فيصل عبداللطيف الشعبي.. مسيرة نضال مشرقة
تاريخ النشر: 9th, October 2023 GMT
بقلم/ عبدالقوي رشاد الشعبي
في السابعة من مساء الخميس الثاني من أبريل عام ١٩٧٠ وفي معتقل الفتح الرهيب، أخرج الاخ فيصل عبداللطيف الشعبي من الزنزانة رقم ٥ واقتيد إلى الغرفة البيضاء كما يسميها المعتقلون حينذاك سخرية، فلقد خصصت هذه الغرفة للتعذيب، علما بأنها كانت صيدلية في أيام الاستعمار البغيض وبعد هذا بدقائق خرقت عدة اليات وبنادق سكون الليل الرهيب ومزقت جسد الشهيد فيصل الشعبي منهية بذلك حياة انسان اعطى للثورة وللوطن والشعب حياته.
احدث الفعل والخبر صدمة كبيرة في اوساط الشعب، كما احدث الفعل خلافاً في السلطة امكن تسويته لاحقا وبهذا ساد الجميع قناعة بان الحدث بداية مسيرة طويلة لايام رهيبة قادمة وايذانا بانتصار اتجاه التصفية الجسدية والاحكام الدموية عند ابسط حالة الاختلاف او حتى بدونها وذلك دون الحوار واتجاهاته وهكذا يبدو حسم الامر في لسلطة لمصلحة التيار الأول.
وكان الحدث حسما وهزيمة نهائية لتلك المجموعة في اللجنة التنفيذية والقيادة العامة والحكومة التي كانت تسعى جاهدة لمحاولة لم الشمل في اطار الجبهة القومية بعد احداث ۲۲ يونيو 69 ، وذلك باتجاه تسوية الامور | ان يبدو ان الاتجاه المعارض لذلك اخذ يشعر بخطورة نجاح المصالحة واثرها . عليه، فاخذ يستبق الامور مدركا ان الاسلوب الوحيد لافشال المصالحة هو البدء بمسلسل الدم الذي يدق اسفينا حقيقيا في مسيرة المصالحة ويعمق من الجرح واثره فكان لهم ما ارادوا . وهكذا بدأ نهر الدم في بلادنا.
ومن الغريب ان الضحية الأولى كان الانسان الذي حتى وهو في موقع السلطة يرفض هذا الاسلوب ويدينه وعمل ووقف بشدة ضده مرات عديدة ووقف ضد اصدقائه لمنعهم من ممارسته حتى مع اولئك الذين اختلف معهم فكريا وسياسيا وموقفا وادرك انهم يتآمرون عليه، كل مواقفه هذه انطلاقا من خطورة اثر هذا الاتجاه وعدم شرعيته، وبصفته خروجاً عن السلوك الوطني واخلاقيات الرجال ولكن الغرابة انه وقع ضحية هذه القيم وهذه المواقف التي حاول تجسيدها في السلطة، ولكن العزاء برغم فداحة الحدث ان قناعاته وقيمه هذه اسهمت وكان لها اثرها في سلامة أرواح الكثير من الشخصيات الأخرى وايضا من رجال الاحزاب المعارضة للجبهة اثناء فترة الكفاح وبعدها.
مرحلة الإعداد النفسي والوطني
تلقى الشهيد فيصل دراسته العليا في القاهرة في مصر عبد الناصر وكان لكل ذلك اثره عليه في قناعاته واعداده النفسي وشارك متطوعا في وحدات الطلبة اثناء العدوان الثلاثي على مصر وذلك في جبهة بور سعيد باعتبار المعركة العربية واحدة، أيا كان
موقعها على أرض الوطن العربي.
أصبح عضواً فعالاً ونشطا باعتراف الجميع في حركة القوميين العرب كما اسهم مع زملائه الآخرين في تكوين فرع الحركة في اليمن. كان الشهيد فيصل الشعبي يدرك ان المعركة تستدعي اعداداً جيداً لانها تتخذ شكلاً جديداً ولكنه كان يؤمن انها لا تقوم استناداً على إلغاء كفاح الماضي ولا استثناء لادوار الاخرين وانجازاتهم بل امتداداً للتواصل النضالي الوطني ولكن بشكل ارقى يتطلبه واقع الحال واستفادة من معارك الماضي. هذا الشكل وهذا الاسلوب هو اسلوب الكفاح المسلح فلقد ادرك الكثيرون بان العمل السياسي والمعارضة السياسية ادت دورها ووصلت الى نهايتها ولم تعد تملك جديداً تقدمه لوقف المخططات البريطانية، ولكن مع كل ذلك لابد من الاستفادة من حصيلة هذا التراكم النضالي.
