الجزيرة:
2025-01-20@09:10:29 GMT

لوموند: واشنطن تواجه سراب الشرق الأوسط الجديد

تاريخ النشر: 9th, October 2023 GMT

لوموند: واشنطن تواجه سراب الشرق الأوسط الجديد

قالت صحيفة لوموند إن هجوم حركة المقاومة الفلسطينية (حماس) حطم الفكرة القائلة بأن عملية التطبيع بين إسرائيل والعرب ستؤدي إلى تهدئة المنطقة، وأن القضية الفلسطينية أصبحت موضوعا ثانويا، وبالتالي قضت على الوهم الذي عاشت عليه إدارة الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب، والذي احتشدت له رئاسة خلفه جو بايدن بحكم الأمر الواقع.

وأوضحت الصحيفة الفرنسية -في تقرير بقلم مراسلها في واشنطن بيوتر سمولار- أن إدارة بايدن ردت بسرعة وبقوة على الهجوم، وأبدت التضامن الكامل مع إسرائيل ودعم أمنها، وحذرت الجهات المسلحة الأخرى في المنطقة، حتى إن وزير الخارجية أنتوني بلينكن كثف اتصالاته مع المسؤولين الفلسطينيين وقادة الشرق الأوسط، ساعيا دون جدوى للحصول على إدانات واضحة.

وبعد التحدث مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، ألقى جو بايدن خطابا لتجديد الشروط التقليدية للالتزام الأميركي إلى جانب الدولة اليهودية، وقال "دعوني أقول ذلك بوضوح قدر الإمكان. الآن ليس الوقت المناسب لأي طرف معادٍ لإسرائيل لاستغلال هذه الهجمات لتحقيق مكاسب"، وأمر المجموعة الهجومية لحاملة الطائرات الأميركية "يو إس إس جيرالد فورد" بالتوجه نحو شرق البحر الأبيض المتوسط، وبدا أن الأولوية القصوى لواشنطن هي تجنب التوسع الإقليمي للصراع.


سياسة خارجية مثقلة

ومع أن الكونغرس كالبيت الأبيض سرّع التشاور لتقديم مساعدات أمنية طارئة لإسرائيل، فإن الإدارة محدودة التصرف، لأن مجلس النواب في حالة ركود وهو يواجه دون رئيس احتمال إغلاق الأنشطة الحكومية في منتصف نوفمبر/تشرين الثاني، بسبب عدم الاتفاق على الميزانية، كما أن منصب السفير في إسرائيل يشغله القائم بالأعمال، إضافة إلى كون العلاقات معقدة للغاية بل ومتوترة مع اثنين من اللاعبين الإقليميين الرئيسيين، هما مصر الوسيط التقليدي مع الفصائل الفلسطينية المسلحة وتركيا.

غير أن محدودية التصرف تأتي قبل كل شيء من فك ارتباط الولايات المتحدة بالمنطقة، بحيث لم تعد تنظر إلى الشرق الأوسط إلا بشكل افتراضي مقيدة ومضطرة، راضية بدور إطفاء نار اللحظة، دون السعي إلى تغيير معالم الصراع الإسرائيلي الفلسطيني، كما يقول الكاتب.

أما غزة التي تخلى العالم أجمع عنها، فهي تحت سيطرة حركة سياسية تتغذى على يأس السكان –كما يقول الكاتب- وعندما يغلي هذا المرجل ويفيض، لا تتوقف مقذوفاته عن إثارة الدهشة، مما يشهد على الجهل أو الاحتقار التام للواقع السائد في هذه المنطقة، حيث السكان المحرومون من أي أفق تزدهر بينهم الفصائل المسلحة وتتقدم عسكريا وتضع الخطط، وتنشئ أجيالا جديدة من المقاتلين.


