تواصلت الاشتباكات بين قوات الاحتلال الإسرائيلي، ومقاومين فلسطينيين بمواقع داخل مستوطنات غلاف غزة، وذلك مع دخول اليوم الثالث من عملية "طوفان الأقصى"، التي أطلقتها كتائب عز الدين القسام -الجناح العسكري لحركة المقاومة الإسلامية (حماس)، ضد الاحتلال الإسرائيلي، مع استمرار القصف المتبادل بين الجانبين.

وقال الجيش الإسرائيلي، إن المواجهات مع مقاتلي حركة "حماس"، لا تزال مستمرة في 7 إلى 8 نقاط خارج قطاع غزة، بعد 48 ساعة من أكبر هجوم تتعرض له إسرائيل منذ عقود، وذلك وسط تقارير عن استدعاء مئات الآلاف من جنود الاحتياط.

وأضاف اللفتنانت كولونيل ريتشارد هيخت، في مؤتمر صحفي، الاثنين، أن "الأمر يستغرق وقتاً أطول مما توقعنا لإعادة الأمور فيما يتعلق بالوضع الدفاعي والأمني".

في السياق، نقلت صحيفة "تايمز أوف إسرائيل"، عن ناطق باسم الجيش الإسرائيلي قوله، إنه يجري استدعاء مئات الآلاف من جنود الاحتياط، في ظل اشتباكات متواصلة.

وقال الناطق باسم الجيش دانيال هاجاري، إن "الاشتباكات مع الفلسطينيين مستمرة في 6 مواقع بجنوب إسرائيل قرب الحدود مع قطاع غزة".

اقرأ أيضاً

طوفان الأقصى.. حماس تحقق نصرا استخباريا مذهلا على مخابرات إقليمية ودولية

وأضاف أن نحو "70 مقاتلاً تسللوا أثناء الليل إلى مستوطنة بئيري"، مؤكداً أن معظمهم قتلوا في اشتباكات مع الجيش الإسرائيلي، لكن بقيتهم "ما زالوا يختبئون في منازل بالمستوطنة"، حسب الصحيفة.

وقدر أن يكون "425 مسلحا فلسطينيا قتلوا على يد الجيش الإسرائيلي حتى الآن في قطاع غزة، ومئات آخرين في الأراضي الإسرائيلية".

فيما اعترف الناطق باسم الجيش الإسرائيلي جوناثان كونريكوس، أن قوات بلاده "لا تسيطر بشكل كامل على أراضيها" على طول الحدود مع قطاع غزة.

وقال: "ما زلنا نطارد المسلحين داخل الأراضي الإسرائيلية. وتتنقل قواتنا من منزل إلى منزل، بحثاً عن آخر مقاتلي حماس داخل إسرائيل، وفي كثير من الحالات، نتعامل معهم".

وأضاف: "لا تزال هناك مناطق حدودية غير مؤمنة، لكن تمت حراستها مؤقتاً. هدف الجيش الإسرائيلي الآن هو نزع قدرات حماس العسكرية وقدرتها على إلحاق الأذى بالمدنيين الإسرائيليين، وكذلك تحقيق الوضع الذي لم تعد فيه حماس قادرة على حكم قطاع غزة".

اقرأ أيضاً

طوفان الأقصى.. هل شاركت إيران في التخطيط مع حماس؟ مصادر تجيب

في الوقت نفسه، كشفت قناة "كان" العبرية (رسمية)، أنه خلال اليومين الماضييت، شارك ما بين 800 إلى 1000 عنصر من عناصر ما تسمى وحدة "النخبة" بحركة "حماس"، في التسلل إلى غلاف غزة، تحت غطاء الصواريخ.

وأوضحت القناة أن عناصر "حماس" وصلوا إلى 20 مستوطنة و11 معسكرًا للجيش الإسرائيلي، لافتة إلى أن التقديرات تشير إلى أن "حماس" خططت للعملية منذ نحو عام.

من جهتها، أشارت القناة العبرية الـ"12" بالتلفزيون الإسرائيلي، إلى أن هناك اشتباهًا في وجود نفق يؤدي إلى أحد "الكيبوتسات" (التجمعات الاستيطانية) في غلاف غزة.

ولفتت إلى أن احتمالات أن يكون ذلك النفق عاملًا مساعدًا لعناصر فلسطينية في الدخول إلى المستوطنات والعودة، كبير، وهو ما ساعد في طول فترة السيطرة على تلك المناطق.

وأكدت أن هناك تقارير حتى الآن عن احتجاز رهائن في "سديروت".

اقرأ أيضاً

وزيرة الاستخبارات الإسرائيلية: بدأنا حربا في غزة ستفقد حماس قوتها

يأتي ذلك بينما واصلت إسرائيل شن غارات على مناطق مختلفة في قطاع غزة.

ووفق شهود عيان، فإن طائرات الاحتلال تواصل قصف عدة أهداف داخل بلدة بيت حانون شمالي قطاع غزة.

وقال الشهود إن شهداء وجرحى سقطوا نتيجة قصف إسرائيلي استهدف منازل ومناطق مدنيين في القطاع، وبثت صور على مواقع التواصل الاجتماعي تظهر لحظة إسعاف المصابين وانتشال الجثث.

وقال الناطق باسم الجيش الإسرائيلي إن الجيش يشن غارات واسعة النطاق على قطاع غزة ويوجه ضربات قاتلة لقدرات حركة حماس وفق تعبيره.

وأضاف المتحدث أن الجيش استهدف مبنى يقيم فيه نشطاء من حركة حماس وعدة مقرات عملياتية للحركة.

وقال ناطق باسم الجيش الإسرائيلي، إن طائرات سلاح الجو، أسقطت منذ بداية الحرب أكثر من ألف طن من القنابل على غزة.

اقرأ أيضاً

طوفان الأقصى.. متحدث جيش الاحتلال: هذا أسوأ يوم في تاريخ إسرائيل

وزعم جيش الاحتلال أن طائراته قصفت الليلة أكثر من 500 هدف استراتيجي في قطاع غزة، في حين فندت المصادر الفلسطينية هذه المزاعم، مؤكدة أن الاحتلال يستهدف المنازل والمساجد والمنشآت المدنية.

من جانبها، أعلنت وزارة الصحة الفلسطينية ارتفاع عدد الشهداء إلى 436 شخصا بينهم 78 طفلا، وإصابة نحو 2300، بينهم أكثر من 120 طفلا، جراء الغارات الإسرائيلية.

وعلى صعيد العمليات الفلسطينية، أقرت قوات الاحتلال بإصابة إسرائيلي بجراح متوسطة في سقوط صاروخ على مبنى في عسقلان.

كما ذكرت صحيفة "معاريف"، أن قائد قاعدة تساليم الجوية أصيب بجراح في اشتباك مع مسلحين في سديروت.

ودوت الليلة الماضية صفارات الإنذار في عسقلان، فيما أعلنت كتائب القسام توجيه ضربة كبيرة بـ 100 صاروخ علهيا ردًّا على قصف منازل الآمنين.

فيما دكّت الصواريخ مطار بن غريون وعسقلان برشقات صاروخية كبيرة.

اقرأ أيضاً

"طوفان الأقصى" يقفز بأسعار النفط نحو 5% ومخاوف بشأن الإمدادات

وفجر الاثنين، قالت القناة الـ12 العبرية، إن حصيلة المصابين الإسرائيليين ارتفعت إلى 2315 بينهم 365 في حالة خطيرة إلى حرجة.

وكشفت صحيفة "يديعوت أحرونوت" العبرية، عن أن التقديرات تشير إلى وصول عدد القتلى الإسرائيليين إلى ألف، والأسرى إلى أكثر من 150.

وأطلقت كتائب القسام وفصائل فلسطينية أخرى في قطاع غزة، فجر السبت، عملية "طوفان الأقصى"، ردا على اعتداءات القوات والمستوطنين الإسرائيليين المتواصلة بحق الشعب الفلسطيني وممتلكاته ومقدساته، ولاسيما المسجد الأقصى في القدس الشرقية المحتلة.

وشهدت الساعات الأولى من المعركة، عمليات نوعية للفلسطينيين، حيث اقتحموا عددا من مستوطنات الغلاف واشتبكوا بحرب شوارع مع القوات الإسرائيلية، فقتلوا وجرحوا عددا منهم، وأسروا عددا من الإسرائيليين، ونقلوهم إلى قطاع غزة.

في المقابل، أطلق الجيش الإسرائيلي عملية "السيوف الحديدية"، وشرعت طائراته في شن غارات في مناطق بغزة قالت إنها أهداف تابعة لحماس.

ووفق أخر إحصائيات، فقد ارتفع حصيلة العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة إلى 436 شهيدا و2271 جريحا، في حين أفادت القناة 12 العبرية بمقتل 700 إسرائيليا وأكثر من ألفي جريح، منذ بدء القتال حتى الآن.

اقرأ أيضاً

الشيخ تميم لعباس: خفض التصعيد في غزة يمثل أولوية لنا

المصدر | الخليج الجديد

المصدر: الخليج الجديد

كلمات دلالية: طوفان الأقصى مستوطنات إسرائيل المقاومة فلسطين غزة باسم الجیش الإسرائیلی طوفان الأقصى فی قطاع غزة اقرأ أیضا أکثر من إلى أن

إقرأ أيضاً:

حماس تنعى حسن نصر الله: كلما مضى قائد خلفه جيلٌ أكثر بأسا

سرايا - نعت حركة المقاومة الإسلامية (حماس) الأمين العام لحزب الله حسن نصر الله الذي قتل في الغارات الإسرائيلية على بيروت.

وأدانت حماس في بيان صحفي، السبت، العدوان الإسرائيلي الهمجي على مبان سكنية في الضاحية الجنوبية لبيروت.

وتاليا نصّ البيان:

بسم الله الرَّحمن الرَّحيم


{مِّنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ فَمِنْهُم مَّن قَضَىٰ نَحْبَهُ وَمِنْهُم مَّن يَنتَظِرُ وَمَا بَدَّلُوا تَبْدِيلًا}.

بيان نعي وتعزية وتضامن مع الإخوة في حزب الله والمقاومة الإسلامية في لبنان باستشهاد سماحة السيّد حسن نصر الله وثلّة من إخوانه القادة الشهداء

تنعى حركة المقاومة الإسلامية (حماس) إلى شعبنا الفلسطيني وأمتنا العربية والاسلامية وأحرار العالم استشهاد سماحة السيّد حسن نصر الله، الأمين العام لحزب الله، الذي ارتقى شهيداً مع ثلة من إخوانه القادة، في معركة طوفان الأقصى وعلى طريق القدس، وإسناد شعبنا الفلسطيني ومقاومته الباسلة في مواجهة العدو الصهيوني.

ونتقدّم بخالص التعازي والمواساة والتضامن إلى الشعب اللبناني الشقيق والإخوة في حزب الله والمقاومة الإسلامية في لبنان.


إننا ندين بأشدّ العبارات هذا العدوان الصهيونيّ الهمجيّ واستهداف مبانيَ سكنية، في حارة حريك بالضاحية الجنوبية لبيروت، ونعدّ ذلك عملاً إرهابياً جباناً، ومجزرة وجريمة نكراء، تُثبت مجدّداً دموية ووحشية هذا الاحتلال، وأنّه كيانٌ مارقٌ مستهترٌ بكلّ القيم والأعراف والمواثيق الدّولية، وبات يهدّد بشكل سافرٍ الأمن والسّلم الدّوليين، في ظل الصمت والعجز والتخاذل الدولي.

وإذ ننعى بكلّ معاني الصَّبر والاحتساب سماحة السيّد حسن نصر الله وإخوانه، فإننا نستذكر بكلّ فخر واعتزاز سيرته ومسيرته الحافلة بالتضحيات في سبيل تحرير القدس والمسجد الأقصى المبارك، والمواقف المشرّفة الدَّاعمة لشعبنا الفلسطيني ومقاومتنا الباسلة وحقوقنا المشروعة، وإصراره على مواصلة جبهة الإسناد البطولية لشعبنا ومقاومتنا في طوفان الأقصى، على الرّغم من عظم التضحيات وجسامة التحدّيات، حتى قضى شهيداً وهو على ذات النهج الدَّاعم والمؤيّد للشعب الفلسطيني ومقاومته الباسلة.