ومن هنا كان قرار المقاومة والثورة المسلحة وكان التميز للجبهة القومية هو في عملية القرار في هذا الاتجاه، وكان ان تكونت الجبهة القومية من القوى والفصائل الوطنية التي ارتضت الكفاح المسلح نهجا ومذهبا وقناعة، ولكن قبل كل ذلك ظل الحوار مع القوى والاحزاب الوطنية الرئيسية الاخرى مستمراً ولكن المؤسف ان الحوار مع قيادات هذه. القوى او بالاصح نقل معظمها وصل . الى طريق مسدود، اذ اكتفى البعض بالتمنيات والاماني الطيبة لهذا | الكفاح والبعض اشار الى الاسر المنكوبة من ردفان واتخذت من الاكواخ في شعب العيدروس سكنا وقال هذه هي بداية الكفاح المسلح ومقدمات نتائجه، وفريق آخر ردد الحكم والمقولات المأثورة بانه لا يمكن . حرق الارض حيث يمكن زراعتها ولا هدم المساكن حيث يمكن اقامنها وهي النتائج التي توقعوا وهما ان يقود اليها النضال المسلح.
والمهم في القول هنا وللتاريخ أن الشهيد فيصل الشعبي كانت له قناعاته وبرغم هذا التميز في القرار فقد كان اشد ايماناً بعدم الانفراد بهذا الدور الوطني بل لابد من ضرورة مشاركة القوى الوطنية فيه وجعلها جبهة وطنية تضم كل القوى الوطنية ولكن هذا الأمل في هذه الجبهة العريضة اصبح محبطاً لعدم القناعة من قبل الاطراف الوطنية، ومن غريب القول ان هذا الاتجاه وهذا الموقف السلبي من قرار الكفاح المسلح لم يقتصر على القوى المحلية في الساحة او القيادات التي اعتقدت اتجاهات التطرف والماركسية لاحقا.
قام الشهيد فيصل الشعبي مع زملائه بدور فعال للاعداد الكفاح المسلح وكان ذلك يستدعي الاعداد الفكري والسياسي والتربوي والعسكري والوحدة الفكرية والوطنية، ولذا ومن جبال ردفان كانت الطلقة الأولى والشهيد الاول البطل راجح بن غالب لبوزة.
لقد تولى فيصل الشعبي العمل العسكري والتنظيمي وخصوصا في جبهة عدن منذ الانطلاقة حتى اغسطس ٦٤ عندما عاد منه وكلف بالذهاب لتعز لتولي مسؤولية قيادة مكتب الجبهة هناك خصوصا في المجال السياسي العربي وتولت مسؤولية العمل في عدن لجنة تنظيمية كان من قادتها الاخوة على السلامي وعلي عبد العليم وعبد الفتاح اسماعيل، ولكن جبهة عدن تعرضت لضربة قوية من السلطات البريطانية على اثر اكتشافها لرسالة مع أحد الإخوة تحوي كشفا بالعناصر القيادية للجبهة القومية وخصوصا أن معظمهم كان من جبهة عدن فقامت باعتقال اكثر من اربعين من هذه القيادات وظلت تبحث عن اللجنة القيادية مما اضطرها اي الاخيرة الى ضرورة الخروج الى تعز بعد أن | صبحت مكشوفة، والوحيد في اللجنة القيادية الذي ظل مختفيا في عدن ورفض الخروج الى تعز هو الشهيد علي عبد العليم.
