صحيفة أثير:
2025-01-20@09:03:35 GMT

د.سعيد السيابي يكتب: الدراما كيف توثّق للمقاومة؟

تاريخ النشر: 9th, October 2023 GMT

د.سعيد السيابي يكتب: الدراما كيف توثّق للمقاومة؟

أثير- د. سعيد محمد السيابي، كاتب وأكاديمي في جامعة السلطان قابوس

إن الدراما منذ تشكّلتْ عبر العصور كأحد الأنواع الفنية حملت رسالة الترفيه والتثقيف، وقامت بأدوار كثيرة كقوة ناعمة تخاطب الوجدان الإنساني والروح والنفس السوية التي هي في الأساس في أشد الحاجة لمن يأخذ بها نحو التنفيس والتطهير والمعالجة الموضوعية، وكوسيلة مواجهة مباشرة أو مضمرة ضد القضايا الخلافية فكريا وسياسيا واقتصاديا واجتماعيا.

إن تنبّه الدول المبكّر لقوة الدراما وحضورها الطاغي في الوصول لقلب كل بيت جعلها في مصاف وسائل الاتصال المهمة التي تسخر لها الإمكانات المعنوية والمادية ويدفع بها في مواجهة أحداث الحاضر والمستقبل وقضايا الماضي الخلافية التي يراد لها ألا تنسى هموم وصعوبات الواقع المعاش لكي تخفف من ثقل ما تمر به المجتمعات وبثّ روح الأمل والمستقبل والخيال العلمي لتشجيع ريادة الأعمال والابتكار والعمل بإخلاص نحو أهداف كبرى تحتاج إلى وقت وجهد وتكاتف لتحقيقها.
الدراما كمظلة تقع تحت أنواعها الدراما التلفزيونية، والدراما الإذاعية، والسينمائية، والدراما الإعلانية، والمسرح، جميعها حملت في جملة ما قدمته نماذج عن مقاومة المحتل وأرجعت تكوين موضوعات واستفادت من الأحداث التاريخية، ومن المقاومة في الحاضر، وبعضها تجاوز ليتنبأ بحدوث مقاومة في المستقبل، فالدراما تستنصر للخير والإنسانية، للأمل والسلام، ولأصحاب الأرض والحق.

تجارب المقاومة متعددة في هذا العالم ، وبكل تجربة فعل سريع وردة فعل تستمر أجيالا، والتاريخ الشاهد على الأفعال والجرائم والانتهاكات والصرخات والتدمير والحرق والقتل المجاني للبشر والشجر وحتى الحيوان. في عالمنا هناك أفعال مقاومة شاهدة على أن الحق مهما تأخر وطال الوصول إليه هو الذي سينتصر وأن السلوك والأفعال غير الإنسانية والشنيعة هي التي تلوث الأسماء وتطبع على صفحات تاريخها قذارة ومرارة ما ارتكبته فالشعوب لا تنسى مهما بعدت المسافات التاريخية للأحداث والمؤامرات والخيانات والصلف البشري في اتخاذ جرائم ضد الإنسانية؛ فقد قاومت الشعوب تنوع الممارسات والاحتلال للأرض وضحت بالغالي والنفيس من أجل استرداد ما أخذ بالقوة والغدر .

مقاومة المحتل فعل درامي توثيقي من خلال الدور الأساسي كشاهد على ما تسجله الدراما من أحداث وموضوعات والكاتب الدرامي ابن بيئته وليس أصدق من أن يقوم بتسجيل هذه المرارة الزمنية التي عاشها أو يعيشها شعبه، وهناك الرسائل الضمنية التي يستنهض بها الكاتب الدرامي ومنتجو الأعمال الدرامية للهمم والمواقف الإيجابية لمقاومة المحتل واسترداد الحقوق.

من خلال تتبع ما تم توثيقه في ( معجم المسرح العماني: نصوص وعروض) كانت المقاومة الفلسطينية من أكثر الموضوعات السياسية التي تم طرحها وتناولها على خشبات المسرح العماني وبدايتها منذ عام 1971م بتقديم مسرحية ( النار والزيتون) للكاتب الفريد فرج التي قدمها مسرح النادي الأهلي من إعداد وإخراج رضا عبداللطيف، وبعدها توالى تقديم القضية القومية العربية الأولى ومقاومة المحتل في مختلف التجارب المسرحية وخصوصا الشبابية منها.

إن الإيمان بالقضايا العادلة ومقاومة الاحتلال تقوم بها النفس السوية والكتابة المتزنة لترى الأمور بحقيقة الجرم الواقع ومحاولة الاستنصار بالدراما لهذه الأفعال المشينة ما هي إلا واحدة من وسائل المقاومة السلمية التي تعري هذه الجرائم وتستنهض الشعوب الحرة وتقدم الرسالة باللغة نفسها التي يفهم فيها العدو والشعوب التي يحكمها والتغيير وإن كان يحتاج إلى وقت فإنه قادم لا محالة ويحق الله الحق بكلماته، وتعود الحقوق لأهلها فلا نستصغر الأعمال ولا الكلمات ولا المواقف وتحديدا الدراما منها التي تصل لكل بيت كالدراما التلفزيونية، وكل مسارح العالم معنية برسالة المسرح والحرية التي هي الأصل في العيش المشترك والكرامة.

وأختم بقصة قصيرة من المجموعة القصصية (ومن الحب) بعنوان ( كرامة)، وفيها: “وصلتنا هدية من غزة بالبريد السريع. تجمَّعنا حولها نحن الإخوة، أمسك كل منا بالشريط المغلف بزواياه الأربع لنفتحه دفعة واحدة، فكانت أحلى الهدايا: لوحة فسيفساء لكلمة ” كرامة”.

