دبي في 9 أكتوبر /وام/ أطلقت اللجنة الوطنية لأهداف التنمية المستدامة، بالشراكة مع معهد "بوستيرتي" المتخصص في مجال الاستدامة، والمجلس العالمي المعني بالهدف 13 من أهداف التنمية المستدامة، بودكاست "استوديو 2030" الأول من نوعه الذي يقدم محتوى حول الاستدامة باللغة العربية، موجها لأفراد المجتمع.
ويهدف البودكاست إلى توفير محتوى غني حول الاستدامة، ليواكب ما ستشهده منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا من تأثيرات تغير المناخ الأكثر حدة، والتحديات البيئية والاجتماعية والاقتصادية، ويسعى إلى رفع الوعي المجتمعي بتحديات المناخ والاستدامة المرتبطة بأهداف التنمية المستدامة العالمية، من خلال التعريف بها بشكل مبسط، ما يسهم في تعزيز المشاركة المجتمعية في بناء المستقبل.


ويقدم بودكاست "استوديو 2030"، إبراهيم الزعبي رئيس المجلس العالمي لأهداف التنمية المستدامة رقم 13 (العمل من أجل التغير المناخي)، وسيتم بث البودكاست عبر منصات مختلفة مثل يوتيوب، آبل بودكاست، غوغل بودكاست، بوديو، سبوتيفاي، وبودكاست أنغامي.
وأكد سعادة عبد الله ناصر لوتاه مساعد وزير شؤون مجلس الوزراء للتنافسية والتبادل المعرفي، نائب رئيس اللجنة الوطنية لأهداف التنمية المستدامة، أن المشاركة المجتمعية الفاعلة في دعم جهود الحكومات لتحقيق أهداف التنمية المستدامة العالمية، تمثل عاملاً أساسياً لتسريع تحقيق أهداف الاستدامة، وترسيخ ثقافتها وممارساتها نهجاً في حياة المجتمع، مشيراً إلى أن بودكاست "ستوديو 2030" سيعمل على تعزيز وبناء الوعي المجتمعي، وتزويد أفراد المجتمعات الناطقة بالعربية بمنظور جديد يركز على تحقيق الاستدامة، والعمل المتواصل لمواجهة التحديات العالمية الكبرى التي سنشهدها في المستقبل.
وقال إن مبادرة اللجنة الوطنية لأهداف التنمية المستدامة بإطلاق هذه المنصة المتميزة في محتواها وأسلوب طرحها لتحديات الاستدامة العالمية، تأتي ضمن جهود الحكومة لدعم مبادرات الدولة، وتعزيز دورها العالمي الريادي في صناعة المستقبل، والمشاركة في قيادة الركب العالمي الساعي لتحقيق أهداف التنمية المستدامة العالمية.
من جهته، قال ابراهيم الزعبي رئيس المجلس العالمي لأهداف التنمية المستدامة المعني بالهدف الـ13 (العمل من أجل التغير المناخي): "سيقدم بودكاست "استوديو 2030" آخر التطورات والحلول التي تتعلق بأهداف التنمية المستدامة وتأثيرها على العالم وعلى منطقة الشرق الأوسط وإفريقيا بشكل خاص، وسيكشف أبرز الحلول وأوجه التعاون ما بين شرائح المجتمع كافة لتحقيق هذه الأهداف".
وأضاف: "أتشرف باستضافة أبرز العقول والضيوف الذين سيثرون النقاش ويشاركونا تجاربهم العملية".
ويجمع بودكاست "ستوديو 2030"، عبر منصته، الخبراء والمبتكرين والمفكرين للحديث عن أهداف التنمية المستدامة، وسيكتشف متابعوه في كل حلقة، الأفكار الجديدة والتحديات والحلول المبتكرة لبناء مستقبل أكثر استدامة وشمولًا، إضافة إلى أحدث الاتجاهات في مجال التنمية المستدامة وارتباطاتها بالحياة اليومية.
وتتناول سلسلة البودكاست الاتجاهات العالمية والإقليمية الرئيسية، وتستعرض تأثيرها المحتمل على منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا والأسواق الناشئة، وتقدم توجيهات قابلة للتنفيذ، فيما سيعمل "استوديو 2030" على تعريف المجتمع بأساليب تطبيق أهداف التنمية المستدامة على الصعيد المحلي، والمبادرات الجارية والحلول الابتكارية والتكنولوجيا الناشئة التي تتيح للدول تجاوز التحديات.
يذكر أنه تم تشكيل اللجنة الوطنية لأهداف التنمية المستدامة في دولة الإمارات في يناير 2017، وترأسها معالي ريم بنت إبراهيم الهاشمي، وزيرة دولة لشؤون التعاون الدولي، ويتولى المركز الاتحادي للتنافسية والإحصاء أمانة اللجنة، التي تضم وزارة شؤون مجلس الوزراء، ووزارة الخارجية، و13 جهة حكومية اتحادية.
وتقوم اللجنة بمواءمة أهداف التنمية المستدامة مع الأولويات الوطنية، ودعم تنفيذ أهداف التنمية المستدامة، وتتعاون مع الشركاء محليا ودوليا لتوسيع دائرة المشاركين الفاعلين في تنفيذ أجندة الأمم المتحدة لأهداف التنمية المستدامة 2030.

