طوفان الأقصى.. حماس تحقق نصرا استخباريا مذهلا على مخابرات إقليمية ودولية
تاريخ النشر: 9th, October 2023 GMT
أجهزة الاستخبارات الإسرائيلية "لم يكن لديها تحذير مسبق" من هجوم "حماس" المنسق برا وبحرا وجوا، كما أن قواتها العسكرية "غير مستعدة على ما يبدو".
هكذا ينقل تقرير لصحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية، وترجمه "الخليج الجديد"، عن مسؤول دفاعي إسرائيلي ومسؤولين أمريكيين لم تكشف هويتهم، وصفوا الهجوم المفاجئ الذي شنته حماس، السبت، بـ"الفشل الاستخباراتي" بالنسبة لإسرائيل.
ورغم أن الهجوم فاجأ أيضا العديد من وكالات الاستخبارات الغربية، فإنها لا تتتبع أنشطة "حماس" عن كثب كما تفعل إسرائيل أو مصر.
وعلى مر السنين، أنشأت إسرائيل شبكة من أجهزة الاعتراض الإلكترونية، وأجهزة الاستشعار، والمخبرين البشريين، في جميع أنحاء قطاع غزة، الذي تسيطر عليه حركة حماس المدرجة على قوائم الإرهاب.
كذلك، استثمرت إسرائيل وجيرانها في الماضي بكثافة في محاولة تعقب وحظر شبكات حماس، وغالبا ما كانت تعترض الشحنات القادمة التي تحمل مكونات إنتاج الصواريخ، وفقا للصحيفة الأمريكية.
ويضيف هجوم "حماس" الأخير سلسلة من أسئلة أكثر إلحاحا حول "إخفاقات إسرائيل"، كما تقول الصحيفة.
وعلى الرغم من بعض التحذيرات من صراع محتمل بسبب الانقسامات الداخلية داخل إسرائيل، فشلت استخبارات إسرائيل في توقع استعدادات المقاومة، والتي استهدفت القواعد العسكرية والمدن والمستوطنات في وقت متزامن.
اقرأ أيضاً
طوفان الأقصى.. متحدث جيش الاحتلال: هذا أسوأ يوم في تاريخ إسرائيل
وتوضح الصحيفة، أن المسؤولين الأمريكيين اعترفوا بإمكانية وقوع هجوم من قبل المقاومة، لكنهم لم يقدموا تحذيرات تكتيكية محددة، مما ترك إسرائيل غير مستعدة.
وبينما كانت الصراعات السابقة بين الفلسطينيين وإسرائيل محدودة النطاق والمدة، كان هجوم السبت غير مسبوق من حيث نطاقه وتعقيده، وقد يتصاعد الآن رد إسرائيل، الذي يتمثل عادة في شن غارات جوية ومناورات برية محدودة، إلى غزو واسع النطاق للقطاع، وهي خطوة كانت تعتبر في السابق مكلفة للغاية من حيث التحديات المتعلقة بالأرواح والحكم.
وتشير الصحيفة إلى أن الهجوم المفاجئ، الذي وقع بعد مرور ما يقرب من 50 عامًا على حرب أكتوبر/تشرين الأول 1973، كان اختيارًا متعمدًا من جانب المقاومة الفلسطينية لاستغلال الصدمة الوطنية التاريخية في إسرائيل، ما فاجأ تل أبيب مرة أخرى.
وعلى الرغم من استثمار إسرائيل الكبير في جمع المعلومات الاستخبارية، فقد تمكن المقاومون الفلسطينيون من مفاجأة القوات الإسرائيلية من قبل، وخاصة في عام 2006 عندما اختطفوا الجندي جلعاد شاليط، ما أدى إلى بقائه في الأسر لسنوات.
وتتابع: "المخابرات الإسرائيلية تفاجأت بهجوم السبت، كون عناصر حماس تجنبوا مناقشة خططهم المسبقة عبر الهواتف المحمولة، أو وسائل الاتصال الأخرى التي يمكن اعتراضها".
ويوضح المسؤولون الأمريكيون السابقون للصحيفة، أنه "من المرجح أن حماس استخدمت التخطيط التقليدي وجها لوجه لتجنب الكشف الإسرائيلي"، لافتين إلى أنه "لا بد أن مئات الأشخاص كانوا منخرطين في التخطيط للهجوم، مما يدل على أن جهود حماس لكسر شبكة المخبرين الإسرائيلية كانت ناجحة".