إدارة الأزمات عن بعد

وإذا كان عهد ترامب تميز بسياسة نشطة ومتحيزة في الشرق الأوسط، هدفها تخريب حل الدولتين بشكل نهائي والعمل على التطبيع بين الدول العربية والدولة اليهودية عبر اتفاقيات أبراهام، واختصار "خطة السلام الميتة" في "رؤية لتحسين حياة الفلسطينيين والإسرائيليين"، فإن بايدن الذي أعاد ما قطعه ترامب من المساعدات، وجدد تطلعه إلى "دولتين لشعبين، لهما جذور عميقة وعريقة في هذه الأرض، ويعيشان جنبا إلى جنب في سلام وأمن"، اقتصرت إدارته على إدارة الأزمات عن بعد، ومع أنه عمل خلف الكواليس مع مصر والأردن لتعزيز وقف إطلاق النار بين إسرائيل وحماس عام 2021، فقد عرض في نفس الوقت على الدولة اليهودية مليار دولار إضافية، بهدف تحديث بطاريات باتريوت الدفاعية.

غير أن الإفلاس السياسي والأخلاقي الذي تعاني منه السلطة الفلسطينية والاندفاع المتطرف من جانب اليمين الإسرائيلي، يحول -حسب الكاتب- دون أي حوار مباشر، كما أن بايدن لم يجد أي فائدة في تكريس رأس المال السياسي لقضية خاسرة، وقال مستشار الأمن القومي الأميركي جيك سوليفان إن "منطقة الشرق الأوسط أصبحت اليوم أكثر هدوءا مما كانت عليه منذ 20 عاما".

ورغم تعدد الملفات، فإن التطبيع التاريخي المحتمل بين إسرائيل والمملكة العربية السعودية هو القضية الوحيدة التي حشدت لها الدبلوماسية الأميركية بقوة، وعلى أساسه بدأ البيت الأبيض على أثر إدارة ترامب يحلم "بشرق أوسط جديد"، معززا التقارب بين إسرائيل والدول العربية السُنّية، وكأنه مقدمة للسلام بدل أن يكون نتيجة لتسوية الصراع.

أما الآن، فإن يوم سبت من الدماء والفوضى غيّر المشهد بشكل كبير-كما يقول الكاتب- وكلما كان الرد الإسرائيلي أوسع وأكثر حدة على هجوم حماس، زاد عدد القتلى من المدنيين الفلسطينيين، وبالتالي بدا هذا التطبيع وكأنه حلم بعيد المنال.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: الشرق الأوسط بین إسرائیل

إقرأ أيضاً:

الصحف العربية.. الشرق الأوسط تبرز جرائم إسرائيل في غزة وهدايا ماكرون للبنان.. والرياض تحتفي بـ تحول المملكة لوجهة سياحية

اهتمت الصحف العربية الصادرة صباح اليوم "السبت" بعدد من القضايا التي تشغل الساحة العربية واهتمام القارئ العربي، وقد رصدها «صدى البلد» في السياق التالي: 

إسرائيل تستقبل الهدنة بالانتقام من غزة

صحيفة «الشرق الأوسط» سلطت الضوء في عنوانها الرئيسي حول المجازر التي ارتكبها قوات الاحتلال الاسرائيلي في غزة قبل دخول صفقة وقف إطلاق النار موعد السريان، تحت عنوان «إسرائيل تستقبل الهدنة بالانتقام من غزة» وقالت تحته إن إسرائيل صعدت، انتقامها من قطاع غزة، عشية بدء سريان وقف النار وتبادل الأسرى والمحتجزين يوم الأحد وسط تلويح إسرائيلي بمعاودة إطلاق الحرب وتوسيعها لتشمل الضفة الغربية أيضاً، وأسفرت غارات إسرائيلية على القطاع أمس، عن مقتل ما لا يقل عن 20 شخصاً وجرح عشرات آخرين، بينما أشارت مفاوضات طويلة بين نتنياهو وأعضاء حكومته المنتمين إلى اليمين المتطرف على غرار وزير المال بتسلئيل سموتريتش وأفادت معلومات بأن نتنياهو تعهد لسموتريتش باستئناف الحرب بعد انتهاء المرحلة الأولى من الصفقة، أي بعد 42 يوما وبالقيام بحملة عسكرية في الضفة لتصفية ما سماه "الإرهاب الفلسطيني".

هدية ماكرون: مؤتمر دولي لإعمار لبنان

كما أبرزت الصحيفة العريقة الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون إلى لبنان وجاء عنوانها «هدية ماكرون: مؤتمر دولي لإعمار لبنان» وجاء تحته أن الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون اهدى لبنان، مؤتمراً دوليا تعتزم باریس استضافته خلال الأسابيع المقبلة بهدف إعادة إعماره، وذلك خلال زيارته إلى بيروت التي استقبل فيها بحفاوة على المستويين الرسمي والشعبي، بصفته أول رئيس أجنبي يزورها بعد انتخاب الرئيس اللبناني جوزيف عون، وتكليف الرئيس نواف سلام بتأليف الحكومة.

وقال ماكرون إن المجتمع الدولي بعد لدعم واسع من أجل إعادة إعمار البنى التحتية وطالب بالإسراع في تنفيذ بنود اتفاق وقف إطلاق النار بين حزب الله وإسرائيل ضمن المهل المتفق عليها، ودعا إلى وجوب تشكيل حكومة جديدة سريعا.

الرياض: من الحج والعمل إلى السياحة والاكتشاف

أما صحيفة «الرياض» السعودية فقد أبرزت في صدر صفحتها الأولى تحول المملكة العربية السعودية لوجهة عالمية للسياحة بعدما كانت قديما الزيارة لأجل الأماكن المقدسة فقط جاء عنوانها «من الحج والعمل إلى السياحة والاكتشاف» وتحته أنه

منذ تأسيس المملكة وتوحيدها على يد المؤسس الراحل الملك عبدالعزيز وبعد ترسيم الحدود وإنشاء المواني والمطارات باتت المملكة تستقبل القادمين عبر حدودها طلباً في زيارة الأماكن المقدسة لأداء الحج والعمرة وزيارة المسجد النبوي، وبعد اكتشاف النفط بكميات تجارية بدأ توافد العاملين في مجال استخراج النفط، ومع مرور الأيام والتقدم في جميع المجالات كالتعليم والصحة والخدمات البلدية والصناعة والزراعة زاد عدد الوافدين الباحثين عن العمل، وأن المملكة ظلت لعقود من الزمن تستقبل من أجل زيارة الأماكن المقدسة والعمل فقط، لكن منذ ثلاثة عقود عرفت زواراً قدموا ليس من أجل زيارة الأماكن المقدسة والعمل فقط وإنما من أجل الزيارة والسياحة واكتشاف بلادنا بما تحويه من كنوز أثرية وتراثية ومعالم مشهورة لم يبدا إلا خلال السنوات الأخيرة.

مقالات مشابهة

  • إدارة ترامب تعين مديرة شؤون الشرق الأوسط بالخارجية الأمريكية قائمة بالأعمال بالمغرب في إنتظار تعيين سفير
  • قبل مغادرة منصبه.. بايدن مرحبا بوقف الحرب في غزة: الشرق الأوسط تحول جذريا
  • بايدن: عملنا على تجنب حرب أوسع في الشرق الأوسط ولولا جهود الوسطاء لما كنا توصلنا لاتفاق الوقف
  • بايدن قبل 24 ساعة من مغادرة منصبه: عملنا على تجنب حرب أوسع في الشرق الأوسط
  • لمنع انهيار الاتفاق..مبعوث ترامب إلى الشرق الأوسط يخطط لزيارة غزة
  • الصحف العربية.. الشرق الأوسط تبرز جرائم إسرائيل في غزة وهدايا ماكرون للبنان.. والرياض تحتفي بـ تحول المملكة لوجهة سياحية
  • “الإيكونوميست”: ترامب بدأ بإعادة تشكيل الشرق الأوسط حتى قبل وقف إطلاق النار بغزة
  • بلينكن: لا ضمان بأن ترامب سيتابع جهود بايدن في الشرق الأوسط وأوكرانيا
  • الإيكونوميست: ترامب بدأ بإعادة تشكيل الشرق الأوسط حتى قبل وقف إطلاق النار بغزة
  • دينيس روس: لدى ترامب فرصة تاريخية لإعادة تشكيل الشرق الأوسط