الجزيرة:
2024-07-11@21:16:04 GMT

لوموند: واشنطن تواجه سراب الشرق الأوسط الجديد

تاريخ النشر: 9th, October 2023 GMT

لوموند: واشنطن تواجه سراب الشرق الأوسط الجديد

قالت صحيفة لوموند إن هجوم حركة المقاومة الفلسطينية (حماس) حطم الفكرة القائلة بأن عملية التطبيع بين إسرائيل والعرب ستؤدي إلى تهدئة المنطقة، وأن القضية الفلسطينية أصبحت موضوعا ثانويا، وبالتالي قضت على الوهم الذي عاشت عليه إدارة الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب، والذي احتشدت له رئاسة خلفه جو بايدن بحكم الأمر الواقع.

وأوضحت الصحيفة الفرنسية -في تقرير بقلم مراسلها في واشنطن بيوتر سمولار- أن إدارة بايدن ردت بسرعة وبقوة على الهجوم، وأبدت التضامن الكامل مع إسرائيل ودعم أمنها، وحذرت الجهات المسلحة الأخرى في المنطقة، حتى إن وزير الخارجية أنتوني بلينكن كثف اتصالاته مع المسؤولين الفلسطينيين وقادة الشرق الأوسط، ساعيا دون جدوى للحصول على إدانات واضحة.

وبعد التحدث مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، ألقى جو بايدن خطابا لتجديد الشروط التقليدية للالتزام الأميركي إلى جانب الدولة اليهودية، وقال "دعوني أقول ذلك بوضوح قدر الإمكان. الآن ليس الوقت المناسب لأي طرف معادٍ لإسرائيل لاستغلال هذه الهجمات لتحقيق مكاسب"، وأمر المجموعة الهجومية لحاملة الطائرات الأميركية "يو إس إس جيرالد فورد" بالتوجه نحو شرق البحر الأبيض المتوسط، وبدا أن الأولوية القصوى لواشنطن هي تجنب التوسع الإقليمي للصراع.


سياسة خارجية مثقلة

ومع أن الكونغرس كالبيت الأبيض سرّع التشاور لتقديم مساعدات أمنية طارئة لإسرائيل، فإن الإدارة محدودة التصرف، لأن مجلس النواب في حالة ركود وهو يواجه دون رئيس احتمال إغلاق الأنشطة الحكومية في منتصف نوفمبر/تشرين الثاني، بسبب عدم الاتفاق على الميزانية، كما أن منصب السفير في إسرائيل يشغله القائم بالأعمال، إضافة إلى كون العلاقات معقدة للغاية بل ومتوترة مع اثنين من اللاعبين الإقليميين الرئيسيين، هما مصر الوسيط التقليدي مع الفصائل الفلسطينية المسلحة وتركيا.

غير أن محدودية التصرف تأتي قبل كل شيء من فك ارتباط الولايات المتحدة بالمنطقة، بحيث لم تعد تنظر إلى الشرق الأوسط إلا بشكل افتراضي مقيدة ومضطرة، راضية بدور إطفاء نار اللحظة، دون السعي إلى تغيير معالم الصراع الإسرائيلي الفلسطيني، كما يقول الكاتب.

أما غزة التي تخلى العالم أجمع عنها، فهي تحت سيطرة حركة سياسية تتغذى على يأس السكان –كما يقول الكاتب- وعندما يغلي هذا المرجل ويفيض، لا تتوقف مقذوفاته عن إثارة الدهشة، مما يشهد على الجهل أو الاحتقار التام للواقع السائد في هذه المنطقة، حيث السكان المحرومون من أي أفق تزدهر بينهم الفصائل المسلحة وتتقدم عسكريا وتضع الخطط، وتنشئ أجيالا جديدة من المقاتلين.


إدارة الأزمات عن بعد

وإذا كان عهد ترامب تميز بسياسة نشطة ومتحيزة في الشرق الأوسط، هدفها تخريب حل الدولتين بشكل نهائي والعمل على التطبيع بين الدول العربية والدولة اليهودية عبر اتفاقيات أبراهام، واختصار "خطة السلام الميتة" في "رؤية لتحسين حياة الفلسطينيين والإسرائيليين"، فإن بايدن الذي أعاد ما قطعه ترامب من المساعدات، وجدد تطلعه إلى "دولتين لشعبين، لهما جذور عميقة وعريقة في هذه الأرض، ويعيشان جنبا إلى جنب في سلام وأمن"، اقتصرت إدارته على إدارة الأزمات عن بعد، ومع أنه عمل خلف الكواليس مع مصر والأردن لتعزيز وقف إطلاق النار بين إسرائيل وحماس عام 2021، فقد عرض في نفس الوقت على الدولة اليهودية مليار دولار إضافية، بهدف تحديث بطاريات باتريوت الدفاعية.