المصدر: صحيفة أثير

إقرأ أيضاً:

الموقفُ اليمني وتأثيراتُه على الكيان الصهيوني

يمانيون ـ بقلم ـ فضل فارس

اليمن وعلى مدى عام وقرابة نصف عام آخر وهي تفرض قرارها على مياهها الإقليمية بتوقيف الملاحة الإسرائيلية وإخراجها عن الخدمة.

اليمن استطاعت بالله وبعزيمتها الفولاذية المستمدة من مشروعها القرآني وحكمة قيادتها أن تجمد وتخرج على طول كُـلّ هذه المدة أحد أهم موانئ الكيان المحتلّة المقابلة للبحر الأحمر -ميناء أم الرشراش المسمى بميناء إيلات- عن الخدمة وحتى أعلن إفلاسه الكامل.

اليمن بتحَرّكها الفعال الحر والشريف عبر البحر استطاعت أن تفرض واقعاً وَحضراً ملاحياً على الكيان العبري عبر المياه الإقليمية المؤدية إليه، حيث قد أضرت وهزت بعمق الكيان الصهيوني وذلك ببتر وَتعطيل خطوط التجارة البحرية إلى موانئه بنسبة قد تكون شبه تامة.

اليمن مثلت -وطوال كُـلّ هذه المدة من الحرب- من موقعها المركزي في محور المقاومة وجبهات الإسناد والمؤازرة للشعب الفلسطيني نقطة ومسار تحول تاريخي غير المعادلة الأمريكية والصهيونية على مستوى المنطقة ككل، حيث استطاعت ضرب العمق الإسرائيلي ونشر حالة الرعب والخوف في مواطنيه، كما حولت العديد من مدنه المحتلّة -كما هي مدينتا “أم الرشراش” و”عسقلان” المحتلّتَين- إلى مدن مليئة بالخوف والرعب الجاثم والمنتشر في أرجائها.

وفيما تمكّنت أَيْـضًا وذلك بتأييد الله ومعونته من التصدي لذلك العدوان الثلاثي عليها وإلجامه بالفشل والانكسار وتكبيده الخسائر الكبيرة أَيْـضًا في قواه ومعنوياته وسُمعته التي باتت تحت الأقدام.

كما أن من تأثيرات الجبهة اليمنية في هذه المعركة التأثير على وضع الطيران إلى مطار بن غريون الدولي في يافا المحتلّة، كذا إلحاق الضرر الكبير في الوضع الاقتصادي لها، وذلك ما جعلهم يدخلون في تصعيد وعدوان عليها.

مع أنها ورغم ذلك الوعد والوعيد وَالترغيب والترهيب الأمريكي والصهيوني والبريطاني والغربي بكله لم تتوقف ولو لساعة واحدة إنما ازدادت صموداً وعنفواناً وعزة في مواصلة الإسناد؛ فهي تعتبر ذلك من أقل ما يمكنها فعله، مع شعورها بالتقصير على إتمام الواجب الكامل الذي ترضاه ويرضاه شعبها وقيادتها وقواتها المسلحة فيما يتعلق بواجباتها ومسؤولياتها الدينية والإنسانية تجاه هذه القضية والمظلومية الفلسطينية التي ليس لها على الأرض مثيل.

إن اليمن ورغم استضعافه الكبير وقلت أَيْـضًا قدراته وَإمْكَاناته وذلك مقارنة بما تمتلكه الكثير من الدول والأنظمة في المنطقة، أَيْـضًا لما يعانيه وتفرض عليه وعلى واقعه وأمنه الداخلي من سنوات وأعوام طويلة من سياسات ومؤامرات أمريكية وإقليمية عدوانية.

إلا أنه لا زال وبرغم كُـلّ ذلك غنياً رافعاً الهامة تجاه أي داع إنساني أَو ديني يفرض عليه، وذلك بما يمتلكه من نهر فياض من الأخلاق والقيم والأسس والمبادئ الدينية والإنسانية والعرفية، التي هي ميراثٌ اكتسبها من تاريخه العريق والمشرف لآبائه وأجداده الأول وتحَرّكهم الصادق مع دينهم ونبيهم وأعلام الهُــدى خلفهم، وهي اليوم تلك الهُوية الإيمَـانية من تحَرُّكِهِ وترسُمُ خطوطَ سيره ومسيرة أبنائه المباركة، التي سوف تواصلُ عزمَها في المسير قُدُماً، ولو بعدَ هذه الجولة، حتى تحرير فلسطين كُـلّ فلسطين وذلك وعد الشعب والسيد القائد رضوان الله عليه.

مقالات مشابهة

  • تطور مهم في المنطقة.. إيران: مقاومة الشعب الفلسطيني ليست مرتبطة بأي دولة
  • الموقفُ اليمني وتأثيراتُه على الكيان الصهيوني
  • كتائب القسام تسلم الأسيرات الصهيونيات للصليب الأحمر 
  • شاهد.. حشود بغزة تحتفل بوقف إطلاق النار وتهتف للمقاومة والصحفيين والأطباء
  • شوارع غزة تنفض عن نفسها رماد الإبادة وتهتف للمقاومة
  • غزة تحتفل بوقف إطلاق النار.. هتافات للمقاومة تعلو في الشوارع (شاهد)
  • مقاومة التطبيع في إربد ترحب بالإفراج عن الزعبي وجعابو / بيان
  • لاءات نتنياهو التي حطمتها المقاومة في غزة
  • سعيد ونيس: لا بد من ضرورة التصدي للمحاصصة التي أرهقت المؤسسات السيادية
  • أحمديان: إنتصار المقاومة الفلسطينية هو تجسيد لوعد الله