موقع 24:
2025-03-07@00:35:38 GMT

انتصار إيراني على إسرائيل!

تاريخ النشر: 9th, October 2023 GMT

انتصار إيراني على إسرائيل!

أيا تكن نتائج الحرب التي شنتها حماس على إسرائيل في الذكرى الـ50 لحرب أكتوبر (تشرين)، يبقى أن هذه الحرب تثبت قبل كلّ شيء قدرة إيران على إيذاء إسرائيل في العمق، ونجاحها في ذلك. الحرب انتصار إيراني على إسرائيل.

كان بنيامين نتنياهو، بيبي يفكّر في توجيه ضربة إلى إيران تستهدف منشآتها النووية. فبدل توجيه مثل هذه الضربة، تلقى ضربة غير مباشرة منها تجعل مستقبله السياسي على المحك.


تعكس الحرب الدائرة حاليا بين حماس وإسرائيل، وهي حرب مرشّحة للتوسع، التحولات الكبيرة التي شهدها الشرق الأوسط في نصف قرن من جهة وقدرة الجمهوريّة الإسلامية على أخذ زمام المبادرة من جهة أخرى.
في الواقع لا تسيطر طهران على أربع عواصم عربية هي بغداد، ودمشق، وبيروت، وصنعاء فحسب، بل تسيطر أيضا على قطاع غزة. تسيطر حماس”على القطاع منذ منتصف العام 2007. تتحكم إيران، عن طريق حماس بما يزيد على مليوني فلسطيني يعيشون في 365 كيلومتراً مربّعا. بدأت السيطرة الفعليّة لحماس على غزّة مع الانقلاب الذي نفذته على السلطة الوطنية الفلسطينية، وفتح قبل 16 عاما في ما جلس محمود عباس، أبومازن يتفرج. لا يزال "أبومازن" يتفرّج إلى يومنا هذا على صعود حماس وأفول نجم السلطة الوطنية الفلسطينية وأجهزتها بكل ما تمثله.

كان التبرير الإسرائيلي للانسحاب الكامل من غزة في أغسطس (آب) 2005 غياب الفائدة من السيطرة على القطاع، بل كل المطلوب التخلص منه ومن مشاكله ومن كل من هو فيه. تحدث مسؤولون إسرائيليون دائما عن تمنياتهم بأن "يشقّ البحر الأرض ويأخذ معه غزّة بمن فيها".
حدث الانسحاب الإسرائيلي من القطاع في عهد حكومة كان على رأسها أرييل شارون. وقتذاك، قال مدير مكتبه دوف فايسغلاس في حديث نشرته صحيفة “هآرتس” إن هذا الانسحاب سيمكن إسرائيل من الإمساك بطريقة أفضل بالضفّة الغربية.

لم تدر إسرائيل أنه سيأتي من يستثمر في قطاع غزّة وفي حماس وذلك بغض النظر عما يحلّ بالفلسطينيين فيه. عمليا، استطاعت "الجمهوريّة الإسلاميّة" الاستثمار في حماس بطريقة ممتازة. استخدمت حماس في تشكيل تهديد لإسرائيل، عن طريق صواريخ لم تكن تملك فعاليّة كبيرة في البداية. استطاعت لاحقا استخدام حماس في التأثير في الداخل المصري عن طريق دعم الإخوان المسلمين. لعب هؤلاء دورا مهماً في إسقاط نظام حسني مبارك وما لبثوا أن استولوا على السلطة قبل أن يخلعهم الجيش المصري بدعم من القوات المسلّحة ومن العرب الشرفاء في الثلاثين من  يونيو (حزيران) 2013.
تطرح الحرب التي شنتها حماس، التي استطاعت قتل العشرات من الإسرائيليين وأسر عدد كبير من الجنود والمدنيين بعدما تمكنت من التوغل في العمق الإسرائيلي، أسئلة عدة. بين الأسئلة مصير حكومة بنيامين نتانياهو. لا شك أن المؤسسة العسكرية والأمنية تتحمل مسؤولية مباشرة عن الهزيمة التي لحقت بإسرائيل، لكن الأكيد أن ثمة حاجة إلى جهة تدفع الثمن السياسي لما حصل. هنا يأتي "بيبي" وحكومته. هناك كارثة حقيقية حلت بإسرائيل التي سيكون عليها إيجاد حكومة جديدة لا علاقة لها بالحكومة الحالية وما تمثله.

