يُعد توفيق الحكيم أحد رواد الرواية العربية والكتابة المسرحية في العصر الحديث، حيث وصفه النقاد بأنه "رائد المسرح الذهني"، والذي يحتفي بذكرى ميلاده العالم العربي اليوم كأحد العلامات البارزة في الحياة الفكرية والثقافية.

توفيق الحكيم.. الأب الروحي للمسرح وسلطان الأدب الحائر للرواية المصرية في ذكرى وفاته الـ17.

. نجيب محفوظ أمير الرواية العربية (معلومات)

ولد "الحكيم في 9 أكتوبر1898 ، حيث إلتحق بمدرسة بدمنهور ثم إنتقل إلى البحيرة ثم إلى القاهرة فى المرحلة الثانوية وكان في تلك الفترة يتردد على مسرح جورج أبيض، وشعر بانجذاب إلى الفن المسرحي .

 

من القانون للأدب

وللحكيم مسيرة طويلة .. منها شق سياسي حيث شارك مع أعمامه فى ثورة 1919 وقبض عليه واعتقل بسجن القلعة واستطاع والده نقله إلى المستشفى العسكري إلى أن أفرج عنه ،واستكمل دراسته عام 1920 وحصل على شهادة البكالوريا عام 1921، ثم إلتحق بـ كلية الحقوق بناء على رغبة والده ليتخرج منها عام 1925،ثم عمل محاميا متدربا بمكتب أحد المحامين المشهورين.

 لم يجد المذكور مبغاه في دراسة القانون، فأهتم بـ الأدب المسرحي والقصص،و اطلع على الأدب العالمي وبخاصة اليوناني والفرنسي، ، واكتسب من خلال ذلك ثقافة أدبية وفنية واسعة ، فاتجه إلى الأدب المسرحي والروائي ،وانصرف عن دراسة القانون، فاستدعاه والده إلى مصرعام 1927 ليعمل وكيلا للنائب العام عام1930في المحاكم المختلطة بالإسكندرية .

مناصب أدبية

وتنقل الحكيم بين العديد من الوظائف الحكومية، ففي عام1934 عمل مفتشاً للتحقيقات فى وزارة المعارف ، ثم مديراً لإدارة الموسيقى و المسرح بالوزارة عام 1937، ثم نقل إلى وزارة الشؤون الاجتماعية ليعمل مديرا لمصلحة الإرشاد الاجتماعي واستقال عام1944، وعاد إلى الوظيفة الحكومية مرة أخرى فى عام 1954كمدير لدار الكتب المصرية وفي نفس العام انتخب عضوًا عاملاً بمجمع اللغة العربية وفي عام 1956 عيّن عضوًا متفرغًا في المجلس الأعلى لرعاية الفنون والآداب بدرجة وكيل وزارة وفي عام 1959عيّن كمندوب مصر بمنظمة اليونسكو في باريس.

عاد الحكيم إلى القاهرة في أوائل سنة 1960 إلى موقعه في المجلس الأعلى للفنون والآداب ،ثم مستشارًا بجريدة الأهرام ثم عضوًا بمجلس إدارتها في عام 1971. 

هل كان الحكيم عدو للمرأة

كثيرا ما أشيع أن توفيق الحكيم يبغض المرأة بغضًا كبيرًا، ويتخذ تجاهها موقفا معاديا، حتى سمي بـ"عدو المرأة"، غير أن ما يخفى عن الكثيرين أن النساء قد تركن أثرا كبيرا في حياة الحكيم منذ أن كان طفلا لم يتجاوز عمره عدد أصابع الأيد الواحدة، بل وكانت ظلا ملازما له طوال مراحل حياته.

المسرح الذهني

يُنسب للحكيم العديد من المكاسب بعالم الأدب، فهو الذى أنشأ المسرح الذهني وكانت مسرحية أهل الكهف عام 1933هى بذرة ذلك التيار فوصفه بجمل خالدة "إني اليوم أقيم مسرحي داخل الذهن وأجعل الممثلين أفكارا تتحرك في المطلق من المعاني مرتدية أثواب الرموز لهذا اتسعت الهوة بيني وبين خشبة المسرح ولم أجد قنطرة تنقل مثل هذه الأعمال إلى الناس غيرالمطبعة " تلك كلمات رائد الكتابة المسرحية العربية توفيق الحكيم ولد توفيق إسماعيل الحكيم بالإسكندرية ،لأب مصري من أصل ريفي يعمل في سلك القضاء ، ولأم تركية أرستقراطية" .

نال العديد من الجوائز منها : قلادة الجمهورية عام1957 وجائزة الدولة في الآداب عام 1960 و قلادة النيل عام 1975 والدكتوراه الفخرية من أكاديمية الفنون عام1975 ، و توفي يوم 26يوليو 1987.

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: توفيق الحكيم العالم العربى دمنهور الوظائف الحكومية توفیق الحکیم فی عام

إقرأ أيضاً:

أسماء صديق المطوع لـ24: الأدب الإماراتي يكتسب مكانته عالمياً وفي قلوب القراء

أكدت مؤسسة ورئيسة صالون الملتقى الأدبي أسماء صديق المطوع، بمناسبة مرور 30 عاماً على تاسيسه أنها فخورة بأن الأدب الإماراتي صار يكتسب مكانته، ليس على الساحة العالمية فقط، وإنما في قلوب القرَاء ولدى صالون الملتقى.

وفي شهر القراءة الوطني، صرَحت أسماء المطوع في حوار لـ24: "من التحديات التي لا يمكن التغافل عنها، قلة جمهور الأدب، وهو ما يتفاقم مع تسارع إيقاع الحياة اليومية وكثرة البرامج الثقافية، فعند مشاركتنا في الفعاليات الأدبية، نلاحظ بشكل متكرر غياب الجمهور الكافي الذي يعكس الاهتمام الفعلي بهذا المجال، هذا الغياب يُعد من أكبر التحديات التي نواجهها في تعزيز الحضور الأدبي على الساحة".
وأضافت: "العطاء الكبير الذي يقدمه الشعراء لا يمكن أن يُغفل أو يُهمَل، لذا نحرص على تسليط الضوء عليهم بين الحين والآخر".
وأوضحت: "لدينا مشروعات مبتكرة تتجاوز السياقات التقليدية للرواية سننفذها في شهر نوفمبر (تشرين الثاني) القادم، مثل: "تلوين الرواية"، و"مذاق الرواية"، و"حياكة الرواية"، و"عطر الرواية"، و"صياغة الرواية" وصولًا إلى "أرشيف الرواية" و"تلحين الرواية"، تلك المشاريع التي تفتح آفاقًا جديدة وتمنح للرواية أبعادًا مختلفة، تعكس تنوعها وإمكاناتها الفنية الفائقة.

- أسست صالون الملتقى الأدبي عام 1995، بعد مرور 30 عاماً على هذا الإنجاز، ما سر نجاح واستمرارية الملتقى؟
أولاً، يكمن سر النجاح في مواكبة الحراك الثقافي المستمر والتفاعل مع وسائل التواصل الاجتماعي، فضلاً عن التغيير الدائم في الموضوعات التي تطرأ على الروايات وغيرها، فقد اخترنا، على سبيل المثال، قضية الجوع، وقرأنا رواياتها في وقت كان النقاش يدور فيه حول المشاكل الاقتصادية التي خلفتها الجائحة، ليظل أدبنا متجدداً يعكس نبض الواقع ويواكب هموم المجتمع وقرأنا عن الشخصية الموسوعية لنوائم تنوع وسرعة المعلومة، وناقشنا قضية الشغف عبر عدد من الروايات المتنوعة لأن الشغف والاستمرارية تحدي للكاتب والقارئ على حد سواء.
ثانيًا، التحديات التي واجهناها على مدار 30 عامًا كانت متعددة ومتشعبة، لكن أبرز ما نواجهه اليوم هو تنوع الإبداعات ووفرة الإنتاج الأدبي، ففي ظل هذا الكم الهائل من الأعمال الأدبية التي تُنتج بشكل مستمر، أصبحت عملية انتقاء الأعمال المتميزة والمستحقة للاهتمام أمرًا صعبًا ومعقدًا للغاية، وفي هذا السياق، يتطلب الأمر جهدًا مضاعفًا للتأكد من تميز الأعمال الأدبية واختيار الأفضل منها وسط هذا الزخم الهائل.
أما من التحديات الأخرى التي لا يمكن التغافل عنها، فهي قلة جمهور الأدب، وهو ما يتفاقم مع تسارع إيقاع الحياة اليومية وكثرة البرامج الثقافية، فعند مشاركتنا في الفعاليات الأدبية، نلاحظ بشكل متكرر غياب الجمهور الكافي الذي يعكس الاهتمام الفعلي بهذا المجال، هذا الغياب يُعد من أكبر التحديات التي نواجهها في تعزيز الحضور الأدبي على الساحة.
- أصبح الملتقى أحد أندية اليونسكو للقراءة حول العالم، وناقش حتى الآن ما يزيد عن 2000 رواية وكتاب، اذكري لنا 5 كتب تفرض حضورها على ذاكرتك؟
من الصعب عليَّ اختيار 5 روايات فقط، فذاكرتي مليئة بالعديد من الروايات التي أثارت جدلاً واسعاً. وأنا فخورة بأن الأدب الإماراتي قد بدأ يكتسب مكانته، ليس فقط على الساحة العالمية، بل أيضًا في قلوب القراء ولدى الملتقى، ووصل للقوائم القصيرة في الجوائز فمثلا نحن سنقرأ الشهر القادم لنادية النجار رواية "ملمس الضوء" التي وصلت للقائمة القصيرة للبوكر، ولذا، يصعب عليَّ حصر الأسماء أو الروايات التي تركت أثراً محدداً، فكل واحدة منها تحمل في طياتها خصوصية وإبداعاً يستحق الاحتفاء به.
- أسست جائزة "أسماء صدّيق للرواية الأولى"، واستهدفت جلسات الملتقى أعمالاً روائية عديدة، هل سيحظى الشعر يوماً ببعض اهتمامكم؟  
الشعر عنصر أساسي في حركة الإبداع الثقافي، ومن الضروري أن نغوص في أعماقه عبر قراءته وفهمه، وقد أثبت الشعر مكانته البارزة في اهتماماتنا، حيث استضفنا في الآونة الأخيرة شعراء من جائزة "كنز الجيل" على سبيل المثال، مما يعكس تقديرنا لهذا الفن والابداع الرفيع وبيئة الإمارات تهتم بالشعر جداً، كما أن لنا العديد من الأصدقاء من الشعراء من داخل الإمارات وخارجها، الذين يثرون الساحة الأدبية بأعمالهم الفريدة، ولا شك أن العطاء الكبير الذي يقدمه الشعراء لا يمكن أن يُغفل أو يُهمَل، لذا نحرص على تسليط الضوء عليهم بين الحين والآخر.

- شاركت في تأسيس "أصدقاء الملتقى" حدثينا عن هذه المجموعة؟
نعتبر في الملتقى أن مجموعة "أصدقاء الملتقى" تشكل جزءاً أساسياً من الصالون وامتداداً له، بما يسهم في توسيع قاعدة القراء وتعزيز فكرة تشجيع القراءة، ومن هنا، نحرص على دعوتهم للمشاركة في منتدياتنا التي تتجاوز لقاءاتنا الدورية في الصالون، إذ نولي اهتماماً خاصاً بالانفتاح على الآخر، وقد ساعدنا العالم الافتراضي في تعزيز علاقتنا بمجموعة أصدقائنا، خاصةً خلال فترة الجائحة، حيث نظمنا أكثر من 100 جلسة افتراضية، أسهمت في إثراء تواصلنا مع المجتمع وتعزيز انفتاحنا الثقافي، ومازلنا منذ الجائحة مستمرين في موازنة لقاءاتنا الحضورية مع العالم الافتراضي للحفاظ على "أصدقاء الملتقى"، كما نلتقي بهم في فعالياتنا الكثيرة خارج الصالون مثل "مشاركاتنا في معرض أبوظبي للكتاب" وغيره من النشاطات، وأثناء التعاون مع المؤسسات الثقافية الأخرى.
- قدم الملتقى عدة مبادرات رائدة، مثل المقص الأدبي والكبسولة الأدبية وحياكة الرواية وتلوين الرواية، ماذا تخبئين في جعبتك من أفكار لمبادرات قادمة؟  
في جعبتنا العديد من الأفكار للاحتفاء بمرور 30 عامًا على تأسيس صالون الملتقى الأدبي، ومنها تدشين "بيت الرواية" كمحطة جديدة في مسيرتنا الثقافية، وإصدار كتاب يوثق تاريخ الملتقى، يتضمن شهادات كل من أسهموا في هذه الرحلة على مدار 3 عقود.
 كما أن لدينا مشروعات مبتكرة تتجاوز السياقات التقليدية للرواية سننفذها في شهر نوفمبر القادم، مثل: "تلوين الرواية"، و"مذاق الرواية"، و"حياكة الرواية"، و"عطر الرواية"، و"صياغة الرواية" وصولًا إلى "أرشيف الرواية" و"تلحين الرواية"، تلك المشاريع التي تفتح آفاقًا جديدة وتمنح للرواية أبعادًا مختلفة، تعكس تنوعها وإمكاناتها الفنية الفائقة.

أسماء صديق المطوع في سطور:
إماراتية، حاصلة على بكالوريوس في إدارة الأعمال من جامعة الإمارات (1987)
وماجستير في الإسلام المعاصر من جامعة زايد (2013)
متفرغة للعمل الثقافي والفكري والتطوعي منذ عام 1996.
أسست "صالون الملتقى الأدبي" الذي يهدف إلى الارتقاء بالقدرات المعرفية والفكرية، ويجمع النساء لمناقشة الأعمال الأدبية والفكرية والثقافية.
تشارك في فعاليات معرض أبوظبي الدولي للكتاب منذ عام 2008.
صدر لها المؤلفات التالية: "نون النسوة، مسيرة الملتقى" (2010)، "ساحـل الروايـة الخليجية" (2013)، "غابرييل غارسيا ماركيز والبحث عن حجر الفلاسفة في ماكاندو" (2014)، "الـروائي مؤرخاً، بين سردية التاريخ وسردية المخيلة" (2014)، "فضاء آيتماتوف" (2018)، "تحت ظلال الغاف" (2019).
تم تكريمها من عدة جهات على ما تقدمه من جهود عظيمة في خدمة الثقافة والأدب، ونالت الجوائز التالية: "جائزة مهرجان الجنادرية" للمساهمة في المجال الاجتماعي والأدبي (2010) ، "أوائل الإمارات" لأفضل مبادرة فردية في التشجيع على القراءة (2016).،"جائزة المرأة العربية" من مجلة هاربرز بازار آريبيا (2018).، "شخصية العام الثقافية" من ندوة الثقافة والعلوم في دبي (2020).

مقالات مشابهة

  • الحكيم عن حلبجة: أفضل تكريم لها هو اعتبارها محافظة جديدة
  • الصراع مع توفيق التمساح.. أحمد العوضي يتصدر الترند بعد عرض الحلقة 15 من فهد البطل
  • بول فون هايس .. لماذا فاز بجائزة نوبل في الأدب؟
  • الحكيم: يجب التصدي لكراهية الإسلام
  • الحكيم في اليوم الدولي لمكافحة كراهية الإسلام.. دعوة لتصحيح الصور المغلوطة
  • وزيرة التربية والتعليم: الإمارات نموذج عالمي رائد في رعاية الطفولة
  • أسماء صديق المطوع لـ24: الأدب الإماراتي يكتسب مكانته عالمياً وفي قلوب القراء
  • إليكم السيرة الذاتية للمدير العام لقوى الأمن الداخلي اللواء رائد عبدالله
  • "الشارقة للصحافة" يناقش الثقافة والتراث في الأدب
  • نموذج رائد للمنصات الوطنية.. وزارة التخطيط تُطلق تقرير المتابعة الثاني حول تنفيذ برنامج «نُوَفِّي»