع حدًا للجدل العلمي القائم حول وجود نوعين مستقلين ضمن هذا الجنس، وقد أجري التحليل الجيني باستخدام تسلسل الحمض النووي الميتوكوندري، وأظهرت النتائج تطابقًا شبه كامل بين العينات، مما دفع الباحثين إلى اعتبار النوع المعروف سابقًا باسم W. morgani مجرد مرادف حديث لـW. aegyptia.
ويُعد «الصلّ الأسود» من الأفاعي الليلية السامة التي تنتمي إلى فصيلة أماميات الأخاديد (Elapidae)، وهي الفصيلة نفسها التي تنتمي إليها الكوبرا، والتي تتميّز بجسم أسود لامع بالكامل دون وجود علامات أو خطوط، ويصل طوله في البالغات إلى نحو 150 سنتيمترًا، بينما تفتقر صغاره إلى الزخارف الواضحة، ويظهر سلوكًا دفاعيًا هادئًا نسبيًا مقارنة بأنواع الكوبرا الأخرى.
هذا الاكتشاف يعكس جهود في استكشاف وتوثيق الكائنات الحية المحلية، ويؤكد أهمية الدراسات الميدانية المتواصلة للكشف عن كنوز التنوع الحيوي في سلطنة عُمان، كما يفتح آفاقًا مستقبلية للبحث في مجالات السموم وإنتاج مضادات السموم، خصوصًا أن هذه الأفعى تُعد من الأنواع السامة ذات التأثير العصبي على جسم الإنسان، مما يستدعي دراسات إضافية لتطوير مضادات سموم فعالة.
يذكر أن مركز أبحاث العلوم الطبيعية والطبية يضم بين مرافقه مختبر السموم ومضاداتها، والذي يُعد من المرافق البحثية المتقدمة على مستوى سلطنة عُمان، كما يحتوي المختبر على معظم أنواع الأفاعي المسجلة في سلطنة عُمان، ما يجعله مرجعًا في مجالات دراسة السموم الحيوانية وتطوير مضاداتها.