أخذت هذه الحكومة إسرائيل إلى حيث هي الآن. كان الهدف من قيامها إنقاذ رأس بنيامين نتانياهو وليس البحث عن تسوية مع الفلسطينيين الموجودين في الداخل الإسرائيلي وفي الضفة الغربيّة وغزة. عدد هؤلاء بين سبعة وثمانية ملايين. ما الذي ستفعل إسرائيل بشعب كامل محروم من أبسط حقوقه ما زال يقيم على أرض فلسطين؟
سيسهل ما قامت به حماس ارتكاب إسرائيل محرقة في حق الشعب الفلسطيني، محرقة تشبه إلى حد كبير ما تعرض له اليهود أيام هتلر في أربعينات القرن الماضي. لن يحل ذلك أي مشكلة من المشاكل التي تواجه الدولة العبرية التي بات يسيطر عليها يمين متطرف يتبع سياسة لا أفق لها.


فشل هذا اليمين الإسرائيلي بقيادة نتانياهو في معالجة مختلف المشاكل الجدية التي تعاني منها إسرائيل، بما في ذلك الانقسام داخل المجتمع. سمح اليمين الإسرائيلي لإيران بتطويق إسرائيل من كل الجهات. سمح في الواقع لـ"الحرس الثوري" بخلط الأوراق في المنطقة كلها. ليس أمام الجهات العربية التي سعت إلى التعاطي بإيجابية مع إسرائيل سوى التحفظ وتجميد كل المبادرات التي كانت تصبّ في التطبيع.
لا يزال الحدث في بداياته. لا تزال نتائج الحرب، التي كشفت مدى نجاح إيران في استثمارها في حماس، غير معروفة. ليس معروفاً هل تتوسع الحرب إلى الضفة الغربيّة وهل يفتح حزب الله جبهة جنوب لبنان. الأمر الوحيد الأكيد أن لا مستقبل سياسيا لحكومة “بيبي” مهما ارتكب من مجازر في حق الفلسطينيين. لا يمكن الاستخفاف بوجود هذا العدد الكبير من الأسرى الإسرائيليين لدى حماس وما سيترتب على نقل هؤلاء إلى داخل غزّة.
يبقى أنّ الحرب التي شنتها حماس تحت تسمية "طوفان الأقصى" لا تحرج معظم الجهات العربية فقط. ستلي هذه الحرب نتائج خطيرة، على صعيد الشرق الأوسط كله، خصوصا أنها الأولى من نوعها التي تخوضها إيران مع إسرائيل بواسطة فلسطينيين أثبتوا قدرة على استخدام صواريخ متطورة وشنّ هجمات انطلاقا من غزّة.
ما الذي ستفعله الولايات المتحدة التي تدرك الإدارة فيها أن على إسرائيل التخلص من حكومتها الحالية إذا كانت تريد بالفعل الخروج من المأزق الذي وجدت نفسها فيه. في أساس هذا المأزق الإصرار على تجاهل وجود الفلسطينيين كشعب. مثل هذا التجاهل مكن إيران من التوغل في عمق الدولة العبرية ورد الصاع صاعين على كل العمليات التي نفذها الموساد جهاز الاستخبارات الإسرائيلي، في الداخل الإيراني.
مثل هذا التجاهل للشعب الفلسطيني يفرض وجود "عقلاء" في الجانب العربي أيضا يفكرون منذ الآن في كيفية الاستفادة من الحرب التي شنتها حماس، بدل ترك إيران تستفيد من حماس، وتستخدمها كيفما تشاء وحيثما تشاء!

المصدر: موقع 24

كلمات دلالية: غزة وإسرائيل زلزال المغرب انتخابات المجلس الوطني الاتحادي التغير المناخي محاكمة ترامب أحداث السودان سلطان النيادي مانشستر سيتي الحرب الأوكرانية عام الاستدامة حماس على إسرائیل

إقرأ أيضاً:

تقرير: خبراء صواريخ روس توجهوا إلى إيران خلال مواجهة إسرائيل

تشير مراجعة رويترز لسجلات سفر وبيانات توظيف إلى أن عددا من كبار خبراء الصواريخ الروس زاروا إيران خلال العام المنصرم وسط تعزيز طهران تعاونها الدفاعي مع موسكو.

السجلات أظهرت أن جميع الروس لديهم خلفيات عسكرية رفيعة المستوى يشملون خبراء في الدفاع الجوي والصواريخ والمدفعية الرحلات الجوية جاءت وسط ضربات متبادلة بين إسرائيل وإيران

وحسب لتقرير جديد من رويترز، تم حجز السفر لخبراء الأسلحة السبعة من موسكو إلى طهران على متن رحلتين في 24 أبريل و17 سبتمبر من العام الماضي، وفق وثائق تحوي تفاصيل الحجزين الجماعيين بالإضافة إلى بيان الركاب للرحلة الثانية.

وأظهر مرسوم نشرته الحكومة الروسية ووثيقة على موقع وزارة الخارجية الروسية على الإنترنت أن سجلات الحجز تتضمن أرقام جوازات سفر الرجال، حيث يحمل ستة من السبعة الرقم "20" في بداية رقم الجواز.

