أطلق "حزب الله" امس، قذائف صاروخية وصواريخ بإتجاه بعض المواقع الاسرائيلية موجهاً رسالة واضحة الى اسرائيل وهي التي عبر عنها رئيس المجلس التنفيذي في الحزب هاشم صفي الدين. لكن اللافت في كلام صفي الدين انه اعتبر الرسالة موجهة الى الولايات المتحدة الاميركية واسرائيل معاً، وحددها بضرورة عدم التمادي في غزة، لان الامر قد يشعل المنطقة بشكل كامل وينقل المواجهة الى مرحلة جديدة.



من الواضح أن "حزب الله" قرر القيام بخطوة ميدانية سريعة بالتزامن مع المعارك في غزة لايصال عدة رسائل، أولها الى الفصائل الفلسطينية التي يتحالف معها للقول انه جاهز لدعمها في اللحظة المناسبة، والثانية لاسرائيل لردعها ومنعها من الذهاب نحو النهاية في ردها على القطاع، والثالثة وهي الأهم الى الاميركيين، وهذا ما يحرص الحزب على تظهيره من خلال اعلامه وتصريحات مسؤوليه الكبار.

حاولت واشنطن قبل يومين وضع خطوط حمراء تمنع حلفاء حماس من التدخل في المعركة في ايحاء لامكان حصول تدخل اميركي مباشر، في حال قررت جبهات اخرى الدخول على خط المواجهة المباشرة مع تل ابيب، ومن هنا يمكن قراءة هجوم "حزب الله" الصاروخي في مزارع شبعا، اذ اراد الحزب حسم إمكانية دخوله المعركة حتى لو أدت الى حرب إقليمية كبرى تشارك فيها اكثر من دولة وعدة فصائل مسلحة.

رمزية "حزب الله" الذي يتحدث عادة بإسم المحور بكامله، جعلت من قصفه للمواقع الاسرائيلية حدثاً فوق العادة، الأمر الذي استتبع بقرار اميركي بتحريك حاملة طائرات واسلحة اخرى لدعم اسرائيل معنويا، وهذا يعني أن واشنطن ارادت إرسال اشارة تضع حداً لزيادة التصعيد في الجبهات الاخرى المحيطة بإسرائيل، ما سيفتح المجال أمام كباش متعدد الأدوات بين حلفاء تل ابيب وحلفاء حماس.

لذلك فإن استمرار المواجهات في الداخل الفلسطيني سيعني حكما حصول تطورات مماثلة للتطور الامني والعسكري الذي حصل اليوم في مزارع شبعا، اذ ان الحزب سيحرص على إبقاء الجبهة الجنوبية متحركة لاستنزاف قدرات الجيش الاسرائيلي او إشغاله على أقل تقدير من دون الإنزلاق الى معركة كبرى معه في المرحلة الحالية، بإنتظار فهم الموقف الاميركي وسقف قدرة واشنطن على تحمل إنفلات السيطرة الاسرائيلية.. 

في المقابل سيستمر الدعم الاميركي العسكري والسياسي المباشر لاسرائيل، وهذا ما بدأ امس عبر نقل مساعدات عسكرية اميركية، والاهم هو الغطاء السياسي واعطاء تل ابيب حرية التحرك في قطاع  غزة، لذلك يعتبر البعض ان المعركة الحقيقية لم تبدأ بعد، وهي تنتظر الكثير من التطورات الميدانية التي قد تشتعل بعدها حرب كبرى  او نذهب بثبات بإتجاه تسوية شاملة وطويلة الأمد.  المصدر: خاص "لبنان 24"

المصدر: لبنان ٢٤

كلمات دلالية: حزب الله

إقرأ أيضاً:

آخر مفاجأة عن اختراق حزب الله.. هكذا تمّ كشف القادة!

كشفت صحيفة "فايننشال تايمز" أن عمق وجودة المعلومات الاستخباراتية ساعد إسرائيل في توجيه ضربات قاسية لحزب الله.

