موقع 24:
2024-09-19@21:12:56 GMT

انتصار إيراني على إسرائيل!

تاريخ النشر: 9th, October 2023 GMT

انتصار إيراني على إسرائيل!

أيا تكن نتائج الحرب التي شنتها حماس على إسرائيل في الذكرى الـ50 لحرب أكتوبر (تشرين)، يبقى أن هذه الحرب تثبت قبل كلّ شيء قدرة إيران على إيذاء إسرائيل في العمق، ونجاحها في ذلك. الحرب انتصار إيراني على إسرائيل.

كان بنيامين نتنياهو، بيبي يفكّر في توجيه ضربة إلى إيران تستهدف منشآتها النووية. فبدل توجيه مثل هذه الضربة، تلقى ضربة غير مباشرة منها تجعل مستقبله السياسي على المحك.


تعكس الحرب الدائرة حاليا بين حماس وإسرائيل، وهي حرب مرشّحة للتوسع، التحولات الكبيرة التي شهدها الشرق الأوسط في نصف قرن من جهة وقدرة الجمهوريّة الإسلامية على أخذ زمام المبادرة من جهة أخرى.
في الواقع لا تسيطر طهران على أربع عواصم عربية هي بغداد، ودمشق، وبيروت، وصنعاء فحسب، بل تسيطر أيضا على قطاع غزة. تسيطر حماس”على القطاع منذ منتصف العام 2007. تتحكم إيران، عن طريق حماس بما يزيد على مليوني فلسطيني يعيشون في 365 كيلومتراً مربّعا. بدأت السيطرة الفعليّة لحماس على غزّة مع الانقلاب الذي نفذته على السلطة الوطنية الفلسطينية، وفتح قبل 16 عاما في ما جلس محمود عباس، أبومازن يتفرج. لا يزال "أبومازن" يتفرّج إلى يومنا هذا على صعود حماس وأفول نجم السلطة الوطنية الفلسطينية وأجهزتها بكل ما تمثله.

كان التبرير الإسرائيلي للانسحاب الكامل من غزة في أغسطس (آب) 2005 غياب الفائدة من السيطرة على القطاع، بل كل المطلوب التخلص منه ومن مشاكله ومن كل من هو فيه. تحدث مسؤولون إسرائيليون دائما عن تمنياتهم بأن "يشقّ البحر الأرض ويأخذ معه غزّة بمن فيها".
حدث الانسحاب الإسرائيلي من القطاع في عهد حكومة كان على رأسها أرييل شارون. وقتذاك، قال مدير مكتبه دوف فايسغلاس في حديث نشرته صحيفة “هآرتس” إن هذا الانسحاب سيمكن إسرائيل من الإمساك بطريقة أفضل بالضفّة الغربية.

لم تدر إسرائيل أنه سيأتي من يستثمر في قطاع غزّة وفي حماس وذلك بغض النظر عما يحلّ بالفلسطينيين فيه. عمليا، استطاعت "الجمهوريّة الإسلاميّة" الاستثمار في حماس بطريقة ممتازة. استخدمت حماس في تشكيل تهديد لإسرائيل، عن طريق صواريخ لم تكن تملك فعاليّة كبيرة في البداية. استطاعت لاحقا استخدام حماس في التأثير في الداخل المصري عن طريق دعم الإخوان المسلمين. لعب هؤلاء دورا مهماً في إسقاط نظام حسني مبارك وما لبثوا أن استولوا على السلطة قبل أن يخلعهم الجيش المصري بدعم من القوات المسلّحة ومن العرب الشرفاء في الثلاثين من  يونيو (حزيران) 2013.
تطرح الحرب التي شنتها حماس، التي استطاعت قتل العشرات من الإسرائيليين وأسر عدد كبير من الجنود والمدنيين بعدما تمكنت من التوغل في العمق الإسرائيلي، أسئلة عدة. بين الأسئلة مصير حكومة بنيامين نتانياهو. لا شك أن المؤسسة العسكرية والأمنية تتحمل مسؤولية مباشرة عن الهزيمة التي لحقت بإسرائيل، لكن الأكيد أن ثمة حاجة إلى جهة تدفع الثمن السياسي لما حصل. هنا يأتي "بيبي" وحكومته. هناك كارثة حقيقية حلت بإسرائيل التي سيكون عليها إيجاد حكومة جديدة لا علاقة لها بالحكومة الحالية وما تمثله.

