هل يُشكّل الخيار الثالث إنتكاسة لـالقوّات والكتائب؟
تاريخ النشر: 9th, October 2023 GMT
بينما يستمرّ "الثنائيّ الشيعيّ" بترشّيح رئيس تيّار "المردة" سليمان فرنجيّة، تنازلت "القوّات" و"الكتائب" عن دعم مرشّحهما الأساسيّ رئيس "حركة الإستقلال" النائب ميشال معوّض، الذي كان يُعتبر بالنسبة لهما الشخصيّة الوحيدة القادرة على مواجهة "الحزب"، وطرح موضوع السلاح غير الشرعيّ، وقد ذهبا إلى اختيار وزير الماليّة السابق جهاد أزعور، وحاليّاً هما يلتقيان مع الموفد الفرنسيّ جان إيف لودريان على التوافق على إسمٍ وسطيّ لانتخابه، بهدف إنهاء الشغور الرئاسيّ الذي يقترب من عامه الأوّل.
ويرى العديد من المراقبين أنّ همّ "القوّات" و"الكتائب" أصبح إنتخاب رئيسٍ بأسرع وقتٍ ممكن، غير آبهين إنّ كان ينتمي إلى خطّهم السياسيّ أو "السياديّ"، لأنّهما يُدركان إستحالة وصول مرشّح قويّ من رحم "قوى الرابع عشر من آذار"، مع التعطيل الذي ينتهجه "حزب الله" في كلّ إستحقاق رئاسيّ، ومع عدم حصول أيّ فريقٍ على الأكثريّة النيابيّة.
وهذا الأمر يُمثّل إنتكاسة سياسيّة للأحزاب المسيحيّة وحلفائها "السياديين"، لأنّ أيّ مرشّح قد يُتَّفَق عليه بين الدول الخمس، وبين الأفرقاء في الداخل، لن يعمد إلى تحقيق أهدافها مثل نزع سلاح "حزب الله"، أو حصر أعمال "المقاومة" داخل حدود الوطن، بل سيكون جامعاً لكلّ اللبنانيين، وسيكون حياديّاً تجاه القضايا الخلافيّة الكبيرة بين "المعارضة" و"الثنائيّ الشيعيّ".
وكان همّ "المعارضة" مُعالجة المشكلة الأساسيّة وهي بالنسبة لها سلاح "حزب الله"، الذي ترى فيه أنّه أساس المعضلة في البلاد. كذلك، فإنّ من شأن إشراك "الثنائيّ الشيعيّ" و"التيّار الوطنيّ الحرّ" في أيّ حكومة مقبلة، في عهد رئيس وسطيّ، إكمال سياسة المحاصصة التي كانت تنتقدها "القوّات" و"الكتائب" خلال عهد الرئيس السابق ميشال عون، الأمر الذي لن يدفع بعجلة الإصلاحات إلى التقدّم، وأيضاً، لن يعيد علاقات لبنان بالدول العربيّة الشقيقة والبلدان الغربيّة الى ما كانت عليه في السابق.
وتجدر الإشارة إلى أنّ "المعارضة" حمّلت منذ إندلاع "ثورة 17 تشرين" فريق "التيّار" و"حزب الله" مسؤوليّة ما آلت إليه الأوضاع السياسيّة والإقتصاديّة في البلاد، وكانت تُريد تغيير هذا الواقع عبر إيصال رئيسٍ للجمهوريّة يكون نهجه "سياديّا" ومختلفا تماماً عن ميشال عون. وفي هذا الإطار، فإنّ الرئيس الوسطيّ لن يكون قويّاً، وسيلعب دور الحكم بين الأفرقاء المتخالفين في ما بينهم، ولن تكون له القدرة على طرح ومعالجة المواضيع الحساسة. هكذا، تكون "القوّات" و"الكتائب" قد ساهمتا في تأجيل معالجة الحلول، إنّ كانتا شريكتين في إيصال مرشّح غير طرفٍ.
وحتّى اللحظة، فإنّ "الثنائيّ الشيعيّ" يتمسّك بقوّة بسليمان فرنجيّة، خلافاً لـ"المعارضة" التي قدّمت الكثير من التنازلات وذهبت إلى التحالف مع النائب جبران باسيل رئاسيّاً، على الرغم من الخلافات الكثيرة معه. إضافة إلى ذلك، فإنّ التباينات العديدة بين أفرقاء "المعارضة" ساهمت في إسقاط مرشّحيها الأقوياء، فهي تُظهر أنّها غير متماسكة، وغير قادرة على انتخاب رئيسٍ من دون الطرف الآخر. ويقول مراقبون إنّ عدم تجانس موقف "المعارضة" أدّى بفرنسا في بادىء الأمر إلى طرح خيار المقايضة ودعم فرنجيّة، وحاليّاً، دفع بالدول الخمس إلى تأييد "الخيار الثالث" والحوار.