ويشير ذلك إلى أن جواز السفر يُستخدم في أعمال رسمية للدولة، ويصدر لمسؤولين حكوميين في رحلات عمل خارجية وعسكريين يعملون انطلاقا من الخارج. ولم تتمكن رويترز من تحديد ما كان يفعله السبعة في إيران.

وقال مسؤول كبير في وزارة الدفاع الإيرانية إن خبراء الصواريخ الروس قاموا بزيارات متعددة لمواقع إنتاج الصواريخ الإيرانية العام الماضي، ومنها منشأتان تحت الأرض، وبعض الزيارات جرت في سبتمبر.

ولم يحدد المسؤول الموقع، طالبا عدم الكشف عن هويته لتتسنى له مناقشة المسائل الأمنية.

وقال مسؤول دفاعي غربي، يراقب التعاون الدفاعي الإيراني مع روسيا وطلب عدم الكشف عن هويته أيضا، إن عددا غير محدد من خبراء الصواريخ الروس زاروا قاعدة صواريخ إيرانية، على بعد 15 كيلومترا تقريبا غرب ميناء أمير آباد على الساحل الإيراني على بحر قزوين في سبتمبر.

ولم تتمكن رويترز من تحديد ما إذا كان الزوار الذين أشار إليهم المسؤولون يشملون الروس في الرحلتين.

وأفادت مراجعة لقواعد البيانات الروسية التي تحتوي على معلومات عن وظائف المواطنين أو أماكن عملهم، ومنها الخاصة بسجلات الضرائب والهواتف والسيارات، بأن الروس السبعة الذين حددتهم رويترز لديهم جميعا خلفيات عسكرية رفيعة المستوى، منهم اثنان برتبة كولونيل وآخران برتبة لفتنانت كولونيل.

وأظهرت السجلات أن اثنين من الخبراء في أنظمة صواريخ الدفاع الجوي، وأن ثلاثة متخصصون في المدفعية والصواريخ، بينما يتمتع أحدهم بخلفية في تطوير الأسلحة المتقدمة وعمل آخر في ميدان لاختبار الصواريخ. ولم تتمكن رويترز من تحديد ما إذا كان الجميع لا يزالون يقومون بتلك الأدوار، إذ تراوحت بيانات التوظيف من 2021 إلى 2024.

جاءت رحلاتهم إلى طهران في وقت حرج بالنسبة لإيران، التي وجدت نفسها منجرة إلى معركة انتقامية مع عدوها اللدود إسرائيل، تبادل فيها الجانبان شن ضربات عسكرية في أبريل وأكتوبر.

واتصلت رويترز بجميع الرجال عبر الهاتف. ونفى 5 منهم أنهم ذهبوا إلى إيران أو أنهم عملوا لصالح الجيش أو كلا الأمرين، بينما رفض أحدهم التعليق وأغلق آخر الهاتف.

ورفضت وزارتا الدفاع والخارجية الإيرانيتان التعليق على ذلك، وأيضا مكتب العلاقات العامة في الحرس الثوري، وهو قوة النخبة التي تشرف على برنامج الصواريخ الباليستية الإيراني. ولم ترد وزارة الدفاع الروسية على طلب التعليق.

وقد أثر التعاون بين البلدين بالفعل على حرب روسيا على أوكرانيا، مع نشر أعداد كبيرة من طائرات شاهد المسيرة الإيرانية في ساحة المعركة. ووقعت موسكو وطهران اتفاقية عسكرية مدتها 20 عاما في العاصمة الروسية في يناير.

مقالات مشابهة

  • عودة إلى المربع الأول.. إسرائيل تحاصر غزة.. وتنتظر استسلامها
  • وزير الدفاع الإسرائيلي يؤكد على ضرورة مواصلة تحقيق النصر ومنع إيران من امتلاك سلاح نووي
  • رئيس أركان الاحتلال الإسرائيلي الجديد يتسلم مهامه.. ويهدد حماس
  • انتصار المقاومة في السابع من أكتوبر: العدو يُقِرُّ بالفشل
  • الحسيني يكشف عن الدولة التي اغتالت حسن نصر الله| ويؤكد: ليست إسرائيل
  • حماس: نرحب بخطة إعادة إعمار غزة التي اعتمدتها القمة العربية
  • إيران: لن نقبل تجربة الإهانة التي تعرض لها زيلينسكي
  • الإعلام العبري يكشف عن أساليب تجنيد إيران للجواسيس في إسرائيل
  • تقرير: خبراء صواريخ روس زاروا إيران وسط الاشتباكات مع إسرائيل
  • تقرير: خبراء صواريخ روس توجهوا إلى إيران خلال مواجهة إسرائيل