غير أن الإفلاس السياسي والأخلاقي الذي تعاني منه السلطة الفلسطينية والاندفاع المتطرف من جانب اليمين الإسرائيلي، يحول -حسب الكاتب- دون أي حوار مباشر، كما أن بايدن لم يجد أي فائدة في تكريس رأس المال السياسي لقضية خاسرة، وقال مستشار الأمن القومي الأميركي جيك سوليفان إن "منطقة الشرق الأوسط أصبحت اليوم أكثر هدوءا مما كانت عليه منذ 20 عاما".

ورغم تعدد الملفات، فإن التطبيع التاريخي المحتمل بين إسرائيل والمملكة العربية السعودية هو القضية الوحيدة التي حشدت لها الدبلوماسية الأميركية بقوة، وعلى أساسه بدأ البيت الأبيض على أثر إدارة ترامب يحلم "بشرق أوسط جديد"، معززا التقارب بين إسرائيل والدول العربية السُنّية، وكأنه مقدمة للسلام بدل أن يكون نتيجة لتسوية الصراع.

أما الآن، فإن يوم سبت من الدماء والفوضى غيّر المشهد بشكل كبير-كما يقول الكاتب- وكلما كان الرد الإسرائيلي أوسع وأكثر حدة على هجوم حماس، زاد عدد القتلى من المدنيين الفلسطينيين، وبالتالي بدا هذا التطبيع وكأنه حلم بعيد المنال.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: الشرق الأوسط بین إسرائیل

إقرأ أيضاً:

هآرتس: برنامج الجمهوريين بأميركا يهدد بترحيل الطلاب المؤيدين لحماس

جاء في تقرير لصحيفة "هآرتس" اليسارية الإسرائيلية أن منصة الحزب الجمهوري الأميركي تبنت برنامجا لعام 2024 من 20 نقطة موجزة تشكل، في مجملها، وثيقة لسياسات الحزب، وذلك قبل أقل من 4 أشهر على انتخابات الرئاسة الأميركية التي سيخوضها مرشحه المفترض دونالد ترامب ضد الرئيس الحالي ومرشح الحزب الديمقراطي جو بايدن.

وقالت إن الوثيقة، التي تمثل برنامج ترامب الانتخابي، حظيت بدعم ساحق من نواب الحزب. وأضافت الصحيفة أن البرنامج يجسد تطور الحزب الجمهوري على صورة ترامب. وقد تعمدت منصة الحزب صياغته بشكل أكثر إيجازا وتبسيطا من الإصدارات السابقة.

اقرأ أيضا list of 2 itemslist 1 of 2باحث أميركي: هل تدخل أميركا في حرب مع الصين بسبب الفلبين؟list 2 of 2ماذا تخفي حالة بايدن الصحية؟.. طبيبا أعصاب يجيبان "لوفيغارو"end of list تعهد صريح

ووفق تقرير هآرتس، فإن البرنامج يزيل كل الأوهام المتعلقة بأولويات ترامب وسياساته تجاه إسرائيل واليهود والشرق الأوسط. كما يسلط الضوء على مشروعه المفضل في جلب نظام الدفاع الصاروخي الإسرائيلي (القبة الحديدية)، إلى الولايات المتحدة، بينما يتعهد صراحة بترحيل المتظاهرين المؤيدين للفلسطينيين الذين يحملون تأشيرات طلابية، وتعزيز شراكات إسرائيل الإقليمية في الشرق الأوسط.

وقد صدر البرنامج قبل أسبوع واحد من انعقاد مؤتمر الحزب الجمهوري في مدينة ميلواكي بولاية ويسكونسن، وهو أول إصدار رسمي منذ عام 2016، بعد أن اختار الحزب عدم نشر وثيقة سياسة جديدة في عام 2020 وسط جائحة (كوفيد 19).

ومن المنتظر أن تصوت اللجنة الوطنية للحزب الجمهوري بكامل عضويتها لإجازة البرنامج رسميا من داخل قاعة المؤتمر الأسبوع المقبل.

وأوردت هآرتس مقتطفات من نقاط البرنامج العشرين، وشددت إحداها على ضرورة "ترحيل المؤيدين لـ حركة المقاومة الإسلامية (حماس)، وجعل حُرم الجامعات الأميركية "آمنة ووطنية مرة أخرى".