اقرأ أيضاً
جيش وحكومة واستخبارات.. "طوفان الأقصى" يجرف أُسس إسرائيل
وتقول الصحيفة إن "نجاح الهجوم المفاجئ، يؤثر على سمعة الجيش الإسرائيلي ووكالات الاستخبارات، وعلى المستقبل السياسي لرئيس الوزراء بنيامين نتنياهو".
وأمام ذلك، تشير الصحيفة نقلا عن مسؤول عسكري كبير، إلى أنه "من المرجح أن ترد إسرائيل بالقوة وربما باجتياح غزة".
وحسب الصحيفة فإن عملية "حماس"، يمكن أن تغير النهج الاستراتيجي الذي تتبعه إسرائيل تجاه الحركة وقطاع غزة.
وفي ضوء هذه التطورات، تقول الصحيفة" "من المرجح أن تعيد إسرائيل تقييم استراتيجيتها، مما قد يؤدي إلى نهج أكثر عدوانية ضد حماس وغزة، إذ كشف فشل آلياتهم الدفاعية عن نقاط ضعفهم، الأمر الذي دفعهم إلى إعادة تقييم من شأنها أن تعيد تشكيل الديناميكيات ليس فقط داخل إسرائيل وغزة، بل وأيضًا في منطقة الشرق الأوسط".
وتحاول كل من إسرائيل ومصر مراقبة الجهود المبذولة لتهريب شحنات مواد إنتاج الصواريخ، "والعديد منها يأتي من إيران، ويدخل غزة من شبه جزيرة سيناء عبر أنفاق تحت الأرض"، وفقا لمسؤولين سابقين في المخابرات الأمريكية.
وفي عام 2021، أعلنت إسرائيل عن تدمير ما يصل إلى 100 كيلومتر من الأنفاق تحت الأرض، وعملت مصر أيضا على إغلاق الأنفاق بين غزة وشبه جزيرة سيناء.
اقرأ أيضاً
خيارات "إسرائيل" صعبة أمام "طوفان الأقصى" .. ماذا يعني؟
وبدأ التصعيد الأخير بعدما شنت حماس هجوما مباغتا على إسرائيل، فجر السبت، حيث أطلقت آلاف الصواريخ من قطاع غزة، وتسلل المئات من مسلحيها إلى الأراضي الإسرائيلية.
وردت إسرائيل بنشر الجيش لعشرات آلاف الجنود لاستعادة السيطرة الكاملة على المناطق المتاخمة لقطاع غزة، وإنقاذ الرهائن الإسرائيليين وإجلاء السكان المتبقين بحلول صباح الإثنين، بالإضافة إلى غارات جوية على القطاع الفلسطيني الساحلي.
وقال الجيش الإسرائيلي، مساء الأحد، إن "العدو لا يزال على الأرض"، مضيفا: "نعزز قواتنا خصوصا قرب غزة ونطهّر المنطقة".
وتعهد الجيش بملاحقة "الإرهابيين في كل مكان ينتشرون فيه"، مشيرا إلى أن غاراته أصابت "800 هدف"، وفق الصحيفة.
وقُتل أكثر من 700 إسرائيلي أغلبهم من المدنيين منذ بدء هجوم حماس، حسبما أعلن الجيش الإسرائيلي، فجر الإثنين.
وفي تحديث لأعداد الضحايا، أفاد الجيش الإسرائيلي أيضا بأن 2150 إسرائيليا أصيبوا.
كذلك، قُتل عدد من الأمريكيين في الهجوم، حسبما أكد مسؤول أمريكي، الأحد، من دون أن يخوض في تفاصيل.
اقرأ أيضاً
"طوفان الأقصى": الحاجة للردع
المصدر | نيويورك تايمز: ترجمة وتحرير الخليج الجديدالمصدر: الخليج الجديد
كلمات دلالية: طوفان الأقصى فلسطين إسرائيل فشل فشل استخباراتي الاستخبارات الجیش الإسرائیلی طوفان الأقصى اقرأ أیضا إلى أن
إقرأ أيضاً:
إعلام عبري يكشف خطط الجيش الإسرائيلي لإدارة قطاع غزة من دون حكم عسكري
#سواليف
كشفت صحيفة “يديعوت أحرونوت” عن #خطط للجيش الإسرائيلي لإدارة الأمن في قطاع #غزة من دون #حكومة_عسكرية، وذلك من خلال السيطرة على الممرات والمحاور التي بناها.
