بينما يستمرّ "الثنائيّ الشيعيّ" بترشّيح رئيس تيّار "المردة" سليمان فرنجيّة، تنازلت "القوّات" و"الكتائب" عن دعم مرشّحهما الأساسيّ رئيس "حركة الإستقلال" النائب ميشال معوّض، الذي كان يُعتبر بالنسبة لهما الشخصيّة الوحيدة القادرة على مواجهة "الحزب"، وطرح موضوع السلاح غير الشرعيّ، وقد ذهبا إلى اختيار وزير الماليّة السابق جهاد أزعور، وحاليّاً هما يلتقيان مع الموفد الفرنسيّ جان إيف لودريان على التوافق على إسمٍ وسطيّ لانتخابه، بهدف إنهاء الشغور الرئاسيّ الذي يقترب من عامه الأوّل.


 
ويرى العديد من المراقبين أنّ همّ "القوّات" و"الكتائب" أصبح إنتخاب رئيسٍ بأسرع وقتٍ ممكن، غير آبهين إنّ كان ينتمي إلى خطّهم السياسيّ أو "السياديّ"، لأنّهما يُدركان إستحالة وصول مرشّح قويّ من رحم "قوى الرابع عشر من آذار"، مع التعطيل الذي ينتهجه "حزب الله" في كلّ إستحقاق رئاسيّ، ومع عدم حصول أيّ فريقٍ على الأكثريّة النيابيّة.
 
وهذا الأمر يُمثّل إنتكاسة سياسيّة للأحزاب المسيحيّة وحلفائها "السياديين"، لأنّ أيّ مرشّح قد يُتَّفَق عليه بين الدول الخمس، وبين الأفرقاء في الداخل، لن يعمد إلى تحقيق أهدافها مثل نزع سلاح "حزب الله"، أو حصر أعمال "المقاومة" داخل حدود الوطن، بل سيكون جامعاً لكلّ اللبنانيين، وسيكون حياديّاً تجاه القضايا الخلافيّة الكبيرة بين "المعارضة" و"الثنائيّ الشيعيّ".
 
وكان همّ "المعارضة" مُعالجة المشكلة الأساسيّة وهي بالنسبة لها سلاح "حزب الله"، الذي ترى فيه أنّه أساس المعضلة في البلاد. كذلك، فإنّ من شأن إشراك "الثنائيّ الشيعيّ" و"التيّار الوطنيّ الحرّ" في أيّ حكومة مقبلة، في عهد رئيس وسطيّ، إكمال سياسة المحاصصة التي كانت تنتقدها "القوّات" و"الكتائب" خلال عهد الرئيس السابق ميشال عون، الأمر الذي لن يدفع بعجلة الإصلاحات إلى التقدّم، وأيضاً، لن يعيد علاقات لبنان بالدول العربيّة الشقيقة والبلدان الغربيّة الى ما كانت عليه في السابق.
 
وتجدر الإشارة إلى أنّ "المعارضة" حمّلت منذ إندلاع "ثورة 17 تشرين" فريق "التيّار" و"حزب الله" مسؤوليّة ما آلت إليه الأوضاع السياسيّة والإقتصاديّة في البلاد، وكانت تُريد تغيير هذا الواقع عبر إيصال رئيسٍ للجمهوريّة يكون نهجه "سياديّا" ومختلفا تماماً عن ميشال عون. وفي هذا الإطار، فإنّ الرئيس الوسطيّ لن يكون قويّاً، وسيلعب دور الحكم بين الأفرقاء المتخالفين في ما بينهم، ولن تكون له القدرة على طرح ومعالجة المواضيع الحساسة. هكذا، تكون "القوّات" و"الكتائب" قد ساهمتا في تأجيل معالجة الحلول، إنّ كانتا شريكتين في إيصال مرشّح غير طرفٍ.
 
وحتّى اللحظة، فإنّ "الثنائيّ الشيعيّ" يتمسّك بقوّة بسليمان فرنجيّة، خلافاً لـ"المعارضة" التي قدّمت الكثير من التنازلات وذهبت إلى التحالف مع النائب جبران باسيل رئاسيّاً، على الرغم من الخلافات الكثيرة معه. إضافة إلى ذلك، فإنّ التباينات العديدة بين أفرقاء "المعارضة" ساهمت في إسقاط مرشّحيها الأقوياء، فهي تُظهر أنّها غير متماسكة، وغير قادرة على انتخاب رئيسٍ من دون الطرف الآخر. ويقول مراقبون إنّ عدم تجانس موقف "المعارضة" أدّى بفرنسا في بادىء الأمر إلى طرح خيار المقايضة ودعم فرنجيّة، وحاليّاً، دفع بالدول الخمس إلى تأييد "الخيار الثالث" والحوار.
 