أخذت هذه الحكومة إسرائيل إلى حيث هي الآن. كان الهدف من قيامها إنقاذ رأس بنيامين نتانياهو وليس البحث عن تسوية مع الفلسطينيين الموجودين في الداخل الإسرائيلي وفي الضفة الغربيّة وغزة. عدد هؤلاء بين سبعة وثمانية ملايين. ما الذي ستفعل إسرائيل بشعب كامل محروم من أبسط حقوقه ما زال يقيم على أرض فلسطين؟
سيسهل ما قامت به حماس ارتكاب إسرائيل محرقة في حق الشعب الفلسطيني، محرقة تشبه إلى حد كبير ما تعرض له اليهود أيام هتلر في أربعينات القرن الماضي. لن يحل ذلك أي مشكلة من المشاكل التي تواجه الدولة العبرية التي بات يسيطر عليها يمين متطرف يتبع سياسة لا أفق لها.


فشل هذا اليمين الإسرائيلي بقيادة نتانياهو في معالجة مختلف المشاكل الجدية التي تعاني منها إسرائيل، بما في ذلك الانقسام داخل المجتمع. سمح اليمين الإسرائيلي لإيران بتطويق إسرائيل من كل الجهات. سمح في الواقع لـ"الحرس الثوري" بخلط الأوراق في المنطقة كلها. ليس أمام الجهات العربية التي سعت إلى التعاطي بإيجابية مع إسرائيل سوى التحفظ وتجميد كل المبادرات التي كانت تصبّ في التطبيع.
لا يزال الحدث في بداياته. لا تزال نتائج الحرب، التي كشفت مدى نجاح إيران في استثمارها في حماس، غير معروفة. ليس معروفاً هل تتوسع الحرب إلى الضفة الغربيّة وهل يفتح حزب الله جبهة جنوب لبنان. الأمر الوحيد الأكيد أن لا مستقبل سياسيا لحكومة “بيبي” مهما ارتكب من مجازر في حق الفلسطينيين. لا يمكن الاستخفاف بوجود هذا العدد الكبير من الأسرى الإسرائيليين لدى حماس وما سيترتب على نقل هؤلاء إلى داخل غزّة.
يبقى أنّ الحرب التي شنتها حماس تحت تسمية "طوفان الأقصى" لا تحرج معظم الجهات العربية فقط. ستلي هذه الحرب نتائج خطيرة، على صعيد الشرق الأوسط كله، خصوصا أنها الأولى من نوعها التي تخوضها إيران مع إسرائيل بواسطة فلسطينيين أثبتوا قدرة على استخدام صواريخ متطورة وشنّ هجمات انطلاقا من غزّة.
ما الذي ستفعله الولايات المتحدة التي تدرك الإدارة فيها أن على إسرائيل التخلص من حكومتها الحالية إذا كانت تريد بالفعل الخروج من المأزق الذي وجدت نفسها فيه. في أساس هذا المأزق الإصرار على تجاهل وجود الفلسطينيين كشعب. مثل هذا التجاهل مكن إيران من التوغل في عمق الدولة العبرية ورد الصاع صاعين على كل العمليات التي نفذها الموساد جهاز الاستخبارات الإسرائيلي، في الداخل الإيراني.
مثل هذا التجاهل للشعب الفلسطيني يفرض وجود "عقلاء" في الجانب العربي أيضا يفكرون منذ الآن في كيفية الاستفادة من الحرب التي شنتها حماس، بدل ترك إيران تستفيد من حماس، وتستخدمها كيفما تشاء وحيثما تشاء!