وكانت لافتة دعوة رئيس حزب "الكتائب" النائب سامي الجميّل "حزب الله" يوم الثلاثاء الماضي، إلى ملاقاة "المعارضة"، عبر التوقّف عن ترشّيح فرنجيّة، والذهاب معها إلى تسهيل الإستحقاق الرئاسيّ، وانتخاب شخصيّة وسطيّة غير مستفزّة لأيّ طرفٍ. وفي هذا السياق، يُشير المراقبون إلى أنّ خطاب الجميّل تغيّر في الموضوع الرئاسيّ، على الرغم من حدّته تجاه حارة حريك، فالنواب الذين كانوا يُؤيّدون ميشال معوّض، وكانوا يرفعون سقف المواجهة مع "الثنائيّ الشيعيّ"، يظهرون في الوقت الراهن أكثر تفهّماً للتسويّة. المصدر: خاص "لبنان 24"
المصدر: لبنان ٢٤
كلمات دلالية: حزب الله فرنجی ة
إقرأ أيضاً:
رئيس جامعة جنوب الوادي يشهد المؤتمر السنوي الثالث لمركز «إبداع مصر الرقمية» بقنا
شهد الدكتور أحمد عكاوي رئيس جامعة جنوب الوادي، المؤتمر السنوي الثالث لمركز "إبداع مصر الرقمية" بقنا Creativa - ITIDA والذى نظمته شركة دندرة الإبداع مشغل برامج مركز الإبداع التكنولوجي وريادة الأعمال بكريتيفا قنا بجامعة جنوب الوادي، جاء ذلك بحضور اللواء أيمن السعيد سكرتير عام مساعد محافظ قنا وأحمد عجمى مدير مشروع مركز الإبداع التكنولوجى وريادة الأعمال والمهندسة إيمان نصر مدير برنامج Creativa-ITIDA ومحمد هانى مديرى مشروع كريتيفا وأحمد صلاح مدير فرع كريتيفا قنا وممثلي مركز دندرة الثقافي الشريك المجتمعي لشركة دندرة الإبداع والشخصيات والجهات المؤثرة في البيئة الداعمة للإبداع التكنولوجي وريادة الأعمال من وزارة الاتصالات وجامعة جنوب الوادي ولفيف من رجال ال‘مال من بينهم المهندس أحمد بري ومدثر القاضي.
أكد رئيس الجامعة أن حرصه على المشاركة فى هذا المؤتمر باستمرار لأنه فى كل عام يجد انجاز عظيم يستحق التقدير والامتنان مشيداً بالجهد المبذول من المركز وأضاف أن ما يقوم به المركز هو ما يبحث عنه العالم الآن وهو المجال المعرفى سواء كان اقتصاديا أو اجتماعيا او عسكريا او سلوكيا، وقال رئيس الجامعة أن ما لفت نظره فى ما قدم من تجارب هو أنها غير تقليدية وقدم شكره للقائمين على المركز لإتاحة الفرصة لطلاب وخريجى جامعة جنوب الوادى مؤكداً ان المركز يعد منارة داخل جامعة جنوب الوادى.
وأضاف رئيس الجامعة، أن جامعة جنوب الوادي لن تدّخر جهداً لدعم المبدعين، إذ أنها ترعى الابتكار وتشجع عليه، وتعمل على اكتشاف المواهب في مختلف المجالات وتنميتها وتوجيهها عبر الكثير من البرامج التي تطرحها الجامعة.
بدأت فعاليات المؤتمر بعرض لأهم أعمال ومخرجات "كريتيفا" وشركائها خلال العام، إضافة إلى استعراض نماذج ناجحة من برامج مركز إبداع مصر الرقمية بمحافظتي قنا والوادي الجديد.كما تضمن المؤتمر كلمة لمركز دندرة الثقافي، الشريك المجتمعي لشركة دندرة الإبداع.
تم خلال المؤتمر استعراض الخدمات التي يقدمها مركز كريتيفا، والتي تشمل تنظيم معسكرات وورش عمل متخصصة في الابتكار وريادة الأعمال، وخدمات الاحتضان ومسرعات الأعمال، وورش عمل في مجال الإبداع التكنولوجي، فضلًا عن خدمات التطوير الوظيفي والإعداد المهني، بهدف بناء قدرات رواد الأعمال
وعلى هامش المؤتمر، تم تكريم عدد من الشخصيات تقديرًا لدورهم البارز، وهم الدكتور أحمد عكاوي، رئيس جامعة جنوب الوادي، وأحمد عجمي، مدير مشروع مركز الإبداع التكنولوجي وريادة الأعمال، والمهندس أحمد صلاح، مدير فرع مركز كريتيفا بقنا.
يذكر أن مؤتمر كريتيفا السنوي حدث بارز يعكس التزام مؤسسات المجتمع بتنمية الإبداع وريادة الأعمال، ويؤكد على دور الشراكات المجتمعية في دعم التنمية المحلية والابتكار.