وتضيف الصحيفة أن هذا الوجود الاستخباراتي العملياتي، الذي سيعطي الأمن والشعور بالأمان لسكان #إسرائيل في غياب تسوية سياسية أو #صفقة_تبادل أسرى ينوي #الجيش تنفيذه من خلال السيطرة على “ممرات آمنة”، تشمل محور فيلادلفيا بالإضافة إلى منطقة أمنية بعرض حوالي كيلومتر على طول كامل حدود قطاع غزة.
ونظرا لهذا الوضع، ينتشر الجيش الإسرائيلي في قطاع غزة لتوفير الأمن لسكان جنوب إسرائيل ومواصلة الضغط العسكري لتهيئة الظروف لعودة الأسرى.
مقالات ذات صلة جيش الاحتلال ينشر بيانات محدثة مفصلة عن عدد قتلاه في غزة ولبنان 2024/11/15ويضيف مراسل الصحيفة بن يشاي، أن التحرك الذي يتم الآن خاصة في شمال قطاع غزة، يأتي لمنع استعادة قدرات حركتي “حماس” و”الجهاد الإسلامي” على شن حرب عصابات ضد مستوطني الغلاف، وتشير الصحيفة إلى ما أسمته “الأهداف التي يحاول الجيش الإسرائيلي تحقيقها من خلال الممرات التي يقيمها في غزة” وهي كالتالي:
أولا: نشاط استخباراتي لمراقبة ومتابعة ما يحدث في القطاع عن كثب، بهدف تحديد أي محاولة من جانب حماس لإعادة تأسيس قوتها العسكرية في القطاع.
ثانيا: التحرك السريع للجيش لمهاجمة اي منطقة في قطاع غزة.
ثالثا: منع المساعدات من الوصول إلى “حماس” من الخارج، وخاصة عبر سيناء ومصر، من خلال السيطرة على محور فيلادلفيا. وذلك لحين الاتفاق مع القاهرة على الإجراءات والتحضيرات التي ستتم على طول محور فيلادلفيا، لمنع تهريب الأسلحة.
رابعا: السيطرة على خطوط مساعدات السكان كوسيلة للضغط على “حماس” لإطلاق سراح الأسرى، ومنع تحركات عناصرها إلى شمال القطاع.
خامسا: السماح للجهات الفاعلة الدولية بتقديم المساعدات الإنسانية وتوزيعها بأمان.
وبحسب “يديعوت أحرونوت”، محور نتساريم على سبيل المثال سيتحول إلى محور لوجستي يسمح بالعمليات منه شمالا إلى مدينة غزة وجنوبا إلى منطقة المعسكر المركزي في خان يونس، ويكون الوجود الإسرائيلي عسكريا فقط ويقتصر على ممر عرضه 7 كيلومترات وطوله 9 كيلومترات.
هذه الأهداف تقول الصحيفة هي في مراحل متقدمة من البناء، وستبقى وفقا لخطة الجيش الإسرائيلي، لعدة سنوات حتى يتم التوصل إلى اتفاق لإطلاق سراح الأسرى، الأمر الذي سيتطلب على الأرجح تغيير الخطط فيما يتعلق بمستقبل القطاع.
لكن في غياب صفقة لإطلاق سراح الأسرى الإسرائيليين، وفي غياب إدارة بديلة في غزة سيستمر الجيش الإسرائيلي في إنشاء الممرات، والسبب الثاني هو عدم وجود أي مؤشر على إحراز تقدم في تشكيل حكومة بديلة للحكم المدني في غزة.
وبينما هناك دول عربية مثل الإمارات العربية المتحدة والمملكة العربية السعودية ترغب في المشاركة في قوة حفظ سلام دولية وحكومة مدنية في غزة، إلا أنها تطالب بمشاركة السلطة الفلسطينية بقيادة محمود عباس في مؤسسات الحكم المدني والحكومة المدنية، لكن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو لا يوافق على ذلك لأسباب سياسية وخوفا من تفكك ائتلافه.