تهديدات خطيرة

ونصت إحدى النقاط الواردة تحت فصل بعنوان "إعادة التفكير السليم للحكومة وتجديد ركائز الحضارة الأميركية"، أن اللجنة الوطنية تتعهد بأن "يدين الجمهوريون معاداة السامية، ويؤيدوا إلغاء تأشيرات الرعايا الأجانب الذين يدعمون الإرهاب والجهاد"، وأنهم "سيحاسبون من يرتكبون أعمال عنف ضد الشعب اليهودي".

وأشارت الصحيفة إلى أن ترامب تعهد -منذ هجوم حماس على إسرائيل في السابع من أكتوبر/تشرين الأول وظهور الاحتجاجات المؤيدة للفلسطينيين على مستوى البلاد، وخاصة في حُرم الجامعات- بإلغاء تأشيرات الطلاب المتظاهرين المؤيدين للفلسطينيين.

وقالت إن التزام ترامب بهذا التعهد، الذي دأب على تأكيده طوال 9 أشهر من حملته الانتخابية، حظي بأكبر قدر من اهتمام كبار المتبرعين من اليهود الجمهوريين، الذين لم يعلنوا صراحة دعمهم له بعد.

درع دفاعي عظيم

وتنص إحدى نقاط البرنامج على "منع نشوب حرب عالمية ثالثة، وعلى إقرار السلام في أوروبا والشرق الأوسط، وبناء درع دفاعي صاروخي عظيم من القبة الحديدية فوق بلدنا بأكمله، تكون كلها مصنوعة في أميركا".

وورد في البرنامج أيضا أن الحزب الجمهوري سيعمل على تعزيز التحالفات "من خلال ضمان وفاء حلفائنا بالتزاماتهم بالاستثمار في دفاعنا المشترك واستعادة السلام في أوروبا. وسنقف إلى جانب إسرائيل ونسعى إلى تحقيق السلام في الشرق الأوسط. وسنعيد بناء شبكة تحالفنا في المنطقة لضمان مستقبل يسوده السلام والاستقرار والازدهار".

وبحسب تقرير هآرتس، ركز ترامب أيضا على الاحتجاجات في حُرم الجامعات الأميركية كدليل "مزعوم" على فشل إدارة بايدن في مكافحة معاداة السامية، متهما الديمقراطيين بالاعتماد بشكل مفرط على الجناح اليساري "المتطرف" للحزب بدلا من دعم إسرائيل وحماية الأميركيين اليهود.

لم يشفع لترامب

ويبدو أن ذلك لم يشفع لترامب لدى عموم الناخبين. فقد أظهر أحدث استطلاع للرأي وسط اليهود الأميركيين أنهم ما زالوا يفضلون بايدن عليه.

وعلى الرغم من أن بعض الأميركيين والمسلمين "المحبطين" ذهبوا -حسب زعم هآرتس- إلى حد تأييد ترامب على بايدن بسبب دعم الأخير لحرب إسرائيل في غزة، فإن التزام ترامب تجاه إسرائيل، بالإضافة إلى تعهد البرنامج بإعادة العمل بقرار "حظر" دخول القادمين من بعض الدول الإسلامية إلى الولايات المتحدة، لا يترك مجالا للتشكيك في المدى الذي سيذهب إليه ترامب في الوفاء بتلك التعهدات إذا ما أعيد انتخابه.

وختمت الصحيفة الإسرائيلية تقريرها بتصريح للجنة الوطنية للحزب الجمهوري سخرت فيه من أن أميركا أصبحت في عهد بايدن "أضحوكة العالم"، وأنها ستعود، تحت رئاسة ترامب "قوية وآمنة".

مقالات مشابهة

  • مخاوف من توسع الصراع في منطقة الشرق الأوسط.. إيران تهدد بدخول ميادين الحرب
  • أول سناتور ديموقراطي يطالب علناً الرئيس الأمريكي جو بايدن بالانسحاب من السباق الرئاسي: من أجل مصلحة البلاد
  • كيف جعلت إدارة بايدن الصين الغائب الحاضر في قمة الناتو؟
  • أول سناتور ديموقراطي يطلب من بايدن تخليه عن الإنتخابات
  • إدارة بايدن توافق على تسليم قنابل فائقة التدمير لدولة الاحتلال
  • وول ستريت: إدارة بايدن توافق على تزويد إسرائيل بقنابل 500 رطل
  • هآرتس: برنامج الجمهوريين بأميركا يهدد بترحيل الطلاب المؤيدين لحماس
  • بين الأحلام والأوهام.. العرب يراقبون الانتخابات الأمريكية!
  • كيف رد بايدن على المطالبين بانسحابه من سباق الرئاسة؟
  • ملفات تسيطر على قمة الناتو في واشنطن