إبراهيم نصيرات

المصدر: وكالة أنباء الإمارات

كلمات دلالية: أهداف التنمیة المستدامة

إقرأ أيضاً:

رمضان.. فرصة لتعزيز الاستدامة البيئية والتغيير الإيجابي

يُعد شهر رمضان فرصة مثالية لتجديد الروحانيات والتقرب إلى الله، إلا أنه يحمل أيضًا أهمية كبيرة في تعزيز الاستدامة البيئية. ومع تزايد الاهتمام العالمي بقضايا التغير المناخي، يمكن للمسلمين دمج الممارسات الصديقة للبيئة في عاداتهم الرمضانية، مما يحقق توازنًا بين العبادة وحماية البيئة، فالقيم الإسلامية لا تقتصر فقط على الممارسات الروحية، بل تمتد لتشمل علاقتنا بالبيئة، حيث يمكننا من خلال الاستهلاك الواعي وتقليل النفايات تعزيز اتصالنا بالطبيعة، وفي الوقت نفسه تكريم التزامنا الروحي.

الحد من الهدر الغذائي

في هذا السياق، يؤكد علي بن سعيد البوسعيدي على أهمية التخطيط الجيد للوجبات كأداة فعّالة لتجنب هدر الطعام. وتشير إحصائيات منظمة الفاو إلى أن ثلث الطعام على مستوى العالم يُهدر سنويًا، مما يستدعي ضرورة تقدير الكميات بعناية وتخزين الطعام بطرق ذكية. كما يوصي باختيار الخضروات والفواكه الموسمية، حيث تساهم هذه الخطوة في تقليل البصمة الكربونية الناتجة عن النقل والتخزين.

وفيما يتعلق بالجانب البيئي، يلفت البوسعيدي إلى أهمية إعادة تدوير بقايا الطعام وتحويلها إلى سماد طبيعي. كما يشدد على ضرورة استخدام الأطباق القابلة للتحلل في الولائم الجماعية، ويحث المساجد على تبني أواني قابلة لإعادة الاستخدام خلال الإفطارات الرمضانية.

ويقول البوسعيدي: "الاستدامة في رمضان ليست مجرد تضحية، بل هي امتداد لقيم الإسلام الداعية إلى الاعتدال وحفظ النعم، إذن، يمكن لشهر رمضان أن يكون فرصة لتعزيز العادات البيئية المستدامة، مما يساهم في حماية كوكب الأرض في وقت نحتاج فيه أكثر من أي وقت مضى إلى اتخاذ خطوات فعّالة لمواجهة تحديات التغير المناخي".

نحو شهر أكثر وعيًا بيئيًا

وتعتبر العادات الغذائية والاجتماعية خلال شهر رمضان محورية في تحديد كيفية التفاعل مع البيئة والموارد المتاحة، بحسب ما أكدته فاطمة العبرية إحدى المهتمات بالاستدامة، حيث تشير إلى أن التفكير في جعل رمضان أكثر استدامة لا يتطلب تغييرات جذرية بل يمكن أن يتم من خلال خطوات بسيطة ولكن فعّالة. من أبرز هذه الخطوات، التخطيط الجيد للوجبات، حيث يمكن تجنب شراء كميات كبيرة من الطعام قد تُهدر. بدلاً من ذلك، يمكن للأفراد إعادة استخدام الفائض أو مشاركته مع الجيران والمحتاجين. وتشير العبرية إلى أن استخدام الأطباق القابلة لإعادة الاستخدام بدلًا من البلاستيكية يُعدّ من الخيارات الفعالة لتقليل النفايات، ما يعزز من الاستدامة ويقلل من التلوث.

مبادرات مجتمعية

وفيما يتعلق بالمبادرات المجتمعية، يؤكد حميد المحروقي على أن شهر رمضان يمثل فرصة للتوفيق بين الروحانية والاهتمام بالبيئة. فمن خلال التخطيط الجيد والاختيارات الذكية، يمكن للجميع المساهمة في جعل الشهر الفضيل أكثر استدامة، كما يشدد على أهمية التبرع بالفائض من الطعام للمحتاجين، مشيرًا إلى أن العديد من المنظمات المجتمعية تتطلع لاستقبال التبرعات، خصوصًا في هذا الشهر المبارك.