وأشارت إلى أن تدخل حزب الله في الحرب التي دارت في سوريا كشف الكثير من أوراقه، والذي مكن إسرائيل من اغتيال الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله.

خلال حربها مع حزب الله، عام 2006، حاولت تل أبيب قتل نصر الله 3 مرات، وأخطأت إحدى الغارات الجوية هدفها، بسبب أنه غادر الموقع قبل الضربة بقليل، أما المحاولتان الأخريان، فقد فشلتا في اختراق التحصينات الخرسانية لمخبئه تحت الأرض.

ومنذ ذلك الحين، وسعت الاستخبارات الإسرائيلية نطاق المراقبة، وقامت الوحدة المتقدمة 8200 ومديرية الاستخبارات العسكرية أمان، بتحليل كميات هائلة من البيانات، تضمنت مجمل أنشطة الجناح العسكري والقادة البارزين وارتباطاتهم المتزايدة مع الحرس الثوري الإيراني.

سوريا مثلت الجبهة الأبرز، التي أخرجت عناصر الحزب من دهاليز القتال، وصاروا مكشوفين، حيث إن مشاركتهم في الحرب السورية، منذ 2011، سهلت رصد تحركاتهم، بسبب استخدامهم أنظمة اتصال تقليدية قابلة للرصد مثل أجهزة الهواتف الذكية واللاسلكي.

كذلك، اضطر الحزب للبقاء على اتصال ومشاركة المعلومات، مع أجهزة الاستخبارات السورية والروسية، التي كان، يرصدها الأميركيون بانتظام.

الحرب في سوريا، مثلت حصان طروادة، الذي حمل داخله، كنزا ضخما من المعلومات والخوارزميات، لوكالات الاستخبارات الإسرائيلية، ومن ثم قامت بتحليلها ودراستها، ومنها بيانات نعي القتلى التي استخدمها الحزب بانتظام، التي احتوت على معلومات صغيرة ولكنها قيمة، مثل المدينة التي ينتمي إليها المقاتل، ومكان مقتله، ودائرة أصدقائه الذين نشروا الخبر على وسائل التواصل الاجتماعي، حتى الجنازات كانت أكثر إفشاء للمعلومات، حيث كانت أحيانًا تُخرج القادة الكبار من الظل، ولو لفترة وجيزة.

وحرص الإسرائيليون على تدارك أخطائهم، من أجل اقتناص لحظة فارقة، وتتبعوا نصر الله في مخبأ بُني في أعماق مجمع سكني في جنوب بيروت، وأمطروه بما يعادل 80 قنبلة فتاكة، دمرت ما لا يقل عن 4 مبانٍ سكنية بهدف قتله. (سكاي نيوز عربية)

مقالات مشابهة

  • من فلسطين إلى لبنان: ملحمة الدم والمقاومة مستمرة
  • مقتل وإصابة العشرات من القوات الاسرائيلية في كمين لحزب الله شمال فلسطين
  • ايران تستعيد المبادرة.. هل تفرمل واشنطن الاندفاعة الاسرائيلية؟
  • إلهام شاهين في افتتاح مهرجان المونودراما: «الوطن العربي لن يهدأ إلا بقيام دولة فلسطين»
  • يوميات على هامش الحرب
  • بعد اغتيال نصرالله... كيف سيكون وضع حزب الله عند انتهاء الحرب؟
  • آخر مفاجأة عن اختراق حزب الله.. هكذا تمّ كشف القادة!
  • ما الذي قاله نائب حزب الله أمين قاسم في أول خطاب بعد اغتيال نصر الله؟
  • محاكمة كبرى لليمين المتطرف في فرنسا: اتهامات باختلاس ملايين اليوروهات
  • البابا فرنسيس: الغارات الاسرائيلية على لبنان “تتجاوز الاخلاق”