الإفتاء: الاقتراض لتشطيب منزل أو شراء سيارة غير جائز في هذه الحالة
تاريخ النشر: 9th, October 2023 GMT
قال الدكتور محمود شلبي، أمين الفتوى بدار الإفتاء المصرية، أن الحل أن تقوم الجهة صاحبة المال بشراء السيارة وتشطيب المنزل ثم تقسيط التكلفة للشاري وهذا جائز شرعا، أما إذا لم تتدخل الجهة صاحبة المال في عملية الشراء أو التشطيبات، فهذا قرض شخصي لا يجوز اللجوء إليه إلا عند الحاجة الشديدة جدا الملحة، وليس أمامه أي فرصة للحصول على هذا المال، هنا يجوز ولا حرج عليه.
الاقتراض لشراء سيارة غير جائر لهذا السبب
قال الدكتور شوقى علام، مفتى الجمهورية، إن القرض الذي يكون بفائدة هو عين الربا وتصرف محرم، فلا يجوز التعامل بالربا تحت أي مسمى من المسميات إلا إذا كان الإنسان لا يجد حجرة تأويه من الحر والبرد ولا ثوبا يستر به عورته ولا لقمة يسد بها جوعه، ففي هذه الحالات يجوز له، لأن الضرورات تبيح المحظورات والضرورة تقدر بقدرها.
وأضاف "علام"، في إجابته عن سؤال: «أقترض من أختي مالا لشراء سيارة وأرده بزيادة فهل هذا ربا؟»، أن هذه المعاملة على هذا النحو لا تجوز شرعا لأنها من باب القرض الذي جر نفعا (وكل قرض جر نفعا فهو ربا) فهو لا يجوز بإجماع الأمة.
ونصح من يمتلك هذا المبلغ أن يشتري هو السيارة لنفسه أولا ثم يبيعها لأخته بالتقسيط ويستوي في هذه الحالة أن يكون مبلغ التقسيط زائدا أو مساويا أو أكثر أو أقل.
هل يجوز الاقتراض لعمل مشروع
قال الدكتور أحمد ممدوح، أمين لجنة الفتوى ب دار الإفتاء، إن القرض التمويلي الذي يحصل عليه الشخص من البنك بفائدة معينة من أجل إقامة مشروع، يعد من أنواع القروض التي تبيح دار الإفتاء جواز التعامل بها.
وأضاف «ممدوح»، في فيديو بثته دار الإفتاء على “يوتيوب”، ردا على سؤال: "هل يجوز الاقتراض لعمل مشروع؟"، أن عقود التمويل الاستثمارية بين البنوك والهيئات العامة وبين الأفراد والمؤسسات، والتي يتقرر الصرف فيها بناء على دراسات الجدوى للمشاريع والاستثمارات المختلفة، مشيرا إلى أنها في الحقيقة عقود جديدة تحقق مصالح أطرافها، والذي عليه الفتوى أنه يجوز إحداث عقود جديدة من غير المسماة في الفقه الموروث ما دامت خالية من الغرر والضرر، محققة لمصالح أطرافها.
وأردف أمين لجنة الفتوى أن هذا الرأي رجحه بعض العلماء، لافتا إلى عدم تسمية هذا النوع بالقرض؛ لأن ذلك يسبب لبسا مع قاعدة "كل قرض جر نفعا فهو ربا".
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: الاقتراض دار الإفتاء مفتى الجمهورية الربا
إقرأ أيضاً:
أفضل علاج شرعي للوسواس القهري ..دار الإفتاء تكشف عنه
كشفت دار الإفتاء اعن آراء شرعية مهمة تتعلق باضطراب الوسواس القهري، الذي يصيب بعض الأشخاص مسببًا لهم معاناة نفسية وروحية.
وفي حديث موسع عبر بث مباشر، قدّم عدد من أمناء الفتوى توضيحات حول أسباب الوسواس، طرق التعامل معه، وأهمية التوازن بين العلاج الروحي والعلاج الطبي.
العلاج الشرعي للوسواس
أكد الشيخ عويضة عثمان، أمين الفتوى، أن تكرار اسم الله "المقسط" ألف مرة يوميًا يُعتبر من التجارب الروحية التي جُرّبت على يد الصالحين لعلاج وساوس الشيطان. وأشار إلى أن الذكر الدائم والاستعاذة بالله من الشيطان الرجيم هي وسائل فعّالة لتصفية النفس وتجاوز الوساوس.
من جانبه، قال الشيخ محمد وسام إن الوسواس هو ابتلاء قد يصيب الإنسان، وأن القرآن الكريم تناول هذا الموضوع في قوله تعالى: «من شر الوسواس الخناس الذي يوسوس في صدور الناس». وأضاف أن الوسواس يختلف عن حديث النفس، حيث إن الشيطان يلقي بأفكاره ثم ينصرف، ولا سلطان له على الإنسان إلا إذا استسلم له.
التوازن بين الروح والجسد
وفيما يتعلق بضرورة العلاج الطبي، شدد الدكتور أحمد ممدوح، أمين الفتوى، على أهمية اللجوء إلى الطبيب النفسي في حالات الوسواس القهري، مشيرًا إلى أن الاضطراب قد يكون مرتبطًا بخلل كيميائي في الدماغ يتطلب تدخلًا دوائيًا. وأضاف أن الإهمال في علاج هذه الحالات قد يؤدي إلى تطور أعراض خطيرة تهدد صحة المريض النفسية والجسدية.
وأوضح ممدوح أن العلاج الطبي لا يتعارض مع التوجيهات الشرعية، بل يجب أن يسير الاثنان جنبًا إلى جنب. فالتقرب إلى الله بالذكر والدعاء يساعد في تعزيز قوة النفس، فيما يساعد الدواء على استقرار الحالة الكيميائية في المخ.
متى نلجأ للطبيب؟
أشار الخبراء في دار الإفتاء إلى أن الوسواس القهري قد يتطلب علاجًا يمتد من 3 إلى 6 أشهر لتحقيق تحسن ملحوظ، مؤكدين ضرورة الاستمرار في تناول الدواء تحت إشراف طبي وعدم التوقف عنه إلا بتوصية من الطبيب.
أقوى وسيلة لمواجهة الوسواس
أكد الشيخ محمد وسام أن السجود لله عز وجل يُعتبر من أقوى الوسائل الروحية لمواجهة الوسواس.
واستشهد بقول النبي صلى الله عليه وسلم: «أقرب ما يكون العبد من ربه وهو ساجد».
وأوضح أن الشيطان لا يستطيع الاقتراب من الإنسان أثناء سجوده، لأن هذه الحالة تجسد أقصى درجات العبودية والخضوع لله.
نصيحة دار الإفتاء
اختتم أمناء الفتوى رسالتهم بالتأكيد على أن الإيمان القوي والذكر المستمر هما الدرع الحقيقي أمام وساوس الشيطان، مع عدم إهمال الجانب الطبي.
كما دعوا من يعانون من الوسواس القهري إلى طلب المساعدة وعدم الاستسلام لهذا الابتلاء، فهو قابل للعلاج إذا تم التعامل معه بحكمة وصبر.