وأمام هذه الضربة القاسية التي منيت بها الجبهة وارتباك العمل فيها كلف الاخ فيصل الشعبي بالعودة الى عدن مرة اخرى لإعادة بناء الجبهة وهياكلها واستمرارية العمل المسلح وظل على ذلك وامتد نشاطه ل خارج المناطق الاخرى وذلك في فترة أسقاط المناطق الى ان وقع في كمين لجبهة التحرير مع اخيه الشهيد محمد احمد البيشي بعد اسقاطهم للحواشب وسلموا للجهاز العربي في تعز الذي وجد فيهم ضالته، خصوصا بعد معارضتهم لعملية الدمج فكان ان سارع بارسالهم إلى القاهرة وهم لابسون الفوط وبقوا هناك مع الشهيد قحطان الشعبي الذي كان محتجزا بسبب رفضه لاسلوب الدمج حتى تمكن الشهيد فيصل وبوساطه الرئيس الخالد جمال عبدالناصر من الخروج الى بيروت
ومنها الى اسمرا وتعز ثم عدن حيث كانت أحداث سقوط عدن.
كان الشهيد عضوا بارزاً في مفاوضات وقف الاقتتال الاهلي وعمل جاهداً مع زملائه الاخرين لوقف هذه ا المأساة الوطنية، ولكن يبدو أن النوايا الوطنية الصادقة لم تنجح امام مخططات التآمر الرامية إلى مزيد من الفتنة لتعمق بذلك جرحاً في الجسم الوطني، كما شارك مع وفد الجبهة القومية الى مفاوضات الاستقلال في جنيف وكان اول وزير للاقتصاد والصناعة ثم وزيرا للخارجية وبعدها رئيسا للوزراء ووزيراً للخارجية حتى حركة ٢٢ يونيو ١٩٦٩م.
واقع الحال بعد الاستقلال
أدرك فيصل صعوبة الوضع في - البلاد من كل الجوانب سواء الاقليمي او العربي او الدولي الذي ولدت فيه الجمهورية ولذا كانت له نظرته في هذا الجانب الذي يؤمن بتعاون وعلاقات عربية متطورة وصادقة في هذا الجانب، كما كان يؤمن بأن اتجاهات الحياد الايجابي مع مواقف ملتزمة هو النهج الاسلم لبلادنا.
وفي الجانب الاقتصادي وبالاضافة الى نواة القطاع العام كان من اشد المتحمسين لاسهامات القطاع الخاص وامكانيات المغتربين اليمنيين في الخارج الذي يمكن ان تلعب دوراً هاما في اقتصاد البلاد وكان يرى أن الاعتماد في المراحل الأولى يجب ان يقوم على استثمارات المغتربين والقطاع الخاص مع تركيز الدولة على الزراعة والثروات السمكية والتخطيط للاستفادة من ثروات البلاد البترولية والمعدنية.
ومن المؤسف ان هذا الاتجاه مورست عليه المزايدات الكثيرة ولكن الانصاف الحقيقي كان فيما احتوته سياسة اتجاهات الاصلاح السياسي والاقتصادي الذي اعلنته الحكومة كنوايا قبل الوحدة اليمنية، والذي اتى متضمنا لكل الاراء التي نادى بها الشهيد قبل اكثر من عشرين عاما ذهبت كلها في مرحلة تجريب الاراء والمعتقدات التي كلفتا جميعاً ثمناً باهظاً
ولكن الهم الاساسي لمرحلة ما بعد الاستقلال اضافة الى الواقع الاقتصادي والاجتماعي هو في خلق جبهة وطنية موحدة ومتماسكة، وكان ذلك واقعا معقداً ومريراً بفعل موروثات الماضي وكذلك عملية الدمج ثم الاقتتال الاهلى الذي اضر كثيراً بالوحدة الوطنية، وكانت المعالجة حتى في ظل النوايا الصادقة تستدع دعي جهداً جباراً وزمنا كفيلا بازالة مرارة الماضي، فكيف الحال اذ اهتزت النوايا الصادقة في الاخوة والسلطة في النظرة . بهذا الاتجاه.