وكانت لافتة دعوة رئيس حزب "الكتائب" النائب سامي الجميّل "حزب الله" يوم الثلاثاء الماضي، إلى ملاقاة "المعارضة"، عبر التوقّف عن ترشّيح فرنجيّة، والذهاب معها إلى تسهيل الإستحقاق الرئاسيّ، وانتخاب شخصيّة وسطيّة غير مستفزّة لأيّ طرفٍ. وفي هذا السياق، يُشير المراقبون إلى أنّ خطاب الجميّل تغيّر في الموضوع الرئاسيّ، على الرغم من حدّته تجاه حارة حريك، فالنواب الذين كانوا يُؤيّدون ميشال معوّض، وكانوا يرفعون سقف المواجهة مع "الثنائيّ الشيعيّ"، يظهرون في الوقت الراهن أكثر تفهّماً للتسويّة. المصدر: خاص "لبنان 24"

المصدر: لبنان ٢٤

كلمات دلالية: حزب الله فرنجی ة

إقرأ أيضاً:

وزير البترول يؤكد المضى قدما لإنهاء تخفيف أحمال الكهرباء بنهاية الأسبوع الثالث من يوليو

أجرى المهندس كريم بدوى وزير البترول والثروة المعدنية جولة تفقدية لانتظام العمل فى مركز التحكم القومي للغاز الطبيعي بشركة جاسكو، استعرض خلالها موقف انتظام ضخ إمدادات الغاز للشبكة القومية للكهرباء والضغوط التى تعمل بها الشبكة، وذلك فى إطار تنفيذ برنامج الحكومة للانتهاء من فترة تخفيف أحمال الكهرباء.

وأكد بدوى، على المضى قدماً فى تنفيذ البرنامج المستهدف للانتهاء من تخفيف أحمال الشبكة القومية للكهرباء بنهاية الأسبوع الثالث من شهر يوليو فى ظل انتظام الشحنات الاستيرادية اللازمة من الغاز والمازوت ووصولها تباعاً إلى مصر، ولفت إلى أن العمل على زيادة الإنتاج المحلى من الثروة البترولية (الزيت الخام والغاز الطبيعى) مستمر من خلال التعاون الوثيق مع الشركاء والعمل معاً على الإسراع بعمليات تنمية الآبار الجديدة المكتشفة ووضعها على خريطة الإنتاج وكذا تكثيف أعمال البحث والاستكشاف فى مناطق مصر البرية والبحرية.

وأشار إلى أن رؤية مجلس الوزراء واضحة وهى العمل على حل مشكلة تخفيف أحمال الكهرباء جذريا من خلال توفير التمويل والعمل المتكامل مع وزارتى الكهرباء والطاقة الجديدة والمتجددة والمالية واتخاذ الإجراءات اللازمة والداعمة لتحقيق ذلك.

واستمع الوزير خلال الجولة إلى شرح من المهندس ياسر صلاح الدين رئيس شركة جاسكو والكوادر المُشغلة لمركز التحكم حول سير العمل فى منظومة إدارة وتشغيل الشبكة القومية للغاز وسيناريوهات التعامل والمناورات التى تتم من أجل ضمان استدامة الإمدادات للشبكة القومية للكهرباء والقطاعات الصناعية والخدمية، سواء من خلال الغاز المنتج محلياً أو الشحنات المستوردة.

زيارة وزير البترول لمركز التحكم القومي للغاززيارة وزير البترول لمركز التحكم القومي للغاززيارة وزير البترول لمركز التحكم القومي للغاززيارة وزير البترول لمركز التحكم القومي للغاز

شارك فى جولة الوزير المهندس يس محمد رئيس الشركة المصرية القابضة للغازات الطبيعية( إيجاس ) ونائبه للعمليات المهندس أسامة السمنودى، والمهندس حسانين محمد رئيس الإدارة المركزية لمكتب الوزير، والمهندس محمود ناجى وكيل وزارة البترول لنقل وتسويق المنتجات البترولية، ومساعدو رئيس شركة جاسكو.

مقالات مشابهة

  • انطلاق فعاليات الملتقى العلمي الثالث للتغذية وصحة العظام بنوعية الزقازيق
  • في ذكرى 30 يونيو | مصطفى بكري يرصد أسرار أخطر عشرة أيام في تاريخ مصر (7).. الخيار الأخير
  • الخيار الديمقراطي الذي نقلته عصابات الجنجويد من الخرطوم إلي سنجة والدندر
  • جامعة القناة تنظم المؤتمر العلمي السادس والدولي الثالث لقسم إدارة التمريض
  • رئيس الوزراء البريطاني الجديد يلتقي الملك تشارلز الثالث ويلقي بيانا اليوم
  • وزير البترول يؤكد المضى قدما لإنهاء تخفيف أحمال الكهرباء بنهاية الأسبوع الثالث من يوليو
  • سلوفاكيا تصنف محاولة اغتيال رئيس وزرائها عملاً إرهابياً
  • الإطار الشيعي:مكتب خامئني سيحسم تشكيل حكومة ديالى المحلية
  • هل تستطيع المعارضة تطويق حزب الله في مجلس النواب؟
  • سامي الجميل اكد ان حزب الله لا يريد رئيسا: القرار 1559 يختصر المطلوب