من جانبه يؤكد محمد الحوسني على دور الفعاليات المجتمعية في تعزيز المسؤولية البيئية وتقوية الروابط بين أفراد المجتمع. ويقترح تنظيم حملات تنظيف محلية أو فعاليات إفطار صديقة للبيئة، حيث يتشارك الضيوف في تناول أطباق نباتية. هذا النوع من الفعاليات يسهم في نشر الوعي حول أهمية الأكل المستدام ويشجع على اتباع نمط حياة أكثر احترامًا للبيئة.

ومن خلال هذه العادات والمبادرات، يمكن أن يصبح رمضان أكثر من مجرد شهر للعبادة؛ بل فرصة لتبني ممارسات غذائية واجتماعية تعود بالنفع على البيئة وتدعم الاستدامة.

تحديات ومقترحات

ومع اقتراب شهر رمضان، تتزايد الجهود من أجل دمج مفاهيم الاستدامة في العادات الرمضانية، لكن هناك أيضًا تحديات كبيرة تواجه تحقيق هذه الرؤية، بحسب ما أكدته سميرة البحرية التي تقترح عددًا من المبادرات التي يمكن أن تسهم في جعل رمضان أكثر استدامة. من بين هذه المبادرات، تقترح تنظيم "تحدي 30 يومًا" لترشيد استهلاك الموارد طوال الشهر الفضيل، واستبدال الزينة الكهربائية بمصابيح تعمل بالطاقة الشمسية، ما يسهم في تقليل استهلاك الكهرباء. كما تدعو إلى تطوير تطبيق ذكي يقدم نصائح يومية تساعد الأسر على تقليل الاستهلاك، وتشجيعهم على تقليل عدد الأطباق في الإفطار والسحور لتقليل الهدر.

التجارة الرمضانية

من جانبه، يعلق مروان الشكيلي قائلاً: "في الأشهر التي يجب أن يتحول فيها تركيزنا نحو الروحانية والإخلاص لله، نلاحظ أنها أصبحت أكثر تركيزًا على القوة الشرائية، وتأثرت الشركات بنا بسهولة لتحويل رمضان إلى حالة تجارية." ويؤكد الشكيلي أن رمضان يجب أن يكون مساحة لتعزيز أساليب الحياة المستدامة، ودعوة الجميع إلى تقليل هدر الطعام، والحفاظ على المياه، واستخدام المنتجات الصديقة للبيئة.

ويضيف الشكيلي أنه من المهم أن نوجه شهر رمضان ليكون رسالة قوية لزيادة الوعي حول تأثير أفعالنا على البيئة، وأن نلهم الآخرين لتغيير سلوكياتهم من أجل إحداث فرق حقيقي، ويشدد على أن الالتزام بالقيم البيئية في حياتنا اليومية يمكن أن يساهم في صون النظم البيئية وضمان استدامة الموارد الطبيعية للأجيال القادمة، مع الحفاظ على التوازن بين البشر والطبيعة.

وعلى الرغم من التحديات الكبيرة التي قد تواجه الاستدامة خلال رمضان، فإن المقترحات المختلفة تتسم بالواقعية والفعالية، وإذا تم تنفيذها بالشكل المناسب، يمكن أن يكون شهر رمضان فرصة رائعة لإحداث تغيير إيجابي في سلوكياتنا البيئية.

مقالات مشابهة

  • تدوير تطلق حملة نقاء الرمضانية لتعزيز الاستدامة والتوعية
  • "تدوير" تطلق حملة "نقاء" الرمضانية لتعزيز الاستدامة والتوعية
  • توقيع مذكرة تفاهم بين محمية الإمام عبدالعزيز ومؤسسة الوليد للإنسانية لتعزيز التنمية المستدامة
  • رمضان.. فرصة لتعزيز الاستدامة البيئية والتغيير الإيجابي
  • الملتقى شبه الإقليمي الرابع في مدارس الجامعة حول أهداف التنمية المستدامة 2030
  • المشاط: 1.8 مليار يورو ضمانات استثمارية لتعزيز التنمية المستدامة في مصر
  • تيك توك تطلق مبادرة “بأمان معاً” لتعزيز الوعي الرقمي في العراق
  • تيك توك تطلق مبادرة لتعزيز الوعي الرقمي للمراهقين في العراق
  • دمياط تطلق جلسات الحوار المجتمعي حول مقترح نظام "شهادة البكالوريا المصرية"
  • رئيس المجلس الفخري يعتمد تشكيل لجنة التنمية بالمجلس الفخري لجمعية المودة