نؤكّد أنَّ الاحتلال الصهيوني يتحمّل المسؤولية الكاملة عن هذه الجريمة البشعة وتداعياتها الخطيرة على أمن واستقرار المنطقة، كما تتحمَّل الإدارة الأمريكية المسؤولية باستمرار دعمها لهذا الاحتلال سياسياً ودبلوماسياً وعسكرياً وأمنياً واستخبارياً، ومواصلة صمتها وتقاعسها عن إدانة وتجريم ووقف هذا الإرهاب الصهيوني المتصاعد ضدّ الشعبين الفلسطيني واللبناني.


إنَّنا في حركة حماس، وأمام هذه الجريمة والمجزرة الصهيونية، لنجدّد تضامننا المطلق ووقوفنا صفاً واحداً مع الإخوة في حزب الله والمقاومة الإسلامية في لبنان، الذين يشاركون شعبنا ومقاومتنا في معركة طوفان الأقصى دفاعاً عن المسجد الأقصى، وعن حقوق شعبنا المشروعة وتطلعاته في الحريّة والاستقلال وتقرير المصير، وهو المسار الذي يجب أن تلتّف حوله كلُّ قوى الأمَّة الحيَّة وجماهيرها والأحرار والأشراف في العالم.

إنَّ هذه الدماء الطاهرة التي سالت على أرض لبنان في معركة إسناد شعبنا ومقاومتنا في ظلال طوفان الأقصى، وهي تمتزج مع دماء قوافل الشهداء في قطاع غزَّة العزَّة وفي ضفة الإباء والصمود والقدس، ستكون لعنة تطارد هذا العدو الصهيوني، وستعبّد بنورها وامتدادها طريق شعبنا ومقاومتنا، الذي لا يعرف الانكسار أو الاستسلام.

لقد أثبت التَّاريخ أنَّ المقاومة ضدَّ العدو الصهيوني، بكافة فصائلها وأماكن وجودها، كلَّما يمضي قادتها شهداء، سيخلفهم على ذات الدَّرب جيلٌ من القادة أكثرَ بأساً، وأشدَّ قوَّة وإصراراً على مواصلة المواجهة مع هذا العدو الصهيوني حتى دحره وزواله عن أرضنا ومنطقتنا.


إننا على ثقة ويقين بأنَّ هذه الجريمة وكل جرائم الاحتلال واغتيالاته، لن تزيد المقاومة في لبنان وفي فلسطين إلاّ إصراراً وتصميماً، ومضياً بكل قوَّة وبسالة وكبرياء، على درب الشهداء، والوفاء لتضحياتهم، والسير على نهجهم وخطاهم، ومواصلة طريق المقاومة والصمود حتى النصر و دحر الاحتلال.

رحم الله سماحة السيّد حسن نصر الله ورفاقه وإخوانه القادة، الذين ارتقوا معه شهداء على درب تحرير القدس والأقصى، في معركة طوفان الأقصى المتواصلة، ونسأل الله تعالى أن يتغمّدهم بواسع رحمته ومغفرته، وأن يلهم عائلاتهم وإخوانهم وذويهم والشعب اللبناني الشقيق، جميل الصبر وحسن العزاء، وإنَّا لله وإنّا إليه راجعون.


حركة المقاومة الإسلامية – حماس

السبت: 25 ربيع الأول 1446هـ
الموافق: 28 أيلول/ سبتمبر 2024م


مقالات مشابهة

  • تطورات اليوم الـ360 من "طوفان الأقصى" والعدوان الإسرائيلي على غزة
  • تطورات اليوم الـ359 من "طوفان الأقصى" والعدوان الإسرائيلي على غزة
  • تحالف الأحزاب المناهضة للعدوان: نصر الله قاد جهادًا مستمرًا ضد العدو الصهيوني
  • حفيد الخميني بعد مقتل حسن نصر الله: هذه الجريمة لن تغتفر
  • حماس تنعى حسن نصر الله: كلما مضى قائد خلفه جيلٌ أكثر بأسا
  • حركة حماس ناعية نصر الله: قضى شهيداً وهو داعم ومؤيد للشعب الفلسطيني
  • حماس تعلن التضامن مع حزب الله بعد رحيل أمينه العام: طوفان الأقصى مستمرة
  • حماس تنعي نصر الله
  • تطورات اليوم الـ358 من طوفان الأقصى والعدوان الإسرائيلي على غزة
  • تطورات اليوم الـ358 من "طوفان الأقصى" والعدوان الإسرائيلي على غزة