وبرغم كل الاعتداءات الخارجية التي شنت ضد البلاد وخطورتها احيانا الا ان الشهيد فيصل كان يدرك ان الخطر الحقيقي ياتي من الداخل . وذلك من خلال انقسامات الجبهة والسلطة الحاكمة التي بدأت الخلافات تظهر في صفوفها وبرغم قناعاته بمشروعية اختلاف الآراء وتعددها الا انها لا تفي الفتنة والتآمرات وانه يمكن حل الخلافات ضمن اطار الحوارات والاحتكام الى الادبيات لا الى التمرد والاثارة، وذلك من خلال قواسم وطنية مشتركة وبرغم ايمانه بضرورة بذل الجهود إلا ان مرارة الواقع اوصله الى تقديم استقالته عدة مرات وجوبهت بالرفض والى مناداته في كثير من الاحيان لهذا الطرف بأن يتحمل المسؤولية في السلطئؤة كاملة مع تعهد الشهيد بدعمهم ومساندتهم.
وكان من اشد ما يحرص عليه اضافة الى العامل الجبهة الداخلية هو الجانب الاخر الذي يشكل امتداداً للجبهة الداخلية، وهو تلاحم وتقوية ثورتي سبتمبر واكتوبر وهو ما تجسد في اخراج جيب الملكيين في حريب بتلاحم الشطرين وجهدهما مع سعيه الى حل الخلافات الناشئة وعدم تصعيدها وذلك من منطلق عدم المجابهة اليمنية.
مواقف تشهد بالتمييز والديمقراطية
كان الشهيد فيصل اكثر الناس احتراماً للاخرين سواء اولئك الذين يتفق معهم او اولئك الذين يختلف معهم في الرأي ... وكان يؤمن ان من حق كل فرد ان تكون له رؤيته الشخصية وموقفه الشخصي تجاه القضايا المطروحة والتي قد تكون موضوع نقاش وجدل ايمانا مه بان الاختلاف لا يفسد للود قضية وايمانا منه بان . . العلاقات الشخصية واستمرارها في حالة الاختلاف هي مقياس النضج ووسيلة وحيدة لابقاء الود واستمراريته وسبيلا لامكانية التفاهم وازالة سوء التفاهم.
من هذا المنطلق ظل الشهيد فيصل على علاقة شخصية وطيدة بتلك .
الشخصيات القياديــــة التـي كانت قد أعلنت دمج الجبهة القومية في جبهة التحرير وعلى نفس المستوى كانت صلته بالشخصيات القيادية الأخرى من
جبهة التحرير.
ومن المواقف العظيمة التي لا انساها له مواقفه من الاخ عبد الفتاح اسماعيل في حالات كثيرة أهمها تبينه له منذ البداية ثم حالة المعارضة القوية التي نشآت ضد عبد الفتاح بعد ئاشتراكه في اتفاقية الاسكندرية التي کرست است استمرارية الدمج وتوقيعه عليـهــا مــــع بقية أعضاء الوفد ومن ثم محاولته تعزيز هذا الاتجاه وذلك بإقناعه لقواعد الجبهة في عدن حيث ارسل لهم . رسالته التي تنص ان الكل مؤيد الدمج وان الجهاز العربي مصر على ذلك . وليس هناك معارضة قوية باستثناء مجموعة قليلة على رأسها قحطان وفيصل وقد وقع الاخ عبد الفتاح هذه الرسالة بالاسم التنظيمي له وهو «عمرو» فكان ان ثارت ثائرة القواعد على هذا الموقف ولكن فيصل استطاع بقدراته وعلاقته بالقواعد أن يجتاز بعبد الفتاح ازمته مع القاعدة.
موقف اخر في سلسلة هذه المواقف. احداث ١٤ مايو ١٩٦٨ التي جرت في ابين من قبل بعض اعضاء القيادة العامة واصدارهم لبيان باسم اغلبية أعضاء القيادة العامة ومن ثم لجوء هم الى الشمال حينذاك ... وورد اسم عبد الفتاح في البيان بينما هو كان وزيراً للثقافة وذهب للعلاج الى بلغاريا ولكنه اختار ان يعود راسا من بلغاريا الى تعز وليس الى عدن، وبعد فترة قصيرة اخذ يبدي اسفه ثم رغبته في العودة الى | عدن، وعند تدارس الأمر في القيادة كان الشهيد فيصل اولى المؤيدين لعودته. وعند وصول عبد الفتاح الى عدن وجلوسه مع اعضاء القيادة العامة اعلن انه يدين حركة 14 مايو ولم يكن معها وليس له ضلع فيها، وطلب منه كتابة ذلك لنشره في صحيفة ١٤ أكتوبر وفعلاً تم ذلك ولكن عند النشر تم حذف بعض الكلمات ويقال أن رئيس التحرير حينذاك وهو من المقربين الى عبد الفتاح قام بهذا الدور فثارت ثائرة بعض اعضاء القيادة على هذا السلوك ولكن فيصل أكد لهم ان المهم هو جوهر الموقف والادانة ذاتها، وانقذ عبد الفتاح من طلب محاولة النشر مرةئ اخرى.
