موقع 24:
2025-02-03@09:09:58 GMT

انتصار إيراني على إسرائيل!

تاريخ النشر: 9th, October 2023 GMT

انتصار إيراني على إسرائيل!

أيا تكن نتائج الحرب التي شنتها حماس على إسرائيل في الذكرى الـ50 لحرب أكتوبر (تشرين)، يبقى أن هذه الحرب تثبت قبل كلّ شيء قدرة إيران على إيذاء إسرائيل في العمق، ونجاحها في ذلك. الحرب انتصار إيراني على إسرائيل.

كان بنيامين نتنياهو، بيبي يفكّر في توجيه ضربة إلى إيران تستهدف منشآتها النووية. فبدل توجيه مثل هذه الضربة، تلقى ضربة غير مباشرة منها تجعل مستقبله السياسي على المحك.


تعكس الحرب الدائرة حاليا بين حماس وإسرائيل، وهي حرب مرشّحة للتوسع، التحولات الكبيرة التي شهدها الشرق الأوسط في نصف قرن من جهة وقدرة الجمهوريّة الإسلامية على أخذ زمام المبادرة من جهة أخرى.
في الواقع لا تسيطر طهران على أربع عواصم عربية هي بغداد، ودمشق، وبيروت، وصنعاء فحسب، بل تسيطر أيضا على قطاع غزة. تسيطر حماس”على القطاع منذ منتصف العام 2007. تتحكم إيران، عن طريق حماس بما يزيد على مليوني فلسطيني يعيشون في 365 كيلومتراً مربّعا. بدأت السيطرة الفعليّة لحماس على غزّة مع الانقلاب الذي نفذته على السلطة الوطنية الفلسطينية، وفتح قبل 16 عاما في ما جلس محمود عباس، أبومازن يتفرج. لا يزال "أبومازن" يتفرّج إلى يومنا هذا على صعود حماس وأفول نجم السلطة الوطنية الفلسطينية وأجهزتها بكل ما تمثله.

كان التبرير الإسرائيلي للانسحاب الكامل من غزة في أغسطس (آب) 2005 غياب الفائدة من السيطرة على القطاع، بل كل المطلوب التخلص منه ومن مشاكله ومن كل من هو فيه. تحدث مسؤولون إسرائيليون دائما عن تمنياتهم بأن "يشقّ البحر الأرض ويأخذ معه غزّة بمن فيها".
حدث الانسحاب الإسرائيلي من القطاع في عهد حكومة كان على رأسها أرييل شارون. وقتذاك، قال مدير مكتبه دوف فايسغلاس في حديث نشرته صحيفة “هآرتس” إن هذا الانسحاب سيمكن إسرائيل من الإمساك بطريقة أفضل بالضفّة الغربية.

لم تدر إسرائيل أنه سيأتي من يستثمر في قطاع غزّة وفي حماس وذلك بغض النظر عما يحلّ بالفلسطينيين فيه. عمليا، استطاعت "الجمهوريّة الإسلاميّة" الاستثمار في حماس بطريقة ممتازة. استخدمت حماس في تشكيل تهديد لإسرائيل، عن طريق صواريخ لم تكن تملك فعاليّة كبيرة في البداية. استطاعت لاحقا استخدام حماس في التأثير في الداخل المصري عن طريق دعم الإخوان المسلمين. لعب هؤلاء دورا مهماً في إسقاط نظام حسني مبارك وما لبثوا أن استولوا على السلطة قبل أن يخلعهم الجيش المصري بدعم من القوات المسلّحة ومن العرب الشرفاء في الثلاثين من  يونيو (حزيران) 2013.
تطرح الحرب التي شنتها حماس، التي استطاعت قتل العشرات من الإسرائيليين وأسر عدد كبير من الجنود والمدنيين بعدما تمكنت من التوغل في العمق الإسرائيلي، أسئلة عدة. بين الأسئلة مصير حكومة بنيامين نتانياهو. لا شك أن المؤسسة العسكرية والأمنية تتحمل مسؤولية مباشرة عن الهزيمة التي لحقت بإسرائيل، لكن الأكيد أن ثمة حاجة إلى جهة تدفع الثمن السياسي لما حصل. هنا يأتي "بيبي" وحكومته. هناك كارثة حقيقية حلت بإسرائيل التي سيكون عليها إيجاد حكومة جديدة لا علاقة لها بالحكومة الحالية وما تمثله.

أخذت هذه الحكومة إسرائيل إلى حيث هي الآن. كان الهدف من قيامها إنقاذ رأس بنيامين نتانياهو وليس البحث عن تسوية مع الفلسطينيين الموجودين في الداخل الإسرائيلي وفي الضفة الغربيّة وغزة. عدد هؤلاء بين سبعة وثمانية ملايين. ما الذي ستفعل إسرائيل بشعب كامل محروم من أبسط حقوقه ما زال يقيم على أرض فلسطين؟
سيسهل ما قامت به حماس ارتكاب إسرائيل محرقة في حق الشعب الفلسطيني، محرقة تشبه إلى حد كبير ما تعرض له اليهود أيام هتلر في أربعينات القرن الماضي. لن يحل ذلك أي مشكلة من المشاكل التي تواجه الدولة العبرية التي بات يسيطر عليها يمين متطرف يتبع سياسة لا أفق لها.


فشل هذا اليمين الإسرائيلي بقيادة نتانياهو في معالجة مختلف المشاكل الجدية التي تعاني منها إسرائيل، بما في ذلك الانقسام داخل المجتمع. سمح اليمين الإسرائيلي لإيران بتطويق إسرائيل من كل الجهات. سمح في الواقع لـ"الحرس الثوري" بخلط الأوراق في المنطقة كلها. ليس أمام الجهات العربية التي سعت إلى التعاطي بإيجابية مع إسرائيل سوى التحفظ وتجميد كل المبادرات التي كانت تصبّ في التطبيع.
لا يزال الحدث في بداياته. لا تزال نتائج الحرب، التي كشفت مدى نجاح إيران في استثمارها في حماس، غير معروفة. ليس معروفاً هل تتوسع الحرب إلى الضفة الغربيّة وهل يفتح حزب الله جبهة جنوب لبنان. الأمر الوحيد الأكيد أن لا مستقبل سياسيا لحكومة “بيبي” مهما ارتكب من مجازر في حق الفلسطينيين. لا يمكن الاستخفاف بوجود هذا العدد الكبير من الأسرى الإسرائيليين لدى حماس وما سيترتب على نقل هؤلاء إلى داخل غزّة.
يبقى أنّ الحرب التي شنتها حماس تحت تسمية "طوفان الأقصى" لا تحرج معظم الجهات العربية فقط. ستلي هذه الحرب نتائج خطيرة، على صعيد الشرق الأوسط كله، خصوصا أنها الأولى من نوعها التي تخوضها إيران مع إسرائيل بواسطة فلسطينيين أثبتوا قدرة على استخدام صواريخ متطورة وشنّ هجمات انطلاقا من غزّة.
ما الذي ستفعله الولايات المتحدة التي تدرك الإدارة فيها أن على إسرائيل التخلص من حكومتها الحالية إذا كانت تريد بالفعل الخروج من المأزق الذي وجدت نفسها فيه. في أساس هذا المأزق الإصرار على تجاهل وجود الفلسطينيين كشعب. مثل هذا التجاهل مكن إيران من التوغل في عمق الدولة العبرية ورد الصاع صاعين على كل العمليات التي نفذها الموساد جهاز الاستخبارات الإسرائيلي، في الداخل الإيراني.
مثل هذا التجاهل للشعب الفلسطيني يفرض وجود "عقلاء" في الجانب العربي أيضا يفكرون منذ الآن في كيفية الاستفادة من الحرب التي شنتها حماس، بدل ترك إيران تستفيد من حماس، وتستخدمها كيفما تشاء وحيثما تشاء!

المصدر: موقع 24

كلمات دلالية: غزة وإسرائيل زلزال المغرب انتخابات المجلس الوطني الاتحادي التغير المناخي محاكمة ترامب أحداث السودان سلطان النيادي مانشستر سيتي الحرب الأوكرانية عام الاستدامة حماس على إسرائیل

إقرأ أيضاً:

تعرّف على المنظمة التي تلاحق مجرمي الحرب الإسرائيليين بجميع أنحاء العالم

نشر موقع "موندويس" الأمريكي، تقريرًا، سلّط فيه الضوء على مؤسسة "هند رجب" التي تأسّست عقب استشهاد الطفلة هند رجب في غزة، بقصف للاحتلال الإسرائيلي، مبرزا أنها تسعى لمحاكمة الجنود الإسرائيليين المتّهمين بارتكاب جرائم حرب ضد الفلسطينيين، مستندة إلى أدلة تشمل منشوراتهم على مواقع التواصل الاجتماعي.

وأوضح التقرير الذي ترجمته "عربي21"، أنّ: "الطريقة التي قُتلت بها الطفلة هند رجب مروعة؛ حيث وُجدت بالمقاعد الخلفية من سيارة محطمة، على بعد أمتار من دبابة ميركافا إسرائيلية"، مضيفا: "وُجدت عمتها وعمها مقتولين في المقعدين الأماميين، وأربعة من أبناء عمومتها ينزفون بجانبها".

وتابع: "كانت تتوسل لموظفة فلسطينية على الطرف الآخر من خط هاتف خلوي، وتبكي خوفا، ثم في لمح البصر، تمزقت لأشلاء بوابل طلقات الرشاشات الإسرائيلية"، مردفا: "استشهدت هند رجب قبل سنة، وكانت في السادسة من عمرها، والآن تسعى المؤسسة التي تحمل اسمها إلى تحقيق العدالة".

"ليس فقط من أجل هند، ولكن من أجل عدد لا يحصى من الفلسطينيين الذين قتلتهم إسرائيل في انتهاك للقانون الدولي" بحسب التقرير نفسه.


ملاحقة الجنود كأفراد
أضاف الموقع أن المؤسسة لا تلاحق دولة الاحتلال الإسرائيلي، بل تتبع نهجًا مختلفًا بملاحقة الجنود الإسرائيليين كأفراد. وحدّدت المؤسسة التي تتخذ من بروكسل مقرًا لها، في ملف قدمته إلى المحكمة الجنائية الدولية، في لاهاي، في 8 تشرين الأول/ أكتوبر الماضي، هويّة ألف جندي إسرائيلي تعتقد أنه يجب على المحكمة مقاضاتهم.

وأبرز التقرير: "استنادًا إلى 8000 دليل، بما في ذلك منشورات الجنود أنفسهم على مواقع التواصل الاجتماعي من غزة المدمرة"، مشيرا إلى أنه: "من الممارسات التي تباهى بها المجنّدون والضباط الإسرائيليون على فيسبوك وإنستغرام وسناب شات وتيك توك وتلغرام وغيرها: القصف العشوائي".

"القتل المتعمد للمدنيين، بمن فيهم العاملون بالمجال الطبي والصحفيون والمدنيون الذين يلوحون بالرايات البيضاء؛ والتدمير الوحشي للمنازل والمستشفيات والمدارس والأسواق والمساجد؛ والتجويع القسري والنهب" أبرز التقرير ما كان يتباهى به المجنّدون والضباط الإسرائيليون.

وأوضح محامي المؤسسة هارون رضا، أنّ: "مؤسسة هند رجب تراقب جرائم الحرب الإسرائيلية في غزة منذ كانون الأول/ ديسمبر 2023، بمساعدة شبكة من النشطاء والمحامين حول العالم"، مضيفا أنّ: "المؤسسة لديها شبكة كبيرة جدًا من المحققين في الداخل والخارج".

وتركز المؤسسة، وفق المحامي نفسه، على حسابات مواقع التواصل الاجتماعي للجنود الذين خدموا في غزة منذ بدء الحرب، قبل خمسة عشر شهرًا، ويقول هارون إنّ: "جميع هؤلاء الجنود لديهم حسابات على التواصل الاجتماعي، وكان العديد منهم يضعون صورًا جماعية ويُظهرون أماكنهم وممارساتهم خلال الحرب".

إلى ذلك، تقوم المؤسسة بتوثيق التواريخ والأوقات والمواقع في غزة، ثم تقارنها مع منشورات أخرى للجنود، سواء مقاطع الفيديو أو الصور.


توثيق الجرائم
ذكر الموقع أن القادة العسكريين الإسرائيليين أمروا الجنود بالتوقف عن التباهي بجرائمهم خوفًا من تعرضهم للاعتقال أو الملاحقة القضائية أثناء سفرهم إلى الخارج.

وقال هارون رضا إنّ: "قيادة الجيش لم تطلب من جنودها رسميًا التوقف عن ارتكاب جرائم الحرب، لكنهم طلبوا منهم التوقف عن نشر تلك الممارسات على مواقع التواصل الاجتماعي، وهذا يعني أن القادة يعرفون ما يفعله الجنود ولا يشعرون بالخجل من ذلك، لكنهم لا يريدون أن يتورط الجنود في أي ملاحقات قضائية".

وأضاف رضا أنه: "من المثير للاهتمام أنهم بدأوا يحذفون كل المنشورات، لكنهم لا يعلمون أن الإنترنت له ذاكرة طويلة وأنه كان هناك ما يكفي من الوقت لتوثيق الجرائم"، مؤكدا أن "المؤسسة لديها قاعدة بيانات ضخمة من المعلومات التي تم التحقق منها أكثر من مرة، وتلك البيانات تشكل أدلة لرفع قضايا ضد الجنود المتورطين".

واسترسل: "من بين ألف جندي وردت أسماؤهم في ملف مؤسسة هند رجب للمحكمة الجنائية الدولية، مجموعة من الضباط والقادة، بما في ذلك ثلاثة وثلاثون جنديًا يحملون الجنسية الإسرائيلية وجنسية أخرى، ومنهم أكثر من عشرة جنود من فرنسا والولايات المتحدة، وأربعة من كندا، وثلاثة من المملكة المتحدة، واثنان من هولندا".

إثر ذلك، أرسلت المؤسسة، قائمة بأسماء الجنود الإسرائيليين إلى عشر دول مختلفة يعتبرها الجنود الإسرائيليون وطنهم الأم، أو يتّجهون إليها بعد انتهاء خدمتهم العسكرية، وهي دول تمارس الولاية القضائية العالمية على أخطر الجرائم الدولية.

وأوضح رضا أنّ: "المؤسسة تقوم بالتحقق من المناطق التي يسافر إليها الجنود المتورطون، ومن نمط الرحلات الجوية الأكثر شيوعًا، ثم رفع قضايا بحقهم"؛ موضحا أنه: "تم تقديم شكاوى في النمسا وألمانيا وإسبانيا وإيطاليا والسويد وتايلاند والإكوادور".

واعتبر رضا أنه: "رغم فشل العديد من محاولات الاعتقال بعد أن تم إبلاغ الجنود بأنهم ملاحقون ونجحوا في الفرار، فإن نجاح عملية الاعتقال مسألة وقت فحسب".

وتستهدف المؤسسة أيضًا المتواطئين والمحرضين على جرائم حرب الاحتلال الإسرائيلي على كامل قطاع غزة، ومن بين هؤلاء جمهور فريق "مكابي تل أبيب" لكرة القدم، الذين قاموا بأعمال شغب بأمستردام في الخريف الماضي، وحاخام ينتمي للواء جفعاتي الإسرائيلي، تفاخر بتدمير أحياء كاملة في غزة، وأيّد قصف المدنيين الفلسطينيين.



شعور زائف بالأمان
أضاف رضا بأن "الجنود الإسرائيليين أصبحوا مثل مجرمي الحرب النازيين الذين هربوا إلى باراغواي أو كندا أو أوروبا وكان لديهم شعور زائف بالأمان"، مؤكدا أن "المؤسسة تتعقبهم وتستطيع مقاضاتهم في حال الذهاب إلى أي دولة ذات اختصاص قضائي عالمي أو أي دولة توافق على ملاحقتهم قضائيًا".

ويعتقد هارون أن "المسؤول عن قتل هند رجب سيمثل أمام العدالة، لأن جرائم الحرب أو الجرائم ضد الإنسانية لا تسقط بالتقادم عندما تكون هناك ولاية قضائية عالمية، وهذا يعني أنه حتى لو تم اكتشاف المسؤولين عن الجريمة بعد عشرين سنة، سوف تتمكن المؤسسة من ملاحقتهم".

إلى ذلك، خلص التقرير بأنّ: "القائمون على المؤسسة بأنهم لن يرتاحوا حتى ينالوا من جميع مرتكبي جرائم الحرب في غزة، بمن فيهم المسؤولون عن مقتل هند رجب".

مقالات مشابهة

  • حدث ليلا: الكهرباء تصل غزة لأول مرة منذ 15 شهرا.. وصاروخ إيراني قادر على تهديد إسرائيل.. وتصعيد مفاجئ بين كوريا الشمالية وأمريكا.. ومكان قبر نصرالله.. عاجل
  • ‏حماس تطالب الوسطاء بإلزام إسرائيل بإدخال مواد الإغاثة التي نص عليها اتفاق غزة ووقف الانتهاكات
  • رئيس أركان الجيش الإسرائيلي الجديد.. هذه رؤيته لمواجهة إيران
  • خبير: إسرائيل تتبنى سياسة التصعيد العسكري لمواصلة الحرب على غزة
  • محمد عز العرب: إسرائيل تبنت سياسة التصعيد لمواصلة الحرب على غزة والضفة
  • أستاذ علوم سياسية: إسرائيل مارست كل أنواع الكذب والتضليل في عدوانها على غزة
  • باحث: اتفاق التهدئة ضرورة للطرفين رغم الشكوك في نوايا إسرائيل
  • تعرّف على المنظمة التي تلاحق مجرمي الحرب الإسرائيليين بجميع أنحاء العالم
  • أبرز المساجد والكنائس التي دمرها العدوان الإسرائيلي على غزة
  • وزير المالية الإسرائيلي: نتنياهو وترامب ملتزمان بعزل حماس من حكم غزة