المصدر: موقع 24

كلمات دلالية: غزة وإسرائيل زلزال المغرب انتخابات المجلس الوطني الاتحادي التغير المناخي محاكمة ترامب أحداث السودان سلطان النيادي مانشستر سيتي الحرب الأوكرانية عام الاستدامة حماس على إسرائیل

إقرأ أيضاً:

السنوار يؤكد جاهزية حماس لـ"معركة استنزاف طويلة" مع إسرائيل في غزة

أكد رئيس المكتب السياسي لحماس يحيى السنوار جاهزية الحركة لخوض « معركة استنزاف طويلة » مع إسرائيل في قطاع غزة، بإسناد من حلفائها الإقليميين المدعومين من إيران، وذلك بعد دخول الحرب شهرها الثاني عشر.

وتولى السنوار رئاسة حماس في غشت خلفا لاسماعيل هنية الذي اغتيل في طهران بعملية نسبت لإسرائيل. وأتى موقف زعيم الحركة الذي لم يظهر علنا منذ اندلاع الحرب، في رسالة إلى زعيم المتمردين في اليمن عبد الملك الحوثي، أشاد فيها بإطلاقهم صاروخا بالستيا سقط في وسط إسرائيل الأحد.

وغداة تحذيره المتمردين في اليمن بدفع « ثمن باهظ » لتلك العملية، توعد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو الإثنين بإجراء « تغيير جذري » عند الحدود مع لبنان حيث يتواصل تبادل القصف اليومي مع حزب الله، الحليف لطهران على غرار الحوثيين اليمنيين.

وفي ظل هذه المواقف، تتواصل الحرب الأطول في تاريخ الصراع من دون أفق لحل يوقف القصف والمعارك في قطاع غزة المحاصر والمدمر، وحيث قتل، الإثنين، أكثر  من 20 شخصا جراء قصف إسرائيلي، بحسب ما أفاد مسعفون ومصادر طبية فلسطينية.

وقال السنوار في رسالته التي وزعها الحوثيون وحماس « أبارك لكم نجاحكم بوصول صواريخكم إلى عمق كيان العدو، متجاوزة كل طبقات ومنظومات الدفاع والاعتراض ».

وأضاف أن العملية « النوعية… ترسل للعدو رسالة عنوانها أن خطط الاحتواء والتحييد قد فشلت، وأن تأثير جبهات الإسناد بدأ يأخذ منحى أكثر فعالية وأعظم تأثيرا على طريق حسم المعركة ».

وشدد السنوار الذي كان رئيسا للمكتب السياسي لحماس في غزة عند اندلاع الحرب، على أن « المقاومة بخير ». وتابع « أعددنا أنفسنا لخوض معركة استنزاف طويلة تكسر إرادة العدو السياسية، كما كسر طوفان الأقصى إرادته العسكرية »، في إشارة إلى هجوم السابع من أكتوبر غير المسبوق الذي شنته الحركة على إسرائيل وتسبب باندلاع الحرب.

مقالات مشابهة

  • أول رد من حماس على المقترح الإسرائيلي الذي يتضمّن "إبعاد السنوار"
  • صفقة «الممر الآمن».. إسرائيل تطرح مقترحاً جديداً في غزة
  • إسرائيل بين غطرسة القوة ونتائج الطوفان.. قراءة في كتاب
  • إعلام إيراني: نقل مصابين في تفجير البيجر من لبنان إلى إيران
  • الدويري .. القائد الإسرائيلي السابق لفرقة غزة يعترف بصدق السنوار
  • كيف أقر القائد الإسرائيلي السابق لفرقة غزة بصدق السنوار؟.. الدويري يجيب
  • وسائل الإعلام الألمانية تطالب إسرائيل بالسماح لها بالدخول إلى غزة
  • خالد مشعل: الجيش الإسرائيلي في حالة استنزاف
  • عاجل | القائد السابق لفرقة غزة بالجيش الإسرائيلي: حماس تنتصر في هذه الحرب
  • السنوار يؤكد جاهزية حماس لـ"معركة استنزاف طويلة" مع إسرائيل في غزة