كذلك الحال مع الاخربن مع المشاركين في حركة14 مايو والذين ظلوا في الشمال وقتئذ فعندما ساء بهم الحال طلبوا العودة عارضين استعدادهم لمحاسبتهم وقد أسهم فيصل وعلى عنتر في ضرورة الاستجابة للرغبة وتم اللقاء معهم على أطراف الضالع مع قعطبه وطرحت عليهم بعض الشروط اهمها الاعلان عن ادانتهم لحركتيم باعتبارها خروج عن النظام والسلوك و استعدادهم للمحاسبة تنظيمياً . على ذلك. وان لا يشاركوا في اجتماعات القيادة العامة حتى تتم هذه الاجراءات ولكن هل التزموا ذلك موقف يمكن توضيحه في مكان آخر ومن المواقف الانسانية الأخرى عندما مرض الاخ على صالح عباد في تعز وكان من المشاركين في حركة ١١ مايو، قام الأخ علي عنتر بشرح الموقف الصعب للمريض لفيصل وكيف انه في حاجة للعلاج، فابدى الاخير استعداده لتبني علاجه لدى الحكومة وانه من الافضل عودته إلى عدن ليتم تسفيره منها الى الخارج، ولكن مقبل ابدى تخوفه من العودة ولم يمنع هذا ان يتبنى فيصل موقفا انسانيا في هذا الصدد وارسل مقبل للعلاج الى القاهرة واعطى له مبلغا في يده واخطرت السفارة في القاهرة بتحمل كل نفقات علاجه لم يكن فيصل يرى ان حالة الاختلاف مع اي شخص تستدعي وقف معاشه او قطع مرتبه لذا فحينما قام جماعة حركة 14 مايو وغيرهم بحركتهم ضد الدولة ثم هربوا تاركين اسرهم خلفهم كان فيصل من اول القائلين بعدم معاقبة أسرهم على افعالهم وانه لابد من استمرار صرف مرتباتهم، وتولى هو بنفسه ايصالها في اخر كل شهر،
لم يكن الشهيد فيصل يؤمن بان الاختلافات مع الاخرين معناها تشويه تاريخهم ونكران حقهم او تجاهلا لاعمالهم لذا فلم أسمع منه قط في أي يوم من الايام ان حاول انکار کل ذي حق من حقه او ادعى الوطنية والاخرين بالعمالة والخيانة وهي الاسطوانة التي ظل الكثير يدين بها الاخرين وبطرب كثيراً لسماعها لعلها ترفع من شانه وتضيف إلى تاريخه امجادا اخرى.
ا. ولأنه كان يرى ان الفضل في ذلك للشعب وكل الافراد الذين اسهموا في هذا الانتصار لذا فلم يصنع مجده على انكار حقوق الأخرين وتحجيم ادوارهم او انكارها ولم يكن من المتشبتين بالسلطة ابدأ فلقد قدم استقالته أكثر من مرة كما أنه رفض كل العروض التي له لتحمل المسؤولية بعد حركة 22يونيو69 ورأى فيها انقلابا واسلوباً خاطئاً في المعالجة مهما كانت الدوافع والمبررات وانقلابا ضد الثورة لا مبرر له، وان هناك وسائل ديمقراطية وتنظيمية تكفل معالجة كل الاخطاء مهما كانت ومن اي مصدر اتت .
ختاما في ذكرى هذا اليوم نقول الف رحمة عليك ايها الشهيد على امتداد هذا الوطن والذي كان عظمة الشهداء فيه بمثل عظمة هذا الوطن العظيم.
المصدر: عدن الغد
كلمات دلالية: القیادة العامة الکفاح المسلح هذا الاتجاه کان الشهید عبد الفتاح لم یکن فی هذا کان من
إقرأ أيضاً: